علّقت اسرائيل بصمت على نفي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ارسال الحزب لطائرة من دون طيار فوق الأجواء الاسرائيلية، اسقطتها اسرائيل قبل ايام قبالة خليج حيفا.
يحيى دبوق/ الأخبار
علّقت اسرائيل بصمت على نفي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ارسال الحزب لطائرة من دون طيار فوق الأجواء الاسرائيلية، اسقطتها اسرائيل قبل ايام قبالة خليج حيفا. وفي اعقاب النفي، طفت على سطح مقاربة تل ابيب فرضية جديدة، ترجح ان تكون روسيا هي الجهة المرسلة للطائرة، ردا على اجهزة تجسس اسرائيلية عثر عليها اخيرا قبالة ساحل مدينة طرطوس السورية، مخصصة للتنصت على القوات الروسية المتواجدة هناك.
مجلة «اسرائيل ديفنس» العبرية، المتخصصة في الشؤون العسكرية والامنية، رجحت الفرضية الروسية، بعد «ميل الاسرائيليين الى تصديق النفي الصادر عن نصر الله»، مشيرة الى ان «الطائرة التي اسقطت تشبه كثيراً نماذج من طائرات من دون طيار روسية الصنع، مخصصة للاغراض التكتيكية»، مضيفة ان «الروس يملكون نموذجين من هذا النوع، مخصصين للمديات المتوسطة، تحت اسم دبورا وتوسفا».
وتحدث تقرير المجلة عن اوجه الشبه بين «طائرة حيفا» وبين النموذجين الروسيين، مشيرة الى ان «احد النموذجين قديم نسبيا، وهو طائرة صغيرة من دون طيار، يمكنها التحليق على ارتفاع 2500 متر، وتبلغ سرعتها بين 120 و180 كيلومترا، ويمكنها ان تصل الى مدى يتجاوز 60 كيلومتراً. اما النموذج الاكثر تطوراً، فيصل مداه الى بضع مئات من الكيلومترات».
وأشار التقرير الى ان «جزءاً من النماذج الروسية لا يتطلب مكانا خاصا لاطلاقه، بل يجري اطلاق الطائرة بشكل يشبه اطلاق الطائرات التكتيكية غير المأهولة الموجودة في حوزة الاسطول الاميركي، والتي تم اسقاط احداها اخيرا من قبل القوات الايرانية خلال قيامها بمهمة تجسسية في الخليج الفارسي». وبحسب المجلة: «من غير المستبعد ان تكون الطائرة التي اسقطت قبالة حيفا، قد ارسلت بالفعل من قبل سفن روسية، خصوصاً ان عددا من السفن التابعة للبحرية الروسية ابحرت اخيرا من الموانئ اللبنانية، ما يعني ان لديها مسارات ملائمة لاطلاقها، وتحديدا المسار الذي عبرته الطائرة، عبر ساحل صيدا وصور، وصولاً الى خليج حيفا».
وحول الاسباب التي تدفع الروس الى اطلاق الطائرة باتجاه الاجواء الاسرائيلية، ربط التقرير بين الحادثة وبين ما نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية اخيرا، من ان السوريين قد عثروا في 7 آذار الماضي، على معدات تجسسية قبالة ميناء طرطوس، كانت وحدة النخبة في البحرية الاسرائيلية «شيطيت 13» قد زرعتها هناك، لالتقاط الصور ونقل البيانات حول حركة السفن الحربية الروسية التي ترسو في الميناء. وبحسب تقرير المجلة فإن «اسلوب الطائرة روسي، لكن على ما يبدو تمت الاستعانة بجهة محلية في لبنان او في سوريا لاطلاقها. وهو رد روسي بالعملة نفسها، عبر التجسس على المنشآت الاسرائيلية الحساسة الواقعة في خليج حيفا». في المقابل، نفى السفير الروسي في لبنان، ألكسندر زاسبيكين ان تكون الطائرة روسية.
الى ذلك، أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود اولمرت ان «سلاحا كيميائيا سوريا قد انزلق بالفعل الى ايدي حزب الله في لبنان، بل هو موجود لديه، منذ مدة طويلة». مع ذلك، طالب اولمرت «بضرورة العمل والتحرك سريعا، وبشكل موضعي ودقيق، لمنع اي محاولات لنقل سلاح كهذا الى حزب الله، في حال توفرت معلومات استخبارية لدى اسرائيل».
بدوره، كرّر وزير الدفاع الاسرائيلي السابق، عضو الكنيست عن حزب العمل، بنيامين بن اليعزر، تحذيره من امكان انزلاق سلاح كيميائي سوري الى حزب الله. وقال في سياق مقابلة مع اذاعة الجيش امس: «لا يمكنني القول بشكل قاطع ان سلاحا كهذا قد وصل بالفعل الى حزب الله، لكن في ضوء ما أرى من تطورات في الشمال، يمكنني ان اقول ان جزءا من هذا السلاح قد فقد بالفعل». واضاف: «لم تعد هناك امكانية للقول ان سوريا تسيطر على السلاح الكيميائي، وبالتالي استطيع القول ان عملية انزلاق هذا السلاح قد بدأت بالفعل، باتجاه حزب الله». وطالب بن اليعزر اسرائيل بالتحرك سريعا ضد اي انتقال للكيميائي السوري الى حزب الله، و«اذا توفرت معلومات استخبارية عن محاولة كهذه، فعلينا ان نتحرك بسرعة وبقوة»، مشيرا الى ان «الاميركيين تعهدوا في السابق بأنهم سيتحركون اذا استخدم الاسد سلاحا كيميائيا، الا ان واقع الامر غير ذلك، وبالتالي على اسرائيل ان تركز على نفسها وعلى قدرتها الذاتية، في جمع المعلومات الاستخبارية ازاء هذه المسألة».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه