يومياً تنكشف حقيقة الدور القطري في المنطقة العربية ، هذا الدور الذي بظاهرة ثوب المصالح والوطنية والقومية العربية ، وفي باطنه المشروع الإسرائيلي الكبير للسيطرة على ما تبقى من الأرض العربية
رمـزي صادق شاهيـن
يومياً تنكشف حقيقة الدور القطري في المنطقة العربية ، هذا الدور الذي بظاهرة ثوب المصالح والوطنية والقومية العربية ، وفي باطنه المشروع الإسرائيلي الكبير للسيطرة على ما تبقى من الأرض العربية ، بعد أن ساهمت قطر بتدمير العراق ومصر وليبيا وسوريا ، والآن يأتي دورها للقضاء على ما تبقى من أمل الدولة الفلسطينية الغير كاملة ، من خلال الحديث عن مشاريع مشبوهة يتم الإعداد لها بين الدوحة وتل أبيب وواشنطن ، وصمت عربي سوف تكون نتائجه كارثية .
لقد كان الدور القطري واضح الملامح منذ زمن بعيد ، لكنه كان متقوقعاً نتيجة وجود عقبات تقف أمام تمدده ، ومنها وجود بعض الزعماء القوميين أمثال صدام حسين ، واستطاعت قطر المساعدة على القضاء عليه ، ثم دور مصر المحوري ، واستطاعت قطر تحويل مصر إلى بؤرة من الصراع السياسي والطائفي ، ودمرت سوريا من أجل إخراج المعارضة الفلسطينية منها والسيطرة عليها ، من خلال سياسة الاحتواء والإيواء ، وهذا بالفعل ما تم خلال العامين الأخيرين ، حيث رأينا كيف لعبت قطر الدور الأبرز في الملف الفلسطيني ، وتبعتها زيارة أمير قطر لغزة وتقديم المال السياسي ، واليوم يتم الحديث عن تضييع ما تبقى من حلم الفلسطينيين المنقوص بدولة على حدود الرابع من حزيران 1967م .
يأتي الحديث القطري والمبادرة التي قدمتها قطر لتبادل أراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، في ظل الإعلان عن زيارة أمير قطر لإسرائيل بعد أيام ، هذه الزيارة التي تحمل الكثير من التساؤلات ، أهمها ماذا يحمل أمير قطر بجعبته هذه المرة ، ولماذا هذه الزيارة في هذا التوقيت ، وماذا سيتم مناقشته في الاجتماعات المغلقة ، وهل ستكون القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في النقاش ، أم أن هناك مشروع إسرائيلي قطري جديد يتعلق بالنفوذ بالمنطقة مع اقتراب سقوط نظام الأسد ، والتغييرات الجغرافية المحتملة في المنطقة .
تعودنا منذ نكبة فلسطين الكبرى عام 1948م ، أن الخيانة العربية والتخاذل العربي كانا أهم أسباب ضياع فلسطين وتشريد شعبنا ، وتحويلنا من شعب صاحب حق إلى شعب لاجئ ومتسول في مخيمات اللجوء العربي ، واليوم تُستكمل مشاريع العرب الخيانية ، من خلال خلق بدائل للحل الذي يضمن عودة الحق الفلسطيني الذي يُعتبر أقل ما يمكن لشعبنا أن يقبل به وهو دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال .
اليوم نرى استكمال لمشروع الخيانة والتخاذل العربي ، من خلال الدور الذي تلعبه الصغيرة قطر ، لكي تُصبح دولة محورية ومؤثرة ، من خلال علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل ، ولعبها دور الوسيط لتفتيت ما تبقى من الأوطان العربية ، والعمل على القضاء على قوة ومتانة الجيوش العربية المتبقية في المنطقة وعلى رأسها الجيش المصري والسوري ، وكذلك محاولتها لجمع كُل أقطاب المعارضة في الوطن العربي وتحويل الدوحة إلى ملاذ آمن لهم ، والانطلاق منها لتشكيل بدائل لحكومات وأنظمة الوطن العربي ، حتى لو اختلفنا حول شكلها أو أدائها أو مضمونها .
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه