28-11-2024 07:54 AM بتوقيت القدس المحتلة

“نكبة” المكتبات الفلسطينية في أيار 1948

“نكبة” المكتبات الفلسطينية في أيار 1948

اضطر الفلسطينيون الذين هجّروا من ارضهم مع اعلان دولة الكيان الصهيوني (اسرائيل) قبل 65 عاما، لترك كل ممتلكاتهم بما في ذلك مكتباتهم وكتبهم التي لم يروها بعد ذلك

كتب مؤرشفة اضطر الفلسطينيون الذين هجّروا من ارضهم مع اعلان دولة الكيان الصهيوني (اسرائيل) قبل 65 عاما، لترك كل ممتلكاتهم بما في ذلك مكتباتهم وكتبهم التي لم يروها بعد ذلك. وقد اضطر المحامي عمر صالح البرغوثي في ايار (مايو) 1948 للفرار من مكتبه في شارع يافا وبيته في حي القطمون في القدس الذي جمع فيه نحو 256 كتابا. وروت حفيدته رشا لوكالة فرانس برس “كان يدير صحيفة ويكتب كثيرا عن تاريخ فلسطين والعائلات الفلسطينية”.


وعندما كانت المعارك مستعرة، كان الجنود الاسرائيليون واصحاب المكتبات يحاولون جمع عشرات الآلاف من الكتب في منازل فلسطينيين في القدس وحيفا ويافا وغيرها. وادعى الاسرائيليون انهم ارادوا بذلك حفظ اعمال قيمة ستعاد يوما ما الى اصحابها. اما الفلسطينيون ففرأوا في ذلك سرقة تحدث عنها فيلم وثائقي عرض مطلع هذا العام للمخرج الاسرائيلي "بيني برونر" ويحمل عنوان “السطو الاكبر”.

وبعدما أمضى سنتين في الخارج، استقر عمر صالح البرغوثي في رام الله في الضفة الغربية واتصل باصدقاء له من اليهود في الكيان الإسرائيل لمحاولة استعادة مكتبته. وقالت حفيدته “كان يؤكد ان المفروشات والادوات المنزلية يمكن ان تعوض لكن الكتب امر مختلف، انها تشبه فقدان الحبيبة”.


ولسنوات، بحثت عائلة البرغوثي عن مكتبتها بدون ان يكون لديها اي شك في انها مودعة في احد اقبية ما سميت "المكتبة الوطنية الاسرائيلية". فتحت عنوان “ملكية متروكة”، تخزن في هذا المكان عشرات الآلاف من الاعمال الفلسطينية والكتب الدينية والمذكرات والكتب المدرسية ودواوين الشعر. ويمكن الاطلاع عليها لكن بعد الحصول على اذن خاص. وقال الباحث الاسرائيلي غيش اميت الذي درس في "المكتبة الوطنية" وكان مصدر وحي بيني برونر لفيلمه الوثائقي “اكتشفت ان ثلاثين الف كتاب اخذت من الفلسطينيين معظمها من بيوت. الاسرائيليون صادروا كل الكتب التي عثروا عليها وبدأوا بارشفتها وهذه العملية استغرقت بين عشر سنوات و15 سنة”.


"المكتبة الإسرائيلية" التي قامت على أنقاض الثقافة الفلسطينية المنهوبةأما الخبير في الكتب "اوري باليت" الذي شارك في الستينات في هذه العملية في ادارة الدراسات الشرقية في المكتبة الاسرائيلية قال “كنا نكتب اسم المالك بقلم الرصاص على الكتب لاننا كنا نريد اعادتها في اليوم الذي يعقد فيه السلام. لم يكن ذلك سرا”.
ورأى غيش اميت ان الباحثين الاسرائيليين كانوا يعتبرون هذه الاعمال “قيمة جدا”. واضاف “كانوا يقولون انهم ينقذون هذه الكتب ويريدونها لانفسهم ويحتاجون اليها وسيحفظونها بشكل افضل من الفلسطينيين”. وتابع ان “الاسوأ هو رفض المكتبة الاعتراف بالظلم الذي وقع على الفلسطينيين. حتى اليوم ما زال محافظوها يتحدثون عن عملية انقاذ. بالنسبة لي الامر غير مقبول”، معتبرا ذلك “سلوكا استعماريا”.


وردا على سؤال عن سبب عدم اعادة هذه المكتبات الى اصحابها، تقول "وزارة العدل الاسرائيلية" لفرانس برس ان مهمة تقديم الدليل على الملكية تعود الى صاحب الكتب الاصلي والا تبقى “ملكية متروكة”. وقالت رشا برغوثي ان المكتبة الوطنية الاسرائيلية لم تتصل بها يوما وتؤكد انه لا اوهام لديها في هذه المسألة. فهي تقيم في الاراضي الفلسطينية وتحتاج الى تصريح خاص للتوجه الى القدس. واضافت “لا اعتقد انهم سيبذلون اي جهد لمساعدتي”.