29-11-2024 12:33 AM بتوقيت القدس المحتلة

إسرائيل تستعد لمواجهة سقوط آلاف الصواريخ

إسرائيل تستعد لمواجهة سقوط آلاف الصواريخ

من المقرر أن تجري إسرائيل ابتداء من يوم الأحد المقبل أكبر مناورة لاختبار جاهزية الجبهة الداخلية على مواجهة حرب شاملة تتساقط فيها على المراكز السكنية آلاف الصواريخ

 

المناورة الأكبر للجبهة الداخلية تبدأ الأحد
    
    
حلمي موسى

من المقرر أن تجري إسرائيل ابتداء من يوم الأحد المقبل أكبر مناورة لاختبار جاهزية الجبهة الداخلية على مواجهة حرب شاملة تتساقط فيها على المراكز السكنية آلاف الصواريخ. وتتسم المناورة بأهمية فائقة اليوم في أعقاب تعاظم التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وسوريا، وتفاقم التوتر على جبهة الجولان السورية المحتلة. وتستند المناورة التي تسمى «عورف إيتان 1» إلى فرضية أساسية، وهي ليست ما إذا كانت مدن إسرائيل الكبرى ستتعرض لتساقط صواريخ، وإنما متى سيحدث ذلك.

وتقوم مناورة «عورف إيتان 1» على مبدأ مواجهة حرب شاملة متعددة الجبهات في ظل الحرب الأهلية في سوريا، وتهديدات إسرائيل بضرب أي منظومات سلاح متطورة إذا ما تسربت إلى «منظمات إرهابية». وهذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها على مناورة حماية الجبهة الداخلية التي تجري كل عام منذ سبع سنوات اسم «عورف إيتان 1»، وهي تجري في إطار أسبوع الطوارئ القومي. وتشارك في المناورة كل هيئات الطوارئ الإسرائيلية والجيش.

وتستند المناورة الى أساس سيناريو شديد الخطورة أساسه تساقط آلاف الصواريخ، بينها صواريخ غير تقليدية، على المدن والتجمعات السكنية والمنشآت الإستراتيجية في جميع أرجاء إسرائيل. وتحاول المناورة الاستعداد لمواجهة تساقط آلاف الصواريخ ليس من جهة واحدة، وإنما من عدة جبهات في الوقت ذاته، وخصوصاً من سوريا ولبنان وقطاع غزة. وستبدأ المناورة، التي كانت مقررة أصلاً قبل ثلاثة أسابيع وتأجلت بسبب التوتر مع سوريا، يوم الأحد المقبل بإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو انطلاق أسبوع الطوارئ القومي.

وبحسب المخطط، فإنه بين يومي الاثنين والأربعاء سيتم إشراك الجمهور في المناورة عبر إطلاق الصافرات وطلب اللجوء إلى الغرف الآمنة. وفي ظهر يوم الاثنين ستطلق صافرات الإنذار، ويتم تنفيذ عمليات تدريب في المؤسسات التعليمية وأماكن العمل والسلطات المحلية. كما ستطلق الصافرات مساء يوم الاثنين لاختبار جاهزية العائلات في بيوتها. وسيتم استخدام شبكة الانترنت بالتعاون مع وزارة التعليم للتعرف عبر الطلاب على ما إذا كانوا هم وأفراد عائلاتهم يدخلون إلى الغرف الآمنة أم لا. وللمرة الأولى سيتم اختبار كل أجهزة الإنذار في إسرائيل دفعة واحدة من خلال الصافرات، وأجهزة الخلوي، والشبكات الاجتماعية، وقنوات التلفزيون والإذاعة. وستجري المناورة بكامل بنودها، خصوصاً في منطقة تل أبيب حيث ستشارك فيها الحكومة بأسرها.

وبحسب مخطط المناورة، فإن صواريخ غير تقليدية ستسقط على مدارس ومواقع في كل من الناصرة العليا وصفد، كما ستقع إصابات كثيرة في مصنع وسجن. وستتعرض الكنيست أيضاً لصواريخ غير تقليدية، وأيضاً مستشفى «هداسا» في القدس، وسيشتعل حريق كبير في أحراج جبل الكرمل.

وأعلن وزير حماية الجبهة الداخلية جلعاد أردان أن «السؤال لم يعد إن كانوا سيطلقون صواريخ على المراكز السكانية الكبرى في إسرائيل أم لا، وإنما متى سيحدث ذلك. ومن ناحية فجوات الحماية، فإننا نفضل الاستثمار لمواجهة الخطر التقليدي قبل الخطر غير التقليدي. والقبة الحديدية في مثل هذا السيناريو ليست جاهزة لتوفير رد كالذي رأيناه في «عمود السحاب» في مواجهة حجم مثل هذه الصواريخ وكبرها».

أما قائد الجبهة الداخلية الجنرال أيال آيزنبرغ فقال «يتطلب الأمر منا مواجهة كم كبير من الصواريخ. والأسلحة المتوافرة لعدونا بعيدة المدى، وذات رؤوس حربية كبيرة وجوهرية وبأحجام تبلغ مئات الكيلوغرامات. ولا ريب أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية في تطور كهذا ستمر بتجربة لم تشهدها في الماضي، وهي مضطرة لأن تكون صلبة لتمكين القيادة من اتخاذ القرارات»، مضيفاً «الأيام لن تكون سهلة، ولكن لإسرائيل قدرات تدميرية تفوق عشرات الأضعاف ما لدى أعدائنا، ولذلك فإني أنصح جيراننا الذين يسخّنون المحركات أن يعيدوا النظر في تحركاتهم».

وبحسب الجنرال آيزنبرغ، فإن «تحدي الخطر الكيميائي هو في الأساس للقيادة والسيطرة، ولذلك فإننا نتدرب وسنفرح إذا لم يتعرض المواطن لخطر كيميائي». وأوضح «نحن نتدرب على مواجهة متعددة الجبهات، ولم نكن لنتدرب على ذلك لولا معرفتنا بأن هناك قدرات عملانية حقيقية لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية. لقد انتهى عصر الامتيازات لمواجهات على الجبهة وهدوء في الجبهة الخلفية. الجبهة المدنية ستواجه شيئاً آخرَ، وتلقينا بعض طعمه في حرب لبنان الثانية. إن الجيش الإسرائيلي مستعد على الحدود الشمالية، ويفحص التطورات هناك، وأنا مقتنع بأننا سنعرف كيف نرد رداً مناسباً».

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه