أعلن المتحدث باسم الكرملين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيصل اليوم إلى موسكو في زيارة عمل يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
حلمي موسى
أعلن المتحدث باسم الكرملين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيصل اليوم إلى موسكو في زيارة عمل يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشدد المتحدث على أنه في اللقاء بين بوتين ونتنياهو سيتم تبادل الآراء حول مواضيع مركزية في العلاقات بين الدولتين. وكان لافتاً الإشارة إلى أن «اهتماماً كبيراً سيكرّس للوضع في الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً».
وكانت الصحف الإسرائيلية قد نشرت قبل ثلاثة أيام أن نتنياهو سيصل إلى العاصمة الروسية على عجل لمناقشة الرئيس بوتين في أمر صفقة سلاح كبيرة تتضمن تسليم سوريا صواريخ «إس 300». وأشارت الصحف الإسرائيلية أيضاً إلى أن نتنياهو ينوي مناقشة المسألة النووية الإيرانية مع مضيفه الروسي.
وقد بدأت القصة عملياً بتسريب إسرائيل لصحيفة أميركية أمر عرض وثائق تثبت أن روسيا على وشك تسليم سوريا صواريخ «إس 300» المضادة للطائرات بعدما سددت أقساطها في مصرف روسي. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الخميس الماضي أن الصفقة، وهي على وشك التنفيذ، وقعت في العام 2010، وتتضمن تسليم سوريا ست منصات صواريخ و144 صاروخاً عملياتياً يبلغ مدى كل منها 200 كيلومتر.
وأشارت تلك الصحيفة إلى أن إسرائيل تحث الولايات المتحدة على العمل مع روسيا لمنع تنفيذ هذه الصفقة التي تقيد بشكل واسع عمل سلاح الجو الإسرائيلي نظراً لطبيعة هذه المنظومة ومداها وفعالية راداراتها. ويبدو أن الأمر لا يتعلق فقط بأمـيركا، بل جنـّدت إســـرائيل لهــذه الغاية كل ذخائرها الدولية ومن بينها رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون. فقد أشارت الصحف الروسية إلى أن موضوع الصواريخ الروسية إلى سوريا كان بين المواضيع التي أثارها كاميرون مع بوتين خلال لقائهما الأخير.
وأشارت «هآرتس» إلى أن اللقاء بين نتنياهو وبوتين لن يعقد، كما يبدو، في موسكو وإنما في منتجع «سوتشي» على ساحل البحر الأسود. وخلافاً للانطباع الذي نشأ في الأيام الأخيرة بأن الزيارة عاجلة وطارئة، نقلت «هآرتس» عن المتحدث باسم بوتين قوله إن الأخير دعا نتنياهو إلى موسكو في 20 آذار الماضي، ولكن لم يتحدد موعد للزيارة. وفقط في مطلع الأسبوع، تحادث نتنياهو مع بوتين واتفقا على اللقاء اليوم. وبحسب «هآرتس»، فإن نتنياهو أثار مع بوتين في مكالمتهما الهاتفية قضية صواريخ «إس 300»، وأيضاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي أجواء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، أعلنت إسرائيل مراراً ما اعتبرته خطوطاً حمراء، ومن بينها انتقال أسلحة متطورة غير تقليدية أو بعيدة المدى أو مضادة للطائرات لـ«حزب الله» أو سقوطها بأيدي «جهات غير مسؤولة». ونظراً لطول المعركة وتحالف روسيا مع النظام السوري، تجدد الحديث عن استئناف صفقات الأسلحة الروسية لسوريا. ومرة أخرى دار الحديث عن صواريخ «إس 300». وخلافاً لمرات سابقة لم تنكر روسيا الأنباء وحاولت، من خـــلال تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، إثارة نوع من الغموض حولها. فأعلن لافــــروف أنه لا خطـــط جديـــدة لتسليح سوريا، ولكن لا تزال هناك عقود لصفــقات ســلاح معها لم تنجز بعد.
ومن المهم الإشارة، كما كتب المراسل العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل، الى واقع أن الأنباء عن تزويد سوريا بصواريخ «إس 300» لسوريا وإيران تنشر تقريباً منذ عقد ونصف. وحتى اليوم لم يتم تنفيذ أي من هذه الصفقات عملياً. ولكن هارئيل يستدرك قائلاً إن «السياق هذه المرة مختلف: روسيا هي الركيزة الأساسية للرئيس الأسد في معركة الحياة والموت، التي يخوضها ضد المعارضة السورية التي تحاول إطاحته في حرب أهلية».
وأضيفت إلى ذلك الغارات الإسرائيلية الأخيرة في محيط دمشق، والتي دفعت حتى رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين للإشارة في تحليل له لهذه الغارات، إلى احتمال أن «يزود الروس، الذين لم ينظروا بعين العطف إلى الغارات، سوريا بمنظومات دفاع جوي بعيدة المدى مثل «إس 300». وأضاف يادلين أن روسيا قد تكون بذلك تريد الاحتجاج على السياسة الأميركية، وكبح أي مساس بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤول روسي مطلع إن روسيا «لا تفرض حظراً على بيع السلاح من هذا النوع، ونحن نفي بتعهداتنا وعقودنا مع سوريا».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه