تظاهر آلاف اليهود المتدينون، يوم أمس الخميس، في القدس المحلتة احتجاجاً على خطط لتجنيدهم في جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو اقتراح تدعمه الأغلبية العلمانية
تظاهر آلاف اليهود المتدينون، يوم أمس الخميس، في القدس المحلتة احتجاجاً على خطط لتجنيدهم في جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو اقتراح تدعمه الأغلبية العلمانية الداعية إلى مشاركة أكثر عدلا في المجتمع الإسرائيلي.
واحتشدت أعداد غفيرة من المتدينيين الذين يرتدون المعاطف السوداء في شوارع القدس وعلى الأخص بالقرب من مكتب التجنيد في المدينة حيث القى بعض الحاخامات خطباً تحذر من أن "الخدمة في صفوف الجيش ستلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بطريقة حياتهم".
وقال الحاخام ديفيد زيشرمان أمام الحشد "تريد الحكومة القضاء على تقاليدنا وجعلنا علمانيين، ويصفون ذلك ببوتقة ذوبان لكن لا يمكن أن يذوب الناس، لا يمكن أن تغيروا طريقة حياتنا". والتزمت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية بزيادة تجنيد الرجال من اليهود المتشددين الذين يحصل اغلبهم على إعفاء لأسباب دينية وذلك بهدف توزيع العبء الوطني وخفض الضغط عن الطبقة الوسطى.
دعم كبير :
وحصد حزب وزير المالية يئير لابيد، الشريك الرئيسي لنتنياهو في الائتلاف على دعم كبير في الانتخابات التي جرت في كانون الثاني/ يناير بعدما تعهد بالتصدي لمطالب الأحزاب الدينية وتوزيع عبء الخدمة بالجيش والضرائب بشكل أكثر عدالة. وقال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد إن "ما لا يقل عن 20 ألف محتج شاركوا في التظاهرات"، مضيفاً "اعتقل حوالي 12 شخصا عندما نشبت أعمال عنف حيث قام المحتجون برمي أفراد الشرطة بالحجارة والزجاجات، كما اضطرت الشرطة إلى استخدام خراطيم المياه عندما أشعل المحتجون النار في صناديق للقمامة". وأشار روزنفيلد إلى أن "ما لا يقل عن ستة من عناصر الشرطة احتاجوا إلى علاج طبي ونقل اثنان إلى المستشفى".
رفض للخدمة العسكرية :
وقال معلق في "اذاعة إسرائيل" إن "المشاركين في التظاهرات ينتمون لأكثر العناصر تشدداً بين المتدينين اليهود والذين يرفضون أي حل وسط مع السلطات بشأن الخدمة العسكرية بل ويرفضون أيضا الاعتراف بالدولة اليهودية لأسباب دينية".
ويشكل هؤلاء المتدينون أو كما يسمونهم المتشددون اليهود نحو عشرة في المئة من المستوطنين في الكيان الإسرائيلي البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة. كما أن أغلبهم لا يعملون ويحصلون على إعفاء من الخدمة العسكرية ويعتمدون بكثافة على الدعم الحكومي لدراساتهم الدينية وإعالة أسرهم.
ويشارك نحو 60 في المئة من الرجال المتدينين في دراسات دينية يهودية لوقت كامل مما يبقيهم خارج سوق العمل. وتعد مسألة تجنيد الرجال المتشددين في الجيش جزءا من صراع اوسع بين الاغلبية العلمانية والاقلية المتشددة بشأن اسلوب الحياة في "اسرائيل".
ويستدعى اغلب الرجال والنساء الاسرائيليين للخدمة العسكرية لما يصل الى ثلاث سنوات حين يبلغون الثامنة عشرة، إلا ان هناك استثناءات لاغلبية المواطنين من فلسطيني الداخل و اليهود المتدينيين.