بعد عامين على الازمة السورية ودخول جماعات متطرفة من جنسيات مختلفة في النزاع، السعودية تحذر من "التغرير بالشباب" للقتال في سوريا
بعد عامين على تواتر الأخبار عن قتال متطرفين من جنسيات أجنبية مختلفة في سورية وسط صمت رسمي عربي وإسلامي، تزداد تحذيرات السعودية من "التغرير" بالشباب خشية تكرار تجربة العائدين من أفغانستان والعراق.
وطالب الملك عبدالله بن عبد العزيز مؤخراً بتغليظ الأحكام بمن "يغررون بالشباب"، مشيراً إلى أن "هذا الامر يجب أن يكون الحكم فيه ليس السجن فقط".
وحذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الدعوة إلى القتال في "الدول المنكوبة" معتبراً أنه "باب للتهلكة"، خصوصاً في ظل الانفلات الذي تشهده التنظيمات المسلحة التي "لا تقاتل تحت راية واحدة"، بحسب رأيه.
وقال آل الشيخ: "لا يعد هذا جهاداً، أذ لا يعلم المرء تحت أي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخ وأهداف الاعداء"، مشيراً إلى أن الجهاد من دون موافقة ولي الامر يدخل ضمن مفهوم "الجاهلية".
وقد أعلن المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي 24 اذار/مارس الماضي أن الوزارة "ستحقق مع من تثبت نيتهم الذهاب إلى سورية بهدف القتال وستمنعهم من السفر" كما أنها "ستعتقل من ذهب الى هناك فور عودته الى السعودية".
وكان اللواء سعيد البيشي مدير مركز الامير محمد بن نايف "للمناصحة والرعاية" قال من جهته "قمنا بمناصحة الذين ارادوا التوجه إلى سورية داخل دور التوقيف وخارجها".
وتقدر مصادر دبلوماسية غربية أعداد السعوديين الذين يقاتلون ضد النظام في سورية بما لا يقل عن أربعة آلاف شخص. وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الصفحات الخاصة بمجموعات متطرفة تنعى مقتلين سعوديين بأسماء حقيقية أو مستعارة.
كما تنتشر مقاطع فيديو لسعوديين لقوا مصرعهم في سورية مثل احمد الصقري ، ومحمد سالم الحربي، ولشاب آخر يُدعى بندر، وتتضمن مقاطع أخرى لقطات لمجموعات سعودية تقاتل في سورية.
من جهة أخرى، قال مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى "كانت هناك أعداد كبيرة من المقاتلين السعوديين تأتي إلى العراق". وتابع: "غالبية المقاتلين السعوديين كانوا متشددين بشكل كبير. وأظهرت التحقيقات أن الجهات التي أرسلتهم جعلتهم يشاهدون مقاطع فيديو حماسية تؤجج من مشاعرهم"، مشيراً إلى أن "معظهم تم استخدامهم كانتحاريين".