تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 3-5-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ملف تأليف الحكومة، كما رصدت الصحف ردود الفعل السياسية على كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 3-5-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ملف تأليف الحكومة وقانون الانتخابات، كما رصدت الصحف ردود الفعل السياسية على كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
السفير
سلام: لا أسعى لحكومة أمر واقع
جنبلاط لـ«السفير»: لا للتمديد للمجلس ورئيس الجمهورية
وكتبت صحيفة السفير تقول "تعطلت لغة التأليف حتى إشعار آخر، ودخل البلد في مرحلة انتظار على الأقل حتى ما بعد عطلة عيد الفصح لدى الطوائف الشرقية، حيث ينتظر ان تدب الحيوية مجدداً في حركة المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف مع القوى السياسية.
وتزامنا، كان الهاجس الامني يتحرّك على مساحة المشهد الداخلي بدءًا من الحدود الجنوبية في ظل المناورات الأخيرة التي نفذها جيش العدو الاسرائيلي في الجانب الآخر من الحدود وصولا الى الجولان المحتل، وما رافقها من انتهاكات جوية للسيادة اللبنانية، وصولا الى الحدود اللبنانية السورية واستمرار الحذر الشديد في القرى اللبنانية بقاعا وشمالا، الذي تزامن في الساعات الماضية مع اشتداد وتيرة العمليات العسكرية في الجهة السورية المقابلة.
في هذه الاثناء، سجل ملف الزوار اللبنانيين المخطوفين في سوريا مزيدا من الحضور في دائرة الاهتمام الرسمي والامني، وتحدثت مصادر مواكبة لهذا الملف عن بلوغ مرحلة الانعطافة النوعية، معولة على الدور الذي يلعبه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في هذا السياق مع السلطات التركية والسورية والقطرية.
وفي ظل الحديث عن الشروط التي يضعها الخاطفون، اكد وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» «أننا ما زلنا في انتظار تسلم اللوائح الاسمية بأسماء السجينات في سوريا، وعندما نتسلمها يبنى على الشيء مقتضاه». وأعرب عن تفاؤله الحذر، الا انه قال ان الحل النهائي لهذا الملف سيكون على أيدي الاتراك وكذلك على أيدي القطريين الذين عبروا عن رغبة في تقديم المساعدة في هذا المجال.
الى ذلك وصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رأس وفد رسمي، أمس، الى الفاتيكان حيث من المقرر أن يلتقي اليوم البابا فرنسيس، على ان ينتقل من هناك الى جنوبي فرنسا لقضاء اجازة خاصة في ضيافة نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، فيما يستمر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في زيارته الاوروبية حتى الثلاثاء المقبل.
وبالتزامن مع ما تردد في الساعات الاخيرة حول ترجيح كفة حكومة الامر الواقع، خاصة في ضوء الخطاب الأخير للامين العام لـ«حزب الله « السيد حسن نصرالله، نفى الرئيس المكلف تمام سلام ان يكون لديه النية في الذهاب الى هذا الخيار، وقال لـ«السفير» ان «القول بأنني ذاهب الى حكومة امر واقع او حكومة مواجهة هو كلام أرد عليه بجملة واحدة: أنا ذاهب الى حكومة انتخابات نيابية، وما زلت على تواصل مع كل الاطراف السياسية لهذه الغاية، عدا عن ان طبعي ليس التطرف او فرض الامر الواقع بل الحوار وتفهم الاخر». ودعا جميع القوى السياسية الى التعاون من اجل تشكيل حكومة الانتخابات بدوره، رفض رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذهاب الى خيار حكومة الامر الواقع، وقال في حوار مع «السفير»: يجب ان تتشكل الحكومة سريعا، ولا وجود لحكومة امر واقع، الرئيس المكلف قال بحكومة مصلحة وطنية، أي حكومة وحدة وطنية أي حكومة كل الاطراف.
ودعا جنبلاط الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف، واحترام اسلوبه في التأليف، والى الاقلاع عن الشروط المسبقة او التعجيزية، الا انه شدد في المقابل على ضرورة تحقيق مساحة مهمة للوسطيين في الحكومة.
واكد جنبلاط من جهة ثانية، ان التوصل الى تفاهم انتخابي ما زال ممكنا، والصيغة الاقرب الى التفاهم هي المزج بين النظامين الانتخابيين الاكثري والنسبي، وعلى كل الاطراف التي وافقت على النظام المختلط ان تسعى الى تدوير الزوايا من اجل الوصول الى مساحات وتفاهمات مشتركة، «وعلى كل طرف ان يتنازل قليلا، وعندها بيمشي الحال خاصة وان القانون المختلط يمكّننا من ان نخترق عقبات وحواجز بعض الاقطاع السياسي وايضا الاقطاع الديني».
وبينما اكد جنبلاط استمرار التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان الموضوع الانتخابي محور متابعة بري الذي تلقى من «تيار المستقبل» اقتراحا بوضع اقتراحه الانتخابي الرامي الى استحداث مجلس للشيوخ على اساس الاقتراح الارثوذكسي، والابقاء على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.
من جهة ثانية، اكدت اوساط رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لـ«السفير» ان لا مماطلة ولا تسويف او تأخير متعمد في موضوع سلسلة الرتب والرواتب. واشارت الى انه بعد القرار الاخير لمجلس الوزراء بإحالة السلسلة الى مجلس النواب، قامت وزارة المال بإعداد مشاريع قوانين تمهيدا لاحالتها الى مجلس النواب، ولدى مراجعة بعض هذه المشاريع في الامانة العامة لمجلس الوزراء تبين ان بعض الارقام الواردة فيها مخالفة لقرار مجلس الوزراء، فتم الطلب من وزارة المال اعادة النظر في هذه المشاريع وتصحيح بعض الارقام. والوزارة بصدد تصحيح الارقام لكي تتطابق مع ما قرره مجلس الوزراء."
النهار
مخاوف من انسداد بعد عاصفة نصرالله
سلام يتريّث أسبوعاً على الأكثر لوضع التشكيلة
وكتبت صحيفة النهار تقول "هل يدفع الانسداد السياسي الذي اشتدت وطأته عقب الاطلالة الاخيرة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والتي اثارت ردود فعل حادة في شأن تورط الحزب في القتال في سوريا الى تجميد عملية تأليف الحكومة الجديدة أم الى استعجالها ولو من طريق تشكيلة "امر واقع"؟
السؤال طرح على نطاق واسع امس من دون اتضاح اي اتجاه محتمل في انتظار جولة "مفاوضات" يرجح ان تكون حاسمة ونهائية بين رئيس الوزراء المكلف تمام سلام ووفد من قوى 8 آذار بعدما اتسم لقاؤهما الاخير بطابع صدامي نظراً الى تمسك الوفد بمطلب الحصول على الثلث المعطل ورفضه المداورة في الحقائب الوزارية.
وقالت مصادر بارزة في قوى 14 آذار لـ"النهار" امس ان توقيت ابلاغ 8 آذار رئيس الوزراء المكلف موقفها السلبي من المعايير الاساسية التي وضعها للتشكيلة الحكومية جاء متزامنا مع المواقف التي اعلنها السيد نصرالله والتي تعتبر اجهازا على "اعلان بعبدا"وانقلابا معلنا عليه، مما يعني ان فريق 8 آذار اتخذ قرارا واضحا بعرقلة اي انفراج سياسي وانه يسعى الى تقييد عملية تشكيل الحكومة اسوة بالدفع نحو التمديد لمجلس النواب.
كذلك تخوّف بعض الاوساط "الوسطية"من ان يؤدي المناخ المتوتر الذي نشأ عن مواقف نصرالله والتي جبهت بسقوف عالية كان ابرزها في البيان الذي اصدره الرئيس سعد الحريري متهما الاخير بالعمل على "زج لبنان في الحروب الاقليمية والاهلية" الى اعادة مجمل الازمة السياسية بشقيها الحكومي والانتخابي الى نقطة الصفر والمراوحة الطويلة مع ما يرتبه ذلك من اخطار ومزالق.
أسبوع على الأكثر
وسط هذه الاجواء اوضحت اوساط رئيس الوزراء المكلّف انه بعد اللقاء الاخير الذي جمعه ووفد 8 آذار لا يزال ينتظر عودة التواصل بين الجانبين وخصوصا في ضوء رغبة سلام في معرفة رد الوفد على ما دار في ذلك اللقاء. وقد بدت اجواء سلام مستعجلة الرد في اشارة الى سؤاله الوفد في اللقاء الاخير متى سيكون جوابه؟ ولما سمع ان الامر سيكون موضع تشاور، قال انه يرغب في الحصول على جواب قريبا ولن ينتظر أكثر من اسبوع . وعليه يبدو ان اللقاء المقبل سيكون في غضون أيام وربما ابتداء من الثلثاء المقبل بعد انتهاء اجازة الاعياد، إلا اذا طرأ ما يستوجب الاستعجال فيعقد اللقاء في الساعات الثماني والاربعين المقبلة. وقالت اوساط سلام لـ"النهار" ردا على ما يتردد عن المطالبة بالثلث المعطل ضماناً للفريق الذي يطالب به ان "الضمان هو في الرئيس سلام نفسه واي ثلث معطل لن ينشئ حكومة تعمل". واسترعى الانتباه اعتبار هذه الاوساط ان المهلة حتى الاسبوع المقبل كافية لجلاء الامور وذلك في ظل معطيات مفادها ان ثمة اتجاها الى استعجال الولادة الحكومية قبل الخامس عشر من ايار الجاري وربما في حدود العاشر منه على اساس تركيبة من 24 وزيرا تتوزع فيها النسب على ثلاثة اثلاث، اي ثماني حقائب لكل من الوسطيين و14 آذار و8 آذار بينهم ثلاث نساء.
في المقابل، بدت المعطيات المتوافرة من فريق 8 آذار انه متمسك بمطلب التمثيل بما يراعي الحجم النيابي، أي ان تكون حصة هذا الفريق في حدها الادنى ما يعادل الثلث الضامن، أي ثلث الحقائب زائد واحد. وهذا ما يعطل الحد الاقصى من التنازلات التي قد يقدم عليها رئيس الوزراء المكلف ألا وهي صيغة ثلاثة أثلاث. ويرفض هذا الفريق الشروع في البحث في تفاصيل أخرى مثل مبدأ المداورة في الحقائب وكيفية توزيعها قبل استجابة مطلب الثلث الضامن.
ورأت اوساط نيابية بارزة في قوى 14 آذار ان مواقف فريق 8 آذار ليست مفاجئة وخصوصا في ضوء أقوال الامين العام لـ"حزب الله" التي انطوت على تصعيد في الملف السوري ستكون ترجمته داخليا التمسك بتأليف حكومة على غرار ما جرى بعد اتفاق الدوحة عام 2008 ولا قبول بأقل من ذلك على الاطلاق.
اجتماع في بكركي
وفيما يسود الحركة السياسية جمود حتى الثلثاء المقبل بفعل عطلة الجمعة العظيمة وعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي قالت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان الحديث الذي تردد في بعض المجالس السياسية عن اجتماع في بكركي للاحزاب والشخصيات المسيحية للبحث في تطورات قانون الانتخاب يستند الى اتفاق سابق على عقد اجتماع كهذا قبل اي جلسة نيابية اشتراعية سواء أخرج الاجتماع بتنسيق في المواقف أم من دون تنسيق. وعلى هذا الاساس سينعقد الاجتماع في بكركي بالتأكيد قبل 15 أيار موعد الجلسة النيابية الحاسمة لملف قانون الانتخاب.
وبرز في هذا السياق توقع الرئيس امين الجميل امس تأجيل الانتخابات الى الربيع المقبل. وقال في حديث الى برنامج "كلام الناس " ان التمديد لمجلس النواب "بات حتميا"، موضحا انه "قبل التمديد يجب اقرار قانون جديد للانتخابات وفي احسن الاحوال اذا اتفقنا على قانون جديد نحتاج الى وقت للاتفاق على التفاصيل ثم تحتاج وزارة الداخلية الى وقت للتحضير للانتخابات وفي الشتاء لا يمكن اجراء الانتخابات مما يعني ان الانتخابات ستؤجل الى الربيع المقبل". وشدد على ان يكون اي طرح "ميثاقيا"، مشيراً الى ان مشروع "اللقاء الارثوذكسي، ليس مقدسا ، ولا نريد العودة الى قانون الستين والقانون المختلط اصبح مقبولا".
في سياق آخر، اثيرت في مناسبة عيد العمال قضية تجميد احالة سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب. وقالت مصادر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في هذا الصدد ان ما اثير هو كلام سياسي لا علاقة له بالواقع اذ ان العملية تخضع لبعض التصحيحات الضرورية في وزارة المال لكي تأتي الارقام مطابقة لقرار مجلس الوزراء."
الاخبار
خلاف بين عون وفرنجية... وبكركي تنـادي بالمختلط
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "أطلق البطريرك الماروني مفاجأة بالتحضير للقاء للقيادات المسيحية لمناقشة المشروع المختلط الذي تقدم به رئيس المجلس النيابي للانتخابات وتبنيه بعد تعديله، فيما تضج أوساط فريق 8 آذار بالخلاف الذي وقع بين النائب سليمان فرنجية والنائب ميشال عون.
فيما تدخل البلاد في عطلة رسمية وتتوقف المفاوضات بشأن تأليف الحكومة، ومع بدء العد العكسي للمهلة التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد اجتماعات الهيئة العامة لمناقشة قانون الانتخاب، طرأ تطور جديد تمثل في معلومات عن دخول بكركي على خط الاتصالات مجدداً لتحقيق توافق على مشروع الرئيس بري. وعلمت «الأخبار» أن البطريرك بشارة الراعي الموجود في البرازيل يجري اتصالات لعقد لقاء للقيادات المارونية الأربع في بكركي خلال الأيام المقبلة من أجل التوافق على المشروع المختلط الذي تقدم به بري، وتبنيه بعد إدخال التعديلات المناسبة عليه.
وأشارت إلى أن الراعي أوفد المطران سمير مظلوم إلى القيادات المارونية لاستمزاج آرائها في إمكان توحيد الجهود ومواقف الأطراف المسيحيين لتأييد المشروع المختلط، كي يصبح إقراره في الهيئة العامة متاحاً، وتسهيلاً لإجراء الانتخابات في مواعيدها.
ويُعَدّ موقف الراعي بمحاولته تحقيق إجماع على مشروع بري، مفاجئاً بعدما كان يدافع عن المشروع الأرثوذكسي. لكنّ أجواء القيّمين على المبادرة تشير إلى أن بكركي تحاول الدفع إلى إجراء الانتخابات وفق قانون جديد بدلاً من قانون الستين إذا بقي التوافق على قانون جديد متعذراً.
وأفادت مصادر في «قوى 8 آذار» بأن البطريرك الماروني سبق أن طرح الأسبوع الماضي أسئلة عبر موفده عمّا يمكن القيام به للخروج من المأزق الانتخابي. ولكن في ظل المواقف المعلنة لكل طرف، بدا أن خرقها من طريق تحرك ما لبكركي متعذر. لذا، تأتي مبادرة بكركي الجديدة وتبني المختلط محاولة جديدة لخرق جدار الأزمة الانتخابية وفتح باب النقاش مجدداً مع اقتراب المواعيد الدستورية.
خلاف فرنجية عون
على صعيد آخر، برز في الصالونات السياسية خلال الأيام الثلاثة الماضية حديث عن خلاف بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، استدعى تدخل حلفاء الطرفين لترطيب الأجواء. وفيما أكّدت مصادر فريق الأكثرية الوزارية السابقة وجود خلاف بين الطرفين، لفتت إلى أن أحوال فريق 8 آذار برمته ليست بخير. ففضلاً عن الشكوى الدائمة لدى قوى «الصف الثاني» (قياساً بالثقل الشعبي) من التهميش داخل الفريق، ثمة أزمة ثقة تكاد تكون بلا حل، بين الرئيس نبيه بري وعون. لكن المستجد هو الخلاف الذي وصل إلى حد القطيعة خلال الأسابيع الماضية بين عون وفرنجية. فالأخير يرى أن حليفه «الأكبر» عون، يتجاهله، ولا يستشيره في معظم القرارات. كذلك يُغَيَّب ممثلو فرنجية عن عدد كبير من اللقاءات «التقريرية» التي يعقدها أبناء الصف الواحد. أضِف إلى ذلك أن الزعيم الزغرتاوي اعترض على أداء «الخط» قبل تسمية الرئيس تمام سلام لترؤس الحكومة. فهو يرى أن فريق 8 آذار لم يكن مضطراً ليمنح كل أصواته لسلام: «حزب الله وحركة أمل وعون يجب أن يسموه. لا بأس بذلك. لكن لماذا أنا والبعثيون والقوميون وطلال أرسلان وباقي نواب فريقنا غير الحزبيين مضطرون لفعل ذلك؟». ويؤكد فرنجية أن نظرته السلبية تجاه سلام ستصحّ في النهاية، لأن الرئيس المكلف لن «يردّ الجميل» لـ 8 آذار.
ما تقدّم تراكَمَ في ظل حساسية لدى فرنجية من الوزير جبران باسيل، لا تُفصِح مصادر 8 آذار عن أسبابها. أضف إلى ذلك أن البيك الشمالي يرى أن فريقه لم يضع خططاً واضحة المعالم لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، سواء في الانتخابات النيابية، أو في الانتخابات الرئاسية بعد 11 شهراً، وخاصة أنه يريد من عهد ما بعد ميشال سليمان أن يكون عهداً «انتقالياً بين مرحلتين».
حلفاء فرنجية وعون سارعوا إلى العمل على خط معالجة هذا التوتر، فزار وفد من حزب الله فرنجية، بعيداً عن الإعلام. وخلال اللقاء، أكّد البيك أنه لا يكنّ إلا الود للجنرال، وأن مشكلته هي مع الأداء لا مع أي مكوّن من مكوّنات «الخط». بعد ذلك، جرى اتصال هاتفي بين البيك والجنرال. ويوم الثلاثاء الماضي، زار معاونا الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل وأحمد البعلبكي فرنجية في بنشعي، حيث بُذل جهد مع الأخير لإقناعه بالعودة إلى المشاركة في اللقاءات التي يعقدها فريق الأكثرية. لكن فرنجية بقي مصراً على مقاطعة زيارة وفد تحالف 8 آذار ــ عون للمصيطبة مساء اليوم نفسه. وتؤكّد مصادر 8 آذار أن الخلاف هذه المرة «أُخمِد»، لكن ذيوله لم تنته بعد.
وبرز أول من أمس لقاء بين فرنجية والنائب سامي الجميّل، إلى مأدبة غداء في منزل الأخير في بكفيا.
من جهته، أوضح عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق أن لقاءه برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، «تناول تفاصيل الساحة اللبنانية، لجهة تشكيل الحكومة، التي أيّد فيها رؤية جعجع لأن يبادر الرئيس المكلف تمام سلام مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت». وتناول البحث مسألة قانون الانتخابات. وأشار المشنوق إلى أن جعجع تمنى أن يُقدم إليه قانون مختلط يمكن التوافق عليه، كي يتمكن من تبنيه بديلاً من قانون اللقاء الأرثوذكسي.
أمنياً، برز أمس، ولليوم الثاني على التوالي، تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء لبنان، وخاصة فوق بيروت وجبل لبنان."
المستقبل
برّي يؤكد لفتفت موافقته على مبادرة زعيم "المستقبل" .. و"حزب الله" يتابع تشييع قتلاه في سوريا
الحريري: فات نصرالله أن الأسد سقط
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "ظلّت تداعيات تورّط "حزب الله" في القتال ضد الشعب السوري حاضرة ناضرة أمام اللبنانيين أينما كانوا وفي الشأنين السياسي والميداني. وفيما اعتبر الرئيس سعد الحريري أنه فات الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "نظام بشار الأسد سقط" و"اختار بشكل نهائي ان يقف في صفوف الظالمين وان يعلن التزامه خط الدفاع حتى الموت عن ذلك النظام"، كان الحزب يشيّع عدداً من قتلاه، الذين سقطوا في المكان الخطأ وتحت شعار نصرة الظالم على المظلوم.
فقد شيّع الحزب في بلدة عربصاليم في قضاء النبطية عهد محمد سعادة. وفي الضاحية الجنوبية حسن عبداللطيف مونّس، وهو من بلدة الحلوسية في قضاء صور ويبلغ من العمر 36 عاما، متأهل وله عدة أطفال. وفي بلدة النبي شيت مهدي الموسوي. وكان شيّع في روضة الشهيدين علي سعد. وتقدم المشيعين المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل وأم الصلاة الشيخ خليل رزق.
وكان الرئيس الحريري ردّ على الخطاب التصعيدي لنصرالله الذي القاه الثلاثاء الماضي، فأكّد أنه (أي نصرالله) "اختار وبشكل نهائي ان يقف في صفوف الظالمين وان يعلن التزامه خط الدفاع حتى الموت عن نظام بشار الاسد، وان ينفذ امر العمليات الايراني والفتوى الصادرة عن ولي الفقيه والتي عاد بها من طهران بمنع سقوط هذا النظام". وأشار إلى أنه "قد فات الأمين العام لحزب الله ان هذا النظام قد سقط، وان الارادة ببقائه على قيد الحياة لا يمتلكها حسن نصر الله او علي خامنئي او اي جهة إقليمية او دولية. ان مصير هذا النظام في ايدي الشعب السوري الذي اتخذ قرارا حاسما بإنهاء نظام الظلم والاستبداد، مهما حشدت له القوى الحليفة من انصار ومرتزقة ومتطوعين".
غير أن الحريري اعتبر أن اخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله "لا يتعلق بموقفه من الثورة السورية، ولا بدفاعه المستميت عن بشار الاسد، انما يتعلق بذلك الربط الانتحاري بين المسألة السورية وبين لبنان. فالسيد حسن نصر الله يعلن بالفم الملآن ان الدولة اللبنانية غير موجودة، وان النظام السوري يرتقي في وجوده وضرورة استمراره على وجود لبنان. السيد حسن نصرالله يمحو لبنان من الخارطة السياسية ويجعل من حزب الله بديلا للدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية". ورفض "ما اعلنه الأمين العام لحزب الله جملة وتفصيلا، لانه مشروع اسود اقل ما فيه انه يعمل على استدراج لبنان الى الحريق الذي بشرنا به بشار الاسد. واللبنانيون بكل اتجاهاتهم مدعوون الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة هذا المشروع والتعبير عن رفضه بكل الوسائل الديموقراطية التي ستبقى بإذن الله وسيلتنا لحماية لبنان والعيش المشترك بين ابنائه".
من جهته، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "أحداً لن يستطيع ايقاف حركة التاريخ" متوجهاً لنصرالله بالقول "النظام السوري مهما حاولتم دعمه سيسقط في نهاية المطاف مثلما سقط غيره من قبل"، متسائلاً "لو كان النظام قوياً مثلما تقولون وانه لن يسقط، فلماذا لا يقوم هو بحماية ريف القصير ومقام السيدة زينب؟ وما هو لزوم تدخلكم؟ اما اذا كان النظام ضعيفاً وسيسقط، وهذا تقديرنا، فوجودكم عند مقام السيدة زينب وفي ريف القصير لا يُقدم ولا يؤخر"."
اللواء
الجميّل يتوقع تأجيل الانتخابات إلى الربيع .. والحريري يحذّر من «فتنة نصر الله»
سلام لخطوة تكسر الجمود قبل الجلسة النيابية
وكتبت صحيفة اللواء تقول "في العلن، جمود يلف كل الملفات الداخلية. وحدها احداث الحرب السورية تصم الآذان، اما خلف هذا الجمود الذي يضرب المشهد السياسي، فإن ثمة تحضيرات وخيارات واحتمالات تتعلق بالحكومة والانتخابات ومسألة الانفراج المتوقع على جبهة مخطوفي اعزاز، وذيول التدخل السافر لحزب الله في المعارك الدائرة في سوريا.
واذا كان الرئيس المكلف تمام سلام آثر بعد الاجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا، الانصراف الى تقييم الموقف ومراجعة التطورات، بعد مضي خمسة اسابيع على تكليفه واجراء اكثر من جولة مشاورات مع ممثلي الكتل، لا سيما 8 آذار، والطروحات المتباعدة بين رؤية الرئيس سلام لهيكلية الحكومة، والتأمل في امكان التوصل الى ما يمكن ان يخرج الوضع من جموده، وقياس النتائج المترتبة على خطوة تحرك المياه الراكدة، فإن البحث عن خيارات ملء الفراغ النيابي وضع على نار قوية، عبر التمديد للمجلس بين تسعة اشهر وسنة، وفقاً لما صرح به ليل امس الرئيس امين الجميل للمؤسسة اللبنانية للارسال، ومن دون التمديد لرئيس الجمهورية.
وعلى وقع الحدث السوري، الذي يرخي بظلاله الثقيلة على المشهد السياسي برمته، علمت «اللواء» من مصادر واسعة الاطلاع، ان الرئيس المكلف قرر ان يعطي لنفسه متسعاً من الوقت، لكن المهلة المتوقعة لن تمتد طويلاً، وحدها الاقصى، وفقاً للمصادر اياها، عشية الجلسة النيابية المقررة في 15 ايار.
وكشفت هذه المصادر ان خيار التأليف يتقدم على خيار العزوف، إلا اذا اصر فريق 8 آذار على مطالبه «غير القابلة للصرف»، ساعتئذ سيكون الرئيس المكلف امام الخيار الصعب ووضع النقاط على الحروف، وفقاً لما كان اعلنه قبل ايام.
وكان قد خرق الجمود المرتبط بعطلة الفصح الشرقي، حدثان لم يتركا اصداء قوية، بسبب حاجتهما الى تأييد من الفريقين المتخاصمين.
اولهما: اقتراح النائب سليمان فرنجية بالعودة الى صغية الثلاث ثمانات في الحكومة العتيدة، وهي صيغة كانت قد طرحت في سياق مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف، ووجدت هوى لديه على الرغم من انها تتضمن «فخاً» باحتمال لجوء احد الفرقاء الثلاثة في الحكومة الى تحويله الى ثلث معطل.
ومع أن فرنجية ربط اقتراحه، بعد لقائه مُنسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا أمس الأوّل، بأن يكون فرق المستقلين، أو الوسطيين مستقلين فعلاً، لا قولاً، فانه لم يكن هناك من تأكيد بأن فرنجية كان يتحدث باسم حلفائه، بل ربما كان اجتهاداً من قبله، إذ أن عضو التيار العوني النائب آلان عون، أوضح بصريح العبارة لـ«اللواء» بأن مشاركة 8 آذار في الحكومة، لا تكون الا من خلال امتلاكها الثلث الضامن، معتبراً أن طرح الرئيس المكلف بأن يكون هو الضامن في التشكيلة الحكومية لا يكفي.
وقال النائب عون، في سياق تعليقه على اقتراح فرنجية، رداً على سؤال من «اللواء»، «بأنه يجب أن نقرأ كل التصريح الذي أدلى به نائب زغرتا من بكفيا، لا أن نكتفي بمقطع منه، إذ أن فرنجية عندما اقترح ثلاثية ثماني وزرات ربطها بمستقلين حقيقيين، ونحن نعرف، وهو يعرف - كما قال - انه لا يوجد مستقلين حقيقيين، وبالتالي لا نستطيع أن نبني على هذا الاقتراح. فنحن كفريق 8 آذار نطالب بأن نشكل في الحكومة فريقاً ضامناً لنفسه، وهذه الضمانة لا تأتي الا من خلال حصولنا على الثلث زائداً واحد، ليكون لنا تأثير على القرارات التي تحتاج إلى ثلثين. مشيراً الى انه حتى في الحكومة المستقيلة التي كانوا يسمونها حكومة اللون الواحد كان هناك فريق مؤلف من وزراء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والنائب وليد جنبلاط يشكلون الضمانة الذاتية، أي الثلث المعطل.
اضاف: «اما إذا شئنا أن نتحدث عن تمنيات، فالتمنيات كثيرة، ولكن عملياً فالتمثيل في الحكومة هو في الحضور الفاعل وليس بالحضور الصوري».
وأوضح عون، أن ممثلي فريق 8 آذار لم يخرجوا من لقاء الرئيس المكلف قبل أيام بخلاف، مشيراً إلى أن الرئيس سلام طرح صيغة ونحن طرحنا في المقابل صيغة، وافترقنا على ان تستمر الاتصالات في لقاءات أخرى.
وبطبيعة الحال، فان عون كان يُشير إلى طرح 8 آذار الذي لم يلق صدى ايجابياً أو قبولاً من قبل سلام الذي أصر على تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، ليس فيها ثلث معطّل لفريق، وعلى أساس المداورة في الحقائب تشمل الجميع، في حين شدّد فريق 8 آذار على حكومة سياسية موسعة من 30 وزيراً، واذا كانت من 24 فيجب ان يتمثل هذا الفريق بـ9 وزراء، وأن تكون المداورة ضمن الفريق الواحد.
أما الحدث، الذي لم يكتمل، فقد تمثل بعودة تيار «المستقبل» إلى طرح الخطة - المخرج التي كان طرحها الرئيس سعد الحريري، وتقضي بانتخاب مجلسي نواب وشيوخ في جلسة واحدة، على أن يحقق المجلس النيابي المنتخب مناصفة حقيقية، وأن يصار لاحقاً إلى بحث جدي في اللامركزية الإدارية وسائر التعديلات التي لحظها اتفاق الطائف.
وجاء إحياء هذا الطرح، في أعقاب لقاءين عقدهما عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وفي سياق المشاورات النيابية التي يجريها رئيس المجلس مع الكتل النيابية في شأن التفاهم على قانون الانتخاب حيث كان التقى أمس تسعة نواب، من بينهم فتفت، وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوار الساحلي، الذي رفض طرح المستقبل القديم - الجديد، معتبراً أن هذه المشاريع غير متوافق عليها، ولن تصل الى نتيجة، ولا تهدف إلا الى تقطيع الوقت لا أكثر.
ونقل الساحلي عن الرئيس بري تفاؤله الحذر وسعيه الدؤوب للوصول إلى توافق قبل جلسة 15 أيار، إلا أنه اعتبر أن لا جديد في قانون الانتخاب، وأن الأمور «مكانك راوح».
الحريري
في هذه الأثناء، ظلت المواقف التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قبل يومين، وإعلانه بشكل رسمي مشاركة حزبه في القتال إلى جانب النظام في سوريا، المادة الرئيسية لتعليقات الكثير من السياسيين، ولا سيما في فريق 14 آذار، الذي رأى في مضامين مواقف نصر الله «تشريعاً» للقتال إلى جانب النظام السوري، وجرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
وأبرز هذه التعليقات كانت من الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وأمانة 14 آذار التي وصفت كلام نصر الله بأنه انقلاب على الطائف وعلى إعلان بعبدا، الذي شارك في صياغته، في حين رأى الرئيس الحريري بأن أخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله هو ربطه الانتحاري بين المسألة السورية وبين لبنان، وإعلانه بالفم الملآن ان الدولة اللبنانية غير موجودة، إذ محا لبنان من الخارطة وجعل الحزب بديلاً للدولة ومؤسستها الدستورية والأمنية والعسكرية.
ولاحظ ان نصر الله أعلن قيام جيش الدفاع عن الشيعة اللبنانيين، كما لو كانت الطائفة الشيعية ملكاً خاصاً لحزب الله، وهو انطلاقاً من هذا المفهوم أعطى لنفسه الحق بتوسيع نقاط عمليات الحزب من الجنوب لتشمل القصير والسيدة زينب.
ورأى «اننا في الواقع أمام حالة من اثنين، اما ان تكون امام ضرب من ضروب الجنون، لن يتوانى عن احراق لبنان لقاء الرهان على انقاذ نظام ميت، واما أن نكون أمام منزلق من منزلقات الغرور التي تؤدي بصاحبها إلى مهاوى الخراب، وأكد أن الحزب يقود لبنان إلى الخراب ويريد للطائفة الشيعية أن تتقدم الصفوف نحو فتنة ملعونة."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها