تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 11-5-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ملفي تشكيل الحكومة والانتخابات، أما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 11-5-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ملفي تشكيل الحكومة والانتخابات، أما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.
السفير
«وزارة الأزمة المفتوحة» قد تولد في ساعات
جنبلاط ينقلب على «التزاماته» والضحية .. الانتخابات
وكتبت صحيفة السفير تقول "ما ان يدير الرئيس المكلف تمام سلام محركات سيارته في اتجاه القصر الجمهوري، في غضون الـ48 أو 72 ساعة المقبلة، حتى تبدأ دوائر الرئاسة الأولى بإعداد مراسيم قبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي وتكليف سلام برئاسة الحكومة وتأليف الحكومة الجديدة، ليضع رئيس الجمهورية ميشال سليمان توقيعه عليها، في ضوء تفاهمه مع النائب وليد جنبلاط على وضع توقيعهما السياسي معاً على ما أسمياها «التشكيلة المصغرة وغير الاستفزازية».
كان النقاش قبيل خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أمس الأول، يتمحور حول ما اذا كان يصح السير بحكومة الأمر الواقع قبل الخامس عشر من أيار، تاريخ انعقاد الجلسة النيابية العامة، أم بعده مباشرة، في ظل ميل الرئيس سعد الحريري وفريق مستشاريه السياسيين في بيروت للخيار الأول، بينما كان جنبلاط متردداً في ضوء التزامه المفتوح لـ«الثنائي الشيعي» بعدم سيره في خيار حكومة الأمر الواقع وتلطي رئيس الجمهورية خلف موقفه.
بعد خطاب نصرالله مباشرة، انقلبت المعادلة رأساً على عقب. ما رصد من اتصالات بين الرياض وبيروت، أفضى الى نتيجة حاسمة: «لقد قطع الأمين العام لـ«حزب الله» الطريق على إمكان التوافق بدعوته لعدم إضاعة الوقت واعتماد صيغة التمثيل وفق الأحجام النيابية، كما أنه بقراره القاضي بزج لبنان في صلب المواجهة الإقليمية الدائرة، يطيح معادلة الاستقرار والحياد ومقررات الحوار الوطني.. ولا بد من رد سريع قبل 15 أيار».
في البداية، استهول جنبلاط الموقف، ولو أنه قرأ كلام نصرالله بصورة «سلبية جدا»، ونصح الآخرين، ولا سيما تمام سلام وميشال سليمان، بالتريث وعدم استفزاز الحزب ونبيه بري على قاعدة أنهما «متوتران أصلا». لاحقا أرسل الزعيم الدرزي وفد «جبهة النضال» الى عين التينة للقاء بري، وكانت المفاجأة أن الأخير بدا متناغماً مع كلام نصرالله الإقليمي الاستراتيجي، أما في الشأن الحكومي، فقد بدا رئيس المجلس أكثر تصلباً وتشدداً من حليفه «حزب الله».. وبأشواط كثيرة.
أحرج جنبلاط بعدما أسمع كلاماً واضحاً من بري و«حزب الله» بـ«أننا بنينا قرارنا السياسي بالسير في تسمية تمام سلام على أساس التزامك السياسي معنا، وحتى هذه اللحظة نحن ما زلنا نبني عليه لا بل نعوّل عليه لمنع أخذ البلد الى الفتنة الكبرى».
أراد رئيس المجلس إفهام جنبلاط رسالة واضحة: مفتاح الحل والربط في الموضوع الحكومي بيدك أنت ومن ثم رئيس الجمهورية، فإذا رفضت هذا الخيار، فلن يكون بمقدور الرئيس المكلف المضي به.
كان لسان حال الوفد «الاشتراكي» الذي زار بري في عين التينة، أن الرئيس المكلف لم يعد قادراً على الانتظار، واذا لم تتألف الحكومة فسيقدم على الاعتذار.
أعاد بري أمام الوفد «الاشتراكي» الثلاثي، أمس، ما كان قد قاله للوزير وائل أبو فاعور قبل يومين: «لا تساهل في الموضوع الميثاقي، واذا كان هناك من يعتقد أنه يستطيع تركيب ثنائيات جديدة، أو «دويكا جديدة» فإنه يقود البلد الى انفجار كبير وستكون الصيغة السياسية من أبرز ضحاياه».
سمع الوفد «الاشتراكي» كلاماً واضحاً من «الثنائي الشيعي» أن «معادلة تأليف حكومة اللون الواحد مع نجيب ميقاتي لا تنطبق على حكومة تمام سلام، فمن تمت تسميتهم من الوزراء السنّة في الحكومة السابقة، كانوا حلفاء سعد الحريري في الانتخابات والسياسة قبل أن ينقلبوا عليه (نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وأحمد كرامي)، وفيصل كرامي هو ابن بيت سياسي عريق وعلاء ترو فاز من ضمن تحالف 14 آذار في الانتخابات.. وهناك وزيران يمثلان عائلات بيروت».
لم يقتصر الأمر على التحذير من عدم ميثاقية أي تسمية للوزراء الشيعة من خارج «الثنائي الشيعي»، بل بدا الترابط واضحاً بين مساري الحكومة والقانون الانتخابي، «فإذا مضى الرئيس المكلف بحكومة الأمر الواقع، بتغطية جنبلاطية ـ سليمانية، فسيكون القانون الانتخابي لا بل الانتخابات أولى الضحايا».
بدا تاريخ الخامس عشر من أيار مفصلياً، في ظل رهان «المستقبل» ومعه جنبلاط على إعادة تعويم «قانون الستين»، خاصة بوجود «الحكومة المنشودة» التي ستبادر الى تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات ورصد الاعتمادات المالية اللازمة.
وفي المقابل، كان رهان «فريق 8 آذار»، وخاصة بري و«حزب الله»، على أن أي خطأ في الحسابات الحكومية، سيعني المضي بلا هوادة في مشروع «القانون الأرثوذكسي»، في ظل رهانهما على عدم تراجع «القوات» و«الكتائب» عن التزامهما مع «التيار الوطني الحر» في السير بخيار انتخابي كهذا اذا انعدمت الخيارات البديلة وخاصة القانون المختلط.
شعر كل من التقى بري في الساعات الأخيرة بحجم توتره غير المسبوق منذ سنوات طويلة، وبدا مصدوماً بأداء الرئيس المكلف الذي قرر إقفال الخطوط مع كل خصوم «فريق 14 آذار». وتزامن ذلك مع لقاءات بعيدة عن الأنظار شملت قيادتي «حزب الله» و«أمل» وبعض مكونات المعارضة المسيحية، وتركزت حول سبل التعامل مع خيار حكومة الأمر الواقع اذا أخل وليد جنبلاط بالتزاماته.
وطرحت أسئلة كثيرة حول الحكومة والقانون الانتخابي وهل يشارك رئيس المجلس في التقاط الصورة التذكارية مع حكومة كهذه في القصر الجمهوري، وما هو مستقبل علاقته وفريقه السياسي بميشال سليمان ووليد جنبلاط، وهل يتعامل مع الحكومة الجديدة بوصفها «حكومة غير ميثاقية» أو «حكومة بتراء»، وهل يمكن أن يفتح أبواب المجلس النيابي أمامها لنيل الثقة أولا ومن ثم لكي تمارس مهامها، وهل يمكن للتعطيل الحالي أن يتحول الى تعطيل شامل، وماذا عن تسليم وتسلّم الوزارات وغيرها من الخطوات التي ظلت قيد التداول ضمن «فريق 8 آذار»؟
وقد بلغت مناخات بري، القصر الجمهوري، عن طريق الموفدين الجنبلاطيين الذين قالوا لميشال سليمان إن جنبلاط «بات ميالا وبقوة للسير مع تمام سلام في حكومة غير استفزازية على قاعدة أنه بذل ما في وسعه ولم يصل الى النتيجة المرجوة».
ونقل جنبلاط الى سليمان بالحرف الواحد «الرئيس المكلف لم يعد بمقدوره الانتظار.. واللهم اشهد أني قد بلغت»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه مع استمرار التواصل، خاصة مع بري، «ولكن لا يمكن إبقاء سلام منتظراً لوقت طويل بعدما استنفد كل