07-11-2024 02:53 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 24-5-2013: الاشتباك السياسي وتواصل الوضع المتفجر في طرابلس

الصحافة اليوم 24-5-2013: الاشتباك السياسي وتواصل الوضع المتفجر في طرابلس

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 24-5-2013 الحديث عن مجموعة من الملفات المحلية على راسها أحداث طرابلس وتحدثت ايضاً عن ملف الانتخابات، أما دولياً فتناولت الصحف تطورات الازمة السورية



تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 24-5-2013 الحديث عن مجموعة من الملفات المحلية على رأسها أحداث طرابلس وتحدثت ايضاً عن ملف الانتخابات، أما دولياً فتناولت الصحف تطورات الازمة السورية.


السفير


هل يتحوّل الجيش «قوات فصل»؟

طرابلس ضحية صراع «الدول» والأجهزة والمسلحين!

    

غسان ريفي

وكتبت صحيفة السفير تقول "نهار طويل في السياسة، بعد ليل دامٍ من العنف..

لكن الليل والنهار وحتى ساعة متأخرة من يوم أمس، لم يفلحا في تغيير واقع مأساوي تعيشه طرابلس المزنرة بالحديد والنار منذ يوم الأحد الفائت.

وإذا كانت القيادات السياسية في المدينة انتظرت صباح أمس بفارغ الصبر لاستئناف مساعيها نحو التهدئة، وهي بذلت جهوداً مضنية لذلك، فقد اضطرت للانتظار ليلاً بغية الحصول على جواب لم يصل من المجموعات المسلحة حول التزامها بوقف إطلاق النار، فكانت أصوات القذائف التي تردّدت أصداؤها على مسامع هذه القيادات جواباً واضحاً ترك الأبواب مفتوحة على احتمالات خطيرة جداً تنتظر عاصمة الشمال.

وقبيل منتصف ليل أمس، كانت قد ارتسمت بوادر صيغة أمنية للمعالجة يحتاج تنفيذها الى ارادة سياسية أولاً، وقوامها دخول الجيش الى جبل محسن وانتشاره فيها، وبالتالي جعل هذه المنطقة تحت مسؤوليته عسكرياً وأمنياً، شرط أن تتحمل باقي القيادات مسؤولية القرار الحاسم بالردّ على كل مصدر للنيران سواء أتى من جبل محسن أو التبانة بعد انتهاء عملية الانتشار وسلسلة الإجراءات الميدانية المتفاهم عليها مع قيادات المدينة.

في غضون ذلك، بدت كل التصريحات والبيانات مستهلكة، أمام حاجة أبناء طرابلس لأمن مفقود تعجز القيادات السياسية والعسكرية عن استعادته، ما يطرح سلسلة لا تنتهي من الأسئلة تحتاج الى من يجيب عنها منها:

هل أدرك السياسيون أن ما وصلت إليه المدينة اليوم هو نتاج ما فعلته أيديهم؟ وهل أدرك من موّل وأمّن الحماية سابقاً للمسلحين أن هذا «الفتى» قد أصبح ولي أمر نفسه، فتمرّد على الآباء، أم أن هناك «قطبة مخفية» يقول فيها السياسيون في العلن خلاف ما يقولونه للمسلحين؟

وإذا كان السياسيون قد أصبحوا شبه معزولين عن واقع المدينة أو عن التحكم بشارعها، فهل يعني ذلك استقالة جماعية من مواقعهم؟ ثم ماذا ستفعل هذه القيادات غداً في المحطات المقبلة، هل ستنتظر الحصول على تأشيرة دخول الى هذه المنطقة أو تلك لإقامة مهرجان سياسي هنا أو جولة انتخابية هناك؟

وهل هناك من يريد تعرية السياسيين بإظهارهم بمظهر العاجز ما يجعل طرابلس محكومة بأمر واقع خارج عن إرادتهم؟

وكما في السياسة كذلك في الأمن ثمة أسئلة كثيرة عن دور جميع المؤسسات العسكرية والأمنية، ففي كل مرة تندلع الاشتباكات ينكفئ الجيش وتختفي الأجهزة الأمنية حتى عن تقاطعات الطرق، لتصبح المدينة بإمرة سلاح الشارع فقط، فيما يتحوّل الجيش الى قوات فصل يطبق اتفاقاً بالتراضي لوقف إطلاق النار.

وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا إقحام الجيش في كل مرة في هذه المحرقة؟ ولماذا يقحم نفسه في دور لا يتجاوز مهمة مراقبي الهدنة؟ وما هو دور الجيش أصلاً في مسايرة المسلحين أو التغاضي عن بعضهم؟ وهل انقلب المسلحون اليوم على «رعاتهم» الأمنيين الرسميين، كما سبق وانقلبوا على السياسيين؟ وهل يتجه الجيش لأن يفقد هيبته في طرابلس؟ ومَن هو المسؤول عن ذلك؟ الأجهزة الأمنية؟ أم القيادات السياسية؟ أم الواقع الدقيق والتوازنات وحملات التجريح والاستهداف التي تطاله؟

وهل ثمة غطاء سياسي فعلي للجيش؟ ولماذا لا يترجم هذا الغطاء واقعاً على الأرض؟ ولماذا ينفض الجميع يده من الجيش أو ينقلب عليه عند أول «ضربة يد من حديد» هذه العبارة التي ملّ الطرابلسيون سماعها؟

وما هو دور باقي الأجهزة الأمنية؟ وهل ما صدر من مواقف أمس يكشف بعضاً من المستور عن علاقة المسلحين ببعض رموز هذه الأجهزة؟ وهل تخلّت هذه الرموز عن مسؤولياتها الأمنية السابقة لمصلحة مسؤوليات ميدانية؟ أم أنها تريد السيطرة على القرار العسكري في المدينة تحت شعار الأمر والأمن لي؟

وهل هناك صراع أجهزة يحكم الشارع فيفجره تارة ويضبطه تارة أخرى؟

ثم إذا كانت الدولة قد استقالت من دورها، والسياسيون عاجزون والأجهزة الأمنية غائبة أو متقاعسة، فمن يتحكم بمصير طرابلس؟

وإذا كان المسلحون قادرين على فرض شروطهم من موقع القوة أو على مقاومة كل الضغوط السياسية التي مورست عليهم فمَن هي الجهة التي تحميهم وتحت أي خيمة يستظلون؟ ومن أين أتى هؤلاء الفقراء بكل هذا السلاح وهذه الذخائر التي استخدمت وصبّت حممها على بيوت الآمنين؟

كلفة المعارك باهظة، ومع ذلك لم يصرخ المقاتلون هذه المرة طلباً للسلاح أو الذخيرة، فمن أين يأتي كل ذلك؟ ومَن هو المموّل؟ وأين كانت أعين الأجهزة الأمنية؟ هل هي مقصّرة؟ أم غير ذلك؟

وكذلك، هل كانت فعلاً معركة القصير هي المحفز الوحيد لاندلاع المواجهات؟ أم أن هناك لعبة عض أصابع