الدعوة لاقت تجاوباً كبيراً في أوساط الناشطين الافتراضيين الذين بادر عدد كبير منهم إلى استبدال صور البروفايل والغلاف الخاصة بهم بملصقات خاصة بالحملة عنوانها «أنا ضد التكفيريين».
كلّنا يذكر ذلك الفيديو الوحشي الذي تناقلته المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي لأحد عناصر المعارضة السورية المسلحة وهو ينتزع قلب جندي سوري ويلتهمه.
مشاعر الغضب والقرف التي سيطرت على مشاهديه (معارضين وموالين) يومها، ترجمها أحد مستخدمي فايسبوك اللبنانيين دعوة إلى «اليوم الإلكتروني لمواجهة التكفيريين» في 5 حزيران (يونيو) المقبل الذي يصادف ذكرى النكسة. رغم أنّ صفحة النشاط على الموقع الأزرق عمرها لم يتجاوز الأيّام، إلا أنّ عدد الذين أبدوا استعداداً للمشاركة تجاوز الألف.
مواجهة الفكر التكفيري ستكون اعتماداً على أعمال «كتاب، ونشطاء، ومدوِّنين، ومصممي غرافيكس، ومخرجين، ورسامين وغيرهم» وفق صفحة الحملة الفايسبوكية التي صنّفت الحدث المرتقب ضمن خانة «دعوة من الإنسانية للدفاع عنها». شرح صاحب الفكرة الذي يُطلق على نفسه اسم «الزمن العربي» لـ«الأخبار» الأسباب التي دفعته إلى إطلاق هذه المبادرة، قائلاً إنّه «كأي إنسان يرى إنساناً آخر يأكل قلباً بشرياً، وآخر يعدم أشخاصاً من دون سبب، ويقتل من أجل «لذّة» القتل، أو يغتصب من دون حساب، من الطبيعي أن أشعر بالقرف والخطر». وتابع «كلبناني، وبعد الأحداث الأخيرة وتورّط جهات داخلية عدة في الأرض السورية، أحسست بأنّنا أصبحنا على مقربة من هذا الخطر».
يتكتّم «الزمن العربي» على تفاصيل الأنشطة التي سيضمّها التحرّك، لكنّه يشدد على أنّها ستبقى الكترونية «كمرحلة أولى» وسيكشف عن خطواتها تدريجاً «كي لا تفقد رونقها وقدرتها على التأثير». ووعد بأنّ «5 حزيران (يونيو) سيكون يوماً للإبداع في مواجهة التكفيريين ولا شيء آخر». يمكن اختصار الهدف من هذه الفكرة الجديدة بالتنبيه من مخاطر التكفير والتطرّف.
الدعوة لاقت تجاوباً كبيراً في أوساط الناشطين الافتراضيين الذين بادر عدد كبير منهم إلى استبدال صور البروفايل والغلاف الخاصة بهم بملصقات خاصة بالحملة عنوانها «أنا ضد التكفيريين». يعج حائط الحملة ببوستات تتنوّع بين الصور المصممة خصيصاً للمناسبة، وصور ومقاطع فيديو لتجاوزات يرتكبها أصوليون، إلى جانب تعليقات تحذّر من مخاطر هذا الفكر وتعلن تبرّؤها منه.
ومن وحي موجة استطلاعات الرأي، توجّه «الزمن العربي» إلى جمهور الحملة بسؤال «برأيك كيف يمكن القضاء على الوباء التكفيري؟»، عارضاً أربعة خيارات هي: الإقناع والإرشاد، والحرب الإعلامية والتوجيه الثقافي، والمواجهة الميدانية المباشرة، والضغط على الدول الممولة.