مراسل «المنار» حسن حمزة يقول إنّ تغطية القصير «مختلفة عن تغطية أي حدث في أي منطقة أخرى من سوريا». يروي حمزة كيف نجا وزميله المصوّر حيدر الجوهري بالمصادفة من نيران القنّاصة
«هنا القصير»، عبارة تتردد كثيراً على مسامع المشاهدين في الآونة الأخيرة. تحوّلت المدينة السوريّة وريفها إلى معقل لمراسلي الفضائيات العربية. صحافيون توجّهوا إلى هناك لتغطـــية الاشتـــباكات، لتصير «مهمّات القصير الصحافية» أشبه بالطــريق لتحقيق إنجاز مهني سريع، ومتهوّر، كما يرى البعض، أو «التضحـــية لنقل الصورة الحقيقية للنــاس»، كمــا يؤكـــد المراســلون العائـــدون من هناك.
كتبت سجى مرتضى في جريدة السفير :
دخل مراسل «الميادين» محمد محسن إلى قرى القصير برفقة المنتج محمد الساحلي، لإنجاز تقارير عن الوضع الإنساني المأساوي، لكنّ «بعد انطلاق الاشتباكات في المنطقة، تحولت تغطيتنا إلى عسكرية». يروي محسن تعرّض فريق «الميادين» للملاحقة والتقنيص من قبل المسلحـــين، لكنه يشير إلى حرصهم الدائم على حماية أنفســـهم. ويقول: «حتى لو كنّا في منطقة خطـــرة لكنـــنا لا نرمـــي بأنفسنا إلى الموت. طبعاً الخوف موجـــود لكنه لا يؤثر على عملنا، نحن جيل عايش حروباً كثــيرة واعـــتاد على أصوات القذائف وعلى الهرب من طلقات الرصاص، عندما أفكر أن أهالي القصير يواجهـــون خطر الموت كل لحظة، أنسى أنني أواجهه لوقت محدد فقط».
غطّى مراسل «المنار» حسن حمزة معارك حلب، لكنّه يقول إنّ تغطية القصير «مختلفة عن تغطية أي حدث في أي منطقة أخرى من سوريا». يروي حمزة كيف نجا وزميله المصوّر حيدر الجوهري بالمصادفة من نيران القنّاصة، مشيراً إلى أن عامل الخوف لم يستيقظ فيه إلا «أثناء تغطية معركة تل النبي مندو، حيث دخلنا إلى المنطـقة بمسؤوليـــتنا الشخـــصية، لم تكن مخاطرة، فواجبـــنا المهــني هو الذي دفـــعنا لذلك».
تحدثنا حليمة طبيعة، مراسلة «الإخبارية» السورية في لبنان، من مشارف القصير. تصف لنا المشهد. «جميعنا في حالة ترقب والمعارك محتدمة في الداخل، لست أتسلى ولست هنا لأجل المال، أنا هنا وأعرّض حياتي للخطر لأنقل الصورة الحقيقية». تقارب طبيعة مهمّتها الصحافية في القصير، كـ«تجربة جديدة وجميلة، وبالرغم من أنها مرعبة ومخيفة، كما أننا وكأيّ وسيلة إعلامية أخرى «نبحث عن السكوب»».
كثيرون وصفوا التغطيات الحربيّة في القصير، «بالاستعراضيّة والمتهوّرة». يردّ محسن: «نحن لا نعرض حياتنا للخطر لنستعرض للناس بطولاتنا، لا نختلق القصص ولا الأحداث، نحن فعلياً في صلب معركة شرسة جداً، قد لا نخرج منها أحياء». ويعتبر حمزة أن «التضحية التي نقوم بها ليست استعراضاً، ليضع كل مشاهد نفسه مكاننا». يتحدّث المراسلان عن اضطرارهما للسير مئات الكيلومترات بحثاً عن مكان آمن، وكيف يضطران إلى كتابة تقاريرهما على الهاتف أو حتى على أوراق المحارم. وتقول طبيعة: «تغطية أحداث القصير ليس لعبة، نحن نبحث عن الخبر، المسألة ليست بمن يظهر أكثر على شاشة التلفزيون أثناء إطلاق النيران والقذائف».
لم يستطع مراسل «أم تي في» حسين خريس الدخول إلى عمق مدينة القصير حتى الآن، مبرراً ذلك بـ«انعدام علاقاتي مع طرفَي الصراع»، لكنه يشير إلى أن اللجان الشعبية المسلحة ساعدته على الوصول إلى مشارف ريف القصير. ينظر خريس إلى تغطية الشاشات لمعارك القصير على أنها «تغطية مهمة صحافية، لكنّ اعتماد كل شاشة بروباغندا متحيّزة، أفرغ التغطية من مضمونها».