أقامت بلدية طرابلس وجمعية "بوزار للثقافة والتنمية" حفل تكريم للفنانين التشكيليين، الذين شاركوا في "جداريات بوزار للسلام" في مدينة طرابلس.
أقامت بلدية طرابلس وجمعية "بوزار للثقافة والتنمية" حفل تكريم للفنانين التشكيليين، الذين شاركوا في "جداريات بوزار للسلام" في مدينة طرابلس.
حضر حفل التكريم عبد الإله ميقاتي ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مصطفى الحلوة ممثلا الوزير محمد الصفدي، النائب سمير الجسر، رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، الأمين العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو زهيدة درويش، رئيس إتحاد المهن الحرة نقيب الأطباء في طرابلس فواز البابا، نقيب المهندسين بشير ذوق، نقيب أطباء الأسنان راحيل دويهي، القاضي نبيل صاري، رئيس نقابة معلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض، رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية حميد حكم، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي نزيه كبارة، عضو الجامعة اللبناني الثقافية في العالم طوني منسى، رئيس "جمعية بوزار للثقافة والتنمية" طلال الخوجة، وحشد من مدراء الفروع الجامعية والفنانين المكرمين وأعضاء مجالس بلدية وممثلي الهيئات والجمعيات ومهتمين.
بداية النشيد الوطني، عزفته فرقة موسيقى كشافة التربية بالمنية بقيادة أحمد ملص، كلمة تقديم من باسمة بارود أشادت فيها بأعمال الفنانين المكرمين والتي "عبرت عن الواقع المرتجى لمدينة طرابلس المنتصرة دائما للحق والجمال".
غزال
وألقى رئيس بلدية طرابلس كلمة قال فيها: "إنها لسعادة غامرة أن نلتقي اليوم في هذه العشية للحديث عن الثقافة والفنون في زمن غاب الحديث في طرابلس إلا عن حديث الدخان وحرق الدواليب والإعتصامات وكل ما هو بعيد عن طرابلس التي نعشق، إنه عشق "بوزار" تجسد الليلة وهو إنعكاس للعشق الطرابلسي لتاريخ المدينة العريق والأصيل".
أضاف: "إنه إحتفال نعتز به لكونه مفردة من مفردات طبيعة المدينة التي إعتدناها، وأن يكون الإحتفال في هذا الصرح الثقافي الذي تربينا عليه في السبعينات، ومن المفارقات أن هذا الصرح يئن اليوم كما تئن معظم الصروح الثقافية في هذه المدينة المعطاء والتي سميت المحروسة في يوم من الأيام وآن الأوان أن نقول أنها المدينة المحرومة".
تابع: "هذه هي طرابلس التي نحب وهذه هي صورة طرابلس، فالمسرح هنا مليىء بالأحبة محبي الفن والثقافة والإنماء والتطوير، ومن هنا نتوجه بالتحية إلى رجال الإعلام ووسائل الإعلام، التي ننتظر منها المساعدة والمساهمة في إظهار دور طرابلس الإنمائي والحضاري بدل تلك المظاهر، التي إعتدناها عن طرابلس في أوقات الشدة والدماء".
ديب
كما ألقى رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين إلياس ديب كلمة الفنانين المكرمين فقال: "هو شرف لي أن أتحدث اليوم بإسم زملائي الفنانين، الذين ساهموا بصناعة جداريات السلام الموجودة في منطقة القبة وعند جدار الجامعة اللبنانية وكلية العلوم تحديدا، وهي صرخة تعبيرية ضد الإحباط وضد التدمير والعنف. وكلنا يدرك وقد رأى وشاهد هذه الأعمال وآثار الرصاص ماثلة على مساحاتها لتشهد على الأوقات الصعبة والأليمة، وإذا بفنانينا يطلقون عبر هذه الجداريات دعوتهم إلى السلام عبر أعمال تمتد جذورها عميقة في تاريخ المدينة".
كما أشاد بدور الفنانين العشرة، الذين "كونوا مجموعة بارزة في ثمانينات القرن الماضي، ويشارك منهم خمسة فنانين في هذه الجداريات، وقد حمل هؤلاء العشرة في تلك السنوات وما يزالون هموم التعبير عن أصالة طرابلس والتراث العربي وتحولت أعمالهم إلى مدارس فنية على إمتداد العالم".
عويضة
وألقى رئيس الرابطة الثقافية أمين عويضة كلمة قال فيها: "إن تلاقينا اليوم يجسد أهمية التعاون المثمر والعمل البناء بين مكونات وفاعليات وجمعيات وهيئات المجتمع الأهلي من خلال تكريم كوكبة من الفنانين التشكيليين المبدعين، الذين ساهموا في إنجاز جداريات بوزار للسلام في القبة".
أضاف: "إن جمعية بوزار أخذت على عاتقها عملية تجديد وتجميل معالم المدينة، وطرابلس ستبقى مدينة الإنفتاح والحرية والحوار والحياة".
دبوسي
وألقى أمين عام غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان كلمة قال فيها: "الإقتصاد هو محور الحياة البشرية، ومع إنعدام الإزدهار الإقتصادي لا حياة هناك ولا علم ولا ثقافة. لذلك من الطبيعي أن تكون غرفة التجارة والصناعة والزراعة شريكة في أي مشروع يصب في مصلحة ورقي المدينة وبتقدم أهاليها. شكرا بوزار، شكرا بلدية طرابلس وشكرا لكل فنان وكل مواطن سعى ويسعى لتقدمها وإزدهارها، ومن المؤكد أن الشمس ستسطع بأنوارها المشعة على هذه المدينة أنوار الحق والخير والجمال وكل هذه الأجواء التي لاتشبهنا هي إلى زوال".
خوجة
وتحدث رئيس جمعية "بوزار للثقافة والتنمية" خوجة فأشار أن الفنانين التشكيليين "إندفعوا منذ ربيع العام 2004 للعمل على ما أصبح لاحقا جدار بوزار للسلام، ونفذوا جداريات نوعية وفريدة في حركة عطاء نادرة عبرت عن نبلهم ورهافة فنهم وعن حبهم للفيحاء، وقد أطلقت هذه الحركة التي نشأت بموازاة حركة البناء الجامعي في المون ميشال حمى تحديثية، خصوصا بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حتى أصبح لكل شارع جداره ولكل قرية بوزارها، ما جعل طرابلس تكتسب لقب مدينة الجداريات، رغم البؤس والغضب والتوتر والفوضى، التي تصل حد الإستباحة والتي أفرغت المدينة من مقامات ومكونات كثيرة".
أضاف: "لم يكن إختيارنا لشارع الجيش في القبة كنقطة إنطلاق في حركتنا إعتباطيا، فهو يشكل شريانا رئيسيا يتدفق فيه يوميا الألوف من كل المناطق والأطياف إلى المؤسسات الأكاديمية والمهنية والأمنية والعسكرية، كما لم يكن إختيار جدار العلوم إعتباطيا، فهي إحتضنت جيوش وصاية وإحتلال وشكلت نقاط توتر في الحرب الأهلية، وتأمل بوزار بتحويلها إلى مركز إنمائي خصوصا أنها أطلقت مبادرة ترميمها التي إمتدت إلى الشارع وإلى مجمع الآداب والحقوق".
وختم: "من على منبر الرابطة الثقافية التي تختزن في ذاكرتها جزءا من آلامنا وأحلامنا. نشكر جميع المكرمين، الذين كرموا مدينتنا الحبيبة بأعمالهم الإستثنائية وبينهم بعض من أطلق من هذا المكان العابق بالتاريخ حركة الفنانين العشرة، وطرابلس ستبقى حاضرة الشمال، مدينة مفتوحة على الموج والأفق والأمل، ولن نقبل أبدا بأن تصبح ساحة بريد وصراعات عبثية".
كما تحدث رمزي كروم مقدما عرض فيلم وثائقي عن جداريات بوزار للسلام وفقرة فنية للمهندسة هند صباغ تضمنت عزفا على البيانو والفنان سينان دندشي بعزف على الغيتار. وألقت روعة صيداوي أبيات شعرية من وحي المناسبة. وتزامن برنامج الإحتفال مع رسم تعبيري من لطيفة مرعب وإبتسام بشير، اللتين كتبتا إسم طرابلس على لوحتين منفصلتين أنجزتا وجمعتا كلوحة واحدة عند إنتهاء الإحتفال تضمنت أسماء المكرمين.
ثم تولى رئيس البلدية ورئيس جمعية بوزار تقديم مجسم تشكيلي لكل من الفنانين المكرمين وهم: إلياس ديب، جمال عبد الناصر، حسام حاطوم، سامي بصبوص، عدنان خوجة، عبد المحسن خانجي، علي العلي، فضل زيادة، كلوديا فالديه، محمد حسين، محمد عزيزة، هند الصوفي ووجيه نحلة.
وأعقب ذلك كوكتيل وتوزيع كتيب عن أعمال بوزار، ثم عشاء تكريمي في مطعم أبو نواس.