23-11-2024 04:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا لو عاد "الجهاديون" الغربيون من سوريا؟

ماذا لو عاد

ركزت صحف السبت البريطانية في معرض تغطيتها للقضايا الشرق أوسطية على قضية "الجهادين" الغربيين الذين يقاتلون في سورية، لاسيما بعد التقارير التي تحدثت عن مقتل ثلاثة منهم بينهم بريطاني وأمريكية قرب حلب.

ركزت الصحف البريطانية السبت في معرض تغطيتها للقضايا الشرق أوسطية على قضية "الجهادين" الغربيين الذين يقاتلون في سورية، لاسيما بعد التقارير التي تحدثت عن مقتل ثلاثة منهم بينهم بريطاني وأمريكية قرب حلب.

ووضعت صحيفة الإندبندنت عنوانا لتغطيتها لهذا الموضوع "جهادي بريطاني واحد من ثلاثة غربيين قُتلوا في معركة ضد النظام السوري"، بينما وضعت صحيفة الغارديان عنوانا في صفحتها الأولى "من أكتن إلى حلب: مسلم بريطاني يسعى لحتفه". وتحدثت صحيفة ديلي تلغراف عن أول مقاتل بريطاني يصرع في سورية.

وتحدثت صحيفة الإندبندنت في تقريرها عن ميل بعض "الشبان المسلمين" في بريطانيا إلى المشاركة في عمليات "الجهاد" في الخارج ، التي أكدها اعلان دمشق مقتل شاب بريطاني مسلم بعمر 22 عاما اسمه "علي المناصفي" إلى جانب أمريكية من ميشيغان بعمر 33 عاما تدعى "نيكول لين مانسفيلد" وشخص ثالث يعتقد انه يعيش في كندا، في معركة خاضتها القوات الحكومية ضد جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وتقول الصحيفة إن الشرطة البريطانية زارت منزل "علي المناصفي" في ضاحية "أكتن" غربي العاصمة البريطانية لندن، ونقلت عن أحد افراد عائلته قوله انه كان في سورية منذ أربعة أشهر ، ثم انقطعت أخباره في الأسابيع القليلة الماضية.

وتشير الإندبندنت إلى أن أكثر من 100 بريطاني شاركوا في النزاع الدائر في سوريا ، وإن لم يكن جميعهم من المقاتلين.

وتقول الصحيفة إن "أبو حجار" قائد لواء "صقور الشام" قال الخميس إن المناصفي ومانسفيلد كانا يقاتلان معه عندما قتلا في اشتباك مع القوات السورية.

وتقول الصحيفة إن عائلة الأمريكية "مانسفيلد" أكدت مقتلها اثناء القتال مع مجموعة قريبة من القاعدة، وتنقل عن عمتها مونيكا مانسفيلد سبيلمان قولها إن الشرطة الفيدرالية أبلغت العائلة بموتها وتضيف أنه "من الواضح أنها كانت تقاتل إلى جانب قوات المعارضة".

وترى الصحيفة أن البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا يتحدرون من خلفيات مختلفة، وأن ثلة منهم فقط قد اعتقلوا عن عودتهم لبريطانيا لدورهم في اعتداء محدد، حيث زعم أن لهم دورا في اختطاف المصور الفوتوغرافي البريطاني جون كانتلي في محافظة حلب الصيف الماضي.

وفي سياق تغطيتها للموضوع ذاته تنقل صحيفة "ديلي تلغراف" عمن تقول إنه صديق لأحد المقاتلين الذين كانوا مع المناصفي في سورية قوله ان الشخص الثالث الذي قُتل في حلب هو بريطاني الجنسية أيضا ومن أصول هندية، ولا تعرف بدقة هويته الشخصية ، لكنه يكنى بـ "ابو زبير"، ولم يتم التأكد من هذه المعلومة من جهة مستقلة.

وتنشر الصحيفة نفسها تحليلا بقلم ديفيد بلير "تحت عنوان "هل يعودون إلى بريطانيا كجهاديين عركهم القتال؟"

ويرى الكاتب أن مصير المناصفي يقدم دليلا حيا على أن النزاع في سوريا بات يجذب المتطوعين من مختلف أنحاء العالم ، مع أن دوافعهم للانضمام للقتال ضد نظام الأسد غير معروفة، إلا أن سورية باتت المسرح الأول لـ"الجهاد" العالمي.

ويتساءل الكاتب ما هو حجم الخطر الذي يشكله هؤلاء على الأمن في الغرب؟ فالمئات من البريطانيين والعديد منهم من أصول سورية وعربية ذهبوا للقتال ضد الأسد، وإن نحو 50 إلى 100 منهم معروفون للأمن البريطاني بميولهم الأصولية.

ويضيف إنهم لا يشكلون خطرا على بريطانيا ماداموا يشاركون في التمرد في سورية، ولكن السؤال هو ماذا لو عادوا بعد أن أصبحوا "جهاديين" عرك القتال قلوبهم وقوى شكيمتهم؟