وبدا على القرضاوي التأثر، حتى أنه أوشك على البكاء قبل أن يتمكن من حبس دموعه وهو يقول: "والله إني أعمل لقضية فلسطين وأنا ابن 15 سنة" وجددً هجومه على نظام بشار الأسد وحزب الله
أعرب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي عن أسفه إزاء انتقادات السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لمنحه خلال زيارته لقطاع غزة قبل أسبوع جواز سفر فلسطيني تكريماً له.
جاء هذا خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب في العاصمة القطرية الدوحة، والذي تعرّض خلالها لزيارته إلى غزة، التي بدأها يوم 8 مايو/أيار الجاري، واستمرت 3 أيام، برفقة 50 عالماً من 16 دولة.
واعتبر القرضاوي الأيام التي قضاها في غزة "من أعظم وأجمل الأيام في حياته". وتعرّض للجدل الذي رافق قيام رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية بمنحه جواز سفر فلسطيني تكريمًا له، وهو الأمر الذي رفضته حركة التحرير الوطني (الفلسطيني) فتح والسلطة الفلسطينية واعتبرت جواز السفر "مزوراً". وقال القرضاوي: "أكرمنا الإخوة وأعطونا الجواز الفلسطيني تكريمًا لمثلي، ولكن للأسف إخواننا في فتح أغضبهم هذا وقالوا إن من لا يملك أعطى من لا يستحق، لا إسماعيل هنية يملك إعطاء الجواز ولا يوسف القرضاوي يستحق الجواز، شكر الله لهم وسامحهم". وبدا على القرضاوي التأثر، حتى أنه أوشك على البكاء قبل أن يتمكن من حبس دموعه وهو يقول: "والله إني أعمل لقضية فلسطين وأنا ابن 15 سنة وأنا الآن في الـ87، صار لي 72 سنة وأنا أتحدث عن قضية فلسطين".
وبحسب القرضاوي، فإن زيارته إلى غزة "لم تكن لتكريس الانقسام (بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية - حماس)، بل من أجل الدعوة إلى الوحدة، وقال: "دعوت هناك مراراً وتكراراً إلى الاتحاد الفلسطيني وإلى أن ينتهي هذا الانقسام" القائم منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة 2007.
ومنح إسماعيل هنية، القرضاوي، خلال زيارته الأخيرة لغزة الجنسية الفلسطينية، تقديرًا لـ"دوره في خدمة القضية"، وأهداه جواز سفر فلسطينيًّا، وبطاقة هوية شخصية. لكن وزارة الداخلية الفلسطينية في رام الله اعتبرت، في بيان لها، أن "من لا يملك أعطى لمن لا يستحق"، مشيرة إلى أن منح جواز سفر أي دولة من صلاحيات رئيس الدولة. ورأت أن "جواز السفر الذي منحه هنية للقرضاوي مزور"؛ لأنه "لم يصدر عن الجهة الشرعية المناط بها إصدار جوازات السفر الفلسطينية".
كما تعرّض القرضاوي، في خطبته، للأزمة السورية، مجددًا هجومه على نظام بشار الأسد وحزب الله الذي يعينه، واصفا الأخير بـ"حزب الشيطان". ودعا المسلمين للوقوف مع اللاجئين السوريين، قائلا: "السوريون لا يستحقون إلا أن نكون جميعا معهم. ندفع لهم ما استطعنا لا ندخر عنهم شيئًا أبدا".