"الانسحاب من لبنان وضع حدا لمأساة إسرائيلية دامت 18 عاما ودفعنا فيها ثمنا باهظا بأرواح خيرة أبنائنا.."
لا يمكن أن يمرّ شهر أيار على قادة دولة كيان العدو الصهيوني دون أن يجلب لهم مرارة الذكرى والحسرة على ما أصاب جيشهم من انهيار كبير في جنوب لبنان لحقت به بسرعة قوات جيش لحد العميل .. في ما يلي يذكر بعض القادة ما جرى لهم ويروون للتاريخ بعضا من تداعياته عليهم وعلى كيانهم الغاصب :
1. إيهود باراك، تحدث في ندوة عقدت في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، بمناسبة مرور عشر سنوات على الانسحاب المهرول من لبنان، عندما كان وزيرا للحرب، واستمع إلى هجوم كاسح على قراره المذكور من مختلف القادة الإسرائيليين السابقين. قال: «الانسحاب من لبنان وضع حدا لمأساة إسرائيلية دامت 18 عاما ودفعنا فيها ثمنا باهظا بأرواح خيرة أبنائنا، ومن لا يدرك ذلك عليه أن يسافر إلى الشمال ويرى كيف يعيش سكانها في السنوات الأخيرة بمنتهى الهدوء والاطمئنان». وأضاف باراك أن هناك أسبابا أخرى للانسحاب، منها إجهاض الخطة الاستراتيجية الضيقة الأفق، بتمليك المسيحيين لبنان وتمليك الفلسطينيين الأردن.
الشرق الأوسط- الأربعـاء 19 رجـب 1431 هـ 30 يونيو 2010 العدد 11537
2. أحد ضباط جيش الاحتلال يعلّق حول مظاهرات للمستوطنات كانت تطالب بانسحاب أحادي الجانب ووصفها بالديماغوجية الرخيصة وقال: تلك الأمهات يدعين بأنهن يعملن لصالح الجنود ولكن اتضح أن نظافة السيارة بالنسبة لهن أغلي من الجنود، حيث عندما يقمن بزيارة المنظقة الشمالية ليعربن عن احتجاجهن علي بقاء الجيش في لبنان، يرفضن نقل الجنود بعد إنتهاء مظاهرات الاحتجاج في سيارتهن خوفا من تلويثها من ملابس الجنود الرثة. ويصف الكولونيل انبي جنوده بانهم جنود يفكرون وان بعضهم يؤمن فعلا بضرورة الانسحاب بصورة احادية الجانب من جنود لبنان، والسبب الذي يبرر بدايتي هذه الرغبة لدي الجنود هو تأثرهم بذويهم لان العائدات تشارك في حركات جماهيرية ضد تجنيد ابنائهم في الجنوب اللبناني ناهيك عن عدم وجود "اجماع وطني" بشأن احتلال الجنوب اضافة إلي ادعاء بعض الآباء والامهات تلقيهم علاجا نفسيا حتي يجنبوا ابناءهم الذهاب إلى مستنقع جنوب لبنان..
جريدة الأهرام - في العام 1999 في أكتوبر
3. بعد مرور عشر سنوات على الاندحار الإسرائيلي من لبنان قال وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه أرينز متحدثاً لصحيفة «هآرتس» «إن الصورة التي عكسها الانسحاب، صورة إسرائيل مرغمة على الانسحاب تحت الضغط كانت لها عواقب شبه فورية. وأياً كانت قوة الردع الإسرائيلية آنذاك، فقد خسرتها وتحتم عليها ترميمها بكلفة طائلة».
السبت 22 مايو 2010م- الوكالة الفرنسية
4. المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، يائير رابيتس، الذي عمل منذ العام 1968 ضابط استخبارات في الجبهة الشمالية (اللبنانية ــ الفلسطينية)، وقائداً لوحدة الاستخبارات البشرية، 504، في منتصف السبعينيات، وهي الوحدة المسؤولة عن تشغيل العملاء في الدول المجاورة لاسرائيل، ومن بينها لبنان. قال عن خطوة الانسحاب من جنوب لبنان إنه «مقتنع بأن الهروب المتسرّع من لبنان، في ايار 2000، بناءً على قرار رئيس الحكومة آنذاك إيهود باراك، عزز من قوة حزب الله، وقدرته على توجيه ضربة قاتلة لقدرة الردع لدى الجيش الاسرائيلي، بل وايضا، تشجيع الفلسطينيين على إشعال الانتفاضة الثانية في العام نفسه». وشدد على ان «وصف (الأمين العام لحزب الله، السيد حسن) نصر الله لإسرائيل ببيت العنكبوت، لم يأت عبثا. ولو كنت صاحب القرار في حينه، لكنت امرت (قبل الانسحاب من جنوب لبنان)، بفرض حظر تجول على القرى الجنوبية، وجمع السلاح والعتاد، ودعوة عناصر ميليشيات لحد الى مراسم وداع محترمة، وهو الامر الذي لم يحصل».
جريدة الأخبار اللبنانية : العدد ١٨٤٢ الاربعاء ٢٤ تشرين الأول ٢٠١٢
5. رأى اللواء عاموس مالكا في شهادته أمام اللجنة أن تقديره بصفته رئيسا لـ«أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية) كان مختلفاً عن ذلك الذي عُبّر عنه في تصريحات باراك. كان تقديره «أن الشرق الأوسط أكثر قراءة لرسائل نصر الله من رسائل إيهود باراك»، وأن الانسحاب من لبنان عُرض في العالم العربي على أنه هزيمة لإسرائيل، وأن حزب الله استغله لزيادة زخم بناء قوته العسكرية بمساعدة إيران وسوريا بالطبع.
جريدة الأخبار - العدد ٣٠١ الاثنين ١٣ آب ٢٠٠٧- نقلا عن "العدد الأول من «التقدير الاستراتيجي» الصادر عن معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة حيفا، حزيران 2007"
6. الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دايفيد ماكوفسكي خلال حديث له عن نتائج حرب تموز 2006، متحدثا عن قناعة لدى قادة جيش الاحتلال، إذ يستهل ماكوفسكي فقرة خصصها للحديث عن سياسة الردع الاسرائيلية التي «تآكلت» منذ خطاب بنت جبيل في العام 2000 لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي «كان محوريا في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية»، الى درجة ان مصطلح «شبكة العنكبوت اصبح التعبير المجازي المفضل لدى حزب الله لوصف القوة الاسرائيلية». وقد عززت هذه العبارة اعتقاد كبار جنرالات اسرائيل بأن نصر الله «يصوّب في اتجاه قدرة الردع الاسرائيلية، وهو اعتقاد تنامى بعد الخروج من غزة عام 2005، حين بدأت حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت) تعاني حساسية مفرطة. وأصبح موقع أولمرت نفسه محل تساؤل مع استمرار سقوط صواريخ القسام على المستوطنات».
جريدة الأخبار - تحقيق- العدد ٦٠ السبت ٢١ تشرين الأول ٢٠٠٦
7. خيبةٌ أجاد رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، إيهود باراك، التعبير عنها حين أقر في أعقاب إحدى الجولات بأنه «على الرغم من أننا نمتلك أفضل أجهزة الاستخبارات والتقدير في العالم، إلا أننا نحتاج إلى رأس كثير الدوران كي نعرف كيف نال منا حزب الله».
جريدة الأخبار - العدد 2006- نقلا عن الصحف الإسرائيلية
8. العميد احتياط نوعم بن تسفي، آخر قادة اللواء الغربي للجيش الإسرائيلي في الجنوب، والذي أشرف على الاندحار يوم 24 أيار العام 2000 بعدما قاد هذا اللواء لأربع سنوات تقريباً، يستذكر مع صحيفة "هآرتس" الصهيونية تلك الأيام، حيث لا يشك أن ما جرى قبل عشر سنوات. "لم يكن خروجاً، ولم يكن انسحاباً. لقد كان هروباً بكل بساطة". ويميز بن تسفي بين تأييد الخروج وبين طريقة التنفيذ. وفي نظره فإن "التنفيذ كان فشلاً عملياتياً. والجيش الإسرائيلي لم يحقق بشكل عميق في الانسحاب، لأنه كان سيظهر أن كثيراً من كبار الضباط سمحوا للمسألة بالانهيار. لقد حققوا في عمليات اختطاف الجنود لكنهم لم يحققوا في الانسحاب". ولا يتأثر بن تسفي بما يشاع حول أن أي جندي لم يجرح في الانسحاب ويؤكد أن صورة الانسحاب فسرت في الشرق الأوسط على أنها "هروب. فقد أبقينا خلفنا معدات وآليات. وفي العديد من الحالات نهب جنودنا عتاداً.. وكانت مذلة كبرى في احتشاد رجال جيش لبنان الجنوبي على بوابة فاطمة. لقد كان هذا هروباً غير مخطط، حيث لم يطلق حزب الله علينا نيراناً جوهرية. الجنود فهموا الأمر وقالوا ذلك. كان هناك تنازل عن قيم تربينا عليها كجنود".
جريدة السفير- 2001- أيار
9. ويكتب المعلق السياسي في "معاريف" بن كسبيت تحت عنوان "بكاء للأجيال"، ليستعيد الظروف السياسية التي أملت على رئيس الحكومة الجديد آنذاك، إيهود باراك، تنفيذ الانسحاب من طرف واحد. ويشير إلى جلسة عقدت في العشرين من أيار العام 2000 في ذلك الاجتماع، أخذ قائد المنطقة الشمالية حينها، الجنرال غابي أشكنازي، الذي يرأس الأركان الإسرائيلية حالياً، أحد الوزراء جانباً وقال له قبل أن تبدأ الجلسة "يجب الخروج الآن. هذه الليلة حقاً". وشرح اشكنازي أن "الحزام الأمني قد ينهار في كل لحظة. الصفقة على وشك التفكك، وجيش لبنان الجنوبي يدرك الوضع، قد يحدث هذا في كل ثانية وسينهار كل شيء آنذاك مثل برج من أوراق اللعب".
السفير - أيار العام 2011.