تمحور حديث الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 06-6-2013 حول الحدث العسكري الابرز فيما يتعلق بالازمة السورية بعد سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة القصير الاستراتيجية
تمحور حديث الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 06-6-2013 حول الحدث العسكري الابرز فيما يتعلق بالازمة السورية بعد سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة القصير الاستراتيجية.
السفير
المعركة تلقي بظلالها على لقاء جنيف وتحيل الملف إلى اجتماع بوتين وأوباما
القصير في قبضة الجيش السوري
وكتبت صحيفة السفير تقول "حسمت القوات السورية، أمس، وبعد أكثر من أسبوعين من الاشتباكات الضارية، معركة القصير، واستطاعت إخراج مئات المسلّحين الذين تحصّنوا في الجزء الشمالي منها، مغلقة أحد أهم الطرق التي كان المسلحون يهرّبون السلاح عبرها إلى حمص.
وأتت عملية القصير قبل ساعات من اجتماع أممي ـ روسي ـ أميركي في جنيف، لم يتم خلاله الخروج بأي قرار حول مؤتمر «جنيف 2»، سوى التأكيد أنه لن يعقد في حزيران الحالي لأنه لم يتم الاتفاق على لائحة الوفود التي ستشارك فيه.
وقال مصدر ديبلوماسي مواكب للمؤتمر، إن معركة القصير أرخت بظلالها بقوة على الاجتماع السويسري، وسمحت للروس بالتمسك بكل النقاط التي جاؤوا للدفاع عنها، لاسيما في دفاعهم عن تشكيلة وفد مفاوض يضم مختلف أطراف المعارضة السورية من الداخل والخارج والأكراد.
والموقف الروسي يستند إلى تقدم حلفائهم على الأرض، وتزعزع جبهات المعارضة السورية، التي يخسر حليفها الأميركي المزيد من الأوراق في مقاربة جنيف وملفاتها، كلما ابتعد موعد انعقاد المؤتمر، وامتدت المهلة المتاحة أمام النظام السوري، لتحسين شروط مشاركته في المؤتمر، الذي قد يتحول عندها إلى مجرد اجتماع لإعلان تسوية تأخذ بعين الحسبان التطورات على الأرض، وتضع المعارضة السورية وحلفائها أمام شروط تفاوض قاسية، وتسوية تكون في النهاية على حساب مطالبها.
ولم يخرج الاجتماع بموعد نهائي رسمي معلن، يشير عندئذ إلى تجاوز الخلافات كافة بين الروس والأميركيين، وأبرزها الحضور الإيراني وتشكيلة الوفد المعارض التي مثّلت نقطة نقاش مستفيضة في اجتماع استمر خمس ساعات.
وأخفق جناح الصقور في المعارضة السورية، والوفد الأميركي بوقف التمثيل السوري المعارض على «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وحده من دون غيره من بقية الأطراف السورية. وقال مصدر ديبلوماسي إن الروس لم يقدموا أي تنازلات، وطالبوا بالمساواة بتمثيل «هيئة التنسيق» ومعارضة الداخل، بمعارضة الخارج و«الائتلاف».
كما يتيح الفاصل الزمني مع الاجتماع في تموز، طرح الملف السوري أمام اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، في قمة الثمانية الكبار الايرلندية في 17 و18 حزيران. والأرجح أن وقوع اللقاء الرئاسي قبل لقاء جنيف، سيتيح تذليل أي خلافات بين الطرفين ومعرفة موقع الملف السوري في المساومات بين الكبيرين، وبالنسبة لكل منهما، علما أن الملف السوري لا يبدو أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، التي لا توليه اهتماما إلا من جانب اهتمامها بأمن إسرائيل، وتحت ضغط حلفائها في الخليج.
وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بعد الاجتماع في جنيف، «سنعمل بطريقة مكثّفة في الأسابيع المقبلة، وسنلتقي من جديد في جنيف في 25 حزيران». وأشار إلى أن «هذا المؤتمر (جنيف 2) لن يعقد في حزيران، لكننا نأمل في أن يعقد في تموز». وأضاف إن «النقطة الحساسة هي المكوّن السوري في هذا المؤتمر، وهذا المؤتمر هو فعلا بخصوص السوريين، من أجل جمعهم، وقد أعرب الأطراف السوريون عن اهتمامهم بهذا الاتفاق» الذي تم التوصل إلى اتفاق على عقده بين الولايات المتحدة وروسيا «لكن عليهما الاتفاق على العملية الانتقالية وتأليف هيئة حكومية انتقالية. الأطراف السوريون ليسوا مستعدين، وهذه هي النقطة الأساسية».
معركة القصير
وتعرّض المسلحون في سوريا إلى ضربة قوية وجّهتها لهم القوات السورية، التي استطاعت حسم معركة القصير، مجبرة إياهم على الفرار من المدينة، ومتوعدة بملاحقتهم في كل المناطق. وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» إن مئات السيارات سمح لها بالخروج من منفذ آمن الى خارج القصير، تطبيقا لتفاهم ضمني لم يعلن عنه.
ولم يبق بيد المسلحين، الذين سقط منهم مئات القتلى والجرحى، في ريف حمص إلا البويضة الشرقية والضبعة التي تدور اشتباكات ضارية فيها. ويرى خبراء أن سقوط القصير قد يسهّل سيطرة القوات السورية على مدينة حمص حيث لا يزال المسلحون موجودين في أحياء عديدة، كما يسيطرون أيضا على مدينتي الرستن وتلبيسة اللتين تعتبران معقلين مهمين لهم في الريف الشمالي لحمص.
ورفع الجنود العلم السوري فوق ساعة تتوسط القصير، التي تعرضت إلى دمار كبير. وأكدت المعارضة و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، سقوط القصير بيد القوات السورية. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن مجموعات من المسلحين انسحبت باتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية شمال القصير، في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال اللبنانية.
وفي حين تعهد الجيش السوري بـ«سحق الإرهابيين أينما كانوا في سوريا»، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن «الثورة مستمرة وان النصر لأصحاب الحق»."
النهار
سقوط القصير لا يحسم الحرب ويقوّض جنيف - 2
الجامعة العربية تندّد بتدخل "حزب الله" في سوريا
وكتبت صحيفة النهار تقول "سيطر الجيش السوري النظامي يدعمه مقاتلو "حزب الله" اللبناني امس على مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص القريب من الحدود مع لبنان، بعدما انسحب منها مقاتلو المعارضة اثر حصار استمر اسبوعين، لتدخل الازمة السورية في دوامة الحلول العسكرية، بينما لم يكد يتبلور أي مسار لتحقيق حل سياسي. واعلنت واشنطن وموسكو والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، عقب اجتماع ثلاثي في جنيف، ان من المستبعد عقد المؤتمر الدولي حول سوريا قبل منتصف تموز المقبل على اقل تقدير.
وبعد السيطرة على المدينة، تعهد الجيش السوري في بيان اصدره "سحق الارهابيين" اينما كانوا في سوريا، بينما اكدت المعارضة السورية في المقابل ان "الثورة مستمرة" وانها ستواصل القتال وان "النصر لاصحاب الحق". وقال رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" جورج صبرا في كلمة متلفزة من اسطنبول، إن "جزءاً غالياً من الأراضي السورية بات محتلاً الآن ودخل الغزاة وعملاء نظام الملالي في إيران مدينة القصير البطلة وباتت العناصر الإرهابية تقاتل السوريين في بلدهم".
وصرح رئيس المجلس العسكري الاعلى لـ"الجيش السوري الحر" اللواء سليم إدريس لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن مقاتلي "حزب الله" يغزون أرضا سورية، وإنه عندما لا تتحرك السلطات اللبنانية لمنعهم من الذهاب إلى سوريا، فإنه يعتقد أنه مسموح للمعارضة السورية قتال "حزب الله" داخل لبنان.
وحوّل القتال العنيف طوال أسبوعين كثيرا من المباني أكواماً من الخرسانة ودمر القصف مناطق بأكملها وانتشر الزجاج والركام في الشوارع. وتقع القصير على طريق إمدادات عبر الحدود مع لبنان وتضمن السيطرة عليها ممراً مهماً عبر محافظة حمص في وسط البلاد يربط دمشق بمعقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد على الساحل.
وقال مصدر أمني على اتصال بالقوات الموالية للأسد ان القوات النظامية تركت ممرا للفرار الى الضبعة وبلدة عرسال اللبنانية الحدودية لتشجيع مقاتلي المعارضة على مغادرة القصير التي كان يقطنها نحو 30 الف نسمة.
الجامعة العربية
وسارعت جامعة الدول العربية التي عقدت اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية في مقر الجامعة بالقاهرة، الى "التنديد بشدة باستمرار أعمال العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب السوري" وطالبت "جميع الاطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من اي جهة كانت واياً كان مصدرها حقنا لدماء السوريين وتفاديا لسقوط المزيد من الضحايا".
كما ندد المجلس في قرار أصدره "بشدة بكل أشكال التدخل الاجنبي وخاصة تدخل حزب الله وفقا لما ورد على لسان أمينه العام والذي جعل الاراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال والتعبير عن القلق البالغ من التصعيد الخطير للاعمال العسكرية واستخدام الاسلحة الثقيلة والطيران الحربي في قصف القرى والمدن الآهلة بالسكان وآخرها الاحداث التي شهدتها مدينة القصير واستنكار ماتعرضت له من تدمير وانتهاكات وغيرها من المناطق السورية".
ودعا "بالحاح الى تضافر كل الجهود لحمل كل الأطراف المتصارعين على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض لايجاد حل سياسي بين السوريين باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة". ورحب بـ"المساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي" جنيف - 2" وحض كل الاطراف السوريين على الاستجابة لتلك الجهود من اجل ايجاد حل سياسي تفاوضي للأزمة السورية استنادا الى البيان الختامي الصادر عن مجموعة العمل الدولية في جنيف في تاريخ 30 حزيران 2012 مع تأكيد الدعم الكامل لجهود الابرهيمي في هذا الشأن.
وشدد على ضرورة "تشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية محددة متفق عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة" على ان تتمتع هذه الحكومة "بسلطة تنفيذية كاملة بما في ذلك سلطة على القوات المسلحة والاجهزة الامنية".
وصرح الامين العام للجامعة نبيل العربي في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع الذي رأسه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بأن الدول العربية على اختلافها وافقت على إدانة التدخل الأجنبي. لكن البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع تضمن أن لبنان تحفظ عن الفقرة الخاصة بإدانة "حزب الله". وقال إن "المفروض وقف كل التدخلات". وسئل عن موقف الجامعة من تدخل "حزب الله" في الصراع السوري، أجاب: "الإدانة الشديدة لكل أشكال التدخل الخارجي وخاصة تدخل حزب الله".
وأعلن ان رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المستقيل أحمد معاذ الخطيب وجه رسالتين الى الجامعة العربية عرضتا على اجتماع مندوبي الدول العربية. ولم يفصح عن مضمونهما. واكتفي "بأنه تم ندب هيثم المالح لعرض رؤية المعارضة في شأن المشاركة في جنيف - 2".
وفي دمشق، أكد مصدر سوري أن ما يصدر عن جامعة الدول العربية وعن اجتماعاتها المتكررة سواء على مستوى القمة او على مستوى وزراء الخارجية لا يعني سوريا من قريب أو من بعيد."
الاخبار
الجيش يستعيد القصير... والمسلحون يتبخرون
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "كل شيء اختلف صباح أمس. الأخبار الآتية من هُناك تحكي عن انتصار، أو ربما انسحاب «تكتيكي» كما يحلو لمقاتلي الجيش الحُر تسمية انسحابهم عادةً. عناصر الجيش السوري الذين كانوا يتهيأون للمعركة العنيفة، هم أنفسهم، لم يصدّقوا سهولة المعركة الأخيرة، بعد ما قدّموه من ضحايا على مذبح الانتصار، فلم تصبح القصير بالنسبة إليهم سوى حبّة في مسبحة ستنفرط سريعاً.
«لقد هربوا. سقطت القصير». عبارة يقولها أحد مقاتلي الجيش، تحمل في طيّاتها عدم تصديق. فالقصير ليست معركة واحدة، بل حرب قاسية أخذت معها ما أخذته من حياة اجتماعية ورفاق سلاح، ووصلت إلى حدّ من الصعوبة، أن استحالت، بالنسبة إلى كثيرين، إمكانية لفظ جملة كهذه أمام الواقع الميداني. أحد الجنود، في داخل مبنى ما يسمّى «المحكمة الإسلامية العسكرية» يقول بفرح وعاطفة واضحَين: «منذ سنة ونصف، هذا اليوم الذي أتيتُم فيه إلى هُنا، هو أجمل يوم»، ثم يقسم بشرفه على جمال هذا اليوم بتأثر بالغ. ملامح الجنود مختلفة. كل شيء أصبح مُباحاً؛ المزاح، إطلاق الرصاص ابتهاجاً، والدردشات مع الصحافيين، وحتى التقاط الصور التذكارية. هذا الجندي الذي لطالما مررتَ أمامه، فنهَرك أن تبتعد بكاميرتك، يبتسم لك اليوم في ساحة الساعة وسط القصير، ويدلّك على المستشفى الميداني المُكتشَف اليوم. الأخبار تأتي من بعض أحياء دمشق ومن داخل الأراضي اللبنانية أن الناس يحتفلون ويوزّعون الحلويات في الشوارع، فتصيب الجنود نشوة أكبر.
وجهة المسلحين المجهولة
محاولة الاستيقاظ باكراً لانتظار مواكبة بداية العملية العسكرية على القصير لن تنفع. فالصباح حمل معه سقوط المدينة، من خلال حشد عسكري لكامل القوات داخل مدينة القصير والضبعة في محاولة التفاف لإعلان إشارة البدء بالمعركة... معركة حُسِمت خلال ساعات، بهرب مسلّحي المعارضة إلى مناطق أُخرى. بعض العسكريين رجّحوا أن معظم مقاتلي المعارضة، باتوا في القرى كالبويضة والضبعة والمسعودية يزيدون تعزيزاتهم بعد تفكّكهم وحصارهم داخل فكّي الكماشة في القصير. عسكريون آخرون توقّعوا أنّ عدداً من المقاتلين الهاربين لجأوا إلى منطقة القلمون في ريف دمشق، ما يعني أن العمليات العسكرية هُناك يجب أن تتكامل مع انتصار القصير، لتثبيت الإنجاز الأخير، فيما قسم آخر من العسكريين أكّد أن أعداداً كبيرة من المسلحين هربوا باتجاه عرسال اللبنانية. يختلف الجنود على هذا الأمر، أحدهم يؤكد أن طريق عرسال قد بات مقطوعاً منذ بداية إعلان العمليات العسكرية في القصير، بينما يخالفه آخر في الرأي، إذ يرى أن هنالك صعوبة في ضبط الطريق بين القصير والحدود، حيث يمكن أن يتوه المرء في الجرد بين المنطقتين بنحو توضّحه طبيعة الأرض الوعرة، ويتناسب معها.
الطريق إلى النصر طويل
سلوك طريق الغسانية للوصول إلى القصير هو الحل الأسلم بالنسبة إلى رحلة هذا الصباح، المنسجم مع ما يسمّيه المؤيدون «يوم النصر في القصير». والمرور بقرية عرجون يبعث على الاستغراب، فكمية الدمار المبالغ فيه تثير الشعور بالجهل لدى الموجودين على الطريق. والتساؤلات تكثر: «إلى أي مدى كان من الضروري أن تُدَك هذه البيوت لتُسوّى بالأرض؟». جواب مقاتل سوري في القرية سيُسكتُك حتماً: «هل قاتلتَ مكاننا، ومررتَ بما مررنا به؟». لا يمكنك أن تضع نفسك مكان الجيش السوري في حربه مع المتمردين المسلحين، حيث للمعركة قوانينها الخاصة التي قد لا تتفق مع الأخلاقيات النسبية لدى المتابعين. وكلّ بحسب انتمائه السياسي، فالمؤيد يبالغ في التبرير، بينما المعارض يبالغ في الهجوم والتجنّي أحياناً. أسلاك معدنية مقطوعة من خطوط الكهرباء. يتهم المعارضون عناصر من اللجان بسرقة النحاس الذي بداخلها، وأخذ ما في البيوت من غنائم حرب. فيما على خطوط النار الأولى، ترى جنوداً لا يحملون سوى أرواحهم على أكفّهم، بالإضافة إلى دروعهم الثقيلة، فلا يمكن إلا أن تستغرب ما يُقال. تنظر إليهم نظرات متفحّصة: «هل حقاً يخفي هذا الجندي خلف طيبة ملامحه غنائم الحرب؟». في قرية الحميدية التي سيطر عليها الجيش السوري منذ أيام، سترى بيوتاً صغيرة متراصّة بما يثير الاستغراب، على اعتبار أنها بيوت ريفية، ومن الأكثر شيوعاً أن تكون متباعدة بحكم المساحات الشاسعة من حولها. البيوت المتلاصقة أضحت منفصلاً بعضها عن بعض من خلال فجوات في الجدران. ستلفتك هُنا حتماً بعض الأسوار والبيوت الطينية، التي استخدم بعضها كمتاريس. جامع الحميدية نال حصته من الرصاص والاشتباكات؛ إذ كان مقراً لقيادة العمليات، ومئذنته مركزاً للقناص الذي يكشف المنطقة المحيطة. القنّاص اليوم أضحى من الذكريات المرعبة للمكان، فجنود الجيش السوري يمرون الآن باطمئنان بسياراتهم وآلياتهم من دون أي احتياطات. على جدار المدرسة كُتبت عبارة: «لواء الفاروق مرّ من هُنا». بعض النسخ من هذه العبارة أغفلت حرفاً من كلمة «الفاروق» لتصبح «الفارق». الدليل المرافق يعزو الأخطاء الكتابية الدائمة في جمل مسلحي المعارضة تعود مرات إلى انتماء بعضهم إلى جنسيات أجنبية، ومرات أُخرى إلى جهلهم أصول الكتابة. ورغم ذلك، فإن عسكرياً في القرية شهد بملاحظته أن قسماً كبيراً ممن قاتل في القصير هم من أهل المنطقة أنفسهم، الذين انتمى بعضهم إلى جبهة النصرة، لا عن تديّن ودراية في أمور الدين، إذ إن عدداً منهم لا يفهم في أمور الدين، بل يمضي في الحرب عن جهل وسوء تقدير. عبارة أُخرى ستلفتك في الحميدية: «كلما زاد عدد شهدائنا... زاد إصرارنا». هي إذاً حرب عناد وكسر عظم بين الطرفين، ولعلّها تفسّر سرّ عدم انتهاء الحرب، التي تزداد عطشاً للدماء، كلما ازدادت أعداد ضحاياها.
الوضع في الصفصافة يختلف؛ فالقرية الحدودية لم تعانِ آثار الخراب. على بعض البيوت آثار إطلاق نار، وبعض القذائف، لكنّ المدنيين هُنا على حالهم. لم يتركوا بيوتهم ويخرجوا رغم كل التهديدات من حولهم. احتضنوا الجيش السوري واحتموا به، وانتظروا هذه اللحظة طويلاً لحظة إعلان النصر في القصير وريفه. أحد سكان القرية يؤكد أن النصر لن يكتمل دون إعادة القرى الباقية إلى حضن الدولة السورية، حينها يستطيع النوم بأمان. الحياة عادية في القرية. الأبقار بين الأشجار ترعى العشب، غير معنية بالمواكب التي تسير قربها، والآليات الماضية إلى عملها. ما يعنيها هو هذه المساحات الخضراء التي تأسر الأنظار، والتي تكفل لها عدم الجوع، مهما اقتتل البشر من حولها.
الطريق إلى «النصر» طويلٌ طويل. هكذا يخطر في بالك وأنت في الطريق إلى القصير، ولا سيما إن كنتَ تسلك طريق الجيش السوري الذي استغرق أكثر من سنة لتأمينه. الوصول إلى قرى النهرية وأبو حوري، سيعيد إلى الذهن ذكريات لجولات سابقة وتحقيقات قرب مياه عين التنور، أثناء مواكبة المعارك في الريف منذ شهرين. يمكن أحد العناصر أن يستعيد ذكرياته ويروي لك حكايات معارك أبو حوري والنهرية، وبداية محاولات جبهة النصرة إثبات وجود مقاتلي حزب الله اللبناني بين جنود الجيش السوري. الكثير من السواتر الترابية العالية والأكياس بين ألوان الطبيعة الآسرة، حيث يتفق الجنود أن النهرية من أجمل قرى ريف القصير، التي بدأت أمضى فيها المقاتلون أولى لحظات الانتصار.
مع مَن يقف الله؟
الوصول إلى ساحة الساعة وسط القصير له رهبته. جنود بكامل عتادهم يجتمعون وسط الساحة. صوت الرصاص الذي يطلق ابتهاجاً يصمّ الآذان. تظن للحظات أن كمية الرصاص التي تُطلَق في الأجواء تعادل ما أُطلق خلال الاشتباكات. بعض العسكريين يشيرون بضرورة إيقاف مظاهر الاحتفال تلك، وتوفير الرصاص لمعارك لاحقة، لكن بقراراتهم يعون أن للجنود المتعبين حقوقهم في التعبير عن فرحهم بإنجازهم. تستغرب من إمكانية الشعور بالنصر وسط هذا الخراب المرعب. إلا أن النصر القادم سيكون في حلب، بحسب أحد العسكريين. يعلّق آخر: «ينبغي تأمين بعض الجيوب، وإحكام السيطرة على ريف حمص». الجنود في المدينة غير معنيين بوجهة المعركة المقبلة. يعنيهم فقط الانتصار الحالي، وجاهزون للانتقال إلى أية نقطة عسكرية أُخرى. يندفع أحد العناصر لتنكيس علم «لواء فجر الإسلام» الأسود عن ساعة القصير الحجرية، بينما يناوله جندي آخر العلم السوري لرفعه مكانه.
وبدخول أحد المفارق ستجد أمامك مدخل «المحكمة الإسلامية العسكرية». على الجدار كُتبت عبارة: «الدعاء. لا تحزن إن الله معنا». لكن الدعاء لم ينفع، و«الله معنا» عبارة قالها عناصر من الطرف الآخر عن أنفسهم. وبغض النظر عن «مع من يقف الله» فعلاً، إلا أن جبهة النصرة قد أضحت خارج القصير. علم «الثورة» في الداخل يلون عبارة «مدينة القصير» المعلقة على الحائط. وعبارات أُخرى مثل: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» و«قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد». دجاجة تنقر الحَب في الحديقة، غير معنية برائحة الدماء التي تملأ المكان. أما المسشفى الميداني، فهو يحتوي على أدوية غير موجودة حتى في المستشفيات الحكومية بغرف عمليات وقسم للأمراض النسائية."
المستقبل
إيران تهنئ النظام وإسرائيل تعتبره "انتصاراً مهماً للأسد" الجامعة العربية تدين تدخل الحزب في سوريا
5 حزيران 2013: سقوط القصير.. و"حزب الله"
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "مع استمرار معارك الكرّ والفرّ بالدم والصدر العاري والسلاح الفردي ضد آلاف الصواريخ من الجو والأرض، سقطت مدينة القصير أمس، وسقطت معها مقولة السلاح المقاوم ضد العدو الاسرائيلي، بعد ان استعمل هذا السلاح "المقاوم" للانتصار لجرائم بشار الأسد ضد أبناء الشعب السوري الذي دعاه رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة أمس، إلى تحرير سوريا من "غزو خارجي" يقوم به ما سماه "حزب القتلة" في إشارة إلى "حزب الله"، الذي دانت جامعة الدول العربية في اجتماعها امس، تدخله في حرب الأسد على شعبه.
وفي تزامن مع التهنئة التي قدمتها طهران للنظام السوري اثر "الانتصار على الارهابيين" في القصير كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، كان الإعلام الاسرائيلي يرى أن دخول قوات الأسد ومقاتلي الحزب إلى المدينة المدمرة، "انتصار مهم للأسد وهزيمة نكراء للمعارضة".
ميدانياً، ذكر المتحدث الإعلامي باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد على فضائية "المستقبل" أمس، أن 120 قتيلاً للحزب وشبيحة الأسد سقطوا في اليومين الماضيين في كمائن للثوار في مدينة القصير.
وقال بيان للائتلاف الوطني المعارض أنه "بعد يوماً من المعارك المحتدمة على جبهة القصير، وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها".
وجدد الائتلاف "تحذيره من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال وقف المجتمع الدولي متفرجاً على عصابات الإرهاب والتطرف تقتص من الأبرياء، ويضع الائتلاف الأمم المتحدة والدول الكبرى أمام مسؤولياتهم في التدخل السريع لحماية المدنيين، ووضع حد لممارسات نظام الأسد الانتقامية والممنهجة في سفك دماء الآمنين من أبناء الشعب السوري".
وفي بيان صحافي تلاه رئيس الائتلاف الوطني المعارض بالوكالة أمس، أكد جورج صبرة أن سوريا تتعرض لغزو خارجي، وحضّ السوريين على التصدي له في إشارة إلى استيلاء عناصر "حزب الله" والجيش السوري على مدينة القصير الاستراتيجية في حمص بوسط سوريا.
وقال صبرة إن "لائحة غزاة سوريا باتت تضم هولاكو وغورو وشارون ونصرالله". وتابع إن هذه "الشرذمة من الإرهابيين القادمين من قم وطهران ستهزم لا محالة".
وأكد أن "الجيش السوري الحر كان يقاوم في القصير بأبسط الأسلحة ضد ترسانات من السلاح، وأن أبطال القصير أبدوا بطولة نادرة".
وخاطب الجيش السوري الحر قائلاً: "سوريا لكم، وأنتم لها. رُصّوا صفوفكم وأنتم أهل للمهمة التي تنتظركم". ووصف ما حدث في القصير بأنه "مجموعة من القتلة المحترفين الذين ارتكبوا مجازر وهم يهتفون بأسماء زينب والحسين، ومنعوا الدواء عن الجرحى حتى تقطعت أوصالهم".
وأوضح أن "المئات من الجرحى عالقون في القصير"، وحض الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر على التدخل لإنقاذهم. وطالب الدول العربية التي تجتمع في القاهرة، بأن تتدخل لإنقاذ السوريين، مشيراً إلى أن "الشعب السوري ينتظر مواقف".
ودعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع غير عادي عقدوه مساء أمس في القاهرة الى حل سياسي للنزاع في سوريا والى تشكيل حكومة انتقالية لسلطة تنفيذية كاملة. وطالب الوزراء في قرارهم "جميع الاطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من اي جهة كانت وايا كان مصدرها".
وشدد الوزراء على "ادانتهم بشدة كل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل "حزب الله" وفقا لما ورد على لسان امينه العام الذي جعل من الاراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال".
واحتج لبنان على هذه الفقرة وسجل انه "ينأى بنفسه" عن القرار.
ودعا وزراء الخارجية العرب الى "تضافر كل الجهود لحمل كل الأطراف المتصارعة على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض لايجاد حل سياسي بين السوريين باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة لانقاذ سوريا". ورحبوا "بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي جنيف2 وحض كل الاطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود".
واكد الوزراء ضرورة "تشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية محددة متفق عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة" على ان تتمتع هذه الحكومة "بسلطة تنفيذية كاملة بما في ذلك سلطة على القوات المسلحة والاجهزة الامنية".
وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال في الجلسة لافتتاحية العلنية للاجتماع ان مؤتمر جنيف2 الذي تسعى القوى الدولية لعقده الشهر المقبل "فرصة لا يجوز تبديدها"، مضيفا ان "كل يوم يمر له ثمن غال من الدماء والدمار".
واعلن العربي ان الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب ارسل له رسالة تم عرضها على الوزراء العرب من دون ان يكشف فحواها.
واوضح العربي ان معاذ الخطيب اوفد هيثم المالح احد قادة المعارضة ليتحدث الى الوزراء العرب ودعاه الى القاء كلمته في جلسة مغلقة.
ويأتي اجتماع الوزراء العرب بعد بضع ساعات من اجتماع دولي حول سوريا عقد في جنيف بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة.
واعلن دبلوماسي روسي عقب اجتماع جنيف ان مؤتمر السلام حول سوريا الذي اطلق عليه اسم "جنيف 2" لن يعقد في حزيران نظرا لعدم التوافق حول لائحة المشاركين فيه.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن غينادي غاتيلوف مساعد وزير الخارجية الروسي قوله "اتفقنا على عقد اجتماع اخر مثل هذا سنحاول خلاله تقريب مواقفنا نهائيا وسيكون ذلك على الارجح نهاية حزيران". واضاف غاتيلوف في ختام هذا الاجتماع التحضيري الثلاثي ان "المسألة الاصعب تتمحور حول الذين سيشاركون في المؤتمر. فالمعارضة السورية، خلافا للحكومة السورية، لم تتفق على من سيشارك في الوفد" الى المؤتمر.
وهنأت ايران "الجيش والشعب السوريين" اثر "الانتصار على الارهابيين" في القصير كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.
وقال عبد اللهيان ان طهران "تهنىء الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير". واضاف "بعض الاطراف تواصل ارسال اسلحة وتدعم الاعمال الارهابية في سوريا"، متابعا ان هذه الاطراف "مسؤولة عن مجازر وتدمير في سوريا ويجب ان تحاكم بجرائم حرب"، في اشارة الى بعض الدول الغربية والعربية وتركيا التي تدعم مسلحي المعارضة السورية.
وانفرد الاعلام الاسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر أمس، بالحديث عن سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير.
وقال محلل الشؤون الاستراتيجية والعسكرية للقناة الاسرائيلية الاولى ان هزيمة قوات المعارضة في القصير اثبتت ان النظام السوري قادر على فرض السيطرة على جميع المدن التي احتلها مسلحو المعارضة وانه بعد مرور اكثر من عامين على الثورة السورية فان النظام يستعيد عافيته ومصمم على دحر جميع المنظمات الارهابية في البلاد والتي تتلقى دعما عسكريا وماليا من دول مجاورة.
واشار المحلل في ما نقلته "شبكة فلسطين الإخبارية" أمس، الى ان معركة القصير ما كانت ستحسم لصالح قوات النظام لولا عاملين وهما: مشاركة مقاتلي "حزب الله" الى جانب قوات النظام مما شكل رادعا قويا للثوار الامر الذي ما كانت تتوقعه قوات المعارضة من حجم القوة العسكرية التي استعملت في المعركة، حيث كان في بداية الثورة الجيش السوري يقاتل وحده وان عدداً كبيراً من المدن السورية سقط بايدي الثوار، والعامل الاخر والذي يعتبر ركيزا اساسيا وهو الدعم العسكري الايراني الذي يتلقاه الجيش السوري وقوات "حزب الله" وان هناك اسلحة جديدة استعملت ضد قوات المعارضة مما ادى الى وقوع ارتباك بين صفوف المسلحين.
ووصف المحلل العسكري للقناة الاسرائيلية الثانية انتصار قوات النظام السوري في معركة القصير بالانتصار المهم للاسد وهزيمة نكراء للمعارضة.
دولياً اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس، انه طلب من نظيره الفرنسي لوران فابيوس إطلاعه على المعلومات التي جمعتها باريس بشأن استخدام غاز السارين في النزاع السوري.
وقال كيري في غواتيمالا على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الدول الاميركية، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سبق ان حذر من ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا "خط احمر" وان كل الخيارات "لا تزال مطروحة"."
اللواء
المعارضة تخسر القصير.. والنظام يستعد لمعركة حلب
أكثر من 2000 بين قتيل وجريح.. والجامعة تُدين تدخّل حزب الله
وكتبت صحيفة اللواء تقول "سيطرت القوات الحكومية السورية ومقاتلو حزب الله المتحالف معها على بلدة القصير الحدودية امس في هزيمة كبيرة للمعارضة المسلحة جعلت مدينة حمص الهدف الثاني للنظام كما ان من شأنها ان تعجل في الهجوم الحكومي الكبير والمنتظر على مدينة حلب وريفها الذي يخضع في معظمه لسيطرة الثوار.
هذه التطورات الميدانية المتسارعة، طغت على الاجتماع الروسي الاميركي الاممي في جنيف امس، بهدف التحضير لمؤتمر «جنيف-٢» الذي اقترحته موسكو وواشنطن، وانتهى الى خلاف عميق حول المشاركين في المؤتمر وخاصة ايران ،الامر الذي من شأنه ان يطيح بالمؤتمر كلياً ويبدد الآمال المعلقة على التحركات الدولية لانهاء النزاع الدموي والمدمر في سوريا.
وسط هذه الاجواء اكتفى وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع غير عادي عقدوه في القاهرة بالدعوة الى حل سياسي للنزاع في سوريا والى تشكيل حكومة انتقالية لسلطة تنفيذية كاملة.
وشددوا على «ادانتهم بشدة كل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل حزب الله وفقا لما ورد على لسان امينه العام الذي جعل من الاراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال».
ميدانياً، وبعد اكثر من سنة من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ اكثر من اسبوعين، سيطرت قوات النظام وحزب الله امس على مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سوريا. وفيما تعهد الجيش السوري ب»سحق الارهابيين» اينما كانوا في سوريا، اكدت المعارضة السورية في المقابل ان «الثورة مستمرة» وان «النصر لاصحاب الحق».
واعلن الجيش السوري انه «تمكن فجر اليوم (امس) من اعادة الامن والاستقرار الى مدينة القصير وتطهيرها من رجس الارهابيين بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة التي نفذتها في المدينة وفي القرى والبلدات المحيطة بها».
وتوعد بيان صادر عن قيادة القوات المسلحة بان هذه القوات «لن تتوانى في ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر على ارض سوريا».
وقالت جماعة معارضة إن أكثر من 500 من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم في القتال وأصيب 1500 آخرون ليتبقى 400 فقط من المقاتلين الأضعف تسليحا يكافحون للتمسك بالبلدة. وفي مواجهة مقاتلي حزب الله الذين حولوا المعركة لصالح الأسد قرر الناجون الفرار ليلا من خلال ممر قال المهاجمون إنهم تركوه مفتوحا عمدا لتشجيع المقاتلين على الهرب من البلدة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تأمل في السماح لها بدخول القصير لتقديم مساعدات غذائية وطبية للمدنيين. وأبلغت السلطات الصليب الأحمر هذا الأسبوع أنه سيسمح لعمال الاغاثة بالدخول بمجرد انتهاء العمليات العسكرية.
وقال بيان لمقاتلي المعارضة إنهم انسحبوا «في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره.. هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى على فتح ممرات إنسانية للمدنيين .. نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى والكل همه وأمنيته أن يلحق بركب من سبقه من الشهداء».
وتقع القصير على طريق إمدادات عبر الحدود مع لبنان وتضمن السيطرة عليها ممرا مهما عبر محافظة حمص في وسط البلاد يربط دمشق بالساحل.
وقال أحد افراد ميليشيا سورية موالية للاسد انه بعد سقوط القصير قد يتحول تركيز الجيش الى محافظة حلب الشمالية التي ظلت إلى حد بعيد في ايدي مقاتلي المعارضة طوال العام الماضي.
وقال العميد السوري يحيى سليمان ان من يسيطر على القصير يسيطر على وسط البلاد ومن يسيطر على وسط البلاد يسيطر على سوريا كلها.
مؤتمر جنيف
سياسياً، اعلن دبلوماسي روسي عقب اجتماع في جنيف ان مؤتمر السلام حول سوريا الذي اطلق عليه اسم «جنيف 2» لن يعقد في حزيران نظرا لعدم التوافق حول لائحة المشاركين فيه.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن غينادي غاتيلوف مساعد وزير الخارجية الروسي قوله «اتفقنا على عقد اجتماع اخر مثل هذا سنحاول خلاله تقريب مواقفنا نهائيا وسيكون ذلك على الارجح نهاية حزيران».
واضاف غاتيلوف في ختام هذا الاجتماع التحضيري الثلاثي بين الامم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة ان «المسألة الاصعب تتمحور حول الذين سيشاركون في المؤتمر. فالمعارضة السورية، خلافا للحكومة السورية، لم تتفق على من سيشارك في الوفد» الى المؤتمر.
وقال غاتيلوف ايضا ان روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة لم تتوصل حتى الان الى الاتفاق على مشاركة ايران والسعودية في هذا المؤتمر.
واوضح ان «هذه المسألة ما زالت تحتاج الى نقاش». وقال مساعد وزير الخارجية الروسي الاخر ميخائيل بوغدانوف من جنيف، ان مشاركة ايران تعتبر اولوية بالنسبة الى روسيا.
واعلن «انها مسالة مبدئية لان كل المشاركة في المؤتمر ينبغي ان تكون متوازنة».
وكان من المقرر ان يعقد هذا المؤتمر المسمى جنيف 2 في حزيران بدعوة من واشنطن وموسكو لاجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة لوقف الحرب في سوريا.
من جانيه، قال مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة المعني بسوريا الأخضر الابراهيمي الذي شارك باجتماع جنيف إن المؤتمر ربما يعقد الشهر المقبل. وأضاف أن النقطة الشائكة الوحيدة هي أن الجانبين غير مستعدين للحضور.
الوزراء العرب
وسط هذه الاجواء، اكتفى وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع غير عادي عقدوه في القاهرة بالدعوة الى حل سياسي للنزاع في سوريا والى تشكيل حكومة انتقالية لسلطة تنفيذية كاملة.
وطالب الوزراء في قرارهم «جميع الاطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من اي جهة كانت وايا كان مصدرها».
وشددوا على «ادانتهم بشدة كل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل حزب الله وفقا لما ورد على لسان امينه العام الذي جعل من الاراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال». واحتج لبنان على هذه الفقرة وسجل انه «ينأى بنفسه» عن القرار.
ورحب الوزراء «بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي جنيف2 وحث كل الاطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود».
واعلن العربي ان الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب ارسل له رسالة تم عرضها على الوزراء العرب من دون ان يكشف فحواها. واوضح ان معاذ الخطيب اوفد هيثم المالح احد قادة المعارضة ليتحدث الى الوزراء العرب ودعاه الى القاء كلمته في جلسة مغلقة.
هولاند
في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا «قدمت عناصر ادلة» حول استخدام غاز السارين في سوريا «ما يرغم المجتمع الدولي على التحرك».
وقال الرئيس الفرنسي امام الصحافيين بعد ان تسلم في اليونيسكو جائزة فيليكس هوفويه-بوني لانه قرر التدخل في مالي «لقد قدمنا عناصر ادلة ترغم الان المجتمع الدولي على التحرك».
لكنه استدرك ردا على سؤال حول امكانية ان يتدخل تحالف في سوريا وقال «لا يمكننا التحرك الا في اطار الشرعية الدولية».
وفي هذا الخصوص، اعلنت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية ان باريس «لن تتخذ قرارا احادي الجانب» وذلك ردا على سؤال حول احتمال حصول تدخل عسكري محدد الاهداف لتدمير مخزونات الاسلحة الكيميائية في سوريا.
من جهة ثانية اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية ان المملكة المتحدة لديها عينات «فيزيولوجية» تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الارجح من قبل نظام الاسد.
ولاحقاً، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه طلب من نظيره الفرنسي لوران فابيوس إطلاعه على المعلومات التي جمعتها باريس بشأن استخدام غاز السارين في النزاع السوري."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها