مصدر يقول لـ«الأخبار»: «سيتفرّغ القاسم للانقضاض على «حزب الله» وزعيمه بعد كلمته الأخيرة». اللافت أنّ غياب المذيع السوري لم يكن بسبب مرضه، بل كان «تضحية» في سبيل مهمة تضاف إلى نشاطه الواسع!
أطلّ المذيع التونسي الحبيب الغريبي بدلاً من فيصل القاسم في الحلقة الماضية من «الاتجاه المعاكس»، فغاب عن الاستديو عرّاب الخطاب السوقي الذي حوّل برنامجه إلى حلبة مصارعة حيث يتراشق الضيوف بأقذر الشتائم وحتى باللكمات.
فيصل القاسم.. مقفل بداعي «الثورة»
وسام كنعان / جريدة الأخبار
بالتوازي مع ذلك، أَغلق صفحته على فايسبوك، وأقفل هاتفه، ليبقي حسابه على تويتر مفتوحاً لخطابه التحريضي، لكن بمستوياته العليا هذه المرة. كما كان متوقعاً، أعلن عبر حسابه أنّ موضوع حلقة الغد سيتركّز على «حزب الله» الذي شغل القاسم بتغريداته أمس، وكانت أولاها استجداء جمهور الـ«توك شو» للإجابة عن سؤال الحلقة: «هل تعتقد أنّ «حزب الله» أصبح عدواً في نظر غالبية العرب والمسلمين؟ الرجاء التصويت على رابط «الاتجاه المعاكس»».
إذاً، قطع القاسم الطريق على شائعات روّج لها بعض زملائه في «الجزيرة»، حين أعلمونا بأنّ المذيع السوري دخل في إجازة منحته إياها إدارة المحطة تمهيداً ربما للتخلي عنه، بعدما قرّرت إجراء إعادة هيكلة بدءاً من «الاتجاه المعاكس» الذي قوبلت حلقاته بانتقادات واسعة نتيجة تكريس أسلوب القدح والشتم على الهواء وإنهاء الحلقة بتشابك الضيفين بالأيدي.
وجاءت هذه الشائعة على أساس أنّ الخطوة تندرج ضمن الفشل القطري في إدارة الملف السوري وتحمّل «الجزيرة» جزءاً كبيراً من المسؤولية. لكن عودة القاسم السريعة حسمت الموقف. هذا ما يفيدنا به مصدر في القناة، ويضيف لـ«الأخبار»: «سيتفرّغ القاسم للانقضاض على «حزب الله» وزعيمه بعد كلمته الأخيرة». في الإطار عينه، علمت «الأخبار» أنّ منتج البرنامج المستقيل معن الشريطي شقيق زوجة القاسم كان قد تقدّم باستقالته في 27/4/2013، احتجاجاً على سياسة المحطة التي لم تمنعها الاستقالات المتلاحقة من مواصلة التحريض والتضليل.
اللافت أنّ غياب المذيع السوري لم يكن بسبب مرضه، بل كان «تضحية» في سبيل مهمة تضاف إلى نشاطه الواسع! إذ أفادت مصادر موثوقة لـ«الأخبار» أنّ القاسم بذل جهوداً حثيثة في الأيام الماضية لإقناع صديقه الأكاديمي والإعلامي السوري يحيى العريضي بالسفر إلى الأردن وإعلان انشقاقه، وقد سهّل القاسم وصوله إلى هناك، وهذا ما حصل فعلاً (راجع الكادر). وأضافت المصادر أنّ العريضي هو ثاني شخصية على الأقل يساعد القاسم في انشقاقها، خصوصاً أنّه يقوم بدور لوجيستي في هذا الإطار. المؤكد أنّ القاسم سيكون غداً على الهواء في برنامجه، لكن هذه المرة سيزيد جرعة التحريض، وليست تغريداته سوى أول الغيث.
يحيى العريضي خائفاً :
عرف عن فيصل القاسم ويحيى العريضي علاقة صداقة طويلة، خصوصاً أنّهما من مدينة واحدة في جنوب سوريا. فور وصول العريضي إلى عمان، ظهر على «العربية» ليعلن التحاقه بـ«الثورة»، من دون أن يخفي خوفه من النظام. حتى إنّه استأذن المذيعة ليمسح عرقه ويخبرها بأنّه ما زال خائفاً، وكان يكتب مقالات تعبّر عن موقفه الحقيقي لكن باسم مستعار! الإعلامي السوري شغل سابقاً مناصب عدة: بدءاً من إدارة القناة الثانية في التلفزيون السوري، مروراً بإدارة المركز السوري للإعلام في لندن، وانتهاءً بعمادة كلية الإعلام في جامعة دمشق.