بدأ في طهران اليوم اجتماع للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية تحت عنوان " أصدقاء سورية"، تشارك فيه وفود من اربعين دولة
أكد البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء سورية المنعقد في طهران على أن الحوار الوطني السوري الشامل هو الطريق الوحيد لحل الأزمة في سورية، وعلى رفض أي تدخل أجنبي فيها ودعم المساعي الدولية للحل ولاسيما اجتماع جنيف، مشددا على أن المجتمعين يرفضون الاعتداء على الأراضي السورية وقتل المواطنين ويؤكدون على ضرورة إيقاف العنف ورفع الحظر الاقتصادي عن سورية وعودة المهجرين السوريين.
وقال البيان "إن المشاركين من البلدان العربية والاسلامية والافريقية وأمريكا اللاتينية وأوروبا والشخصيات الدولية من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري في المؤتمر الدولي بطهران أكدوا ضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي واتفقوا على وجوب إرساء الحوار الوطني باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الازمة في سورية، مطالبين جميع الاطراف المتنازعة في سورية بتجنب العنف ووقف الاشتباكات على الفور وتوفير الاجواء الملائمة للانخراط في العملية الديمقراطية والرقي والكرامة والمشاركة الفاعلة والشاملة لجميع الفئات والاحزاب السياسية المنبثقة من ارادة الشعب في ادارة البلد وحق تقرير مصيره".
كما رفض المشاركون أي تدخل خارجي في سورية ونددوا بشدة بأي عدوان أجنبي على سيادة سورية وسلامة أراضيها وأدانوا بشدة المجازر التي ارتكبت بحق المواطنين السوريين العزل على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة واعتبروا تدفق الأموال والأسلحة إلى داخل سورية أمرا يتعارض مع القوانين الدولية والحل السياسي ويزيد الازمة تفاقما وتعقيدا ويعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر.
وأكد البيان على ضرورة الوقف الفوري للعنف وسفك الدماء معبرا عن القلق حيال تصعيد الازمة وانتشار الغليان الى الدول الاخرى في الاقليم وتأجيج النزاعات في المنطقة لافتا الى ضرورة استتباب الامن والاستقرار فيها.
وكان قد بدأ في طهران اليوم اجتماع للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية تحت عنوان " أصدقاء سورية"، تشارك فيه وفود من اربعين دولة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن ما يجري في سورية "سيؤدي الى انعدام الاستقرار في المنطقة والعالم". وأضاف، في كلمته التي افتتح فيها اجتماع "أصدقاء سورية"، أن المبادرة الإيرانية السابقة بخصوص سورية لم تنفذ بسبب التدخلات الخارجية. كما اقترح صالحي تشكيل مجموعة إتصال لحل الأزمة السورية. وشدد وزير الخارجية الإيراني على "ضرورة وقف وصول الأسلحة إلى سورية، وإيجاد الأرضية المناسبة لعدم دخول قوات أجنبية إليها"، مضيفاً أن "التأخير في ايجاد الحل السياسي ليس من مصلحة أي دولة في العالم".
وفي السياق، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قبل بدء الإجتماع عن أمله في أن "تساعد النقاشات التي ستطرح في الإجتماع وتبادل الآراء والأفكار بين المشاركين، في نجاح المؤتمر الدولي المقرر عقده حول سورية في جنيف".
وقال عراقجي إن ايران تُفرق بين المجموعات الإرهابية وبين المعارضين الحقيقيين الساعين لايجاد حلّ للأزمة السورية عبر الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة المؤمنة بالحل السلمي. الى ذلك، استقبل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عدداً من رؤساء الوفود التي وصلت طهران للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية.
والتقى صالحي بالوفد السوري برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، حيث ركز اللقاء على آلية عمل المؤتمر وأهم محاوره. كما التقى صالحي بالرئيسِ اللبناني السابق اميل لحود، ومساعد وزير الخارجية العماني يوسف الحارثي، ونائب وزير خارجية فنزويلا دافيد فيلاسكيس، ومساعد وزير خارجية بوليفيا خوان كارلوس آلورالدا، وتمّ خلال هذه اللقاءات التأكيد على ضرورة حلّ الأزمة السورية بالطرق السلمية.
كما بعث كل من المبعوث الأممي الى سورية الأخضر الابراهيمي، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو، رسالة الى اجتماع أصدقاء سورية في طهران. يُذكر أن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان، كان قد أعلن في وقت سابق أن إيران دعت كل من السعودية وقطر وتركيا للمشاركة في أعمال المؤتمر إلا ان قطر والسعودية امتنعتا عن المشاركة.