25-11-2024 06:29 AM بتوقيت القدس المحتلة

«الجيش الالكتروني السوري»: كابوس الميديا الغربيّة

«الجيش الالكتروني السوري»: كابوس الميديا الغربيّة

طال الهجوم الأعنف لـ«الجيش الالكتروني السوري» حساب وكالة «أسوشييتد برس» على تويتر، لينشر التغريدة التالية: «انفجاران في البيت الأبيض وإصابة أوباما بجروح». أدّت تلك التغريدة المزيفة إلى خسارة 136 مليار دولا

الصورة عن موقع «ديجيتال ترندز»في السابع عشر من أيار الحالي، غرّد الحساب الرسمي لصحيفة «فايننشال تايمز» على تويتر فيديو بعنوان «إرهابيو جبهة النصرة ينفّذون الإعدام بحقّ مواطنين أبرياء»، مرفقاً بسؤال: «هل تريدون معرفة حقيقة الثوار السوريين؟ اتبعوا الروابط الآتية». بعد قليل ظهرت تغريدة على الصفحة نفسها، تعلن أنّ الصفحة تعرّضت للقرصنة. كانت تلك واحدة من الهجمات التي نفّذها «الجيش الالكتروني السوري» على وسائل إعلام أميركيّة، جاعلةً منه هاجساً يشغل بال تويتر ووسائل إعلام تقليدية كبرى.

جوي سليم / جريدة السفير

طال الهجوم الأعنف لـ«الجيش الالكتروني السوري» حساب وكالة «أسوشييتد برس» على تويتر، لينشر التغريدة التالية: «انفجاران في البيت الأبيض وإصابة أوباما بجروح». أدّت تلك التغريدة المزيفة إلى خسارة 136 مليار دولار في الأسواق الأميركية، فعنونت صحيفة «واشنطن بوست» متسائلة: «خسارة 136 مليار دولار، هل هذا إرهاب؟».


يتبنّى الجيش السوري الالكتروني شعار الجيش السوري النظامي نفسه، «وطن شرف إخلاص». ينفي الموقع الرسمي للمجموعة تلقيها تمويلاً من الحكومة السورية، قائلاً إنّ عملها «لا يتطلب أكثر من الحصول على جهاز كومبيوتر وانترنت وتحديد أهداف للاختراق». غير أنّ كثيرين يؤكدون حصول أولئك القراصنة على دعم مباشر من النظام السوري، خصوصاً أنّ الأسد نفسه، أثنى على عملهم في خطاب جامعة دمشق العام الماضي.


وكالة «أسوشييتد برس»بدأ «الجيش الالكتروني السوري» عمله قبل سنتين، وظهر اسمه بكثافة في الإعلام بعد اختراقه البريد الالكتروني لقناة «الجزيرة» في شباط العام 2012. وأدّت تلك العمليّة إلى تسريب مراسلات بين الإعلاميين في القناة آنذاك علي هاشم ورولا ابراهيم. وكشفت الرسائل حينها التحول في سياسة المحطة القطرية، وتعاطيها بانحياز وتحريض مع الملفّ السوري.

كما تسلل قراصنة المجموعة إلى خدمة الاشتراك بالأخبار العاجلة في القناة، ونشروا خبراً كاذباً يفيد بأنّ أمير قطر توفي بجلطة دماغية.

اخترق «الجيش السوري الالكتروني» بريد وزارة الخارجية القطرية في كانون الثاني الماضي، وكشف وثائق ومراسلات تبيّن طبيعة ارتباط الإمارة الخليجية في الأزمة السورية. وبعد الغارات الإسرائيلية المتلاحقة على دمشق ومحيطها، أعلن قيامه بقرصنة عدة مواقع حكومية إسرائيلية.


تتوجّه ضربات المجموعة أيضاً إلى المواقع المناصرة للجيش الحرّ، والمواقع المعارضة، من خلال نشر صور ورسائل مؤيّدة للرئيس بشار الأسد. وكان اختراق الجيش لحسابات «غارديان»، و«بي بي سي»، و«هيومان رايتس ووتش»، و«فرانس 24» وغيرها، دافعاً أساسياً لإجبار تويتر على اتخاذ خطوات حماية مشددة لحسابات مستخدميه.


«الهاكرز» في «الجيش السوري الالكتروني»وبحسب الموقع الإلكتروني للمجموعة، فإنّ هدفها الأساسي يتمثّل بالتصدي «للظلم والتشويه الفاضح للحقائق لما يجري في سوريا». وعبر حسابه على تويتر، يكتب «الجيش الالكتروني السوري» التعريف التالي: «نحن لسنا جهة رسمية، ولا ننتمي لحزب. نحن شباب سوريون لبينا نداء الوطن بعد تعرّض وطننا سوريا لهجمات على الإنترنت، وقرّرنا الرد بقوة تحت اسم الجيش السوري الإلكتروني».


الأكيد أنّ «الهاكرز» في «الجيش السوري الالكتروني» ــ لا يتعدّون العشرين شخصاً بحسب موقع المجموعة ــ استطاعوا دفع الإعلام الغربي للتعامل معهم بالكثير من الجديّة والترقّب. والأكيد أنّ هذا الجيش نجح بفرض نفسه في معادلة إعلاميّة شرسة، غاب عنها الإعلام الرسمي السوري غيابا فاضحا، متوارياً خلف أداء رديء، وغير قادر على «المواجهة».


في مقابلةٍ أجراها موقع «ديجيتال تريندز» مع قائد المجموعة الملقَّب بـ«الظلّ»، قال الأخير «إنّ «الجيش السوري الالكتروني» قادر على إيذاء وسائل الإعلام الأميركية. نحن نوصل صوت الشعب السوري في شرح حقيقة ما يحدث على أرض الواقع، بعكس ما تقوم به وسائل الإعلام من تلفيق للحقائق خدمةً للمصالح الأميركية على حساب دماء الشعب السوري».