28-11-2024 05:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

أوبك تتجه إلى "اتفاق سلس" بشأن سياسة الإنتاج

أوبك تتجه إلى

من المتوقع أن تبقي منظمة أوبك،التي تنعم دولها بأسعار نفط تزيد على 100 دولار للبرميل، سياسة الإنتاج دون تغيير في 2013.

منظمة أوبك للنفطمن المتوقع أن تبقي منظمة أوبك،التي تنعم دولها بأسعار نفط تزيد على 100 دولار للبرميل، سياسة الإنتاج دون تغيير في 2013. وهيأت السعودية – أكبر منتج للنفط في أوبك- الأجواء للتوصل إلى اتفاق سريع وسهل حين يجتمع وزراء نفط المنظمة غدا الجمعة، ومن المتوقع أن يقرروا الإبقاء على مستوى الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا.وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي بعد ظهر الثلاثاء ‘دعوني أقول لكم إن الأوضاع الحالية هي الأفضل للسوق. الإمدادات وفيرة والطلب ممتاز ومتوازن .. المخزونات متوازنة.’


وفي حين أن سعر النفط مرتفع بالمقاييس التاريخية، إلا انه يقل كثيرا عن مستوى 125 دولارا الذي أثار قلق الدول المستهلكة الكبرى العام الماضي. وقال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي لرويترز امس الأربعاء ‘السعر الحالي عادل ومعقول.’ وأضاف المزروعي الذي يشارك في اجتماعات أوبك للمرة الأولى ‘لقد ظل قائما لفترة من الوقت دون أن يؤثر على اقتصادات المنتجين والدول التي تشتري الخام. إنه يشجع أيضا على الاستثمار في إمدادات المستقبل.’


وشجع صعود قوي لاسعار النفط فوق مستوى المئة دولار على إنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي تبلغ تكلفة الإنتاج من بعض احتياطياته مستويات مرتفعة للغاية والذي ينافس نفط أوبك. لكن السعودية – صاحبة أكبر فائض في الطاقة الإنتاجية في أوبك – لا تبدي علامة على أنها ستعزز الإنتاج لدفع الأسعار للانخفاض وتقليل الجدوى الاقتصادية للنفط الصخري. وكانت أوبك قد قالت قبل عام إن النفط الصخري لا يثير قلقها. ولا تملك المنظمة موقفا موحدا بشأن النفط الصخري. فبالرغم من أن النعيمي يرحب به تقول نظيرته النيجيرية ديزاني اليسون مادوكي إنه سيكون له تأثير كبير.


وتأثرت نيجيريا إلى جانب الجزائر بطفرة النفط الأمريكية إذ تراجعت حصتها في أكثر أسواقها الخارجية ربحية وحولت بعض مبيعاتها إلى آسيا. وينافس العراق الذي تنمو صادراته بوتيرة متسارعة لتعزيز حصته في السوق الآسيوي على حساب السعودية.
والإمارات العربية المتحدة هي العضو الوحيد الآخر في أوبك الذي لديه خطط نمو كبيرة. وقال المزروعي إن بلاده لديها القدرة على ضخ ثلاثة ملايين برميل يوميا وتنوي زيادة طاقتها إلى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول 2017. لكن الوزير هون من القلق بشأن معركة على الحصص في السوق الآسيوي.


ويشعر البعض في أوبك بقلق من احتمال تباطؤ النمو العالمي وارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي بنسبة كبيرة وهو ما قد يدفع أسعار النفط للهبوط. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية هذا الشهر أن يساعد النفط الصخري الأمريكي على تلبية أغلب الطلب العالمي الجديد في السنوات الخمس المقبلة، وهو ما لا يدع مجالا لأوبك لتعزيز الإنتاج بدون التعرض لخطر انخفاض الأسعار.
وقال مصدر كبير في أوبك ‘نتجه إلى مشكلة في 2014 وسنضطر على الأرجح لخفض الإمدادات’. وتابع قائلا ‘وإذا كانت أوبك سباقة فسنبدأ بدراسة جدية لحصص إنتاج الدول الأعضاء.’


ويقول مندوبون في أوبك إن هذا الاجتماع لن ينتخب أمينا عاما جديدا للمنظمة في ظل مأزق بين مرشحين من إيران والعراق والسعودية لكنه سيقر فقط معايير للاختيار. ولم تستطع أوبك على مدى بضع سنوات الاتفاق على اعادة توزيع الحصص الانتاجية للدول الأعضاء، لكنها قد تضطر لاتخاذ هذه الخطوة إذا لزم الأمر لخفض الإنتاج بشدة وتقسيم تخفيضات انتاجية على الدول الأعضاء. وتلعب السعودية دور إدارة السوق إذ تخفض الإمدادات أو ترفعها للحفاظ على توازن الأسواق وعلى سعر النفط عند حوالي 100 دولار للبرميل.


من جهة ثانية تشهد الدول الأفريقية الأعضاء في منظمة أوبك أعمال عنف واضطرابات وعقبات أمام الاستثمار، وهو ما يجعلها أضعف حلقة في إمدادات النفط داخل المنظمة ويدعم أسعار الخام لصالح الأعضاء الأقوياء بقيادة السعودية.
وسجلت إمدادات النفط من نيجيريا – أكبر منتج في أفريقيا – والجزائر وليبيا، التي تضخ مجتمعة 15 في المئة من إنتاج أوبك البالغ 30 مليون برميل يوميا، أداء منخفضا في الفترة الأخيرة. وليس من المتوقع أن تسجل نموا كبيرا في المدى المتوسط.
وبسبب تصاعد العنف على يد الإسلاميين المتشددين منذ الربيع العربي في 2011، والشروط التجارية غير الجذابة للمستثمرين الأجانب، أصبح من الصعب على بعض الدول الأفريقية الأعضاء في أوبك تعزيز طاقتها الإنتاجية.


وقال أنطوان هالف من وكالة الطاقة الدولية في مقدمة تقرير الوكالة الذي صدر في وقت سابق هذا الشهر وخفض توقعات إنتاج أعضاء أوبك الأفارقة ‘ترك الربيع العربي تأثيرا أكبر مما كنا نتوقع.’ وقد دفع تقلص إنتاج النفط وزيادة الإنفاق الاجتماعي الجزائر للانضمام إلى صقور أوبك مثل إيران وفنزويلا في المطالبة بأسعار أعلى للنفط. وهؤلاء من دول أوبك التي تحتاج أعلى مستويات لأسعار النفط حتى تتوازن إيراداتها مع مصروفاتها في الميزانية، وهم أيضا الأكثر خشية من نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة حيث يعني ذلك تراجع واردات أكبر مستهلك للنفط في العالم.


ويتوقع محللون ان تدعو الجزائر السعودية لقيادة تحرك لخفض الإنتاج لدعم الأسعار. غير انه من من المرجح أن تقف نيجيريا وليبيا في صف السعودية. وقال بول توسيتي المحلل لدى بي.إف.سي إنرجي ‘إذا شهدنا فترة صعبة بالنسبة للطلب في الأشهر القادمة فسيكون من السهل على أوبك التحكم في الأسعار لأن العديد من الدول الأعضاء لا تعزز إنتاجها.’
وسجلت نيجيريا وليبيا والجزائر هبوطا أو ركودا في الإنتاج في الأعوام القليلة الماضية.


وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي صدر في وقت سابق هذا الشهر فإن نيجيريا وأنغولا وليبيا والجزائر ستسجل مجتمعة نموا يبلغ صفرا في الطاقة الإنتاجية في الفترة من 2012 إلى 2018، بينما من المتوقع أن ترتفع الطاقة الإجمالية لأوبك 1.75 مليون برميل يوميا إلى 36.75 مليون برميل يوميا. وهبطت صادرات نيجيريا من النفط الخام إلى أقل من مليوني برميل يوميا مسجلة أدنى مستوى لها في أربع سنوات مع معاناة البلاد من سرقات نفطية وزيادة في أعمال العنف. وتتأثر نيجيريا أيضا بزيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وهو ما يهدد بتراجع نصيبها في أكثر أسواقها الخارجية إغراء ويدفعها إلى تحويل مبيعات صوب آسيا. وهبطت صادرات نيجيريا من الخام إلى الولايات المتحدة إلى صفر لمدة أسبوع في آذار/مارس.