تقيم الهيئات النسائية في حزب الله ومعاهد سيدة نساء العالمين الثقافية مهرجانا ثقافياً فنياً يحمل عنوانا جميلاً وملفتاً "في ضوء فاطمة" يحاكي عن قرب حياة الزهراء (ع) ويفسح مجالا رحبا للجيل الصاعد من الفتيات

بعيداً عن الخطابات التنظيرية التي اعتدنا عليها في الاحتفالات بولادة سيدة نساء العالمين الزهراء ابنة رسول الله (عليهما أفضل الصلاة والسلام) تقيم الهيئات النسائية في حزب الله ومعاهد سيدة نساء العالمين الثقافية مهرجانا ثقافياً فنياً يحمل عنوانا جميلاً وملفتاً "في ضوء فاطمة" يحاكي عن قرب حياة الزهراء (ع) ويفسح مجالا رحبا للجيل الصاعد من الفتيات المسلمات التعرف على فكرها وسلوكها وأخلاقها العظيمة، من خلال أنشطة فنية تعددت أشكالها وعروضها.

افتتح المهرجان سماحة السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، في قاعة رسالات في بلدية الغبيري بقص شريط المعرض وجال في أرجائه مع القائمات عليه. كلمة منظمي الحفل المهرجاني ألقتها الحاجة خديجة سلوم مسؤولة الهيئات النسائية في بيروت، أكدت فيها عن دورنا في تحويل السيدة الزهراء (ع) إلى قدوة حقيقية وفاعلة في حياتنا نساء ورجالا. كما من وحي المناسبة قدم المنشد علي بدوي مجموعة انشودات عن الزهراء عليها السلام.

السيد هاشم صفي الدين قال إن المرء ليحتار فعلا حين يتحدث عن هذه الشخصية العظيمة للسيدة الرهراء (ع) إذ يشعر بالارتباك والحيرة.. وهي التي وردت أيات في القرآن الكريم بحقها، فليس هناك أوضح من أية التطهير "إنما ليريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، ثم أية المباهلة وسورة الكوثر المباركة..

وما ورد عن أبيها رسول الله عن عظمة مكانتها عند الله عز وجل حين يخبرنا أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها... وأكد السيد صفي الدين أن غاية هذا التركيز يهدف إلى لفت الأنظار البشرية جمعاء  إلى هذه الشخصية المباركة والحوراء الأنسية من أجل ان تبقى حقيقة جاذبة ننهل منها أهدافاً دينية وإنسانية عامة بحيث يجب أن تبقى قدوة حاضرة وماثلة أمامنا.. فهي التجلي الواضح للكماليات الإنسانية.

وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أن "ما يجري اليوم في سوريا ليس صدفة، وأن ما يراد اليوم من سوريا هو اضعافها لضرب احد محاور المقاومة". وأوضح السيد هاشم صفي الدين أن المطلوب في المنطقة كان تنفيذ "مشروع التخاذل" الذي يبدأ بضرب سوريا ومن ثم الانتقال الى المحاور الاخرى، لافتاً الى أن الوقت لم يناسبهم، وأن أعداء سوريا اليوم غير قادرين على انهاء الازمة هناك.

وتابع أن "فلسطين ليست ملكاً لأحد، وأن القضية الفلسطينية ليست ملكاً لأحد، وإنما هي ملك الامة"، لافتاً الى انه "كما كسرت المقاومة كل اتفاقات الذلّ فهي قادرة الآن على كسر هذه المؤامرة الذي يعمل على اسقاطها على المنطقة".

المهرجان لأول مرة محاكاة ليحاة الزهراء (ع)
الحاجة خديجة سلوم مسؤولة الهيئات النسائية لحزب الله في بيروت، ردا على سؤال موقع المنار، حول أنه لأول مرة يصار إلى عقد مثل هذا المهرجان بمناسبة ولادة النور المبارك السيدة الزهراء عليها السلام، قالت :" هذا صحيح إنها المرة الأولى، ولقد استغرق التحضير أربعة اشهر متوصلة من العمل مع الجمعيات ودور النشر..

ولقد أردنا ذلك ليكون رداً على هجمة ما يسمونها "الحرب الناعمة" ضد الإسلام ورموزه، والتي تستهدف المرأة بشكل خاص، إذ إنها مدخل لتحقيق أهدافهم، كونها ركنا اساسيا في المجتمع والأسرة.. فأردنا أن نحيي ولادة السيدة الزهراء بأسلوب جديد يظهر أكبر قدر ممكن من شخصيتها العظيمة وكدليل لتجسيد كيف يمكن أن تتمظهر فعلا على أرض الواقع بالعمل لتصبح قدوة حقيقية ..".

المهرجان.. فن وثقافة ومسابقات :
ولقد تتضمن المهرجان جميع المؤلفات والكتابات التي كتبت عن السيدة الزهراء (ع) "من خلال إعادة ترسيخ فكرة المطالعة لأهميتها إن كان من خلال إعادة تجسيد السيدة الزهراء وفكرها النير والتي هي تمام صورة المرأة المسلمة الكاملة وهي المرأة الحقيقية التي جسدت قدوة النساء والرجال من خلال الفن والأدب"، كما قالت الحاجة خديجة.

وأضافت أن هناك أيضا جناح خاص  للوحات فنية وتشكيلية تعبر عن حياة الزهراء وما عاشته وما واجهته من صعاب في سبيل الرسالة الإسلامية.. وهناك بطاقة أعدت للمشاركات هي عبارة عن شكل من أشكال المحاسبة الذاتية تقوم بها الأخت مباشرة تجيب بها على أسئلة سريعة تتعلق بسلوكها الشخصي وتكشف لها مدى وجود السيدة الزهراء في حياتها.

كما أن معدات المهرجان لم ينسن حق الأطفال في هذه المناسبة الفرحة، وذلك لأن "كلنا يعلم كم هي مهمة مرحلة الطفولة وما ينغرس فيها يبقى في الذاكرة مهما شاخت .. لذلك - تقول الحاجة خديجة- "نظمنا ديكورا يحاكي حياة الزهراء هو عبارة عن مسرح حكواتي تقدم فيه الأخت قصص من حباة السيدة الزهراء (ع) للأطفال بأسلوب خاص بهم، حيث نستضيف أطفال المدارس".

وتجد أيضا مسابقة ثقافية للكبار يتم فيها الاطلاع على كراس يحوي مراحل عمر السيدة الزهراء وقصص وروايات عنها، وبمجرد ما تطلع عليه الاخت يحق لها المشاركة عبر الإجابة على أسئلة تسلم لها في ركن المطالعة..

واوضحت الحاجة خديجة :" الاجابات الناجحة سوف توضع في القرعة ويتم اختيار الفائزات في كل نشاط في أخر برنامج المهرجان الثقافي الذي سيكون مهرجانا موسيقيا فنيا انشاديا سيتم فيه اعلان النتائج عن الأسماء بالقرعة.. وسيكون هناك جوائز قيمة هي عبارة عن مقامي الإمامين الرضا والحسين (ع) اضافة إلى مجموعات من الكتب وأجهزة الحاسوب ..

وكان السيد هاشم صفي الدين قد افتتح المهرجان بقص الشريط الافتتاحي، وجال بعدها في المعرض. ويستمر المعرض حتى 8 أيار على أن يفتح ابوابه يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تصوير : وهب زين الدين