أثبتت شركة كوزموس ايغنايت إنوفايشينز أن استبدال فانوس يعمل بالكاز من القرن التاسع عشر بمصباح يعمل بالطاقة الشمسية من القرن الحادي
أثبتت شركة «كوزموس ايغنايت إنوفايشينز» أن استبدال فانوس يعمل بالكاز من القرن التاسع عشر بمصباح يعمل بالطاقة الشمسية من القرن الحادي والعشرين لا يتطلّب أكثر من شريكين.
وقام أحد الشريكين وهو ماثيو سكوت، بقيادة التصميم والتطوير لمصباح يعمل بالطاقة الشمسية عندما كان طالباً في كلية الأعمال في جامعة ستانفورد الأميركية عام 2003. ويستند هذا المصباح إلى تكنولوجيا الدايودات الضوئية التي تستخدم كهرباء أقل بكثير من المصابيح المتوهجة أو مصابيح الفلوريسنت. وأراد ماثيو في بادئ الأمر استخدام المصباح في المباني التجارية أو الطائرات. ثم قرأ كتاب «الثروة في أسفل الهرم» فقام بتغيير نهجه. ويصف كتاب سي كاي براهالاد الفرص التجارية التي يوفرها بليونين ونصف بليون نسمة في العالم ممن يعتاشون على أقل من دولارين ونصف دولار في اليوم. وأراد سكوت أن يصل بمصباحه إلى بعض من هذه الملايين.
في هذا الوقت، دخل شريك آخر، وهو صديقه القديم آميت شوغ، في المعادلة، وطلب من شوغ الذي كانت لديه خبرة في إدارة الأعمال، مساعدته في إعادة تصميم المصباح للناس الفقراء في الهند، موطن شوغ، حيث يعتمد ملايين الناس في الإنارة، على فوانيس الكاز الخطرة والملوثة.
أنشأ سكوت وشوغ مشروعاً مشتركاً هو شركة «كوزموس ايغنايت انوفايشينز»، التي لها مكاتب في «سيليكون فالي» في كاليفورنيا وفي نيودلهي في الهند. وأمّن سكوت الدعم المالي من رأس مالي مغامر قديم يموّل المشاريع في «سيليكون فالي»، بينما توجه شوغ إلى المنظمات غير الحكومية المحلية في الهند لاختبار المصباح. وقال: «شكل ذلك جسراً بين محور التكنولوجيا العالية وسوق الملايين من الفقراء الذين يتوقون للحصول على حياة أفضل».
والمصباح الذي أطلق عليه اسم «الضوء الجبار» (مايتي لايت)، هو كناية عن مصباح دايودي يعمل بالطاقة الشمسية، متعدد الوظائف، ومقاوم للمياه والصدمات، ويمكن شحنه بالطاقة ليعمل مدة ثماني ساعات، ومصمم ليخدم 100 ألف ساعة. وبدأت «كوزموس ايغنايت» ببيعه في الهند بسعر 50 دولاراً عام 2006.
وأوضح شوغ أن دافعه هو وسكوت، كان الرغبة في «رد الجميل للمجتمع والحصول على شعور جيد في شأنه من خلال هذه العملية»، وأنهما باعا وحدات «الضوء الجبار» من خلال المنظمات غير الحكومية، والوكالات الدولية، والحكومة الهندية، والموزعين التجاريين. واختارا عدم إتباع المسار التقليدي لمجموعات المساعدات والتنمية التي تعتمد على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخاصة للحصول على الموارد المالية، التي تنضب في بعض الأحيان تاركة مقدمي التكنولوجيا طي النسيان. وأضاف: «ما أردناه بدلاً من ذلك كان مؤسسة تجارية تجعل مشروعنا مستداماً بمرور الزمن».
أنشأ شوغ عمليات تصميم وتجميع في غورغاون في الهند، وعمل مع سكوت لجعل سعر هذا المصباح مقبولاً أكثر لأن الكثير من فقراء الهند لم يتمكنوا من تحمل سعره الأصلي. والآن يباع النموذج المحسّن بـ 25 دولاراً. وباعت «كوزموس ايغنايت» حتى الآن 150 ألف وحدة من هذا المصباح في 18 بلداً، ووسعت خط الإنتاج لسبعة بنود أخرى، تشمل مصابيح الإنارة المنزلية وإنارة الشوارع العاملة بالطاقة الشمسية.
وأشار شوغ إلى أن «الفكرة هي زيادة الأثر الاجتماعي بدلاً من الأرباح، لكن منذ البداية يجب أن تعرف أنك لن تصبح مليونيراً». وعندما بدأ الصيادون والحائكون استخدام الضوء الجبار لتمديد ساعات عملهم، أدرك أنه هو وسكوت كانا على المسار الصحيح. وخلص إلى القول: «عندما تدرك ذلك، يصبح كل تحدٍ يواجهك ممتعاً ومثيراً».