ان لا فرق عند الله تعالى بين المرأة والرجل في سلوك المراحل المعنوية والتمتع بالحقوق الاجتماعية والفردية لكنهما يتمتعان بامتيازات متفاوتة حسب الطبيعة الانسانية
بيّن أية الله العظمى سماحة الامام الخامنئي، أن الرؤية القرآنية والاهتمام الخاص الذي يبديه الاسلام لمكانة المرأة وموقعها تعد أكثر النظريات منطقية ومتانة وتطبيقية. ونقلاً عن الموقع الاعلامي لمكتب سماحته أنه استقبل، يوم أمس الاربعاء، حشداً من الشعراء والذاكرين لمناقب وفضائل اهل البيت (ع) في حسينية الامام الخميني(قده) في العاصمة الايرانية طهران بمناسبة ذكرى ولادة بضعة النبي (ص) السيدة فاطمة الزهراء (ع) والامام الخميني (قده).
وقال سماحة الامام الخامنئي ان لا فرق عند الله تعالى بين المرأة والرجل في سلوك المراحل المعنوية والتمتع بالحقوق الاجتماعية والفردية لكنهما يتمتعان بامتيازات متفاوتة حسب الطبيعة الانسانية. واكد سماحتته خلال اللقاء على ضرورة تكريم مكانة المرأة، وانتقد سياسات الغرب تجاه قضية المرأة مضيفاً: ان موقف الحضارة المادية الغربية تجاه موضوع المرأة خطيئة كبرى لا تغتفر ولا يمكن رأب صدع تداعياتها ابداً.
وإنتقد سماحة الإمام الخامنئي رؤية الغرب لقضية المرأة، مؤكداً بان رؤية الاسلام والقرآن للحقوق الاجتماعية والفردية للمراة والرجل تعد الرؤية الاكثر منطقية ورصانة وواقعية. واعتبر سماحته مظاهر حضارة الغرب بشأن قضية المرأة بانها تتمثل في جعلها مجرد اداة للاغراء والملذات وكسر حرمتها الانسانية، حيث يعتبر الغرب ذلك بأنه يأتي في اطار الحرية ويعبّر عن الرؤية المقابلة لذلك بالاسر والعبودية.
واكد سماحته بان النتيجة لمثل هذه الرؤية للمرأة هي تدمير كيان الاسرة واضاف، انه في مجتمع ما عندما يهتز كيان الاسرة ستستفحل مشاكل ذلك المجتمع وان الحضارة الغربية بقوانينها الجنسية الخبيثة التي تطبقها محكومة بالفشل والسقوط، شاءت أم أبت. واعتبر سماحته زوال الحضارات مثل نشوئها، أمراً تدريجياً وهذا ما تشهده الحضارة الغربية اليوم.
واشار الى بعض الامتيازات الحصرية للمرأة ومنها ادارة البيت وتربية الاطفال والاهتمام بحفظ اجواء الاسرة والانس الاسرى، منوهاً الى ضرورة احترام وتكريم المراة واضاف، من الضروري ان يكون التعامل مع النساء مرفقاً بالاحترام والمحبة ومشفوعاً بالنبل والعفة.
في جانب اخر من حديثه، قال الإمام الخامنئي متوجهاً الى الشعراء وذاكري مناقب وفضائل اهل البيت (عليهم السلام) ان انتخاب الشعر وادائه يجب ان يكون في اطار زيادة المعرفة وتعميق معرفة الناس تجاه الدين واسلوب الحياة. واشار سماحة الامام الخامنئي الى التأثير العميق والكبير للقصيدة في نقل المعارف الدينية، مؤكداً: انه ينبغي الاستفادة من هذه الفرصة بصورة صحيحة ولا ينبغي تضييع هذه الفرصة السانحة عبر اختيار قصائد لا مضامين لها او ذات نقاط ضعيفة او خاطئة او ادائها بصورة غير ملائمة وخارجة عن الحدود الشرعية.
واعتبر سماحته استخدام موهبة القريحة الشعرية وتركيبها مع المديح في خدمة "اثارة الخلاف" و"تاجيج العصبيات المذهبية" نقطة أخرى من مصاديق تضييع فرصة الشعر وذكر مناقب اهل البيت (ع) واضاف، ان اثارة الخلاف وتاجيج العصبيات المذهبية اجراء خاطئ وبعيد عن المصلحة كما كان الائمة المعصومون (ع) في زمانهم يمنعون مثل هذه السلوكيات.