فتحت مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص شهية العديد من الفصائل للسيطرة عليها، وانشاء قاعدة خلفية لهم، واستقطبت هذه المدينة آلاف المسلحين بتنوع مشاربهم.
أحمد فرحات
فتحت مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص شهية العديد من الفصائل للسيطرة عليها، وانشاء قاعدة خلفية لهم، واستقطبت هذه المدينة آلاف المسلحين بتنوع مشاربهم، للاستيطان في منطقة، كانوا يريدون أن تكون آمنة، وتحقق اهدافهم بالسيطرة على كامل الأرض السورية.
وعلى الأرض السورية، فصائل وجماعات عديدة تقاتل، تتنوع باختلاف مصادر تمويلها، وبتنوع أفكارها وأهدافها. لكن في القصير معظم المسلحين تابعون لجبهة النصرة، ومرتبطون بتنظيم القاعدة العالمي.
مسلحو القصير وكما أكد العميد المتقاعد الياس فرحات في مقابلة مع موقع المنار الالكتروني، لديهم فكر تكفيري، ويتلقون تمويلاً من دول وشخصيات خليجية معروفة بتمويلها للتنظيميات المتطرفة.
والنصرة -بحسب العميد فرحات- هو التنظيم الوحيد للمعارضة المسلحة الذي يملك قدرة على القتال، وخضع لتدريبات مهمة ومتطورة وخصوصاً في العمليات القتالية داخل المدن، والتفجيرات والتفخيخات. ولفت إلى أن هذه الجماعة متحصنة في القصير منذ اكثر من سنة، فأنشأت الأنفاق، لحماية مراكز القيادة لديها وتخزين الذخائر والمعدات، وتؤمن هذه الأنفاق تأمين حركة الانتقال من مركز مواجهة إلى آخر بحماية تامة.
تحصينات كبيرة بناها مسلحو القصير، لا تكاد تنتهي عند حدود الأنفاق، فعمدوا إلى تفخيخ كامل المناطق المحيطة بهم، لإعاقة تقدم الجيش السوري، ولفت العميد فرحات إلى أن المسلحين في القصير مجهزون بطريقة جيدة جدا، استعدادا لاي هجوم يشن على المدينة.
وعن الأسلحة التي بحوزتهم، لفت فرحات إلى أنهم يملكون أسلحة متطورة جدا، وصلت إليهم من كرواتيا عبر تركيا، ومن ضمنها صواريخ مضادة للدبابات وقذائف ار بي جي وبنادق قناصة متطورة جدا، إضافة إلى كميات كبيرة من المتفجرات.
وفي وقت تشكل القناصات إعاقة لتقدم الجيش السوري، أشار فرحات إلى أن القوات الحكومية تملك الدبابات وسلاح الطيران، ومن شأن هذا الامر تحقيق تفوق للجيش على المسلحين، ومن وجهة نظره العسكرية شدد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني على وجوب استخدام سلاح الطيران والمدفعية في ضربات مركزة على الأنفاق، وعلى اماكن تواجد المسلحين.
ويملك المسلحون في القصير اجهزة اتصال متطورة ومعقدة، في وقت تحدثت تقارير عديدة عن قيام الاستخبارات الاسرائيلية بعمليات تشويش على اتصالات الجيش السوري، غير ان هذا الامر لم يؤثر بسكل كبير تقدم القوات الحكومية على أكثر من جبهة داخل مدينة القصير.
ويوجد في القصير بين الـ 2000 و3000 آلاف مسلح، ازداد عددهم في الآونة الاخيرة، "لأن قرى شرق وغرب العاصي تمت مهاجمتها وفر المسلحون إلى القصير"، وشدد العميد فرحات على أن القصير هي معقل اساسي وكبير للمعارضة السورية وخاصة لجبهة النصرة، وفي حال سقوطها تكون المعارضة تعرضت لضربة استراتيجية، تؤدي ارتداداتها إلى سقوط سريع لبعض احياء حمص، وأهمها الرستن وتلبيسة، وخسارة استراتيجية للمعارضة السورية في كامل الأراضي السورية.
وعلى الرغم من وجود هذا العدد الكبير من المسلحين في مدينة القصير، اسهم تقدم الجيش السوري بتضعضع قوتهم، وفرار أعداد كبيرة منهم، ولذلك اطلقوا نداءات الاستغاثة إلى الفصائل الأخرى، غير ان قوات الدعم لم تصل إلى القصير والسبب هو إحكام الجيش حصاره للمدينة، وامام من يقاتل في القصير بحسب العميد فرحات، الاستسلام أو الموت.
لماذا يقاتل مسلحو القصير ؟
من جهته، بيّن العميد المتقاعد وليد سكرية في حديث إلى موقع المنار الالكتروني، أن المعارضة تريد من خلال سيطرتها على القصير ومن خلالها على مدينة حمص، التحكم بالمنطقة الجنوبية في سوريا (دمشق ودرعا) وعزلها والسيطرة عليها لاحقا، إضافة إلى امكانية قطع امدادات الدولة من الساحل إلى العاصمة.
كما أن القصير الواقعة في قلب العاصمة، تقطع طريق امدادات الجيش بين الجنوب والشمال، وهنا أوضح لنا العميد سكرية أن الجيش السوري ونتيجة طبيعية لحالة الحرب مع العدو الاسرائيلي متواجد بمعظمه عند الجولان، وبالتالي فإن منطقة القصير مهمة لمن يسيطر عليها.
وبموازاة تشديده على استراتيجية المنطقة، رفض العميد سكرية المقارنة بين معركة بابا عمرو بحمص والقصير، وأشار إلى أن السيطرة على بابا عمرو هي فتح معركة داخل المدينة، و"لكن لا تقدم ولا تؤخر بالمعنى الاستراتيجي"، كونها لا تقطع طرقات ولا تشكل مصدر قوة للمعارضة، وشدد على أن منطقة القصير لها أهمية استراتيجية تختلف عن بابا عمرو والربط والمقارنة بين الاثنين غير منطقي وغير صحيح، وقال إن معركة القصير تؤدي إلى سيطرة المعارضة على كامل حمص، فيما بابا عمرو لم تكن لها نفس الأهمية الاستراتيجية.
سياسياً، لمعركة القصير أهمية كبرى، خصوصاً وأنها تجري في ظل الحديث عن مؤتمر دولي للسلام حول سوريا ومفاوضات بين الحكومة والمعارضة، وبالتالي فإن الطرف المنتصر سيذهب إلى المفاوضات وبيده أوراق قوة إضافية، وفق ما أكد العميد سكرية.
وبموازاة تقدم الجيش السوري، تعاني المجموعات المسلحة من حالة ارتباك واضحة سياسياً وإعلاميا وعسكرياً، وهذا ما استدعى استنفارا دوليا بدأ على مستوى التصريحات، فخرج العديد من رؤساء الدول الغربية، ليحذر وليندد بالهجوم على القصير، لمعرفتهم استراتيجية هذه المنطقة، وأن هزيمة المعارضة فيها، ستؤدي إلى تراجع المسلحين في كل سوريا.
ولان معركة القصير هدفها الأساسي إعادة ربط ووصل المدن والمحافظات السورية بعضها ببعض، يشكل انتصار الجيش السوري فيها هزيمة للمشروع الغربي الذي يسعى إلى تفتيت البلاد وتقسيمها.