سيرة ووصية الشهيد حسن مصطفى قماطي
الشهيد حسن مصطفى قماطي من مواليد حارة حريك 1983. نشأ في بيت متدين فوالده عالم دين وهو الشيخ مصطفى قماطي. درس في عدة مدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت ثم انتقل الى معهد الآفاق حيث درس المحاسبة ولم يتسن له اكمال دراسته.
عُرف الشهيد بالتزامه المبكر ونضوج فكره وعطفه وخدمته للناس، وتميز بروحانيته العالية وخشوعه وتعلقه الشديد بالائمة عليهم السلام.
الجهاد والشهادة
انضم الى كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه وتابع نشاطه خلال المرحلة الدراسية مع التعبئة التربوية في حزب الله، لينتقل في العام 2003 للتفرغ في العمل الجهادي، فشارك في العديد من الدورات والعمليات العسكرية.
كان للشهيد شرف المشاركة في حرب تموز 2006 حيث اظهر فيها شجاعة وبسالة كبيرتين. واثناء مهمة جهادية في وادي السلوقي عام 2006 مع عدد من الشبان كشفتهم طائرة الاستطلاع واغارت عليهم. وقد تمكن اصدقاء حسن من النجاة لكنهم عندما عادوا ليتفقدوه وجدوه جالسا على صخرة منتزعا خوذته ودرعه وقد اصيب جانبه الايسر بشكل كلي بشظايا وحروق. واذ به يطلب من اصدقائه ان يذهبوا ويتركوه، واستشهد مرتحلا الى الملكوت الأعلى.
وفي تاريخ 19/8/2006 تم تشييعه حيث ووري الثرى في روضة الشهيدين بعد اسبوعين من استشهاده لأن إمكانية سحب الجثمان قبل ذلك كانت متعذرة.
من وصيته
سيدي يا صاحب الزمان كم نحن عطاشى للقائك وقلوبنا مشتاقة اليك .. عزيز علينا ان ترى الخلق ولا تُرى ، سيدي يا صاحب الزمان انت امنية شائق يتمنى..
إخوتي المجاهدين في ثغور المقاومة، يا أبطال المقاومة وفوارسها: أوصيكم إخوتي أن تحفظوا أنفسكم وتصونونها بالخط الحسيني العظيم والمدرسة الكربلائية واحفظوا أنفسكم من الصعاب وتحمّلوا الصعاب ولا تركضوا وراء الدنيا وأهوائها ووراء أهوائكم وحافظوا على طاعة التكليف وولاية الفقيه إنها المدرسة العظيمة في هذه الدنيا، واتخذوا الدعاء والبكاء سلاحاً لكم في كل لحظة وفي كل دقيقة من حياتكم كعلي أمير المؤمنين إمامنا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "لقد طلّقت الدنيا ثلاثاً دون رجعة"، هذه وصية إمامنا أمير المؤمنين (ع) ويجب أن نحافظ عليها، نطلّق هذه الدنيا لأن هذه الدنيا هي التي ستودي بنا إلى التهلكة وستودي بنا إلى عدم طاعة الله وهناك الندم يوم لا ينفع الندم.
يجب أن نزرع في قلوب الناس عشق الشهادة والجهاد وعشق ولاية الفقيه والتمسك بولاية الفقيه لأن هذه المرحلة الآتية صعبة جداً لا بد أن نعلِّم أنفسنا على الصبر كإمامنا أبي عبد الله الحسين (ع)، على العطش، عطش النفس، عطش الروح التي لا تُروى إلاّ بطاعة الله بالزيارة والدعاء.
أبي العزيز: أسألك الدعاء أيها العلاّمة المجاهد الحنون الودود، كنت من الراعين الأوائل في المقاومة الإسلامية ومن المؤسسين لها، وها أنا يا أبي أسلك هذا الدرب الحسيني من عرق جبينكم، أنت كل ما أملك في هذه الدنيا وبلسم الجراح الذي كنت تداوي جرحي عندما أحزن، كنت القلب الحنون.
أماه: حان الفراق والوداع، ولا تحزني عليّ فإني قد ذهبت أبحث عن العشق الإلهي ولقاء الباري وقد حان موعد اللقاء، أرجو أن تسامحيني فقد أخطأت بحقكِ كثيراً، أرجو أن تعتني بإخوتي وزوجتي، بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون"، واعلمي أن هذا الطريق طريق ذات الشوكة أنت التي ربّيتني وعلّمتني كيف أسير عليه ولا أجتازه إلاّ بالشهادة أو النصر والحمد لله لقد بلغت إحدى الحسنيين وهي الشهادة في سبيله أسألكِ الدعاء والسماح.
أختاي: أوصيكما بالتمسك بهذا الخط، خط ولاية الفقيه وأن تربيا أولادكما على الجهاد والسير بهذا الدرب الحسيني وتتأسيان بأمنا فاطمة الزهراء (ع) ولا تبكيان عليّ لأن بكاءكما يؤلمني ويعذبني ويشعرني بأني قد آذيتكما وظلمتكما سامحاني إن أخطأت بحقكما، حافظا على عبادة الله وقيا نفسيكما من الشيطان الرجيم وتمسكا بخط أهل البيت (ع) وهذه المدرسة الحسينية، أحييا مجالس العزاء وثابرا عليها.
أولاد عمي: أنتم إخوتي وأحبتي، صحيح أن الله سبحانه وتعالى لم يرزقني أخاً في هذه الدنيا إلاّ أخي محمداً ومن الممكن أن لا أعيش معه كثيراً لكن أتمنى منكم جميعاً أن تحسّنوا أنفسكم، اهتموا بحالكم وبزوجاتكم.