ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 20-5-2013 الحديث عن معارك القصير وتداعياتها على لبنان ولاسيما مدينة طرابلس كما تحدثت عن ملف قانون الانتخابات، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 20-5-2013 الحديث عن معارك القصير وتداعياتها على لبنان ولا سيما مدينة طرابلس كما تحدثت عن ملف قانون الانتخابات، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية.
السفير
شظايا القصير تصيب طرابلس والهرمل
التمديد بـ«الستين» في يد عون
وكتبت صحيفة السفير تقول "على وقع أصداء معركة القصير السورية وتداعياتها اللبنانية التي تنقلت ميدانياً بين طرابلس، حيث تجددت الاشتباكات العبثية، والهرمل حيث سقط عدد من الصواريخ على أطرافها.. تعود لجنة التواصل النيابية الى الاجتماع اليوم في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه بري، في مسعى أخير لتوافق مستحيل حول قانون الانتخاب، وكأن الوظيفة المضمرة للجلسة هي محاولة «تبرئة الذمة»، قبل دعوة اللبنانيين الى تجرع الكأس المر: التمديد لمجلس النواب أو إجراء الانتخابات على اساس «قانون الستين» الذي يعني ضمناً «التمديد المقنَّع».
والمفارقة المدوية التي تلامس حد الكوميديا السوداء، انه في الوقت الذي ستكون فيه لجنة التواصل مجتمعة بحثاً عن مشروع توافقي، يكون «قانون الستين» قد انبعث حياً من تحت أنقاض المهل المعلقة، حيث ستباشر وزارة الداخلية مع بدء الدوام الرسمي اليوم استقبال طلبات المرشحين وفق هذا القانون!
ومن المتوقع أن يقدم مرشحو «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» ومستقلو «14 آذار» طلبات ترشيحهم اليوم على اساس «الستين»، بينما ستنتظر قوى « 8 آذار» نتائج جلسة لجنة التواصل، قبل تحديد خيارها، بناء على رغبة الرئيس بري، علماً أن مصادر مطلعة أبلغت «السفير» ان «التيار الوطني الحر» قد يتجه الى تقديم الترشيحات وفق «الستين»، كخيار اضطراري، بعد اجتماع اللجنة النيابية اليوم، ما لم يتم التوصل الى نتيجة توافقية، مرجحة في هذه الحال مجاراة «حزب الله» و«حركة أمل» للعماد ميشال عون، على قاعدة ان ما يريح الجنرال يكتسب الاولوية في معادلة قانون الانتخاب.
وإذا كان احتمال التمديد للمجلس لا يزال وارداً، فإن أياً من الأطراف الداخلية لا يبدو مستعداً ليتحمل، وحده، تبعات طرحه رسمياً، وبالتالي فإن سلوك هذا الاتجاه يحتاج الى اتفاق بين الجميع، أولاً على مبدأ التمديد، وثانياً على مدته الزمنية الخاضعة الى اجتهادات عدة.
أما «قانون الستين»، فلا يكفي بطبيعة الحال أن ينتهي مفعول تعليق مهله حتى يصبح قابلا للتطبيق، إذ هناك حاجة الى تأمين تغطية سياسية واسعة له، ثم الى استكمال آليته التنفيذية المتمثلة في تأليف هيئة الإشراف على الانتخابات وتأمين التمويل وتشكيل لجان القيد، وهذه قرارات يجب ان تصدر عن الحكومة، ما يطرح إشكالية إضافية حول ما إذا كانت حكومة تصريف الأعمال تملك هذه الصلاحية، كما أن هناك ضرورة لانعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب من أجل تعديل القانون عبر إلغاء المادة المتعلقة باقتراع المغتربين.
خريطة المواقف
وعشية اجتماع لجنة التواصل، قال الرئيس بري لـ«السفير» إنه من المفترض ان يستكمل البحث، خلال الاجتماع، في المشاريع والأفكار التي طرحت مؤخراً، مشيراً الى ان النقاش مفتوح على كل الخيارات التي يمكن ان يتحقق توافق حولها، علماً أنه لم يحصل تقدم حقيقي منذ استئناف اللجنة اجتماعاتها الأخيرة.
واستدرك بري مضيفاً: نظرياً، أستطيع الدعوة الى المزيد من الجلسات للجنة التواصل، ولكن عملياً ووفق منطق الامور، يفترض ان تكون جلسة اليوم هي الأخيرة مع عودة «قانون الستين» الى الحياة، لأنه من غير الملائم ان نستمر نحن في المناقشة بينما هناك من يقدم ترشيحاته الى الانتخابات على اساس «الستين»، بعد انتهاء تعليق المهل بدءاً من اليوم.
وتمنى بري على القوى السياسية الممثلة في اللجنة، ان تؤجل تقديم الترشيحات الى ما بعد انتهاء اجتماع اليوم، على الأقل.
وإذ أكد بري ان الفراغ غير وارد ولن نقع فيه، أشار الى انه شخصياً يعارض التمديد لمجلس النواب، ولو ليوم واحد، «إلا انني يمكن ان أمشي به، إذا كان مربوطاً بمشروع محدد يمكن البناء عليه، وتحتاج بلورته الى بعض الوقت الإضافي، أما التمديد العبثي فأرفضه بشدة».
وأوضح بري انه «إذا انتهت جلسة لجنة التواصل اليوم الى الفشل، فسأقول للبنانيين إنني فعلت أقصى ما بوسعي لبلوغ التوافق من دون الوصول الى نتيجة، وسأعترف بالفشل، وأترك لكل طرف أن يتحمل مسؤولياته».
وقال العماد ميشال عون لـ«السفير» إن «الخيارات المتاحة ضاقت كثيراً وأصبحت محصورة بالتمديد و«الستين»، بعدما أجهضوا محاولة إقرار قانون انتخابي يحقق التمثيل الصحيح لكل اللبنانيين، وخصوصاً للمسيحيين». وأضاف: أنا من حيث المبدأ أعارض الخيارين المتبقيين، لكن وللأسف وضعونا أمام أمر واقع، وفرضوا علينا ان نختار بين السيئ والأسوأ، أو بين المر والأمرّ.
وإذ لفت الانتباه الى انه مستعد لمواجهة كل الاحتمالات، أكد ان «التيار الوطني الحر» جاهز لخوض الانتخابات النيابية، «وأنا لا أخشى المواجهة»، مشدداً على انه يرفض كلياً المقاطعة.
وليلاً، قال عون لمناسبة فوز الدكتور أنطوان البستاني بمنصب نقيب الأطباء انه لا يحب التمديد ولا التجديد، «ونحن مقبلون على انتخابات نيابية لا احد يعلم إن كانت ستحصل أم لا، وقد عملنا كثيرا لإيجاد إجماع حول قانون الانتخاب ولكن طُعنّا في نهاية المطاف».
وأكد وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» انه لن يكون «المسؤول عن فراغ السلطة التشريعية»، مشيراً الى انه في حال اتفق السياسيون في اللحظة الاخيرة على «الستين» فإن الوزارة ستفعل المستحيل من اجل رفع مستوى جهوزيتها لإجراء الانتخابات في موعدها في 16حزيران المقبل».
لكن شربل اشترط في هذه الحالة ان تنعقد حكومة تصريف الأعمال بأسرع وقت لإقرار هيئة الإشراف على الانتخابات وتعيين رئيسها والأعضاء، وإقرار سلفة خزينة لتمويل العملية الانتخابية، «كما يجب تعديل القانون عبر إلغاء المادة المتعلقة باقتراع المغتربين».
وانعكس التخبط الذي يواكب مخاض قانون الانتخاب، ترقباً على خط التأليف الحكومي. وقال الرئيس المكلف تمام سلام لـ«السفير» إنه سبق أن ترك للكتل النيابية وللجنة التواصل بعد زيارته الاخيرة للرئيس نبيه بري - بصفته رئيس السلطة التشريعية وليس بصفته فريقاً سياسياً - فرصة للتوافق على مخرج لقانون الانتخاب قبل ان يتخذ موقفه.
وأضاف: لا نستطيع تحديد موقف قبل انتهاء اجتماعات لجنة التواصل النيابية وصدور موقف عنها حول قانون الانتخاب او حول التمديد لولاية المجلس النيابي، وفي ضوء ما يستجد من معطيات، نبني على الشيء مقتضاه. وفي حين أوضح سلام انه لا يزال مبدئياً يؤيد تشكيلة «الثلاث ثمانات» لأنها تعبر عن توازن دقيق داخل الحكومة وبين القوى السياسية، اوحى بأن المعطيات والمتغيرات التي ربما تستجد، قد تفرض مقاربة مختلفة للتشكيلة الحكومية.
معارك طرابلس
على الصعيد الأمني، اشتدت وتيرة الاشتباكات بين محاور التبانة والقبة وجبل محسن بعد منتصف الليل، حيث توسعت دائرة المعارك واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية التي ترددت صداها في أرجاء المدينة.
واستمر الجيش اللبناني في الرد على مصادر النيران بهدف ضبط الأوضاع. كما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى قتيلين، بعد مقتل عبد فارس في التبانة الذي أضيف إلى القتيل محمد يوسف من جبل محسن، و٣٠ جريحا.
وأقدم مجهولون بإطلاق النار بشكل كثيف على محل محمود خضر المعد لبيع الأجهزة الخليوية قرب مستشفى شاهين في طرابلس، وهو من الطائفة العلوية.
اجتماع وزاري عربي طارئ الخميس .. وموسكو ترفض تقييد «جنيف 2»
توغل سريع للجيش السوري داخل القصير
أطلقت القوات السورية عملية «تحرير القصير» في ريف حمص، أمس، وشنّت هجوما صاعقا فجرا، سبقه عمليات قصف وغارات مكثّفة، ووصلت خلال ساعات قليلة إلى وسط المدينة، التي باتت عمليا المنطقة الأخيرة التي يتحصّن فيها المسلّحون في ريف حمص بعد أسابيع من سقوط جميع القرى المجاورة لها.
ويعتبر سقوط القصير بيد القوات السورية ضربة قوية للمسلحين، حيث سيتم منع تهريب السلاح والمقاتلين من لبنان إلى سوريا، كما أن لها أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى السلطات السورية والمسلّحين، حيث أنها تربط دمشق بالساحل، وكانت تمر عبرها قوافل المسلّحين والسلاح المتوجهة إلى حمص.
وقد يكون الهجوم على القصير محاولة استباقية من السلطات السورية لتعزيز موقفها في المفاوضات مع المعارضة السورية، خلال المؤتمر الدولي في جنيف، فيما أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ للجنة الوزارية الخاصة بسوريا الخميس المقبل، بعد يوم من اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في الأردن. وتمسك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، رافضا فرض أي قيود زمنية على المؤتمر لحل الأزمة السورية.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد رفض، أمس الأول، الاستقالة من منصبه. وأبدى ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا لكنه شكّك في نتائج مؤتمر «جنيف 2»، موضحا «لا نعتقد أن كثيرا من الدول الغربية تريد فعلا حلا في سوريا، لذلك هم ردّوا مباشرة على الاجتماع الروسي ـ الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريا».
معركة القصير
وبعد يومين من الهدوء، شنّت القوات السورية هجوما صاعقا على القصير، بدأ بغارات للطيران وقصف مدفعي، على المدينة الواقعة خارج سيطرة النظام منذ أكثر من عام.
وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن القوات السورية «تمكنت من الدخول إلى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية»، فيما أشار التلفزيون السوري إلى وجود «بعض جيوب الإرهابيين المتحصّنين داخل أوكارهم» وأن الجيش يتقدم «أكثر وأكثر» داخل المدينة.
وقال مسؤول في محافظة حمص إن القوات السورية «بدأت عملية تحرير القصير»، فيما قال جندي سوري عبر التلفزيون إن الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الأمر الذي نفاه معارضون، مندّدين «بحصار خانق يفرضه النظام وحزب الله». ونفى المعارض هادي عبد الله لوكالة «اسوشييتد برس» أن تكون القوات السورية تقدمت على الأرض، موضحا أن مبنى البلدية مدمّر ولا توجد مقرّات رسمية للسيطرة عليها.
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من جيشنا أعادت الأمن والأمان إلى الملعب البلدي وأطراف الحارة الغربية في القصير بعد أن قضت على آخر تجمّعات الإرهابيين في المنطقة». وأضاف إن «إرهابيين استهدفوا منازل المواطنين في بلدة الغسانية بريف القصير بعدد من قذائف الهاون ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح ووقوع أضرار مادية في الممتلكات».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن «الطيران قصف المدينة بعنف منذ ساعات الصباح الأولى، ما أسفر عن مقتل 40 شخصا، بينهم ثلاث نساء، و16 مسلحا». وأشار إلى «خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية ومقاتلي حزب الله واللجان الشعبية المسلّحة».
واعتبر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أنه «إذا تمكن الجيش من السيطرة على القصير، فإن كل محافظة حمص ستسقط» بين يديه. واتهم «عناصر حزب الله بأداء دور مركزي في هذه المعركة».
ودعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى «عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية مدينة القصير»، و«مجلس الأمن إلى التنديد بعدوان حزب الله».
إلى ذلك، أعلن «المرصد» أن «القوات السورية تقدمت داخل مدينة حلفايا في ريف حماه، وسط حملة مداهمات وحرق للمنازل». وأضاف أن «مناطق في بلدات العوينة والخويطات والجلمة تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة»، مشيرا إلى «حركة نزوح للأهالي من هذه البلدات». وكان ذكر، أمس الأول، ان «المسلحين سيطروا على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة بريف حماه الشرقي، ويقطنها مواطنون من الطائفة العلوية».
وذكر «المرصد» «قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 10 في انفجار سيارة في حي ركن الدين شمال دمشق». وقال مصدر سوري حكومي، أمس الأول، إن مسلحين خطفوا والد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في قريته في محافظة درعا. وأضاف «لقد ضربوه أمام عائلته واقتادوه إلى مدينة درعا»، لافتا إلى أن والد المقداد في عامه الرابع والثمانين.
الجامعة العربية
وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي أن اللجنة الخاصة بالأزمة السورية ستعقد، بطلب من الدوحة، اجتماعا طارئا الخميس المقبل لبحث موضوع مؤتمر «جنيف 2»، موضحا أن الاجتماع سيضم وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعمان والعراق والسعودية ودولة الإمارات.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي أن الوزير محمد كامل بحث مع المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، «مستجدات الأزمة السورية والتطورات الميدانية على الأرض والجهود الجارية للإعداد للمؤتمر الدولي حول سوريا».
وقال رشدي إن عمرو، الذي يشارك الأربعاء المقبل في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في الأردن، شدد خلال اللقاء على «ثوابت الموقف المصري، والمتمثلة بضرورة الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري في التغيير والديموقراطية عبر عملية سياسية تنقل السلطة في سوريا بشكل يحفظ وحدتها الإقليمية، وضرورة خروج بشار الأسد ودائرته المقرّبة من الحكم في سوريا».
لافروف
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» تنشر اليوم، «لا يجوز فرض قيود زمنية محددة على المؤتمر بشأن سوريا»، موضحا أن «بعض شركائنا (وقد ذكر ذلك وزير الخارجية الأميركي جون كيري) يرى أنه تكفي بضعة أيام أو أسبوع واحد وهذا غير مجد».
وأورد مؤتمر «دايتون» والمؤتمر بشأن لبنان الذي استغرق تحضيره 14 سنة كأمثلة، لكنه أضاف «لا أريد أن يحدث الأمر نفسه بشأن سوريا، لكن من غير المنطقي أبدا فرض أية قيود زمنية».
وشدّد على «ضرورة الاتفاق على معايير المؤتمر، علما أنه من غير المعروف في ما إذا كانت المعارضة ستوافق على المشاركة دون طرح أي شروط مسبقة». وكرر دعوته لإشراك إيران والسعودية في المؤتمر الدولي. وأضاف «لقد أبلغت كيري بذلك، ويبدو أنه وافق على هذا الأمر. لكن قال إن بعض دول المنطقة تعارض هذا الأمر بشكل قاطع». وأشار إلى أنه «يجب أن تحضر المؤتمر كل مجموعات المعارضة السورية، بما فيها تلك التي تعمل خارج سوريا»."
النهار
القوات السورية تقتحم القصير ومخاوف من مجزرة
المعارضة تدعو إلى التنديد بعدوان "حزب الله"
وكتبت صحيفة النهار تقول "بعد ساعات من تأكيد الرئيس السوري بشار الاسد تمسكه بالسلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2014، قاطعا الطريق عملياً على أي مفاوضات في شأن مرحلة انتقالية تؤدي الى ازاحته، حاول تغيير الخريطة العسكرية للمعارك على الارض، دافعاً بقواته تحت غطاء من الغارات الجوية والقصف المدفعي، في اتجاه مدينة القصير على الحدود مع لبنان،والتي يسيطر عليها الثوار منذ نحو سنة، في مسعى لتشديد قبضة النظام على شريط استراتيجي يمتد من العاصمة دمشق الى المتوسط. وتشكل هذه التطورات الميدانية انتكاسة للمعارضة السورية وقد تزيد التوتر في المنطقة وسط تقارير عن "دور مركزي" لـ"حزب الله" في المعارك، كما تعقد جهود واشنطن لعقد مؤتمر"جنيف-2" للبحث في حل سلمي للأزمة السورية.
وفي ظل هذه الاجواء، دعت جامعة الدول العربية الى اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل في مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، وناشد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" "مجلس الامن "التنديد بعدوان حزب الله".
القصير
وتمكنت القوات النظامية السورية من دخول مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص، ولكن المقاتلين المعارضين قللوا اهمية مكتسبات الجيش، قائلين انهم يبدون مقاومة شديدة في المدينة.
وافاد مصدر عسكري ان القوات السورية "تمكنت من دخول مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية".
وقال جندي نظامي عبر التلفزيون السوري ان الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الامر الذي نفاه معارضون، منددين بـ"حصار خانق يفرضه النظام وحزب الله".
وحذر مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن من انه "اذا تمكن الجيش من السيطرة على القصير، فان كل محافظة حمص ستسقط" في أيدي النظام. وتخوّف من حصول "مجزرة" اذا سيطرت القوات النظامية على المدينة. ولفت الى ان أفراد "حزب الله" "يضطلعون "بدور مركزي في هذه المعركة".
ومساء، قال المرصد ان عدد الضحايا في مدينة القصير ارتفع الى 52 قتيلا، هم ثلاث نساء ورجل قتلوا نتيجة القصف، الى 48 قتيلا في صفوف المقاتلين المعارضين واولئك الموالين للنظام وعناصر "حزب الله".
الائتلاف
في غضون ذلك، قال الائتلاف في بيان له ان "قوات الأسد مدعومة بميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني وعناصر إيرانية، تقوم بقصف مدينة القصير بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، ودك منازل المدنيين فيها بالمدافع والصواريخ، فيما يقوم الطيران الحربي بتأمين غطاء جوي لميليشيات حزب الله، في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام القصير، وعلامات على قرب مجزرة قد ترتكب بحق المدنيين فيها". وطالب "جامعة الدول العربية وامينها العام بالدعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر". وناشد "المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، ومجلس الأمن التنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين".
اجتماع طارئ
وكان نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي اعلن في وقت سابق ان لجنة الجامعة العربية للأزمة السورية ستعقد الخميس اجتماعا طارئاً تمهيدا لمؤتمر السلام الدولي الذي دعت اليه واشنطن وموسكو. وقال إن "عقد الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة قطر رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية"،من أجل متابعة تطورات الأوضاع في سوريا، في ضوء التفاهم الأميركي – الروسي في شأن عقد المؤتمر الدولي "جنيف - 2".
ويأتي الاجتماع غداة مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" المقرر عقده في العاصمة الأردنية عمان الاربعاء.
ومع أن أيا من النظام والمعارضة لم يعلن رسميا حتى الان حضوره المؤتمر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون عن ثقته بامكان عقد المؤتمر مطلع حزيران المقبل، موضحاً أنه توصل إلى هذا الاقتناع بعد مشاوراته مع ممثلي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه ناقش مع نظيره الاميركي جون كيري امكان مشاركة ايران في المؤتمر الدولي، مضيفاً ان كيري وافق نوعاً ما، لكن عدداً من دول المنطقة رفض ذلك.
نتنياهو
ومع احتدام المعارك داخليا، لمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتمال شن بلاده مزيداً من الغارات داخل سوريا، متعهدا التحرك لمنع وصول اسلحة متقدمة الى "حزب الله" وغيره من الجماعات المسلحة. ونسب موقع "روسيا اليوم" الى مصادر إسرائيلية أن الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية رصدت عملية نصب صواريخ في سوريا.
وكانت صحيفة "الصنداي تايمس" نشرت أمس أن الجيش السوري نشر صواريخ أرض ـ أرض متطورة تستهدف تل أبيب، عقب الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف سورية."
الاخبار
معركة القصير: نقطة التحوّل
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "ما حدث في الأسابيع الأخيرة أوضح أنّ معركة القصير مقبلة دون شكّ. سياسة الهجوم التي انتهجها الجيش السوري بعد شهور «دفاعية»، أضحت واضحة المعالم. القيادة لا تريد التفريط بالمدن الرئيسية وستهاجم «الجيوب» أيضاً. أمس، فتحت معركة القصير، لتكون نقطة تحوّل في الميدان، من دمشق إلى الساحل، ومن حمص إلى الحدود اللبنانية.
ما يجري في القصير اليوم جزء من المشهد الكلّي الذي يرسمه النظام في سوريا، والذي وضع له سقفاً زمنياً ينتهي بنهاية العام الحالي. يمكن تأريخ بداية المشهد السوري الحالي بمعركة طريق المطار، في اليوم الأخير من تشرين الثاني الماضي، والأيام الأولى من كانون الأول عام 2012. بدأ نشاط الجيش السوري في الميدان يأخذ منحى تصاعدياً. كانت العاصمة دمشق مهدّدة بشكل جدي من مسلحي المعارضة المنتشرين على كل المحاور. وفي المنطقة الوسطى، كان المعارضون يتقدمون في ريف القصير، ساعين إلى تعويض تراجعهم داخل مدينة حمص، وفتح طريق يربط مدينة القصير بمنطقة عكار اللبنانية. بدأ الجيش السوري عملياته في ريف دمشق، وفي ريف حمص، قبل الانتقال إلى ريف إدلب، ومدينة حلب وريفها. وابتداءً من بداية العام الجاري، بدأ بتحقيق تقدم في المناطق الوسطى والشمالية. وبعد فتح جبهة الجنوب ضده، وتراجعه بشكل حاد في درعا والجولان، عاد إلى تعزيز مواقعه هناك خلال الأسابيع الأخيرة، واستعادة عدد من المواقع التي سبق أن سيطرت عليها المعارضة.
وصل مسار عمليات الجيش السوري إلى نقطة تحوّل بارزة في السابع من نيسان الماضي، عندما تمكّن من تطويق الغوطة الشرقية، وبدأ التوغل فيها، لمنع المسلحين المعارضين من مهاجمة العاصمة. إلى حد بعيد، تراجع الخطر عن دمشق، بعد تقدّم الجيش أيضاً على جبهة الضواحي الجنوبية والجنوبية الغربية لدمشق. تزامن ذلك مع تراجع المعارضة في ريف حمص الجنوبي، وصولاً إلى محاصرة الجيش السوري لمدينة القصير.
لماذا القصير؟
لطالما اعتُبِرَت مدينة القصير المعقل الأكثر تحصيناً للمعارضة في المنطقة الوسطى. هي من أوائل المدن خروجاً عن سلطة الدولة، رغم بقاء حيّ صغير فيها بيد الأمن السوري، بوجود مركز محصّن للاستخبارات فيه. فهي محاطة بمنطقة زراعية شاسعة، تمتد إلى لبنان (عكار، والهرمل وعرسال)، وإلى تخوم مدينة حمص. ويتصّل ريفها الجنوبي بمنطقة جبلية تشكل امتداداً للريف الشمالي والغربي لدمشق. وكان يُحكى، قبل بدء المعارك، عن وجود أكثر من 6 آلاف مقاتل في المساحة المترامية المحيطة بالقصير، والذين يستفيدون من الطبيعة الزراعية لأماكن انتشارهم.
هي إذاً واسطة العقد في المنطقة الوسطى. ومن دون السيطرة عليها، لا يمكن الجيش السوري حسم معركته في حمص، ولا تأمين المنطقة الريفية الممتدة بين دمشق وحمص. وفي حال تمكّن الجيش من استعادتها، فسيكون في مرحلة لاحقة قادراً على تحصين المنطقة الوسطى، من خلال قطع طرق الإمداد الرئيسية للمسلحين من لبنان. كذلك سيكون باستطاعة الجيش السوري نقل جزء كبير من القوى القتالية التي تقود الهجوم في هذه المنطقة إلى مواقع أخرى لا تقل أهمية عن حمص وريفها الجنوبي، كريفها الشمالي (الرستن وتلبيسة)، أو كمدينة حلب وجزء من ريفها، أو بعض مدن ريف إدلب، وخصوصاً تلك المنتشرة على الطريق المؤدية إلى حلب.
خلاصة القول إنّ ما يقوم به الجيش السوري في القصير حالياً، يرمي، بحسب مسؤولين سوريين، إلى إحداث تحوّل في المعركة، بهدف الوصول إلى تأمين المدن الرئيسية في سوريا (دمشق وحلب ودرعا وحمص وحماه وطرطوس واللاذقية وإدلب...)، والسيطرة على الطرق التي تربط في ما بينها، وتوسيع الرقعة الآمنة حول كل منها.
وذكرت وكالة «فرانس برس» عن «مصدر مقرب» من حزب الله، أمس، أن أربعة مقاتلين من الحزب على الأقل قتلوا في مدينة القصير. وأضاف المصدر أن المقاتلين من منطقة البقاع، ويرجح أن يكونوا قتلوا ليلة السبت - الأحد، فيما أهعلنت «تنسيقية» القصير عن مقتل 52 شخصاً في المدينة.
ومن القصير إلى ريف دمشق، حيث نفذ الجيش السوري سلسلة من العمليات ضد عناصر المعارضة المسلحة في حيّ برزة البلد، محقّقاً سلسلة من المكاسب بعدما «تمت إعادة الأمن إلى معظم منطقة المسطاح».
وفي الغوطة الشرقية، واصل الجيش عملياته في المزارع المحيطة ببلدات القاسمية، والجربا، والبحارية أوقع خلالها عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المعارضين المسلحين. وفي حماه، تمكّن الجيش، بعد معارك عنيفة، من إعلان سيطرته التامة على حلفايا في ريف المدينة الشمالي. وطلب مصدر عسكري من أهالي حلفايا العودة إلى منازلهم اعتباراً من صباح يوم غد.
إلى ذلك، ذكرت «تنسيقيات» معارضة أنّ مقاتلي عدة كتائب سيطروا بشكل كامل على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة في ريف حماه الشرقي، في وقت فجّر فيه «انتحاريان سيارتين مفخختين قرب معمل الحرامات على طريق المشرفة حمص، وعند سوق الغنم على طريق حمص _ السلمية، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين»، بحسب وكالة «سانا»، فيما ارتفع عدد ضحايا انفجار السيارة المفخخة في حيّ ركن الدين في مدينة دمشق إلى 8 قتلى و10 جرحى، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن جهات معارضة أنّ التفجير استهدف عدداً من السيارات التابعة للقوات الحكومية في المنطقة.
كذلك أكد مصدر سوري حكومي لوكالة «فرانس برس» أنّ مسلحين خطفوا والد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في قريته غصم في محافظة درعا."
المستقبل
انطلاق الترشيحات على أساس قانون الستين.. وكتل المشروع المختلط مصرّة على جلسة عامة لإقراره
معركة "دعم" الأسد تصل الى طرابلس
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "لجنة التواصل النيابية التي يفترض أن تجتمع اليوم لمتابعة النقاش في طبخة بحص القانون الانتخابي، طغى عليها أمس "التواصل" الميداني الذي أقامه "حزب الله" بين الوضعين السوري واللبناني من ريف القصير الى طرابلس مروراً بالهرمل.
وفي ذروة انشغال معظم المعنيين السياسيين بقصة القانون الانتخابي العتيد واحتمالات التمديد، أو بالأحرى، مدّة ذلك التمديد في ضوء وصول الأمور الحوارية الى زاوية مقفلة بسبب تعنّت فريق "حزب الله" ميشال عون، كانت أخبار انخراط "المقاومة" في "واجبها الجهادي" في مدينة القصير في ريف حمص، تخيّم وتهيمن على ما عداها خصوصاً وأن شراسة المعارك الدائرة هناك أدت الى تسجيل خسائر كبيرة في صفوف عناصر الحزب.
وتداعيات ذلك الانخراط سرعان ما امتدت الى المحاور التقليدية في مدينة طرابلس، حيث بدت معركة "منع سقوط الأسد" واحدة من القصير الى عاصمة الشمال. وحيث بدا "حزب الله" وكأنه في حاجة الى غبار المعارك بين باب التبانة وبعل محسن لمحاولة التغطية على دوره في دعم آلة الاجرام الأسدية ضد الشعب السوري. وسُجّلت في هذا السياق، اعتباراً من ساعات العصر، مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف وعمليات قنص واسعة النطاق ما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقبل انفجار الوضع في طرابلس، كانت شرارات المعارك الطاحنة في القصير تصل الى الهرمل حيث سُجّل سقوط نحو خمسة صواريخ من داخل الأراضي السورية، لكن من دون الابلاغ عن اصابات في الأرواح.
وفي موازاة ذلك، شهدت شوارع مخيم عين الحلوة الفلسطينية ليل السبت الأحد اشتباكات امتدت حتى ساعات الصباح الأولى بين مجموعة من حركة "فتح" ومجموعة بلال بدر أحد عناصر ما كان يُسمى "فتح الاسلام" أدت الى مقتل شخص وتسجيل حركة نزوح كثيفة، علماً أن بعض القذائف طاولة أحياء لبنانية محاذية للمخيم مثل التعمير والفيلات.
الانتخابات
الى ذلك، وبعد انتهاء تعليق مهل الترشح للانتخابات على أساس القانون النافذ، يُنتظر أن تشهد أروقة وزارة الداخلية اعتباراً من اليوم تدفّق المرشحين لتقديم أوراقهم وفقاً لذلك القانون بغضّ النظر عن مآل البحث في لجنة التواصل أو موعد الجلسة العامة ومصيرها.
وأبلغ عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"المستقبل" أن موقف الكتل الموقعة على الاقتراح النيابي المختلط الواضح هو "الاصرار على الدعوة الى هيئة عامة للمجلس النيابي لإقرار مشروع القانون المختلط الذي يتوفر له نصاب الحضور وأغلبية نيابية واضحة".
وشدد على أن "كتلة المستقبل ليست مع التمديد إطلاقاً وإذ كان لا بد منه فيجب أن يكون تقنياً بعد تصديق قانون جديد للانتخابات على أن يصار الى إجرائها قبل نهاية العام 2013 بكل تأكيد، مشيراً الى أن مصير لجنة التواصل اليوم غير واضح لجهة دعوة الرئيس نبيه بري الى مواصلة اجتماعاتها أو الاعلان عن توقفها إفساحاً في المجال أمام الحوار السياسي بين الأفرقاء".
واعتبر أن "رفض الدعوة الى عقد جلسة عامة للمصادقة على القانون المختلط تحت عنوان أنه غير ميثاقي، مستغرب جداً وذلك في إشارة الى كلام بري الذي قال إنه لن يدعو الى جلسة عامة يغيب عنها أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني، في اشارة الى الدروز والسنة الرافضين لمشروع القانون "الأرثوذكسي" والشيعة الذين يرفضون الصيغة المختلطة المقترحة من قبل تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" والنواب المسيحيين المستقلين.
شربل
كما أبلغ وزير الداخلية مروان شربل "المستقبل" انه يعدّ العدّة لأن تجري الانتخابات في 16 حزيران المقبل في حال لم يتم التوصل الى التمديد أو الى قانون جديد مشيراً الى أنه يجري تحضيرات لوجستية وإدارية وتنظيمية ومالية، "أي اننا نقوم بكل ما يلزم لمنع الوقوع في الفراغ".
وأشار الى ما يجري في القصير ورأى "أن معظم اللبنانيين لم يتبعوا سياسة النأي بالنفس (...) ويجب أن نعمل معاً لتخليص سوريا مما هي فيه"."
اللواء
التمديد أمام لجنة التواصل اليوم .. والمخاوف الأمنية تتفاقم
حرب «القصير» تنفجر بين جبل محسن والتبانة ..
وكتبت صحيفة اللواء تقول "في لحظة القلق على مصير النظام السياسي اللبناني، الذي تفضح عوراته واحتمالاته المرة اجتماعات لجنة التواصل النيابي، بعنوان باهت وغير جدي هو «البحث عن قانون جديد للانتخابات وبالتوافق»، قفز الخطر الأمني بقوة إلى المشهد الداخلي، علناً من بوابة النقطة الدائمة السخونة: جبل محسن - باب التبانة، بتأثير من تداعيات محاولات النظام في سوريا استعادة السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، مدعوماً بوحدات مقاتلة من «حزب الله»، وسراً من باب المخاوف من حدوث تفجيرات في المناطق المعنية بحرب القصير، واستطراداً الحرب في عموم سوريا، سواء في مناطق الشمال، وفقاً لما كشفه النائب خالد الضاهر، في مهرجان ذكرى استشهاد الشيخ احمد عبدالواحد ورفيقه محمد مرعب، أو لما بات في عهدة القوى الأمنية اللبنانية من معلومات، توفرت من اكثر من جهة حزبية وسياسية وأمنية، من ان الساحة مفتوحة، على تفجيرات، وسوى ذلك، في المناطق السكنية أيضاً.
وأعربت مصادر وزارية عن مخاوفها من أن تنسحب التوترات التي تحصل في الشمال ومخيم عين الحلوة إلى أماكن أخرى، ويتحول الوضع إلى كارثي في ظل عدم وجود حكومة وعدم التفاهم على قانون جديد للانتخابات.
ونُقل عن مصادر رسمية انها تبلغت نصائح وتحذيرات بضرورة الإسراع بتحصين الوضع الداخلي وسد الثغرات السياسية في الحكومة وقانون الانتخاب لمنع دخول لبنان مع سوريا في الأشهر الصعبة التي بدأت مع حرب القصير ولا يتوقع أن تنتهي قبل نهاية هذا العام.
وعلى خط مواز للمخاوف، نشر موقع «قضايا مركزية» الإسرائيلي أن تل أبيب بعثت بتهديد إلى لبنان من خلال الإدارة الأميركية، بأنها ستعيد لبنان خمسين عاماً إلى الوراء إذا وجه «حزب الله» ضربات لإسرائيل. وبحسب الموقع، فان التهديد نُقل بشكل مباشر لرئيس الجمهورية ميشال سليمان للتأكيد على ان إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي امام الرد على أي قصف من قبل سوريا أو «حزب الله».
لجنة التواصل: التمديد أولاً
وسط هذه المخاوف، تعود لجنة التواصل النيابية إلى الاجتماع ظهر اليوم برئاسة الرئيس نبيه برّي، وعلى جدول أعمالها، وفق المعلومات الخاصة بـ «اللواء» بند وحيد يتعلق بالتمديد لمجلس النواب، وموقف ممثلي الكتل منه، والمدة التي يتعين أن يتضمنها اقتراح القانون بهذا الشأن.
وبحسب المعلومات، فان تفاهماً ضمنياً حصل بألا يُقدم أي طرف من الممثلين في اللجنة على تقديم ترشيحه قبل الاجتماع ومعرفة ما سيؤول إليه.
وعن الفترة التي سيتضمنها الاقتراح، كشف مصدر وزاري أن العبرة لاقتراح لا يمكن الطعن به أمام المجلس الدستوري. وفيما لم يفصح الرئيس برّي عن حصيلة اتصالاته في هذا المجال، تمنى وزير الداخلية مروان شربل ألا يتجاوز التمديد ستة أشهر، مع العلم أن النائب نقولا فتوش أعد اقتراح قانون للتمديد سنتين، أي من 20 حزيران 2013 إلى 20 حزيران 2015.
على أن كتلة «المستقبل» تتمسك بمدة خمسة أشهر، في حين أن «التيار العوني» يوافق على تمديد لشهرين، ويصرّح «حزب الله» على لسان الشيخ محمّد يزبك والوزير محمّد فنيش أنه يريد الانتخابات في وقتها، وليس مع التمديد أو الفراغ.
وحتى ساعة متقدمة من ليل أمس كانت الاتصالات مستمرة في سبيل التوافق على صيغة مخرج، وهي ستستمر في فترة ما قبل ظهر اليوم لتلافي المزيد من الانقسام في هذا الظرف الدقيق.
ووصف مصدر وزاري لـ «اللواء» الجو بأنه ضبابي، ولا سيما أن الرئيس برّي يُصرّ على عدم الدعوة إلى هيئة عامة، ما لم يكن هناك تفاهم من كل الأطراف على قانون جديد، كما أن فريق 14 آذار لن يمشي بخيار التمديد إلا بصيغة يتم التفاهم عليها مسبقاً، معتبراً أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، مرجحاً ان تشهد وزارة الداخلية اليوم زحمة مرشحين للانتخابات كون أن المهلة المتبقي لذلك هي أربعة أيام ما عدا اليوم.
ولم يستبعد المصدر أن تكون «الورقة المستورة» في اللعبة الحاصلة هي العودة إلى قانون الستين، بعد أن سقطت كل الاقتراحات المتعلقة بالقانون المختلط.
قانون الستين
وإذا كان احتمال التوصّل إلى تسوية في غضون الساعات المقبلة مستبعداً، فان اجراء الانتخابات على أساس قانون الستين يصبح هو الخيار المتبقي إذا أطيح بمشروع التمديد، على أن تجري الانتخابات في السادس عشر من حزيران وفقاً لما أعلنه الوزير شربل.
وكشف شربل انه سيبعث بكتاب لهيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل حول بعض المسائل التي تتعلق بالمهل وتوفير الاعتمادات وتشكيل لجنة الاشراف على الانتخابات، مؤكداً أنه مع دعوة الحكومة للاجتماع من اجل بت هذه المسائل كي تكون الوزارة جاهزة لاجراء الانتخابات على أساس قانون الستين للحلول دون ان تحكم سبعة أحزاب لبنان وتملأ الفراغ.
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح لـ «اللواء» مساء أمس أن مرشحي تيّار المستقبل سيتقدمون بدءاً من اليوم بترشيحاتهم لأسباب تقنية بحت تتعلق بمنع فوز من سبق وترشح قبل تعليق المهل، وليس لأسباب سياسية، وقال: «لا يفهم أحد من ترشيحنا اننا سنقبل خوض الانتخابات على اساس قانون الستين»، معتبراً ان الوقت لا يزال متاحاً حتى آخر أيّار الحالي لمحاولة إنتاج قانون توافقي مختلط ، انطلاقاً من الاقتراح الذي تقدّم به «المستقبل» و«القوات» و«الاشتراكي».
الجراح ورداً على موقف «تيّار المستقبل» مما يُحكى عن تمديد للمجلس، حسم رفض التيار لأي تمديد يتعدى التمديد التقني لأشهر قليلة لا تتجاوز الخمسة أشهر، وعدم القبول بالسير بأي تمديد طويل الأجل، كما يحاول البعض التسويق له.
حكومة انتخابات أم سياسية؟
وفي انتظار جلاء غبار «المعمعة» السياسية والعسكرية، يُنقل عن الرئيس المكلف تمام سلام أنه لا يزال ينتظر ما ستؤول إليه اجتماعات لجنة التواصل، فاذا حصل تمديد للمجلس سيبنى على الشيء مقتضاه، وهو لا يزال متمسكاً بحكومة (8+8+8) ويرفض الثلث المعطل. وكشف الرئيس سلام ان الرئيس برّي أبلغه أن لا مشكلة لديه في تركيبة الحكومة إذا كانت هناك انتخابات، ولتكن كلها تمام سلام. اما إذا كان التمديد طويلاً، فالتركيبة الحكومية كلام آخر.
واستغرب سلام أمام زواره ما نقل عن النائب ميشال عون من ضرورة تشكيل الحكومة قبل التمديد، وتساءل عمّا إذا كان هذا الكلام يُعبّر عن رأيه (عون) أم عن رأي حلفائه أيضاً.
وتخوف الرئيس المكلف من «الفراغ الذي من شأنه أن يُفاقم الأزمات ويشل المؤسسات الأمنية وفي مقدمها الجيش. اما إذا تشكلت الحكومة وفقاً لما اقترحت، فهي ستساهم في تحسين الأوضاع وعودة الثقة، وإذا لم يحصل ذلك فأنا أوّل من سيبادر لذهابها».
وفي الإطار نفسه، نُسب إلى الرئيس سليمان انه إذا تأجلت الانتخابات، فان الحكومة ستكون سياسية، مجدداً رفضه التمديد للمجلس لمدة سنتين.
اشتباكات طرابلس
وعلى خلفية النزاع المستمر في سوريا، ولا سيما معركة القصير، دارت اشتباكات عنيفة بين جبل محسن وباب التبانة، أدّت إلى مقتل شخصين أحدهما شاب (18 سنة) من جبل محسن، وآخر فتى (13 سنة) في باب التبانة.
وكشف مصدر أمني عن إصابة أربعة عشر آخرين بينهم ضابط في الجيش وعسكري.
وشهدت طرابلس دعوات لقياديي التيارات الإسلامية في المدينة، وفي مقدمها مؤسس التيار السلفي الداعي الشهال إلى «الجهاد في القصير نصرة لإخواننا هناك».
الضاهر: استهداف لسفراء!
واسترعى الاهتمام ما كشفه النائب خالد الضاهر في مهرجان عكار من انه «نقل إلى الأجهزة الأمنية معلومات عن أن النظام السوري أعطى الأوامر لاستهداف كل من السفير السعودي والسفير القطري والسفير التركي»."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها