25-11-2024 04:34 PM بتوقيت القدس المحتلة

"جبهة النصرة" تهدم مقاما لنبي الله إبراهيم (ع) في سوريا

هناك جماعات ما تزال خارج الإجماع الإنساني الحضاري وتصرّ على محو ماضي الأمة الإسلامية وتاريخها إذ تفجعنا ما تسمى "جبهة النصرة" بهدم قبر نبي الله إبراهيم (ع) في الرقة بسوريا

قبر النبي إبراهيم (ع) عند المدخل قبل تدميرهتعدّ الآثار التاريخية شاهدا أساسيا على حقيقة وجود حضارة ما أو وقوع حدث ما، ترك أثراً مهما في حياة شعوبه التي عايشته. ولأهمية الآثار التاريخية على اختلاف أنواعها وموضوعاتها، تعدّ وثيقة دامغة للتعرف على حضارات شعوب سابقة ، وتبيّن كيف بنوا علومهم وحضارتهم وتظهر شكل ثقافتهم وأديانهم. بسبب هذه الأهمية القصوى للآثار أنشئ منذ القرن التاسع عشر اختصاص علمي يدرس في جامعات العالم اسمه "علم الآثار والتاريخ".


فـ"إسرائيل" مثلا تدرك هذه الأهمية ، لذلك فهي تحاول استغلال هذا العلم لتبرر احتلالها لفلسطين، ولتثبت من خلاله "جذورا تاريخية" لها في فلسطين، ولكن يبدو أن هناك في أمتنا جماعات ما تزال خارج الإجماع الإنساني الحضاري، وتصرّ على محو ماضي الأمة الإسلامية وتاريخها وحضارتها، فبعد نبشها لقبر الصحابي الجليل حجر بن عدي، وقطع رأس تمثال شاعر الفلاسفة أبي العلاء المعّري في ريف إدلب ، وتهديم تماثيل ، وتفجير معابد ، ونبش قبور في عدة محافظات سورية ، تفجعنا ما تسمى "جبهة النصرة" بهدم مقام ابي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) الواقع في قرية "عين العروس" بالقرب من مدينة الرقة.

وتناقلت مواقع الانترنت هذا الخبر نقلا عن وكالة "نون" الخبرية ، ونشرت تنسيقيات معارضة خبر قيام "جبهة النصرة" المتشددة بتفجير مقام النبي ابراهيم الخليل (ع) في قرية عين العروس بريف الرقة والتي تقع جنوب مدينة تل أبيض 3كم وشمال مدينة الرقة 97كم، وكانت تشتهر بالمقام الذي تحوّل إلى تراب ، بصفته واحدا من أقدم المساجد التي بُنيت في التاريخ.
 
تفجير مقام النبي إبراهيم ومن ثم جرفه من قبل جبهة النصرةوأوردت التنسيقيات في صفحاتها صورا لجرافات "جبهة النصرة" وهي تردم التاريخ ، وتسوّي مقام النبي إبراهيم (ع) بالأرض بعد تفجيره، لأن بناء القبور على الأموات بدعة، والقبور المرتفعة مخالفة للشريعة ويجب أن تهدّم بحسب زعم "جبهة النصرة".


وعين العروس نبع مجاور للمقام، ويُحكى أن قصته تتعلق بزوجة النبي إبراهيم الخليل سارة مع النبي ابراهيم أثناء مرورهما من هناك، ويشكل مع المقام محطة للسياحة الدينية. وقد بقيت معلماً تاريخيا منذ عهد عمر بن الخطاب وهارون الرشيد دون أن يقترب منها أحد.

ومن الجدير بالذكر أنَّ للنبي إبراهيم (عليه السلام) أكثر من مقام في عدة بلدان عربية، في الخليل في فلسطين المحتلة، وفي تركيا، وفي مكة المكرمة قرب الكعبة المشرفة.

من هو النبي إبراهيم (ع):
النبي إبراهيم (2200 - 2000 قبل الميلاد) شخصية بارزة في الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية. وردت سيرة حياته في سفر التكوين وفي القرآن الكريم. وفي الديانتين اليهودية والمسيحية ، فان النبي ابراهيم عليه السلام هو أبو بني إسرائيل من ابنه إسحاق، الذي قدمه إبراهيم لله كذبيحة بحسب الإعتقاد المسيحي واليهودي. ولكن في التاريخ الإسلامي تظهر طاعة إبراهيم لله بتقديمه ابنه إسماعيل للذبح حيث افتداه بكبش عظيم. وغني عن الذكر بأن النبي محمد (ص) هو من نسل الابن البكر لإبراهيم الذي هو إسماعيل.


مقام للنبي إبراهيم قرب الكعبة المشرفة في مكة المكرمةيٌعتَقَد في المسيحية أن النبي إبراهيم هو مثال يحتذى به في الإيمان. وفي الإسلام يعد النبي إبراهيم من أهم الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى بل يسمى "أبو الأنبياء" ويعد أحد أولي العزم الخمسة.


في ما يلي روابط لمواقع تنشر وقائع هدم مقام النبي إبراهيم (ع) في الرقة :
موقع الجيش السوري
http://www.syriantube.net/4690.html
موقع اليوتيوب :
http://www.youtube.com/watch?v=Dn7-9-DbEHM

 وكالة نون الخبرية