قال مكتب الإحصاء الإيطالي (إيستات) امس الاثنين إن إيطاليا ستتعرض على الأقل لفصلين آخرين من الانكماش متوقعا ارتفاعا حاد في معدل البطالة
قال مكتب الإحصاء الإيطالي (إيستات) امس الاثنين إن إيطاليا ستتعرض ‘على الأقل’ لفصلين آخرين من الانكماش متوقعا ارتفاعا حاد في معدل البطالة. وقال المكتب إن الناتج المحلي الإجمالي في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو سينكمش بنسبة 1.4′ هذا العام بعدما تراجع بنسبة 2.4′ في العام الماضي. وأضاف المكتب بمقره في روما إن ‘التراجع في الناتج المحلي الإجمالي الذي بدأ في الربع الثالث سيستمر بوتيرة أبطأ على الأقل حتى الربع الثالث من عام 2013′.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة من 10.7′ في عام 2012 إلى 11.9′ هذا العام و12.3′ في عام 2014.
وجاءت بيانات المكتب أكثر سوءا بشكل طفيف عن تلك التي قدمتها المفوضية الأوروبية يوم الجمعة الماضي والتي من المتوقع وفقا لها أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا بنسبة 1.3′ هذا العام.
ويعد الركود الذي تشهده إيطاليا هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. وقال المكتب والمفوضية إن النمو سيعود في العام القادم بنسبة معتدلة تبلغ 0.7′
وتريد الحكومة الائتلافية الموسعة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية الشهر الماضي أن تركز على النمو وتوفير فرص عمل.
وتعهد رئيس الوزراء إنريكو ليتا باحترام الأرقام المستهدفة الأوروبية لتقليص العجز، لكنه يريد التحول بعيدا عن التقشف ووعد بخفض الضرائب التي من بينها ضريبة على العقارات وهي لا تحظى بشعبية.
ووصفت افتتاحية صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية برنامجه بأنه ‘كتاب الأحلام’ مشيرة إلى أنه اضطر إلى الاعتماد على ‘ائتلاف عريض وهش’ يتألف من محافظين بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني وكذلك أحزاب من الوسط ويسار الوسط.
كان ليتا قال في مؤتمر صحافي عقد في ميلانو إنكم ‘تحتاجون إلى الأحلام ô حتى في الأرقام السياسية الجافة’. واضاف إن بوسع بلاده تحقيق انتعاش اقتصادي بدون زيادة دينها العام الضخم.
وكان ليتا يتحدث قبيل لقاء مع نظيره الاسباني حيث يأمل أن يجد دعما لمطالبته بتحول في محور السياسات في أوروبا.
ويتعرض ليتا الذي يرأس ائتلافا عريضا لتيار يسار الوسط شكله بعد شهرين من انتخابات غير حاسمة لضغوط من أجل خفض الضرائب وتحفيز النمو مع الوفاء في الوقت نفسه بالتزامات التقشف لشركاء ايطاليا في الاتحاد الأوروبي.
وقال ليتا للصحافيين في ميلانو ‘من الممكن أن نحقق النمو بدون الاستدانة. دول أخرى أثبتت ذلك .. أعرف جيدا أن ذلك صعب لكن هذا هو الهدف. نحن للاسف مثال ملموس على أن زيادة الدين لا تعني تعزيز النمو لأننا في كل هذه السنوات راكمنا الكثير من الديون بدون نمو.’ وزار ليتا عددا من العواصم الأوروبية منذ توليه السلطة الأسبوع الماضي داعيا الى تحويل سياسة الاتحاد الأوروبي كي تركز بصورة أكبر على النمو بدلا من التقشف.
والتقى امس برئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي في مدريد. ووصف اسبانيا وهي صاحبة أحد أعلى معدلات البطالة في منطقة اليورو بأنها ‘حليف طبيعي لجعل أوروبا قارة تهتم بالنمو والمشكلات الاجتماعية.’
واقتصاد ايطاليا هو الأبطأ في منطقة اليورو منذ أكثر من عشرة أعوام ودينها العام الذي بلغ العام الماضي 127 بالمئة من ناتجها الاقتصادي هو ثاني أعلى دين في المنطقة بعد اليونان.