لم تحظ مجموعات سياسية عارضت نظاما عربيا في تاريخ العلاقات الدولية كما تحظى المعارضات السورية حاليا من دعم وتأييد واحتضان من الدول الغربية
نضال حمادة
لم تحظ مجموعات سياسية عارضت نظاما عربيا في تاريخ العلاقات الدولية كما تحظى المعارضات السورية حاليا من دعم وتأييد واحتضان من الدول الغربية خصوصا فرنسا و بريطانيا اللتين رهنتا سياسة بلديهما الخارجية في خدمة مجموعات المعارضة السورية، خصوصا فرنسا التي تحمل ملف المعارضة السورية ودعمها وتدور به من مجلس الامن الى الاتحاد الأوروبي الى الداخل الفرنسي الذي جعلته السلطات الفرنسية مركز اقامة وتجمع وقاعدة عالمية لتحركات جميع الفصائل السورية المعارضة دون استثناء حتى تلك التي تحسب على جبهة النصرة.
وتقوم قوات فرنسية خاصة بتدريب المعارضين السوريين في الاردن وفي بعض المعسكرات داخل قطر حسب ما صرحت به صحيفة ( لوكاناردانشينيه) الفرنسية في بداية الحرب على سوريا، كما قدمت فرنسا معدات اتصال متطورة للمعارضين في شمال سوريا شملت أجهزة متصلة بالأقمار الصناعية تحدد لمسلحي المعارضة تحركات الجيش السوري ودورياته وحواجزه وخريطة انتشاره مباشرة عبر الأقمار الصناعية ما مكن المعارضين في بداية الحرب من التفوق على الجيش السوري معلوماتيا.
وبعيدا عن هذا الدعم العسكري والمادي هناك تعامل مباشر بين المعارضين السوريين والسفير الفرنسي في دمشق (ايريك شوفالييه) المسؤول عن الملف السوري في فرنسا، وهذا التعامل الذي ظهرت بعض نماذجه على الإعلام العالمي يليق به القول أنه تعامل السيد مع العبد أو التابع والمتبوع كما رأى العالم في الفيلم الذي بث على صفحات يوتوب كيف يهين (شوفاليه) جماعة الإئتلاف في اسطنبول في قصة سوف نخصص لها الجزء الثالث من هذه السلسلة..
ومنذ البداية حددت فرنسا لنفسها أتباعا ورجالا داخل هذه المعارضة وادخلتهم في كل الهيئات والمجالس والإئتلافات التي انشأتها قطر. وكان (برهان غليون) الذي يحمل الجنسية الفرنسية اول رئيس للمجلس الوطني المعارض كما أن (بسمة قضماني) التي هي أيضا تحمل الجنسية الفرنسية عينت ناطقة باسم المجلس خلال فترة غليون التي امتدت ستة أشهر، كما استقبلت باريس غالبية اقطاب المعارضة وهي التي سهلت خروج مناف طلاس حسب قولها وهي التي تبنته ثم تخلت عنه والان تتبنى ميشال كيلو وتريد له ان يحصل على حصة توازي حصة الاخوان المسلمين في الإئتلاف، في وقت صرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفرنسية في اجتماع مغلق مع صحافيين عرب عقده في وزارة الخارجية الفرنسية الاسبوع الماضي أن فرنسا ترفض أن يشارك هيثم مناع في مؤتمر جنيف. ويبدو ان هذا القرار الفرنسي يأتي على خلفية علاقة مناع الجيدة مع روسيا وايران وهو رئيس هيئة التنسيق المعارضة في المهجر، كما أن علاقته بالدوحة متوترة .
ولا يتوقف الساسة والدبلوماسيون الفرنسيون الذين يتواصلون مع أقطاب المعارضات السورية ووجوهها عن انتقاد القيمين على أطياف هذه المعارضة المؤيدة للغرب. ولا يخفي دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى له علاقة مباشرة بموضوع المعارضة السورية التقيناه في باريس لا يخفي مرارته من هذه المعارضة وخيبة أمله وحتى سخريته من الشخصيات التي تمثلها او تتصدر الواجهة الإعلامية في تمثيل أطياف هذه المعارضات، حيث يقول الدبلوماسي في حديث لموقع المنار طالبا عدم الكشف عن هويته:
1- ليس هناك قيادة موحدة للجيش السوري الحر وقد تمت السيطرة على مدينة الرقة دون هذا الجيش.
2- هناك خوف من اختراق الأجهزة الأمنية السورية داخل الجيش السوري الحر خصوصا في حالات الإنشقاق.
3- كل تكتيكات الإبراهيمي تهدف الى إيجاد شخصية رمزية للمعارضة السورية، شخصية فيها قليل من (الكاريسما) تستطيع أن تمثل المعارضة السورية وأن تقنع المجتمع السوري بأهلية هذه المعارضة ونضجها.
4- لم يستطع معاذ الخطيب أبدا العمل مع فريق عمل منظم وكان دائما شخصي التوجه، وهو فاجأ الجميع بمبادرته التي اطلقها مع بداية مؤتمر اسطنبول داعيا فيها الأسد للرحيل مع 500 شخصية يختارها ، هو اعلن مبادرته بينما المعارضون المتواجدون على بعد 500 متر منه في فندق في اسطنبول لم يكونوا على علم بها.
5- هناك هواة في المعارضة السورية أردوا إفهام السوريين انهم حصلوا على تأييد كبير من المجتمع الدولي لضمان أمن السوريين لكن سقوطهم الكبير كان في عدم التمكن من تطمين الأقليات وجعلها تنحاز الى جانبهم ، زيادة على ذلك هناك السعي لدى المعارضين للثراء الشخصي وكل هذا افقد المعارضة مصداقيتها .
6- عدم وجود الشباب أمر ملفت ، فالإئتلاف يتشكل من مجموعة من المتقاعدين أصحاب الرؤوس البيضاء بينما الشباب الذي بدأ الحراك غير ممثل كليا.
7- بالنسبة للغرب الإئتلاف يمثل الشعب السوري لكن ما يلفت النظر في وفود المعارضة التي رأيناها في فندق اسطنبول قلة عدد النساء في المعارضة. هناك ثلاث نساء ( منى مصطفى، سهير الأتاسي ريما فليحة) من أصل 61 هم أعضاء الإئتلاف المعارض.
تتابعون في الجزء الثاني: النظرة العسكرية...