تسمّي الجيش السوري «ميليشيا الأسد» والطيران هو «طيران الأسد» ثم تقع في خطأ فادح عندما تضع مشهداً من خطاب السيد حسن نصر الله بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005، مدعيةً أنّ الخطاب جاء بعد حرب تموز 2006
ضمن المسلسل اليومي لتوالد الفضائيات الجديدة التي تمتطي صهوة الحدث السوري وتتخذه مادة أساسية لموضوع بثها، وجدت محطة «سوريا 18 آذار» مساحتها على الأقمار الصناعية (نايل سات) أخيراً. تحمل القناة ببثها التجريبي شعار درعا، مهد «الثورة» السورية كما جاء في بيانها الافتتاحي الذي شارك الممثلان السوريان مازن الناطور وعبد الحكيم قطيفان في إذاعته.
وسام كنعان / جريدة الأخبار
تمكّنت الفضائية الجديدة مبدئياً من لفت أنظار المشاهدين، أقله من خلال اسمها الذي ذكّر السوريين بانقسامات جيرانهم اللبنانيين وتسميات فرقائهم السياسيين. وبحسب مصادر مطلعة، تتخذ القناة من عمان مكاناً للبث، على أن ينطلق بثها الرسمي بعد شهر. أما اسمها فقد استُلهم من تاريخ اندلاع الأحداث السورية في ساحة «المسجد العمري» في درعا، لتركز على سلمية التظاهرات وقمعها أمنياً. لكن سرعان ما يكتشف متابع القناة أنها انطلقت لتغرق منذ أسابيعها الأولى في خطاب عاطفي يسعى إلى التجييش، من دون التعاطي بجدية كافية مع التطورات الخطيرة التي طرأت على الأزمة السورية.
تتفرغ المحطة لتكريس خطاب تحريضي وخصوصاً ضد «حزب الله» الذي يسمّيه شريطها الإخباري «الميليشيا»، وتتهمه القناة بقطع المياه عن الشعب السوري في القصير بعد سيطرته على محطة مياه هناك. كذلك تسمّي الجيش السوري «ميليشيا الأسد» والطيران هو «طيران الأسد» الذي يقصف الغوطة الشرقية، ويشتبك مع «الجيش السوري الحرّ». ثم تقع في خطأ فادح عندما تضع مشهداً من خطاب قائد المقاومة السيد حسن نصر الله بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005، مدعيةً أنّ الخطاب جاء بعد حرب تموز 2006.
وهنا لا توفر الفضائية فرصة لتوجيه الانتقادات اللاذعة لخطابات "زعيم حزب الله» الأخيرة، فتبذل جهداً كبيراً في صبّ الزيت على نار الفتنة الطائفية المشتعلة في سوريا، من دون أن تنسى الاعتماد على كليبات متواضعة لمغنين مغمورين ينتقدون «جيش الغدر» الذي قتل الأحرار (...) فيما تركز الفواصل على صور الممثلات السوريات اللواتي دعمن الثورة. ولا تنسى صورة رئيسة تحرير جريدة «تشرين» الحكومية سابقاً سميرة المسالمة. الأخيرة هي التي تدير القناة. ويبدو واضحاً أنّها فتحت هواءها الممول من جهات معارضة لتصفية حسابها مع النظام الذي أقالها بعد ظهورها على قناة «الجزيرة»، لتحمّل الأمن السوري مسؤولية من يسقط من قتلى في درعا. من المؤكد أنّ المسالمة ستسعى جاهدة من خلال «سوريا 18 آذار» إلى محو تاريخها الحافل بالتقرب من النظام ومسؤوليه!
من درعا
بلغة غنائية تبالغ في رومنسيتها، ينطلق الإعلان الافتتاحي لمحطة «سوريا 18 آذار» بصوت أبناء درعا تحديداً. تردد سميرة المسالمة بالقول إنّ «18 آذار تاريخ حفر بالدم في ذاكرة السوريين». وتضيف بأنّه «سطر بالألم والأمل في ضمير كل حي». بعد ذلك، يدخل صوت الممثل السوري مازن الناطور ليردد بطريقة تلهب المشاعر أنّ «18 آذار فجر جديد لسوريا المستقبل». ويختم البيان بصوت الممثل عبد الحكيم قطيفان، معلناً أنّ المحطة «ستكون لسان حق وصدق لكل سوري حرّ، وسيكون شعارها حب سوريا العزة والكرامة والحرية».
(مع بعض التصرف)