أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 19 ايار –مايو 2011 في لبنان على التركيز على موضوعين: الموقف الاميركي البارز من الموضوع السوري، والاضرابات النقابية والتربوية في لبنان..
أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 19 ايار –مايو 2011 في لبنان على التركيز على موضوعين: الموقف الاميركي البارز من الموضوع السوري، عبر العقوبات المباشرة على الرئيس السوري والموقف الداعي للاسد الى قيادة عملية انتقالية وإما الرحيل.. والموضوع الثاني الذي نال اهتمام الصحف هو بطبيعة الحال الاضرابات النقابية والتربوية في لبنان.. أما في موضوع تشكيل الحكومة فلا جديد مهماً..
السفير
صحيفة السفير اعتبرت ان الاضراب التربوي كان ناجحا وتناولت تعليق تحرك السائقين في اللحظة الاخيرة اضافة الى القائها الضوء على زيارة فيلتمان الى لبنان.
إضراب تربوي ناجح ... و«تسوية اللحظة الأخيرة» تعلّق تحرّك السائقين
تحت هذا العتوان قالت السفير في افتتاحيتها: خرق الاضراب التربوي الذي عمّ غالبية المدارس الرسمية والخاصة أمس، حالة المراوحة الداخلية الناجمة عن العقم الذي تتسم به مساعي تأليف الحكومة، ووجه قرابة 100 ألف معلم مدرسي وأستاذ جامعي إنذارا «شديد اللهجة» الى أصحاب الشأن بضرورة الإسراع في إحداث صدمة إيجابية، على مستوى الوضع الحكومي، قبل أن يتطور الاحتجاج الشعبي، فيما نجحت تسوية اللحظة الاخيرة بين وزيرة المال في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن واتحادات ونقابات النقل البري في تعليق إضراب قطاع النقل الذي كان مقررا اليوم.
«جنرالات التأليف» في خنادقهم ... وفيلتمان «راجع»
وتضيف السفير: ويعود جيفري فيلتمان إلى الظهور على خشبة المسرح اللبناني الذي يعرف كواليسه جيدا، عبر الزيارة التي يفترض ان يبدأها اليوم الى بيروت حيث سيلتقي عددا من المسؤولين و«الاصدقاء القدامى». وتتزامن هذه الزيارة مع لحظة محلية وإقليمية شديدة التعقيد، ما يطرح تساؤلات حول غايتها الحقيقية في هذا التوقيت بالذات، علما انها تأتي بعد البيان الاخير للسفارة الاميركية والذي مارس نوعا من «الضغط المعنوي» على عملية تشكيل الحكومة من خلال ربط الموقف الاميركي حيالها بتركيبتها ومحتوى بيانها الوزاري ومدى التزامها بالمحكمة الدولية والقرارات الدولية.
وبينما أرجأ الرئيس نبيه بري اتخاذ قرار بعقد جلسة تشريعية، مدة 10ايام، لعلها تحمل أخبارا سارة حول الحكومة.. ظلت مشاورات التأليف تتحرك على إيقاعها الممل، وسط إصرار «جنرالات الـتأليف» على استمرار التموضع في خنادقهم، فيما قالت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لـ«السفير» إن الاتصالات السياسية ما زالت تراوح مكانها، ولم تحقق بعد النتائج الإيجابية المتوخاة، بسبب إصرار بعض الاطراف على مواقفهم، مشيرة في المقابل الى ان الرئيس نبيه بري و«حزب الله» سهلا مهمة الرئيس المكلف.
ونفت الأوساط ان يكون ميقاتي راغبا او متسببا في تأخير عملية التأليف، كما يتهمه العماد ميشال عون، لافتة الانتباه الى ان لا مصلحة له بتاتا في ان يبقى رئيسا مكلفا فترة طويلة لأن هذا الواقع يستنزف رصيده ومصداقيته، بالتالي فهو المستفيد الأكبر من الاسراع في تشكيل الحكومة، ولكنه يرفض في الوقت ذاته ان يخضع لشروط غير منطقية.
تعليق إضراب قطاع النقل
نقابيا، علقت اتحادات ونقابات النقل البري خلال اجتماع استثنائي عقدته ليل أمس الاضراب الذي كان مقررا اليوم في العاصمة ومختلف المناطق، بعد قبولها عرض وزيرة المال ريا الحسن والذي قضى بـ«استعداد الوزارة لتوفير دعم لكل سائق سيارة عمومية أو صاحب شاحنة بقيمة 12 صفيحة ونصف صفيحة شهريا (اي ما يوازي 450 ألف ليرة شهريا للآليات العاملة على البنزين)، لمدة ثلاثة أشهر، قابلة للتجديد لثلاثة أشهر أخرى في حال عدم تأليف الحكومة الجديدة، أو في حال عدم انخفاض سعر صفيحة المحروقات الى ما دون 25 ألف ليرة».
الى ذلك، نقلت السفير عن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ان الاتحاد يُعد لعقد مؤتمر وطني يضم كل نقابات المهن الحرة ومختلف القطاعات العمالية والتربوية من أجل التحضير لتحرك نوعي وواسع على الارض وتنفيذ إضراب شامل، يطال كل المجالات، احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية الى حد لا يحتمل.
أوباما يصعّد: عقوبات على الأسد! تشمل الشرع وسفر وشخصيات أمنية وشركات سورية
وركزت السفير على موضوع العقوبات الاميركية على الرئيس السوري وقالت ان واشنطن رفعت وتيرة تدخلها في الشؤون السورية بالإعلان عن استهداف الرئيس السوري بشار الأسد بعقوبات، بالاضافة الى عدد من الشخصيات والمسؤولين والشركات السورية، في الوقت الذي بدا فيه أن الأوضاع المضطربة التي شهدتها سوريا خلال الاسابيع الاخيرة، تتجه نحو شكل من الهدوء النسبي وانفتاح قنوات حوار بين السلطة وشخصيات معارضة ووجهاء مختلف المحافظات، ما يطرح علامات استفهام حول هدف مثل هذه الخطوة وجدواها بالإضافة الى توقيتها الذي يأتي عشية الخطاب المقرر أن يلقيه الرئيس الاميركي باراك أوباما اليوم، والمتوقع أن يتطرق فيه الى الموضوع السوري.
النهار
صحيفة النهار ابرزت الموضوع السوري والموقف الاميركي اللافت الذي يدعو الرئيس السوري الى قيادة عملية انتقال سياسي او الرحيل..
واشنطن فرضت عقوبات على الأسد: عليه قيادة عملية انتقال سياسي أو الرحيل
تحت هذا العنوان تقول النهار: قرر الرئيس الاميركي باراك أوباما، في خطوة عقابية تصعيدية، فرض عقوبات قوية على الرئيس بشار الاسد وستة مسؤولين سوريين بارزين، لثنيهم عن "الاستمرار في تصعيد العنف ضد الشعب السوري، بما في ذلك الهجمات على المتظاهرين والاعتقالات والتحرشات بالمتظاهرين والناشطين السياسيين، وقمع التغيير الديموقراطي...".
وفرضت العقوبات بموجب قرار رئاسي وقعه أوباما أمس عشية القائه خطابا مهما عن حركات الاحتجاج والانتفاضات الشعبية التي عصفت بعدد من الدول العربية ومنها سوريا.
تسوية الحسن علّقت إضراب قطاع النقل الذي كان مقرراً اليوم
وفي الموضوع المحلي رأت صحيفة النهار ان التسوية التي توصلت اليها وزيرة المال ريا الحسن مع اتحادات النقل البري نجحت مساء أمس في ايجاد حل مرحلي لقضية ارتفاع اسعار المحروقات، فعلق الاضراب الذي كان مقرراً اليوم، مما وفرّ على البلاد يوماً آخر من تعطيل المرافق ولا سيما منها المدارس عقب الاضراب التعليمي الذي نفذ امس.
واضافت ان التسوية قضت بمنح كل سائق سيارة عمومية أو صاحب شاحنة دعماً بقيمة 12 صفيحة ونصف صفيحة شهرياً لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد ثلاثة اشهر اخرى في حال عدم تأليف حكومة جديدة او في حال عدم خفض سعر صفيحة المحروقات الى ما دون 25 الف ليرة. واعلنت اتحادات النقل موافقتها على التسوية في اجتماع عقدته ليلا في مقر الاتحاد العمالي العام، على ان تعود الى الاجتماع الاثنين المقبل لاتخاذ القرار المناسب في شأن المطالب المطروحة، علما ان رئيس الاتحاد غسان غصن كان عارض في البداية تعليق الاضراب. وفي ضوء ذلك، اكدت الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية ان اليوم سيكون يوماً دراسياً عادياً.
أوساط ميقاتي: خطاب عون لن يغيّر في الواقع شيئاً
اما على صعيد الازمة الحكومية، فلم يطرأ أمس اي جديد يوحي بامكان الخروج من حال المراوحة، على رغم استمرار الاتصالات والمحاولات التي يجريها بعض الافرقاء. وزار رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي مساء أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وعرضا مجريات عملية تأليف الحكومة وما يعترضها من عقد.
في غضون ذلك، برز كلام عن مقاربة جديدة لموضوع تأليف الحكومة يجري البحث فيها بين الافرقاء المعنيين. غير ان ذلك لم يحجب التردي الحاصل في العلاقات بين العماد ميشال عون وكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف على خلفية الهجمات المتكررة التي يشنها عون عليهما وكان آخرها أول من أمس.
وقد عبرت أمس اوساط الرئيس ميقاتي عن "دهشتها" من نوعية الخطاب الذي عاد العماد عون الى اتباعه. وقالت انه "في المفاصل التاريخية من عمر الاوطان يسكت العاقل، ولكن اذا كان العماد عون يلجأ الى هذا الاسلوب للتغطية على الأسباب الحقيقية لعدم تشكيل الحكومة، فهذا لن يغير في الواقع شيئا.
الاخبار
الحكومة مجمّدة والجلسة التشريعيّة مؤجّلة
صحيفة الاخبار رأت ان جديد أمس لم يكن موضوع تأليف حكومة جديدة، بل بحث إمكان عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب، في غياب حكومة طبيعية، حيث انتهى إلى تأجيل لعشرة أيام للتشاور ومحاولة تحقيق «إجماع» على الموقف من جلسة كهذه..
وقالت "الاخبار": يثبت سياسيّو لبنان، يومياً، أنهم يتعاملون مع قضايا البلد كأنها موضة، ما إن تظهر إحداها في الأسواق حتى «يرتديها» الجميع، كل وفق مقاس مرجعيته السياسية، وذلك إلى أن يظهر غيرها أو يعاد فتح الخزائن وانتقاء ما لا يزال صالحاً للسجال من القديم.
جديد هذه القضايا التي لم يخل تصريح أمس من الحديث عنها، هو موضوع إمكان عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب، في ظل وجود حكومة تصريف أعمال، وخصوصاً أن يوم أمس كان موعد الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل، الذي ترأسه الرئيس نبيه بري، وكان موضوعه غير المعلن بحث إمكان عقد هذه الجلسة، أما البحث المعلن فتناول، بحسب بيان صدر بعد الاجتماع، الوضع العام مع التركيز «على الشؤون الملحة التي من الضروري إيجاد حل لها، كموضوع السجون وحاكمية مصرف لبنان، والتشاور مستمر في محاولة لتحقيق إجماع على الموقف». وقد وزّعت معلومات عن أن الفرصة المتاحة أمام التشاور هي 10 أيام.
وإذا كان الحديث عن تحديد مهلة للتشاور يعني أقلّه إرجاء هذا الموضوع 10 أيام، عسى أن يطرأ أي جديد في موضوع الحكومة، فإن تحديد هدف هذا التشاور بمحاولة تحقيق إجماع على الموقف، يشير إلى سحب موضوع الجلسة التشريعية من التداول، وخصوصاً أن هذا الموضوع لا يحظى بقبول لدى قوى 14 آذار.
عقوبات أميركيّة ضدّ الأسد وهدوء يعمّ المناطق السوريّة
وقالت الاخبار في الموضوع السوري ان الولايات المتحدة لجأت أمس إلى فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، مستهدفةً الرئيس بشار الأسد، إلى جانب ستة من كبار المسؤولين، في وقت تجاهل فيه السوريون الدعوة إلى الإضراب التي أطلقتها المعارضة من على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، فيما أعادت وكالة الأنباء السورية «سانا» التصويب على تيار المستقبل، واتهام مجموعات تنتمي إليه بالمشاركة في الأحداث الأمنية التي تشهدها منطقة تلكلخ الحدودية..
واضافت: بينما بدأ الهدوء التدريجي يعود إلى العديد من المدن السورية على وقع تأكيد الرئيس بشار الأسد أن البلاد تتجاوز أزمتها، صعّدت الولايات المتحدة من ضغوطها على النظام، بفرض عقوبات مباشرة على الأسد وستة من كبار مسؤولي النظام، نظراً «إلى انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة خلال قمع الحركة الاحتجاجية» التي اندلعت ضد النظام السوري.
المستقبل
صحيفة المستقبل ابرزت في افتتاحيتها الموضوع السوري ايضا وموقف واشنطن امس الداعي الاسد لقيادة انتقال سياسي او الرحيل عن السلطة:
واشنطن للأسد: قيادة الانتقال السياسي أو الرحيل
دعت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد أمس الى "قيادة الانتقال السياسي أو الرحيل"، بعد أن أعلنت فرض عقوبات تستهدفه مباشرة بسبب دوره في القمع الدامي للاحتجاجات التي تشهدها بلاده.
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العقوبات تستهدف الأسد و6 مسؤولين آخرين بسبب خرق حقوق الإنسان عبر القمع الوحشي للمتظاهرين المناهضين للحكومة.
والمسؤولون الذين شملتهم العقوبات إضافة للأسد هم: نائب الرئيس فاروق الشرع، ورئيس الوزراء عادل سفر، ووزير الداخلية إبراهيم محمد الشعار، ووزير الدفاع علي حبيب محمود، ورئيس المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ومدير مديرية الأمن السياسي محمد ديب الزيتون.
أما ميدانياً -تضيف الصحيفة-، فقد قصفت الدبابات السورية بلدة تلكلخ الحدودية أمس لليوم الرابع على التوالي في استمرار للحملة العنيفة التي تشنها قوات الأمن السورية لإخماد الاحتجاجات ضد الأسد الذي التقى أمس وفداً من حي الميدان في دمشق وأعلن أن "الأزمة التي مرت بها سوريا تم تجاوزها.. والأحداث بنهايتها".
البناء
اما صحيفة البناء فتحدثت عن حملة ابتزاز أميركية ـ غربية ضد سورية تترافق مع زيارة مشبوهة لفيلتمان. وعلى الصعيد الحكومي لا توقعات بخرق جدي بحسب الصحيفة التي اشارت الى ان اتحاد النقل البرّي علق الإضراب بعد تحقيق جزئيّ للمطالب..
حملة الابتزاز الأميركية ـ الغربية ضد سورية تترافق مع زيارة مشبوهة لفيلتمان إلى بيروت اليوم
وقالت صحيفة البناء ان معطيات الأيام الأخيرة، تؤكد، بما في ذلك الزيارة المرتقبة اليوم لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، ان المشروع التآمري الذي تعمل وتخطط له الإدارة الأميركية مع حلفائها الغربيين وبتناغم من قبل حلفائها في بعض العواصم العربية، بما في ذلك حلفاؤها في قوى «14 آذار» لا يزال يسعى الى استهداف قوى المقاومة والممانعة من سورية الى لبنان وصولا الى فلسطين. وان هذا المخطط لا يزال هناك من يتضامن معه في لبنان وحتى في سورية.
وقد ثبت بالملموس ان هذا المخطط لم يسقط بل يسعى بكل الوسائل لابتزاز سورية ومعها قوى المقاومة في لبنان، وهذا ظهر بوضوح من خلال الحملة الشعواء التي انبرت اليها بعض العواصم الغربية في الايام الاخيرة ضد سورية من واشنطن الى بريطانيا وصولا الى المانيا وباريس، وكذلك على المستوى اللبناني من خلال استخدام كل اساليب الابتزاز والضغط على بعض المراجع اللبنانية لمنع تأليف الحكومة، وهو ما كانت اشارت اليه «البناء» في الساعات الماضية من ان هناك ضغطا اميركيا جديا على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي حتى لا يؤلف الحكومة بانتظار ما سيحصل في المنطقة.
وقد دخل فريق «14 آذار» على خط الابتزاز الأميركي والمراهنة على حصول متغيرات تعيد الى هذا الفريق توازنه السياسي. بل ذهبت الامور لدى هذا الفريق بدءا من «تيار المستقبل» الى محاولته التدخل في الشأن السوري، وهو ما برز بشكل وقح في تصريحات عدد من نواب هذا التيار وقوى اخرى، وايضا من خلال السعي الى اقامة ندوة سياسية تحت عنوان «دعم الشعب السوري» فيما هي بحقيقة الامر تدخل فظ في الشؤون السورية.