تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم السبت موضوع تعثر الحكومة اللبنانية والحديث على انها تراجعت الى ما قبل نقطة الصفر، وموضوع الإستعداد ليوم غد الذي سيشهد مسيرات زحف الى الحدود مع فلسطين.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم السبت موضوع تعثر الحكومة اللبنانية والحديث على انها تراجعت الى ما قبل نقطة الصفر، حيث سلّم معظم الاطراف ببلوغ الحائط المسدود بسقوط تفاهم الداخلية كما تحدثت الصحف عن الإستعداد ليوم غد الذي سيشهد مسيرات زحف الى الحدود مع فلسطين من كل من لبنان، ومن الأردن، ومصر وسورية، ومن غزة والضفة المحتلتين.
السفير :
صحيفة السفير عنونت في صفحتها الرئيسية"ميقاتي لا يستبعد حكومة الأمر الواقع ... وسليمان لصلاحيات تمكّنه من أخذ القرارات"،و"15 أيـار 2011: إلـى فلسـطـيـن در".
وقالت"ستكون المرة الأولى، منذ 63 عاما، التي تغص فيها الدروب المؤدية إلى فلسطين كلها، من لبنان، ومن بعض الأردن، ومصر وسورية، ومن غزة والضفة المحتلتين، بأهل فلسطين من فلسطينيين وعرب ولبنانيين، يسلكون طريقها، طريق العودة إليها، بعد خروج أبنائها القسري منها، بقوة الترهيب والقتل والتشريد، وتخاذل ذوي القربى".
وأضافت "يسلك العرب غداً الطريق التي كان يتعين أن يسلكوها منذ الخامس عشر من أيار العام 1948، ويلاقيهم من المقلب الآخر، أبناء فلسطين الذين يقبعون تحت نير الاحتلال منذ عقود، في مبادرة سلمية لتطويق الدولة التي تطبق على أوجه حياتهم كافة منذ إعلان قيامها في ما بات يعرف بيوم النكبة".
سيخرج أبناء مخيمات اللجوء غدا من عتمة أزقة مخيماتهم وغبنها، وعيونهم تسبقهم إلى حيث بقيت القلوب، والستر، والديار. منهم من سيمضي ليلته اليوم صاحياً، يستذكر ويحكي كيف هُجر، وأهله، من الدار، مشيا على الأقدام، على أمل العودة القريبة. يتحسس مفاتيح البيت التي ما زالت مخبأة على مقربة من الخافق التعب. ومنهم من سيمضي ليلته محاولا تخيّل شكل بلاده التي سيراها غدا للمرة الأولى.
سيردد الأطفال، على الطريق إلى فلسطين، قصص آبائهم وأجدادهم التي يحفظونها عن ظهر قلب، وموقع الدار، والشجر، وأماكن اللهو والزرع والحياة. وسيرددون الأغاني التي تتعهد بالعودة، وسيرفعون راية واحدة، بألوانها الأربعة: الأبيض والأحمر، والأخضر، والأسود.
وفي الشأن الحكومي قالت السفير"لعل أصدق توصيف ينطبق على حركة التأليف انها تراجعت الى ما قبل نقطة الصفر، مع ارتفاع وتيرة الشروط التعجيزية المتبادلة، حيث سلّم معظم الاطراف ببلوغ الحائط المسدود بسقوط تفاهم الداخلية، في انتظار ما قد يشهده الاسبوع المقبل من محاولات جديدة للبحث عن الحكومة الضائعة في دهاليز التعقيدات الداخلية والحسابات والضغوط الخارجية".
الأخبار :
أما صحيفة الأخبار فعنونت" 15 أيار الفلسطيني: تمرين على الانتفاضة؟ و"القيادة السياسيّة حريصة على تأجيل الانفجار إلى ما بعد أيلول".
وقالت"إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام سيكون مختلفاً، على الأقل في الشكل،هذا ما توحي به الاستعدادات الجارية لـ15 أيار،غير أن الحديث عن هذا التاريخ موعداً للانتفاضة الثالثة قد يكون سابقاً لأوانه، ولا سيما في ظل رغبة القيادة الفلسطينية في جعله مجرّد تمرين ورسالة .
مسيرة العودة، أحد التحرير، والانتفاضة الثالثة، كلها أسماء ترمز إلى حدث واحد يريده الكثير من الفلسطينيين مفصليّاً في تاريخ الصراع مع إسرائيل. 15 أيار في التقويم الفلسطيني هذا العام لن يكون على غرار سابقيه. ثلاثة وستون 15 أيار مرت على الفلسطينيين خلال الأعوام الطويلة الماضية، لم تختلف عملياً في فعالياتها إلا بالمشاركين والخطابات، التي أتت لتجاري المراحل المتفرقة من عمر النكبة. المرحلة الحالية لا شك مختلفة. إنه زمن الثورات في المنطقة، التي لم تصل إلى الفلسطينيين بعد، الكل بات بانتظار الذكرى الثالثة والستين للنكبة ليكون تاريخ انضمام الشعب الفلسطيني المحتل إلى الربيع العربي المتفتح حديثاً على الحرية والحقوق والثورة على الاستبداد، لذا جاء 15 أيار الجاري مختلفاً، على الأقل على صعيد الاستعدادات الشعبية التي لن تقتصر على الداخل الفلسطيني ومخيّمات الشتات، بل ستمتد إلى خارج ما يعرف ب"دول الطوق"، لتصل إلى تركيا وبعض الدول الأوروبية. لكن السؤال يبقى هل ترتقي الاستعدادات إلى ما هو أكبر من مجرّد احتفال؟
والحديث يدور حول ما سيكون الوضع عليه بعد أيلول،وترى مصادر فلسطينية أن "الانفجار سيكون في تلك اللحظة، حين تحظى السلطة، بتشكيلها الجديد من فتح وحماس، بشرعية توصيف الدولة تحت الاحتلال، وبالتالي تنتقل إلى خيارات المواجهة، أو إذا أخفقت في ذلك وباتت الأبواب موصدة في وجهها. وتختم المصادر بالتأكيد أن فعاليات 15 أيار، على أهميتها، لن تكون أكثر من تهيئة لاستحقاق ما بعد أيلول.
وفي موضوع الحكومة اللبنانية عنونت الاخبار"الحكومة المتعثّرة: ابحثوا عن سليمـان الحكيم"،وقالت" يتّخذ الملوك والأمراء والرؤساء من حوله التدابير الاحترازية ليجددوا ويمددوا لأنفسهم. الرئيس ميشال سليمان، هو أيضاً، يستفيد من الملفّ الحكومي العالق ليتخذ تدابيره الخاصة التي تسمح له أن يحلم عشيّة استكماله النصف الأول من ولايته بالتجديد. بينه وبين نفسه، يحلم بشعب ينتبه إلى الإنجازات التي حقّقها في السنوات الثلاث الماضية بينها سنة كاملة بلا حكومة، ليهتف مطالباً بتكرارها".
النهار :
بدورها صحيفة النهار عنونت على صفحتها الرئيسية" واشنطن تراقب فاعليات دمشق وحلب"،و"سورية تستدعي سفيرها في أميركا للتشاور".
وقالت"سقط ثلاثة متظاهرين بينهم اثنان في حمص بوسط سورية وثالث في دمشق برصاص اجهزة الامن السورية لدى تفريق تظاهرات متفرقة في ما اطلق عليه جمعة الحرائر تضامنا مع النساء اللواتي سقطن او اعتقلن خلال الاحتجاجات". وخرجت تظاهرات أمس التي تعذر تقدير عدد المشاركين فيها نظراً الى الحظر المفروض على تحركات وسائل الاعلام، على رغم الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها السلطات الخميس في مراكز الاحتجاجات الرئيسية. لكن الحكومة السورية تحدثت عن خروج تدريجاً لوحدات الجيش من بانياس ودرعا وريفهما، وعن اطلاق "حوار وطني شامل" خلال الايام المقبلة.
وأضافت"في واشنطن، واصل المسؤولون الاميركيون انتقاداتهم القوية للعنف الذي تستخدمه السلطات السورية ضد المتظاهرين السوريين، على خلفية صورة قاتمة جداً رسمها مسؤولون اميركيون لـ"النهار" عن الاوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في سورية التي رأى أحدهم ان الرئيس بشار الاسد سيحولها عمليا "زيمبابوي في شرق المتوسط"، وعلى خلفية استدعاء دمشق سفيرها في واشنطن عماد مصطفى لفترة تراوح بين اسبوع وعشرة ايام للتشاور. وكان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان قد استدعى مصطفى الى مكتبه لابلاغه احتجاج بلاده القوي على طريقة تعامل حكومة سورية مع التظاهرات، الى اثارته مسائل اخرى منها الاحتجاج على اساءة معاملة الصحافيين.
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت" بريطانيا تستدعي سفير دمشق وتهدد بعقوبات جديدة وروسيا ترفض أي تدخل أجنبي"،و"سورية: تظاهرات ومواجهات والنظام يعلن فتح حوار وطني".
وقالت" شهدت مناطق عدة في سورية أمس تظاهرات في جمعة الحرائر رغم الحملات الأمنية العنيفة طيلة الأسبوع الماضي والاعتقالات الواسعة في اليومين الأخيرين، وبعد نحو شهرين من اندلاع التظاهرات من مدينة درعا، التي طالب المتظاهرون أمس بفك الحصار عنها وعن حمص وبانياس، مطلقين شعارات دعت إلى إسقاط النظام، فيما أعلن وزير الإعلام السوري عدنان حسن محمود أن السلطات ستفتح حواراً وطنياً شاملاً وأن الجيش السوري باشر انسحاباً من مدينة بانياس.
مصادر حقوقية ومعارضون وشهود أكدوا أن عدة مدن سورية شهدت أمس تظاهرات في ما سُمي "جمعة حرائر سورية". ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن مصدر حقوقي أن "3000 متظاهر خرجوا في مدينة القامشلي وفي بلدتي عامودا ورأس العين في محافظة الحسكة، وفي البوكمال بمحافظة دير الزور، وعين العرب بمحافظة حلب، وعدة مناطق في حمص وحماة واللاذقية ودمشق وبانياس ودرعا".
اللواء:
صحيفة اللواء بدورها عنونت" الحكومة الضائعة: التأليف يبتعد وسليمان يعترف بالصعوبات"،و"ميقاتي لزواره: عون يحاول قضم الوزارات ولن أرضخ لمطالبه".
وقالت" تخربطت،انفرجت، على هذه النغمة، تمضي الاسابيع، لتقترب بدءاً من الاسبوع المقبل من نهاية الشهر الرابع، وسط تفاقم موجات الاقتناع بأن الابواب موصدة في وجه تأليف الحكومة. اما ما يجري من تبادل المسؤوليات عن تأخير التأليف، فإنه من مقبلات الملهاة اللبنانية بأيد لبنانية،
فماذا في الوقائع؟
يروي مصدر نيابي لصيق بمشاورات التأليف ان اللقاء الرباعي الذي عقد في منزل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قبل يومين، في فردان، بعد التوافق على اسم العميد مروان شربل كوزير توافقي للداخلية، وليس وديعة، انتهى على زعل، ويروي هذا النائب القريب من الاكثرية الجديدة ان الرئيس المكلف طلب في مستهل الاجتماع نقطتين:
- اعادة النظر بأن تكون حقيبتا الاتصالات والطاقة من حصة العماد ميشال عون.
- اعادة النظر بطوائف ومذاهب الوزراء ضمن معادلة المداورة في الحقائب السيادية والخدماتية.
وفي النقاش، كما تقول رواية النائب الاكثري، استقر الموقف على تثبيت التوافق على العميد شربل، وابقاء الوزارتين الاتصالات والطاقة من حصة عون وعدم اعتماد المداورة في الوزارات السيادية لتشكيل الحكومة العتيدة. عندها طلب الرئيس ميقاتي من ممثلي الاطراف الثلاثة تقديم لوائح بأسماء الوزراء الذين يرشحونهم لكل حقيبة (3 لكل واحد على الاقل)، فاعترض الوزير باسيل واتفق على العودة الى الاجتماع في اليوم التالي، عند التاسعة صباحاً، لكن العماد عون أصر على ترشيح وزير واحد لكل حقيبة، وتضامن معه الفريقان الشيعيان حزب الله وامل، الامر الذي ادى الى تأجيل الاجتماع الثاني والعودة الى المربع الاول.
اما الرواية التي تؤكد عليها اوساط الرئيس المكلف فهي مغايرة ببعض وقائعها للرواية الآنفة الذكر، وتقول الاوساط ان العماد عون يسعى للأخذ بالمفرق ما عجز عن اخذه بالجملة فالعميد شربل رشحه فريق الرئيس المكلف وليس العماد عون، ثم ان الاخير يطالب بعشرة وزراء (6 حقائب خدماتية وسيادية بما فيها وزارة الدفاع) مشترطاً ان تكون حصة النائب طلال ارسلان، التي هي عبارة عن وزير واحد، غير حصة تكتل الاصلاح والتغيير، فهو يريد 11 وزيراً لوحده، اي الثلث المعطل، بصرف النظر عن حقائب أو حصة حلفائه، وهذا أمر مرفوض بالكامل، ولا إمكانية للقبول به تحت أي شكل من الاشكال.