28-04-2024 01:48 PM بتوقيت القدس المحتلة

تفاصيل عن سقوط القصير.. خلافات الكتائب المسلحة.. وإطلاق سراح والد فيصل المقداد

تفاصيل عن سقوط القصير.. خلافات الكتائب المسلحة.. وإطلاق سراح والد فيصل المقداد

انهارت جبهة القصير بشكل دراماتيكي، سقط الحصن الحصين الذي أرادته المعارضات المسلحة في سوريا ومن يمولها إقليميا ودوليا ويمدها بالسلاح

انهارت جبهة القصير بشكل دراماتيكي، سقط الحصن الحصين الذي أرادته المعارضات المسلحة في سوريا ومن يمولها  إقليميا ودوليا ويمدها بالسلاح، صلة وصل بين سوريا ولبنان لتطويق دمشق والمقاومة في لبنان في وقت واحد، إنهار الحصن  دافنا تحت ركامه مئات المسلحين الأشداء الذين تمرسوا فنون القتال في افغانستان والعراق وليبيا (انظر موقف الجمعة قبل عام من الآن).


وصل غبار ركام الحصن في القصير كثيفا الى كل الجبهات في أنحاء سوريا ، وبدأ معه الحديث عن فرار جماعي للقيادات في أكثر من منطقة شمالا وجنوبا. هذا بالضبط ما حدث في عندان في الريف الشمالي لحلب على طريق نبل الواصل الى بلدة إعزاز، حيث فرَّ غالبية قادة الكتائب المسلحة في هذه البلدة الى تركيا، آخذين معهم عائلاتهم ، وما خفَّ حمله ، وغلا ثمنه مما حصلوا عليه خلال الحرب من الدول الإقليمية أو من سرقة أموال وأرزاق الشعب السوري خصوصا في مدينة حلب.
 
جبهة حلب غادرها رئيس المجلس الثوري العسكري في محافظة حلب عبد الجبار العكيدي الى القصير، مكررا مشهد ذهابه في شباط/فبراير الماضي الى السفيرة ، وقال بإعلان فيسبوكي وعلى التويتر انه على رأس جيش من الف مقاتل في الحالتين (انظر موقف الجمعة تاريخ 2 آذار الماضي).

في هذه الجبهة صراع كبير على النفوذ بين جبهة النصرة وسليم ادريس ومصطفى الشيخ وقادة المجموعات المحلية ، صراعٌ على كل شيء ، ومن أجل كل شيء ، وهذا ما جعل الكعيدي يغادر حلب الى القصير حتى لا يلقى نفس مصير زميله رياض الأسعد في مواجهة النصرة.
 
معارضون سوريون قالوا ان ذهاب الكعيدي الى القصير كان من اجل اقناع عشرات المسلحين بالوقوف الى جانبه والذهاب معه الى حلب ، في مسعى لتقوية وجوده ونفوذه في الصراع الداخلي، وهذا ما جعل القيادة المشتركة للجيش الحر الموجودة في تركيا تصدر بيانا تعزل فيه الكعيدي يوم إعلانه الوصول الى القصير ، ولا يعرف لحد الان مصير االكعيدي ، في وقت تشير فيه مصادر في المعارضة أنه غادر القصير قبل يومين من الهجوم النهائي مع حوالي 30 مسلحا تابعين للواء التوحيد.
 
في الجنوب السوري أيضا وصل غبار ركام الحصن ، فتسارعت المساعي لإطلاق سراح والد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي كان قد اختطف في 17 من الشهر الماضي، وجرت عملية الإفراج عن والد المقداد الذي يبلغ من العمر 84 عاما بعد  تدخل شخصيات حورانية عديدة في الموضوع.
 
مصادر في المعارضة السورية قالت لموقع المنار ان خالد المحاميد رجل الأعمال السوري هو رئيس مجلس رجال الاعمال السوريين  المحسوب على هيئة التنسيق المعارضة ، وله علاقات وثيقة مع هيثم العودات (مناع)، والمحاميد من مدينة درعا ، ومقيم في الإمارات ، تولى مباشرة عملية التفاوض والوساطة للإفراج عن والد نائب وزير الخارجية السورية. وتقول المصادر ان فيصل المقداد أبلغ المحاميد خلال عملية التفاوض (والدي شهيد مثله مثل أي سوري آخر)، وتواصل المحاميد مع المجموعة الخاطفة التي تبين أنَّها من غصم بلدة المقداد بعد تدخل من وجهاء وفعاليات عائلات المنطقة.

ويبدو ان عملية القصير عجَّلت في انجاح الوساطة، وفتحت الباب أمام خطة عمل لوقف الحرب في منطقة شرقي درعا  حيث تعكف شخصيات من تلك المنطقة على وضع  تصور لوقف إطلاق النار في بلدات عديدة في منطقة حوران، بداية من شرقي درعا التي يستعد الجيش السوري لمباشرة الهجوم فيها بعد ان تمكن من السيطرة على بلدة خربة غزالة خلال الشهر الماضي ، وأتى انتصار القصير منذرا  ببدء عمليات عسكرية كبيرة في الجنوب السوري.
 
القصير حجر الدومينو الذي ينذر بانهيار المسلحين المعارضين للنظام في سوريا بشكل دراماتيكي يفوق التصور.