25-11-2024 06:22 AM بتوقيت القدس المحتلة

"صدمة" زياد الدويري.. تشعل جدل مقاطعة "إسرائيل" في لبنان

المخرج اللبناني سافر إلى "تل أبيب" واستعان بممثلين إسرائيليين، بحجة أن الفيلم يتحدث عن فلسطيني الداخل، لذا لا بد من تصوير مشاهد هذا العمل، الذي سيلف العالم، في "إسرائيل".

لقطة من فيلم الصدمة التطبيعي مع الكيان اللصيهونيمروحين، قانا، غريفا، صور، حولا وعيتا الشعب.. كلها أسماء لقرى لبنانية جنوبية عاشت مجازر الكيان الصهيوني وسحق أطفالها تحت قنابل الطيران الهمجي. لعل زياد الدويري السينمائي اللبناني، لم يسمع بكل تلك المجازر التي ارتكبها الكيان الغاصب فقصده بنفسه لتصوير أجزاء من فيلمه "الصدمة".

فالمخرج سافر إلى "تل أبيب" واستعان بممثلين إسرائيليين، بحجة أن الفيلم يتحدث عن فلسطيني الداخل، لذا لا بد من تصوير مشاهد هذا العمل، الذي سيلف العالم، في "إسرائيل".


كما أن "الفلسطينيين أنفسهم صوروا العديد من أفلامهم في الداخل الإسرائيلي، لا بل بعضهم استعان أيضاً بممثلين وتمويل إسرائيلي"، بحسب قول المخرج زياد، فلِمَ على اللبناني أن يكون ملكياً أكثر من الملك، ولِمَ عليه أن "يرفع الراية والقضية الفلسطينية أعلى من الفلسطينيين أنفسهم؟". هذا ما يبرره به لنفسه هذا التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وقد ذهب السينمائي الشاب أبعد من ذلك، معلناً أنه اختار ممثلين إسرائيليين لأن هذا كان قراره "الفني"، وهو غير نادم على ذلك، كما لا يجد نفسه مضطراً لتقديم أي اعتذار، بحسب تعبيره.


ودفاع الدويري هذا الذي نشر في حسابه على "فيسبوك"، "وجهة نظر" يجب التوقف عندها، لكن العداوة لإسرائيل في لبنان ليست على الإطلاق وجهة نظر، بل موقفا يتخذه معظم الشعب اللبناني. لعل هذا ما أثار موجة استياء على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر العديد أنه كان حريّ على لبناني بلغ العالمية أو على طريقها أن يتخذ موقفاً، يُسمع من خلاله أنين أطفال الجنوب الذين قضوا تحت نيران الهمجية الاسرائيلية، وخسائر قدرت بملايين الدولارات للبنى التحتية التي سحقت بتوقيع قنابل إسرائيلية.


زياد دويري خلال إخراج فيلم صدمةإلا أن زياد لم يفعل، بل ظن أنه حوّل اللعبة لصالحه عندما نشر على موقع فيسبوك "إجازة العرض" التي نالها من الأمن العام اللبناني، فألقى الكرة في ملعب وزارة الداخلية والدولة اللبنانية. وظهرت الأخيرة متخبطة عاجزة عن معرفة أي قرار تتخذه. فهي واقعة بين سندان الحريات والرقابة، وبين الموقف من مقاطعة إسرائيل. فأتاها الجواب واضحاً من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية. جواب لم يُرض بالطبع المخرج اللبناني، فما كان منه إلا أن وصفه بالغبي، متسائلاً "إن كان المنع سينهي الاحتلال الإسرائيلي أو سيحسن من ظروف الفلسطينيين". لعله لن يفعل بالتأكيد، لكنه على الأقل سيسجل موقفاً يحسب لصالح المُقاطع.

رواية ياسمينة خضرا  مع رؤية الغرب :
يذكر أن الفيلم مقتبس عن رواية "الهجوم" للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا. ويروي قصة طبيب من عرب الداخل أو ما يسكى ب"ـعرب إسرائيل"، يكتشف أن زوجته نفذت عملية "انتحارية" في تل أبيب، فيعيش "صراعاً"، يفصّله الكاتب بتأنٍ في موضوع، يستهوي الغرب عادة، لاسيما وأن خضرا صاغه بطريقة "مرضية"، لما يتوقعه القارئ الغربي، الذي لا يعي كثيراً تفاصيل المأساة الفلسطينية.


الروائي الجزائي ياسمين خضراوفي حين ولّد المنع جدلاً واسعاً في لبنان بين مؤيد ومعارض له بحجة الحريات والحفاظ عليها، لا سيما بعد امتناع وزير الثقافة من ترشيحه باسم لبنان للأوسكار، فاز "الصدمة" بجائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة في الدورة السابعة عشرة من مهرجان كولكوا للفيلم الفرنسي في هوليوود. فبعد أسبوع على الاعتداء المزدوج في بوسطن الذي ألحق صدمة في الولايات المتحدة، اختار جمهور المهرجان مكافأة هذا الفيلم.


وقد عرض "الصدمة" في إطار فئة مستحدثة في المهرجان بعنوان "سينما العالم من إنتاج فرنسا"، وفاز بثلاث جوائز هي جائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة وجائزة "كامينغ سون" التي استحدثت هذه السنة أيضاً، وتكافئ فيلما اشتراه موزع أميركي.
ومن المتوقع أن يعرض في الصالات الفرنسية اعتبارا من 29 مايو/أيار وفي الولايات المتحدة اعتبارا من 21 حزيران/يونيو.