"فتحت باب قصور الملوك فلم أرك، وفتحت باب الروؤساء والأمراء فلم أجدك، وفتشوا عنك بين الملوك فلم يجدوك .. نعم أنت من عالم آخر أتيت، من عالم الأنبياء والأولياء إنك جزء من عصر النبوة وجزء من عصر الظهور
"فتحت باب قصور الملوك فلم أرك، وفتحت باب الروؤساء والأمراء فلم أجدك، وفتشوا عنك بين الملوك فلم يجدوك .. نعم أنت من عالم آخر أتيت، من عالم الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء والصديّقين وكنت في زمن لا يعرفونك.. كيف عبرت بهذه الثورة في مجتمع دولي ركّب إسرائيل في المنطقة لتكون الحاكمة فيها ولتصنع هزائم الأمة .. نعم ثورتك أعادت الإعبتار للإنسان وكرامته في منطقة ليس فيها دول ولا قوانين .. إنك جزء من عصر النبوة وجزء من عصر الظهور.. ونعم نحن ما زلنا في عصر الإمام الخميني ".
هذا بعض من نفحات وجدانية ألقاها سماحة السيد إبراهيم أمين السيد رئيس المكتب السياسي لحزب الله، في احتفال تأبيني يوم أمس، بالذكرى 24 لوفاة الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده)، في قصر الأونيسكو، دعت إليه السفارة الإيرانية في بيروت، وحضرته حشود سياسية ودينية وثقافية مختلفة.
السيد إبراهيم أمين السيد : الإمام أخرج إيران من منظومة الاستكبار العالمي
توصف كلمة رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد، والتي اختتم بها الاحتفال التأبيني، بأنها الأبلغ أثراً والأكثر عمقاً بما حملته من مواقف واضحة ورسائل "غير مباشرة" لكل الأطراف. ومما قاله السيد إبراهيم :" إن أعظم ما جرى في إيران ليس سقوط الشاه بل سقوط الاستكبار العالمي في إيران وتحولها إلى منظومة الإسلام الأصيل، وكان الإمام ينظر أن تخرج أميركا وإسرائيل من إيران وأن تدخل فلسطين والأمة إلى إيران". وأضاف إن :"ما يجري في سوريا هو من أجل أن تضيع فلسطين"، لافتا إلى أن "الجامعة العربية أخرجت سوريا منها لتصبح مكانها "اسرائيل" الشرق أوسطية، فلا الحرية ولا الديمقراطية ولا حقوق الانسان مطلوب في سورية انما المطلوب ان تتغير مواقف سورية وتتحول إلى منظومة العالم الأميركي والإسرائيلي".
وقال "مهما فعلوا لن نقبل أن تسقط سوريا في يد أميركا و"اسرائيل" وسنفعل كل ما نستطيع أن نفعله من أجل أن تبقى سوريا موقعا من مواقع فلسطين والمقاومة ضد "اسرائيل"، مشددا على أنه "لا يستطيع أحد أن يدين موقفنا إذا كان ضد "اسرائيل" وأميركا وهم المدانون في سوريا وليس نحن لانهم مع اميركا و"اسرائيل".
وتوجه السيد إبراهيم أمين السيد إلى الشعب الفلسطيني والمنظمات الفلسطينية بالقول: "انتبهوا إن ما يجري اليوم يراد منه أن يخيفكم ويغريكم تارة بالسلطة وأخرى بالحرب وأخرى بالأموال حتى تتخلوا عن فلسطين ثم ينتهي الموضوع"، وتوجه إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقول: "إنهم يغرونكم بالمال والسلطة وإنهم يخيفونكم ويهددونكم حتى تكملوا آخر خطوة من التنازل عن فلسطين وتوقعوا بيدكم ثم يشطبونكم من معادلة فلسطين لأن البديل عنكم يجهزونه لتسلم السلطة"، سائلا: "أي ثورة هي إذا لم تكن موقعا في مشروع التحرير لفلسطين والقدس".
ودعا السيد ابراهيم امين السيد الجميع كي "يتنبهوا إلى هذه المخاطر وهذا التضليل خصوصا أننا في عصر يراد منا أن نقتنع بأن قلع الاكباد وأن الذبح وقطع الرؤوس هي من الآداب الإسلامية ويراد منا أن نقتنع بأن الإسلام يصح أن يكون جزءا من الأحلاف الدولية ومن حلف الناتو"! مشددا على أن "يكون الإسلام حليفا لـ"اسرائيل" هو من المخاطر الكبرى"، مضيفا: "يراد لنا أن نقتنع أن المشلكة الحقيقية في العالم هي بين السنة والشيعة"، معتبرا أن "ما يجري اليوم على كل الاصعدة المقصود منه هو أن تتشكل المنطقة من جديد على قاعدة بقاء المنظومة الأميركية والسيطرة الأميركية للمنطقة ومحورها "اسرائيل" والمقصود أن تضيع فلسطين وتسقط وتباع".
السفير آبادي : إيران ستبقى إلى جانب الشعوب المظلومة
وتحدث في بداية الاحتفال السفير الإيراني في لبنان الدكتور غضنفر ركن أبادي في المراسم، إذ أكد "وقوف إيران الدائم إلى جانب لبنان ومقاومته التي انتصرت على "اسرائيل"، وتقديم الدعم الكامل لكل ما يجمع ويوحد اللبنانيين لأن جوهر وجود لبنان هو قي التنوع الثقافي والحضاري"، مشيراً الى ان "ايران ستبقى الى جانب كل الشعوب المظلومة في العالم وبالمطالبة بحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال". وشدد ركن أبادي على أن حل الأزمة السورية يكون "بوقف العنف والبدء بالحوار الذي يؤدي الى مصالحة وطنية، وبتنظيم انتخابات كي يحدد الشعب السوري مصيره بيده وبرفض التدخل الاجنبي".
خليل حمدان : إننا أمام مؤامرة كبرى لمصلحة إسرائيل
وتحدث عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان ممثلاً الرئيس نبيه بري، فاشار إلى أن "الطاغية معمر القذافي هاله أن ننهض أو أن نواجه "اسرائيل" بأفواج أمل فأخفى الإمام موسى الصدر أصالة عن نفسه ووكالة عن الاسرائيليين"، مؤكدا على "ثوابت لا تراجع عنها وهي أن الإمام وأخويه قضية بحد ذاتها وتطوير العلاقة مع القيادة الليبية الحالية منوط بهذه القضية".
وسأل "لماذا استهداف إيران؟"، مشيرا إلى أن "إيران أعادت للقضية الفلسطينية توازنها"، سائلا: "لماذا استهداف سوريا؟ هل يريدون اصلاح النظام أم معاقبة سوريا على دعمها للمقاومة وثباتها في تمسكها بالشعب العربي؟"، مؤكدا أن "ما يجري في سوريا لم يعد خافيا على أحد وهو لإسقاط آخر معاقل المقاومة العربية"، مضيفا: "من قال أننا ضد الإصلاح ونقف في وجه أي حراك اصلاحية؟"، مشددا على "أننا أمام مؤامرة كبرى لمصلحة اسرائيل"، معتبرا أن "الأخيرة تحصد الجوائز المجانية التي تنهال عليها جراء العدوان على سوريا". وشدد على "أننا لا زلنا نراهن على حكمة القيادة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وعلى دور الجيش السوري في مسألة الصراع مع "اسرائيل" وعلى وعي الشعب السوري الذي يتطلع إلى الخلاص من براثن هذه المؤامرة"، مشددا على أن "الوضع العربي يحتاج إلى ترميم وإعادة تقييم". وقال: "ما محاولة اغتيال إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود إلا إحدى مظاهر العبث بالوضع الأمني والاستقرار بالوطن لما له من دور ريادي على مستوى المقاومة".
الشيخ حمود : يا روح الله أنت جزء من البشارة النبوية
إلى ذلك، قال الشيخ ماهر حمود إن "الامام الخميني احتجز مكاناً مميزاً في تاريخ البشرية لأنه فهم تماماً ما هو الطاغوت وكيف يواجه وكيف نتصدى لأميركا و"اسرائيل". واضاف "يا روح الله الخميني انت جزء من مستقبلنا العظيم ومن البشارة النبوية". وتابع "ليأتي كل من يريد ان يعرف من هو الطاغوت ليتعلم من الامام الخميني من هو الطاغوت وسنستمر على هذا النهج دون السماع الى المذهبيين". واشار الشيخ حمود الى ان الفهم السياسي الجهادي للامام الخميني لا يزال هو الثابت الاساسي وهو البرنامج الاسلامي.
من جهته، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم أشار إلى ان "الثورة لها مرتكزاتها وأساببها وهي تهدف إلى تغيير واقع بغية الإنتقال إلى واقع أفضل يسهم في تنمنية الشعوب والمجتمعات فيما يحفظ كرامة الإنسان ويؤمّن الإستقرار والمساواة بين أبناء الوطن الواحد من دون التمييز بين العرق والدين"، لافتاً إلى ان "الثورة التي لا تضمن التغيير نحو الأفضل فهي ثورة عقيمة تستلزم ثورة على الثورة لتحقيق الهدف وهو خير الإنسان والمجتمع والوطن".
وراى أن "المطلوب اليوم ثورة على الفتنة، وثورة على كل ما يفرق بيننا كلبنانيين، هذه الفتنة المتنقلة التي من شأنها ان تبعد بين أبناء الوطن الواحد وكأن سنين الحرب لم تكفينا"، قائلاً: "ان المذهبية عدو داخلي أخطر من العدو الخارجي وعلينا مقاومته بسلاح المقاومة والوحدة، والمطلوب اليوم مقاومة الفتنة، فالجرح الذي يصيب أي لبناني يصيب الكل والمطلوب عدم الإنجرار إلى أحداث تعيد إلينا الماضي المرير".
من ناحيته، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "سورية ضرورة لحفظ المقاومة والممانعة بوجه الطواغيت". وأكد ان مواجهة المشروع الاميركي الاسرائيلي واجب شرعي بغض النظر عن لون وهوية المشروع، منوهاً بأن المقاومة وقادتها هم الرجال الذين أصابوا يوم ظنّ الناس وأقدموا يوم خاف الناس.
تصوير : زينب الطحان