أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 07-06-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 07-06-2013
وول ستريت جورنال: في القصير، إشارات على حرب مقدسة
بقايا حصن الثوار السوريين تظهر غضبا طائفيا. بعد يوم واحد من سقوطها بيد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، يظهر ما تبقى من البلدة التي كانت يوما معقلا للثوار السوريين عمقا طائفيا على قدر القوة التدميرية للمعركة. وبين المباني المتداعية، وقذائف الدبابات الفارغة وشظايا الزجاج والركام، كان النهب جاريا على نطاق واسع يوم الخميس. السكان المحليون والجنود الموالون للأسد كان يستولون على الأثاث والإلكترونيات والسيارات باتجاه مدينة حمص، شمالا، وباتجاه لبنان، على بعد نحو 10 كيلومترات جنوبا. بعض النظام الذي ساد قليلا هنا كان يفرضه المقاتلون الشباب من حزب الله، الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران التي دخلت سوريا للقتال إلى جانب القوات الحكومية في الحصار الذي دام لمدة شهر تقريبا والذي اخرج الثوار من البلدة الإستراتيجية في نهاية المطاف. في وسط القصير يوم الخميس قال نشطاء حزب الله أنهم هناك كانوا يحاولون منع النهب. وقد اظهر لنا المسير لمدة أربع ساعات في القصير علامات لا تزال طازجة على الحرب المتأججة بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء المنطقة. وقد بدا أن الثوار الذين كانوا يقاتلون هنا كانوا تحت سيطرة جبهة النصرة: فالشعارات التي كتبت على المساجد التي دمرتها الحرب أشادت بدفاع المجموعة عن القصير. في الكنيسة المسيحية الرئيسية، نزعت مشاهد صلب المسيح، عن اللوحات.
وفي مشهد مختلف، انطلقت الهتافات الدينية الشيعية يوم الخميس من بعض مركبات حزب الله التي كانت تتجول في القصير. وظهرت رسوم الشخصيات الشيعية المقدسة على جدران المباني التي كان مقاتلو حزب الله قد اقتحموها، حيث لعب هؤلاء دورا قياديا في تخطيط وتنفيذ هجوم القصير. وقال احد عناصر حزب الله وهو قائد لفرقة من المقاتلين في القصير "إن القضاء على العصابات الإرهابية التي تستنزف الأمة والبلاد يستحق تضحياتنا بالتأكيد"، وقال إن حياة هؤلاء المقاتلين (الذين قتلوا في القصير) هي ثمن صغير ندفعه لمواجهة التهديد الذي يشكله المتطرفون السنة على سوريا ولبنان.
وقد بقي مقاتلو حزب الله إلى حد كبير خارج دائرة الضوء عندما هرعت القنوات التلفزيونية المؤيدة للنظام إلى القصير يوم الأربعاء لبث صور انتصار النظام، فيما احتفل مقاتلو الحكومة تحت الأعلام السورية المرفوعة حديثا. لكن يوم الخميس، جاب العشرات من عناصر حزب الله البلدة بزي عسكري مماثل لذلك الذي ترتديه القوات السورية سيرا على الأقدام وفي سيارات رياضية. وقد ربط معظم المقاتلين اللبنانيين، الذين بدوا في أواخر سن المراهقة أو في بداية العشرين أشرطة صفراء وخضراء إلى زيهم وبنادقهم لتمييز أنفسهم عن حلفائهم السوريين. وقد ربط البعض عصابات حمراء على رؤوسهم تعبيرا عن الحماس الشيعي.
وفيما تحركنا بين الشوارع والأزقة وأنقاض من المباني، كان مقاتلو حزب الله في كثير من الأحيان يقفون في وجه اللصوص. وقال قائد فرقة في حزب الله لرجل في محل قطع غيار السيارات "عار عليك ألا تعلم أن هذه ملكية شخص آخر"، فقال الرجل "أنها مجرد بضع قطع لجراري"، فصاح قائد حزب الله"ضعها في مكانها من جديد واخرج من هنا". فابتعد الرجل بخنوع.
عناصر آخرون من حزب الله شاهدوا السكان المحليين، فضلا عن رجال بالزي العسكري تبين أنهم ينتمون إلى الأجهزة الأمنية التي لا تعد ولا تحصى للنظام والجماعات شبه العسكرية الموالية للحكومة، وهم يكدسون شاحناتهم وحافلاتهم الصغيرة بالأجهزة والأثاث من المنازل والمحلات التجارية. وتم سحب سيارات وشاحنات تنتمي على ما يبدو لسكان القصير، كانت تُجر وراء شاحنات مليئة بالمزيد من الغنائم...
وقال احد مقاتلي حزب الله "فقط للإيضاح، لا علاقة لنا بهؤلاء. حزب الله لا يسرق". وبعد بضع لحظات، أسرع رجل على دراجة نارية، وبين ساقيه جهاز تلفزيون بشاشة مسطحة. العديد من مقاتلي حزب الله أثنوا على دفاع الثوار عن القصير، قائلين أنهم قد وضعوا أربع صفوف من الدفاعات، تنطوي على سواتر رملية وشراك خداعية وكمائن... وقد خرج الثوار من البلدة بعد أن اتصل زعيم المعارضة السورية جورج صبرا بالزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط وطلب منه التدخل، وفقا لأنصار حزب الله وأشخاص مقربين من حزب السيد جنبلاط. وقال هؤلاء أن السيد جنبلاط نسق ممرا آمننا مع مدير أمن حزب الله وفيق صفا. بدوره قال لؤي المقداد "نحن لم نجر أي صفقة مع حزب الله. القتلة لا يستحقون التفاوض معهم".
فورين بوليسي: سوريا هي مشكلة المملكة العربية السعودية الآن
المعركة للسيطرة على البلدة الواقعة على الحدود اللبنانية تمثل المحاولة المملكة الأولى لقيادة المعارضة السورية المنقسمة.
لقد حملت معركة القصير عواقب مهمة بالنسبة لتوازن القوى داخل المعارضة السورية. يمكن القول أن معركة القصير هي المعركة الأولى في سوريا التي جاءت تحت رعاية سعودية بالكامل، وهي تشكل غزوة المملكة الأولى خارج دائرة نفوذها على طول الحدود الأردنية. فالرياض قد تسلمت الآن دور قطر بوصفها الراعي الرئيسي للثوار:ومن جهة يمكن للسعوديين أيضا أن يزعموا تحقيق انتصار لهم في القصير، حيث أنهم وضعوا مختلف قوات الثوار تحت قيادة حليفهم في الجيش السوري الحر بإمرة رئيس الأركان الجنرال سالم إدريس. فعلى الرغم من أن الثوار السوريين قد تلقوا مساعدات عسكرية من بلدان مختلفة ومانحين من القطاع الخاص، برزت قطر في البداية بوصفها الراعي الرئيسي للمعارضة. لكن في ظل تزايد حدة الضغوط الأميركية، سلمت قطر "الملف السوري" مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية.
وقد قام أعضاء ائتلاف المعارضة السورية بزيارة لمدة يومين الشهر الماضي إلى الرياض للمرة الأولى للتنسيق مع السعوديين. وطلبت الرياض من مندوبي المعارضة إعادة هيكلة الائتلاف الوطني السوري، وهو ما فعلوه بمرارة بعد ثلاثة أسابيع. وردا على ذلك، كثفت المملكة العربية السعودية مساعداتها. وقدمت الرياض للثوار 35 طنا من الأسلحة، على الرغم من أن المملكة فشلت في تزويدهم بأسلحة ذات نوعية أفضل والتي كان رئيس الجيش الوطني الحر قد طالب بها. و بشكل ملحوظ، انضم لواء التوحيد إلى المعارك في القصير – وهي خطوة هامة، لأن الميليشيا دائما ما عملت بشكل مغلق، وحصري تقريبا، مع القطريين والإخوان المسلمين. ووفقا لمصادر خليجية قريبة من المعارضة السورية، لقد التقى قائد لواء التوحيد، عبد القادر صالح، في الآونة الأخيرة مع ممثلي المخابرات السعودية لتنسيق الأنشطة العسكرية. وقد انضم مقاتلو المجلس العسكري في حلب والمنطقة الشرقية من مدينة دير الزور إلى المعارك أيضا.
وقد أحرز عملاء المملكة تقدما على الصعيد السياسي أيضا: فقد اكتسب إدريس مؤخرا سلطات واسعة النطاق داخل الائتلاف الوطني السوري. وقالت مصادر مطلعة على محادثات المعارضة في اسطنبول الشهر الماضي أن الجنرال حصل على فيتو بشأن 14 ممثلا عن المحافظات السورية، بالإضافة إلى 15 مقعدا للجيش السوري الحر. مجتمعين يصبح العدد 29 مقعدا - تضاف إلى المقاعد الثمانية التي أعطيت لمشيل كيلو و 13 للقائمة الديمقراطية، وسع التحالف المدعوم بشكل رئيسي من الرياض - نفوذ المملكة العربية السعودية بشكل كبير وقوض الهيمنة السابقة لجماعة الإخوان. وقد استمرت محادثات المعارضة في اسطنبول لأكثر من أسبوع، وكانت الجمعية العامة للتحالف التي يهيمن عليها الإخوان قد رفضت في البداية قبول خطة التوسع، على الرغم من الضغوط الشرسة من السفراء الغربيين وممثلي دول الخليج. لكن وفقا لمصادر خليجية، أعطي أعضاء التحالف إنذارا لمدة يوم واحد قبل أن يقبلوا أخيرا بخطة التوسع - فإما القبول بها أو أن إدريس سيعلن عن إنشاء جناح سياسي للجيش السوري الحر من شأنه أن يحل محل التحالف بشكل تام.
أعضاء الجمعية العامة تراجعوا وقبلوا بصفقة أسوأ حتى مما تم اقتراحه في البداية. ومن المؤكد أن السعوديين ما كانوا ليقدروا على تعزيز نفوذهم داخل المعارضة من دون مساعدة دول مثل الولايات المتحدة والأردن. الرياض تعمل عن كثب مع جميع اللاعبين تقريبا في الصراع السوري، باستثناء قطر وتركيا. وخلافا للاعتقاد الشائع، المملكة تدعم الجماعات المعتدلة وسط الثوار السوريين لمواجهة نفوذ الإخوان ورعاتهم القطريين. ونتيجة لذلك، إن نفوذ المملكة العربية السعودية المتزايد ساعد في تهدئة بعض المخاوف المتزايدة بشأن الاتجاهات المتطرفة داخل المعارضة المسلحة. وبطبيعة الحال، إن المملكة تدعم أيضا الجماعات ذات الميول السلفية لمواجهة الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وقد صعدت واشنطن مؤخرا من جهود الرصد المالي لضمان مرور مساعدات الثوار السوريين عبر إدريس، وفقا لمصادر مطلعة من منطقة الخليج. ومن شأن هذه التدابير بالطبع أن تكون صعبة التطبيق، بسبب أنشطة المانحين من القطاع الخاص الذين يملكون قنوات مع المتمردين السوريين – أيضا بسبب سوء تنظيم المؤسسات المالية في بعض البلدان، مثل الكويت.
ومع ذلك، لا تزال قطر تتمتع ببعض النفوذ داخل المعارضة. وقال لي ناشط سوري أن ممثلي قطر المتواجدين في تركيا رفضوا لقاء مجموعة متمردة من إدلب قبل أسبوع من محادثات المعارضة في اسطنبول. ولكن بعد توسع التحالف، اتصل الممثلون بالمجموعة مرة أخرى ووفروا لها على ما يبدو الذخيرة التي تحتاجها. قد يكون نفوذ الدوحة قد تقلص، لكن لا يزال بإمكانها استخدام قنواتها للحفاظ على القدرة على التأثير على الجماعات المسلحة. ومع ذلك، لدى السعوديين حاليا فسحة صغيرة لممارسة نفوذهم الجديد. فواشنطن وموسكو لا تزال عازمتين على تنظيم "جنيف 2" الذي يهدف إلى التقريب بين ممثلي النظام السوري والمعارضة من أجل التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض. وتعني التحضيرات لجنيف 2 أن الخيارات العسكرية، مثل زيادة المساعدات للثوار، هي متوقفة الآن إلى حين حصول أو فشل المحادثات. وفي الوقت نفسه، إن انتصار حزب الله في القصير كان حتميا، لكنه ليس نهاية القصة. فرعاية المملكة العربية السعودية للمعركة في هذه المدينة الغامضة سابقا تمثل بداية جديدة للحرب في سوريا – بداية يأمل المرء أن تزيد الشعور بالوحدة بين صفوف المتمردين وتمكن قوات المعارضة المعتدلة.
وورلد تريبون: تقدم محور إيران وحزب الله وسوريا يذهل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية
تشعر القيادة الإسرائيلية بالقلق إزاء ما ستعنيه هزيمة الثوار السنة من قبل الرئيس السوري بشار الأسد . وقال مسؤولون أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تتابع عن كثب هجوم الأسد ضد الثوار السنة في ربيع عام 2013. وقالوا أن الاستخبارات رأت أن خروج الأسد منتصرا يمكن أن يشجعه على شن أعمال عدائية ضد إسرائيل بالتنسيق مع إيران وحزب الله. وقال مسؤول "الأسد لن يجلس هادئا إذا ما انتصر بل انه سيثأر من أي شخص يشعر انه ساعد الثوار، ويمكنه مهاجمتنا لاستعادة مؤهلاته الراديكالية." وقال مسؤولون أن مجتمع الاستخبارات ذهل من التقدم السريع لجيش الأسد، بدعم من فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله. وقالوا أن الهجوم شكل تطورا كبيرا في قدرات الجيش السوري، فضلا عن التنسيق مع حلفائها الأجانب وقال المسؤول "إذا ما استمرت [قوات الأسد] على هذا المعدل، فإنها يمكن أن تختم الحرب في غضون أسابيع قليلة، وتترك الشمال لمرحلة لاحقة". وقدرت الاستخبارات أن الحرب وقعت بالتنسيق بين الأسد، والحرس الثوري الإيراني وحزب الله. وقال مسؤولون أن الوكالات العسكرية والاستخبراتية الإسرائيلية لم تستبعد أن تشكل إيران وسوريا وحدات مشتركة دائمة للحرب ضد إسرائيل أو الأردن.
نيويورك تايمز: إسرائيل تدس خياراتها فيما تقترب الحرب في سوريا من الحدود
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مقاتلي المعارضة السورية تمكنوا من الاستيلاء بشكل وجيز على المعبر الوحيد بين إسرائيل وسوريا وهو ما يهدد بجلب الحرب الأهلية الدموية إلى أقرب النقاط في منطقة الجولان. وقد قام جنود الاحتياط الإسرائيلي بمحاكاة اشتباك مع حزب الله يوم الخميس في قرية لبنانية وهمية في قاعدة الياكيم في إسرائيل، على بعد 70 ميلا من الحدود السورية... وفي الوقت نفسه وعلى بعد أقل من 70 ميلا كان هناك عشرات من الجنود الإسرائيليين الذين يؤدون تدريبات قتالية مكثفة استعدادا لما يمكن أن يحدث، حيث يتوقع العديدون نشوب حرب قريبة مع حزب الله.
وأشارت الصحيفة إلى أن وضع إسرائيل أصبح معقداً في ظل وجود حرب أهلية على الحدود، كما أن حزب الله كان قد تعهد في الأسابيع الماضية بأن يعمل على تسهيل الهجمات على إسرائيل من المرتفعات. ومن جهة أخرى فإن المعارضة السورية تتكون في معظمها من سنة راديكاليين لديهم صلات بتنظيم القاعدة، وقد نتج عن ذلك جدل واسع في إسرائيل حول الخيارات المتاحة وإلى أي الأطراف يجب أن تنحاز إسرائيل لحماية مصالحها بدون التوصل إلى إجماع واضح. وحول أحداث القنيطرة، نقلت الصحيفة قال دانييل نيسمان، وهو خبير استخبارات في الشرق الأوسط "انه بالتأكيد خطر متزايد، انه يزيد من غموض الوضع. ما يعنيه هو أن مرتفعات الجولان باتت غير مستقرة أكثر بكثير وتتطلب الكثير من اليقظة."
ونقلت الصحيفة عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمنون سوفرن المحاضر بكلية الدفاع القومي الإٍسرائيلية قوله: "هذه هي أحد أكثر المواقف تعقيدا والتي يمكن أن نواجهها في المستقبل القريب". وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن الجيش الإسرائيلي والمسؤولين السياسيين يصرون على أنهم لا يريدون التورط في النزاعات الداخلية السورية، فإنهم لن يترددوا في حماية مصالحهم المتمثلة في منع وصول الأسلحة المتقدمة من الوصول إلى حزب الله. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المحللين يؤكدون أنه بالرغم من وجود صدامات مستمرة على مقربة من مرتفعات الجولان، وسقوط عشرات القذائف الطائشة داخل الأراضي الإسرائيلية، فإن أحداث يوم الخميس كانت الأكثر تهديداً لإسرائيل حيث كانت هناك ساعات مستمرة من القتال العنيف بمعبر القنيطرة.
وفى ظل هذه الأوضاع، تستعد إسرائيل، وفقا للصحيفة، لاحتمالية اندلاع حرب ثالثة مع لبنان، حيث تعتقد أن حزب الله جهز 60 ألف صاروخاً موجهة صوبها، فيما يؤكد جنرالاتها أن إسرائيل أفادت من دروس الماضي وأنها ستشن هذه المرة حربا سريعة وقاتلة. وقد وصف احد الجنرالات المنازل اللبنانية مؤخرا قائلا لديهم "غرفة معيشة وغرفة صواريخ" إلى بجانب بعضها البعض. وهذا هو السبب في إنشاء الجيش قرية لبنانية وهمية هنا في قاعدة الياكيم، مجهزة بثلاثة أنفاق محصنة تحت الأرض، على غرار تلك التي يستخدمها حزب الله لتخزين الإمدادات. صباح يوم الخميس، توجت كتيبة من جنود الاحتياط تدريبات استمرت مدة خمسة أيام عبر اقتحام القرية مع إطلاق نار واستخدام قنابل يدوية وأخيرا لحقت بهم ثلاثة دبابات عبر التلال. وقد أدى ثمانية رجال يرتدون زيا مموها أمريكي الصنع يحاكي الزي الذي ارتداه حزب الله في عام 2006 دور العدو. وقال احد العناصر الثمانية من الجند الإسرائيلي "ما بنيناه هنا هو ما يفعلونه هناك." وقال جنديان أنهما أطلقا النار على جنود الاحتياط من خلال النوافذ والأبواب لجذبهم إلى احد المنازل، ثم ألقوا قنابل يدوية وهمية وأطلقوا النار عبر بنادقهم، المحملة برصاص فارغ، لتأخيرهم . وتسللوا من مبنى إلى آخر لمدة 90 دقيقة، ثم أعلنت هزيمتهم، فيما سارع العديد من جنود الاحتياط إلى النوم على الأرض بعد أيام طويلة مع قليل من النوم. "- وقال الجندي "نحن نخسر دائما مثل العدو. أعداؤنا يخسرونا، أيضا، في نهاية المطاف".
نيويورك تايمز: القوات السورية تطارد الثوار الذين فروا من بلدة القصير
بدا أن جنود الجيش السوري وميليشيا حزب الله اللبنانية قد وسعا مطاردتهما يوم الخميس، فانتشروا باتجاه القرى والمزارع المحيطة حيث فر المسلحون فضلا عن المئات من المدنيين . وقال أحد اللاجئين الذين تحدثنا إليهم عبر الهاتف والذي قال انه خارج القصير. إننا نختبئ في البساتين". وقال انه هناك نقص في الغذاء والماء والدواء، وأن المنطقة تتعرض لقصف مدفعي أدى حسب كلامه إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص. وقال قبل أن يطلب إنهاء المكالمة للحفاظ على البطارية"لقد دفناهم بشكل فوري بسبب الطقس الحار". قال لاجئ آخر من المدينة فر من سوريا انه كان يتلقى رسائل طوال يوم الخميس من أقاربه بالقرب من القصير الذين وصفوا له ظروفا مماثلة... مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية في المدينة، ليس دوسيت، كتبت على تويتر أنه "لا توجد مؤشرات على القتال" يوم الخميس لكنها قالت انه يبدو أن الجيش قد نهب المنازل. وأضافت "اليوم، القوات تأخذ ما في وسعها - تلفزيونات، ثلاجات، مراتب" "، وقالت هناك فقط 150 أسرة لا تزال في # القصير، حوالي 500 شخص – في مدينة كان فيها 30000 شخص...
نيويورك تايمز: رايس وباور من أنصار التدخل لكن ليس في الحرب السورية
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تعيين سوزان رايس وسامانثا باور في منصبين مهمين للأمن القومي، يعد لجوءًا من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى اثنين من المدافعين البارزين عن سياسة التدخل الليبرالية، التي تمثل عقيدة سياسة خارجية تطالب الولايات المتحدة بالتحرك بشكل عدواني للدفاع عن حقوق الإنسان بالوسائل العسكرية إذا لزم الأمر. وذكرت الصحيفة في سياق تحليل إخباري على موقعها الإلكتروني أن كلتيهما (رايس، وباور) لهما دور كبير في حملة عام 2008 ولديهما علاقات شخصية مع أوباما. وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك فإنهما ستعملان في خدمة رئيس قاوم على نحو ثابت التدخل في أفظع كارثة بالنسبة لحقوق الإنسان في أيامنا هذه ألا وهي الحرب الأهلية في سوريا، وأضافت أنه في ضوء آراء أوباما الثابتة، ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن لرايس أو باور أن تحثاه على التحرك. وأشارت الصحيفة إلى أن رايس، التي أصبحت مستشارة للأمن القومي وبارور المزمع أن تحل محل رايس في منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، عملتا في فريق في عام 2011 إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإقناع أوباما بدعم تدخل يقوده حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا كان مخططا له بحيث يمنع ارتكاب مجزرة بحق الثوار في بنغازي.
المونتيور: معركة القصير: الوقائع والأسرار... والنتائج
كانت المناطق السوريّة الموالية لسلطة الرئيس بشار الأسد هادئة ساكنة مساء الأربعاء الماضي في 5 حزيران الجاري، كما في أي مساء آخر منذ سنتين وثلاثة أشهر، عمر تلك الحرب العنيفة التي تشهدها البلاد. لكن في المقابل، كانت الضاحية الجنوبيّة لبيروت، المعقل الأوّل لحزب الله الشيعي اللبناني، على موعد مع حركة غير عاديّة: مواكب سيّارة وآلاف الشبان المبتهجين بإطلاق النار من أسلحتهم في الشوارع وتوزيع حلوى على المارة في الطرقات. أما المناسبة، فسقوط مدينة القصير السوريّة! مفارقة بسيطة تكفي لأي مراقب ليدرك صاحب هويّة الانتصار الخاطف المحقّق في تلك البلدة السوريّة، الواقعة على مسافة كيلومترات قليلة شمال شرق لبنان. إنه حزب الله، هو صاحب المعركة، وهو صاحب الانتصار، وهو المعني أكثر من سواه بنتائجها وما بعدها، وما بعد ما بعدها، بحسب ما يقول أمينه العام السيّد حسن نصرالله. أوساط معنيّة بما حصل هناك قالت لموقعنا إن الأيام المقبلة ستكشف الكثير من الوقائع العسكريّة والميدانيّة لتلك المعركة. لكن خلاصة انتهائها بهذه السرعة، تعود إلى عوامل تكتيّة عدة. أوّلها كثافة النار التي استخدمت من قبل الجيش السوري لدكّ آخر جيوب مسلحي المعارضة و"جبهة النصرة". ثانيها تحديد مخابئ آمري المجموعات الأساسيّة وضربها، كما تدمير غرفة العمليات المركزيّة لجهاديّي "النصرة" الذين يقودون المعارضة في المدينة، ما أدّى إلى ضرب آليّة التحكّم والسيطرة لهؤلاء المسلحين، كما أفقدهم القدرة على الاتصال والتواصل في ما بينهم. جاء ذلك فيما الحصار المضروب عليهم بدأ يعطي مفاعيله، خصوصاً لجهة الإمداد بالوقود وصولاً إلى ثقل الخسائر البشريّة التي وقعت في صفوف المسلحين. فقد كانت لدى الجهة المهاجمة يوم الإثنين الذي سبق السقوط، تقديرات بأن عدد قتلى المسلحين قد قارب ألف ضحيّة، فضلاً عن نحو 400 جريح باتوا يشكّلون عامل ضغط كبير عليهم، فيما خلت المدينة من وجود أي مدني بعدما نزح جميع أهلها إلى خارجها.
عند هذا الحدّ، بادر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إلى الاتصال بقيادة حزب الله، عارضاً وساطة لانسحاب من سمّاهم "المدنيّين والجرحى". أدرك الحزب الشيعي سريعاً أن طلب جنبلاط منقول من القصير المحاصرة إلى بيروت عبر أكثر من جهة إقليميّة، تركيّة وخليجيّة. فاطمأن إلى أن نصره وشيك. وكان جوابه واضحاً: هناك طريق وحيدة تركناها مفتوحة صوب بلدة الضبعة المجاورة. وهي الطريق التي اعتمدها المدنيّون للخروج من الحصار بشكل آمن وسالم، غير أن المسلحين حاولوا التذاكي طيلة الأيام الماضية، واستخدموها لاستقدام المزيد من التعزيزات. وعلى الرغم من ذلك قرّرنا تركها مفتوحة. الآن يمكنهم الخروج عبرها. وهكذا كان. ليل الثلثاء في 4 حزيران، نفّذ نحو ألف مسلح وجريح عمليّة "هروب غير منظّم" من مدينة القصير، انتهت إلى تأكيد صحّة كلام السيد نصرالله لأنصاره في 25 أيار الماضي، حين قال لهم: "كما وعدتكم بالنصر سابقاً، أعدكم بالنصر مجدّداً". انتهت المعركة هناك، لكن نتائجها على أكثر من صعيد، بدأت لتوها. أولى هذه النتائج، يأتي أثرها النفسي العام على فريقَي الصراع في سوريا ولبنان. مسألة قد تكون مكتومة أو كامنة أو مازالت في صيغة الإنكار لما حدث. لكن يكفي تدليلاً على ذلك أن خصوم حزب الله في سوريا وخصوصاً في لبنان، كانوا قد ملأوا وسائل الإعلام طيلة الأسبوعَين الماضيَين، بكلام عن أن التنظيم الشيعي قد غرق في وحول حرب استنزاف لن يخرج منها في القصير، وأن تلك "المدينة الصامدة" قد تحوّلت قصير–غراد، تيمّناً بمدينة ستالين-غراد الروسيّة! ذلك، قبل أن تأتي الأحداث هناك سريعة خاطفة، لتؤكّد خطأ حسابات هؤلاء ودقّة وفاعليّة عمل حزب الله.
لكن النتائج الحسيّة على الأرض تبقى الأهم. وهي في التقديرات الأوليّة حتى اللحظة، موزّعة على ثلاث جبهات: سورياً ولبنانياً وحتى إسرائيلياً. سورياً، يمكن قراءة نتائج سقوط القصير عسكرياً محلياً، كما سياسياً وخارجياً. على المستوى الأول تكشف أوساط معنيّة بالمعركة لموقعنا، أن ما حصل هناك جاء من ضمن مخطّط ميداني شامل تمّ الإعداد له بدقّة وتأنّ وصبر، طيلة أكثر من عام. وهو مخطّط ستبدأ الآن تباشير مراحله التالية. وكان موقعنا قد عرض سابقاً في مقالات عدّة، الأهميّة الاستراتيجيّة لمدينة القصير، خصوصاً لجهة السيطرة منها كلياً على ريف دمشق الغربي والشمالي الغربي، كما السيطرة على طرق التواصل الحيويّة بين دمشق وحمص، وبين دمشق والساحل السوري ذات الثقل العلوي. لكن ما تكشفه الأوساط نفسها يذهب أبعد، إذ تؤكّد أن سقوط القصير جاء بعد إنجاز خطوات عسكريّة ضخمة في الداخل السوري. وهي تمثّلت بشقّ طريق آمنة ومباشرة بين دمشق ومدينة حلب شمالاً. طريق عسكريّة لا علاقة لها بالطريق الدوليّة السريعة الموجودة أصلاً بين المدينتين. بل استحدثت هذه الطريق خلال الأشهر السبعة الماضية، وهي بطول 122 كيلومتراً، تمرّ كلها في مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وتتجنّب الجيوب القليلة المتمرّدة والتي ما زالت واقعة بين المدينتَين السوريّتين الأساسيتَين. علماً أن عدداً من هذه الجيوب قد تمّت "معالجتها" نهائياً أثناء شقّ الطريق العسكريّة الجديدة. وفي وقت متزامن، تمّ استحداث طريق عسكريّة أخرى بطول نحو 20 كيلومتراً، تربط بين حلب ومطار حلب. وقد شارفت طريق ثالثة على الإنجاز بين حلب والمدينتَين الشيعيّتَين المحاصرتَين من قبل "جهاديّي جبهة النصرة"، النبل والزهراء في ريف حلب أيضاً، ومنهما إلى مطار منغ القريب من الحدود السوريّة-التركيّة. هكذا، تكشف تلك الأوساط أن خطوط النقل والإمداد الكامل، بشرياً ولوجستياً وتسليحاً وعتاداً، باتت مؤمّنة بين كافة المناطق السوريّة الرئيسيّة الخاضعة للسلطات السوريّة. وهو ما ستبدأ ترجمته بعد سقوط القصير، في أكثر من اتّجاه. أولاً السيطرة على ريف دمشق والغوطة الشرقيّة وبالتالي إقفال آخر ثغرة في الحدود مع لبنان، في عرسال. بعدها تصير كل الخيارات ممكنة: الانتقال جنوباً في اتّجاه درعا لإقفال الحدود مع الأردن، أو الذهاب شمالاً وصولاً إلى الحدود التركيّة.
والنتائج السياسية لمعركة القصير سورياً، فتستحقّ بحثاً مفصلاً، نتركه لمقال لاحق. أما لبنانياً، فقد يكون من المبكر الكلام عن نتائج سياسيّة لانتصار حزب الله. غير أن متابعة هذا الأمر ممكنة بسهولة، إذ يكفي رصد المواقف المقبلة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط. فهو كان قد ابتعد عن حزب الله طيلة الأشهر الأخيرة، ما سمح للفريق السنّي بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتكوين أكثريّة طفيفة وهشّة في المجلس النيابي. فهل يعيد جنبلاط مرّة أخرى تموضعه بعد القصير، أم يبدأ عمليّة انعطاف تدريجي، طبقاً لموازين القوى الجديدة؟ مسألة تقتضي انتظار التداعيات الميدانيّة والسياسيّة اللاحقة. سينتظر جنبلاط ماذا سيحصل سورياً على الأرض، خصوصاً في المناطق المجاورة لمحافظة السويداء، ذات الثقل الدرزي جنوب سوريا. كذلك سينتظر في السياسة، ماذا سيفعل المحور العربي والإقليمي والغربي الذي كان داعماً لمسلحي المعارضة. بعدها يحدّد تموضعه لبنانياً بشكل آمن ومن دون رهانات خاطئة وخيارات انتحاريّة، كما أوشك أن يفعل منذ العام 2008.
لكن لبنانياً أيضاً، ثمة حذر أمني كبير من نتائج معركة القصير. حذر يتمثّل في الخشية من أن يعمد "جهاديّو جبهة النصرة" إلى تنفيذ عمليات انتقاميّة في مناطق لبنانيّة معينة، خصوصاً ذات ثقل شعبي شيعي. وذلك على طريقة انتحاريّي "القاعدة" أو بواسطة سيّارات مفخّخة تضرب المدنيّين. علماً أن المعنيّين بهذا الأمر لبنانياً يدركونه، وهم بدأوا الإجراءات الممكنة لرصده وتجنّبه.
تبقى النتائج الأخيرة على المستوى الإسرائيلي. ذلك أن الاسرائيليّين تابعوا بدقة وعن كثب تفاصيل معركة القصير، من زاوية اهتمامهم بأداء عدوّ شرس لهم، هو حزب الله. وهم عمدوا بكلّ الوسائل المتاحة لا شكّ، إلى رصد كل تفصيل هناك: أعداد القوى المهاجمة وأسلحتها وتجهيزاتها وتكتيكاتها الميدانيّة. لكن النتيجة الأهم إسرائيلياً هي أن القصير شكّلت أوّل معركة هجوميّة يخوضها حزب الله، بعد ثلاثين عاماً من اعتماده عقيدة عسكريّة دفاعيّة. وهو ما قد يثير القلق على الجانب الجنوبي من الحدود اللبنانية: ماذا لو صار هذا التنظيم الذي خبرت إسرائيل قدراته الدفاعيّة المذهلة، قادراً على تكرار إنجازاته في الهجوم أيضاً؟ إنها القصير، وقصصها بعد اليوم لن تكون قصيرة أبداً.
المونيتور: قائد ميداني للثوار في القصير لـ "المونيتور" قبيل الحسم: الحصار كامل حولنا وتكلفة صمودنا غالية
في هذا المقال للكاتب إيلي الحاج، يروي قائد ميداني من الثوار السوريّين لـ"المونيتور"، قبل ساعات من استعادة الجيش النظامي السوري مدعوماً بقوات من "حزب الله"اللبناني السيطرة على مدينة القصير شمال سوريا، أجواء المعركة اليائسة بالنسبة إلى المسلحين المعارضين الذين تعرّضوا لقصف جوي وأرضي عنيف في حين أغلقت عليهم طرق الإنسحاب حتى ليل الأربعاء الخميس 5-6 حزيران/ يونيو الجاري، ما جنّبهم القتال حتى الموت. بدأ المسؤول العسكري في "الجيش السوري الحرّ" ، الذي تمّ الإتصال به عبر إحدى وسائط التواصل الإجتماعي، حديثه بوصف للوضع في مدينة القصير. فأوضح أن المدينة مطوّقة من كل الجهات، لكن ذلك لم يمنع في أوقات سابقة إيصال مجموعات من المقاتلين والمؤن وبعض الأدوية الضروريّة، من خلال عمليات تسلل أو بعد مواجهات محدّدة وشديدة الخطورة. وقال الرجل إن التطويق الكامل الذي تنفّذه الوحدات المحاصرة للقصير هو خطأ عسكري لأنه يجبر الثوار على القتال حتى آخر رجل منهم. أضاف أن الإستسلام غير وارد بالنسبة إلى أيّ مقاتل معارض لأنه يعادل الموت في تلك البقعة من العالم. وتابع أن قيادة القوّات المشتركة من الجيش النظامي السوري ووحدات "حزب الله" التي هاجمت القصير على مدى أسبوعين، ارتكبت مجموعة من الأخطاء العسكريّة الفادحة في الأيام الأولى. أبرز هذه الأخطاء أنها لم تهاجم المدينة مباشرة للسيطرة عليها، بل تلهّت بمحاولة تنظيف مواقع حولها لتأمين خلفيّتها وطرق إمدادها، الأمر الذي حرمها قدرة المتفوّق عسكرياً الذي ينظّف الأرض من حوله. فبعد أيام من بدء الهجوم الشامل كان التقدّم نحو المدينة أصعب بكثير على المهاجمين. وزعم القائد العسكري، والذي كان يحمل رتبة قياديّة في الجيش النظامي قبل أن ينشقّ عنه، أن المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري -ومعه حليفه اللبناني الذي انخرط لاحقاً في المعركة- هي نفسها تقريباً المناطق التي كان يتواجد فيها قبل الهجوم، ولا سيّما منطقة تضمّ مقراً كبيراً لجهاز الأمن السياسي. والدليل الذي قدّمه على أن المدينة ما زالت خارج قبضة النظام السوري (في ذلك الحين)، هو بحسب قوله "إنها ما زالت تتعرّض للقصف بصواريخ بعيدة المدى. وهذه تستخدم في العلم العسكري لدكّ مناطق صافية للعدوّ ولا تتداخل فيها القوات المشتبكة. ولو كان فيها جيش نظامي وقوات لـ"حزب الله" لاستخدمت في قصفها أسلحة أخرى". وأجاب كذلك عن سؤال يتعلّق بالسبل التي يتّبعها مقاتلو المعارضة للصمود تحت وابل القصف العنيف البرّي والجوّي، قائلاً بأن أعمال حفر الأنفاق في المدينة ذات الصخر الأحمر والذي تسهل أعمال قصّه وتفتيته -بعكس الصخر الأبيض المتماسك- كانت قد بدأت قبل سنتَين. واستطرد "يمكن القول إن في القصير استحكامات ومخابئ جيّدة للمقاتلين تؤمّن لهم القدرة على الإحتماء عندما يعنف القصف، ومعاودة القتال عندما يهدأ في الشوارع والأحياء التي أصبحت مزنّرة بالمتاريس، المنظورة وغير المنظورة. إلا أن ذلك لا يعني أن ثمّة تكلفة بشريّة عالية يتكبّدها المقاتلون الثوار.. تكلفة تتراوح يومياً بين 20 و50 قتيلاً، منهم ومن المدنيين الذين بقوا في القصير وعددهم يتراوح بين 20 و30 ألفاً". وشرح الرجل أن قسماً كبيراً من المسلحين الذين يعملون تحت إمرته هم من المقاتلين الأشداء الذين خاضوا معارك كثيرة في كل أنحاء سوريا منذ اندلاع المواجهات المسلحة فيها في آذار 2011. وأشار إلى أن مقاتلي "حزب الله" كانوا قد تقاسموا الجبهات مناصفة تقريباً مع الجيش النظامي السوري حول القصير، لكن أمرة العمليات العسكريّة في منطقة القصير كانت تعود إلى الحزب. أضاف "كان المفترض بحسب التوقّعات الأوليّة للقيادة العسكريّة في الحزب أن تكون عمليّة السيطرة على القصير قد انتهت بعد ثلاثة أيام من الهجوم، ليسحب حزب الله قوّاته إلى لبنان ويعلن أنه اضطرّ إلى تدخّل محدود في عمليّة خاطفة. وقد مضى أكثر من أسبوعين ولم تتحقق خطتهم".
وقال القائد العسكري " يتبين لنا يوماً بعد يوم أن حزب الله يبرع في الدفاع على أرضه في جنوب لبنان التي يعرفها جيداً ويقيم فيها إنشاءاته الدفاعيّة، في حين أنه لا يحسن القيام بدور الهجوم، أي الدور التقليدي للجيش الإسرائيلي الذي لطالما قاتله. إنه ليس على أرضه في حين أننا نقف في موقع الدفاع ونقاتل على أرضنا، بعدما أقمنا ما استطعنا من استحكامات ومخابئ. أستطيع القول إن الأدوار معكوسة وهذا يبرّر العدد الكبير من القتلى الذين وقعوا في صفوف مقاتلي "حزب الله" منذ اندلاع معركة القصير. هل تعلم أن عدد قتلى هذا الحزب خلال حرب تموز وآب 2006 مع الجيش الإسرائيلي لم يتجاوز الـ130 قتيلاً من عناصره المدرّبين؟ معلوماتي تفيد أنه حتى اليوم خسر عدداً أكبر من مقاتليه في القصير وحدها". وإلى متى يستطيع عناصر المعارضة الصمود في وجه الحصار والهجمات الميدانيّة والصاروخية؟ أجاب الرجل قبل انقطاع الإتصال بأن "لا خيار آخر لدينا". ولكن تبيّن لاحقاً بعد ساعات من الحديث المذكور، أن خيار الإنسحاب كان على الطاولة ووسائله وطرقه توافرت تحت جنح الظلام، للمسلحين المعارضين والأهالي الباقين على حدّ سواء. وعندما دخل الجيش النظامي المدينة ولحقت به كاميرات التلفزة الرسميّة السوريّة واللبنانيّة المؤيّدة للنظام السوري ("المنار" و"الميادين") لم تلتقط صورة لأي مدني في القصير المدمّرة والخالية، والأشبه بمدينة أشباح.
واشنطن بوست: تهديدات الجولان تدفع إسرائيل للإسراع في بناء "الجدار الذكي"
قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية اليوم الجمعة إنه خوفا من امتداد الحرب الأهلية السورية إليها واحتمال تسلل مقاتلي حزب الله اللبناني يسارع المهندسون العسكريون في إسرائيل لإكمال "الجدار الذكي" الذي تقيمه في مرتفعات الجولان المحتلة. وأوضحت أنه مع احتدام القتال أمس الخميس بين المعارضة والقوات النظامية للسيطرة على معبر القنيطرة الحدودي، زادت مخاوف تل أبيب من اقتراب الحرب السورية إلى المناطق التي تحتلها على طول الحدود المتوترة مع سوريا. ومع تصاعد التهديدات، قررت إسرائيل إحلال وتبديل للسور القديم بجدار صلب للتحصين مجهز بالأسلاك الشائكة، وأجهزة استشعار تعمل باللمس، وكاميرات الآشعة تحت الحمراء والرادار الأرضي، وهو الجدار الذي شبهه مؤخرا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسور الصين العظيم. وأكدت الصحيفة أنه بمجرد الانتهاء من الجدار الممتد على مسافة 45 ميل في الأشهر المقبلة، ستكون قد اتخذت إسرائيل خطوة أخرى هائلة لتحيط نفسها بسلسلة من الحواجز.و أشارت الصحيفة أن جميع هذه الإجراءات الأمنية زادت من شعور الإسرائيليين بالعزلة كما أنها المبالغة في تأمين الحدود الإسرائيلية بأسوار تعد ا لأكثر تطورا في العالم يراها البعض كناية عن الضعف وليس القوة. وقال العميد المتقاعد الجنرال نحمان شاي، وهو عضو في البرلمان الإسرائيلي والمتحدث السابق باسم قوات الدفاع الإسرائيلية: "بالنسبة لي، فإن الرسالة واضحة وهى إن فكرة السلام مع جيراننا اصبحت مستبعدة، والأسوار رمز لهذا الواقع". ورغم الإجراءات الأمنية التي تتخذها إسرائيل، اعترف قادة الجيش الإسرائيلي انها في حال اندلاع المعارك والحروب، لن تستطيع الحواجز فعل شيء يذكر لحماية إسرائيل من الصواريخ بعيدة المدى التي تطلق من لبنان أو إيران أو قطاع غزة.
عناوين الصحف
الغارديان البريطانية
• إسرائيل ترد بغضب على انسحاب النمسا من مرتفعات الجولان.
• محادثات أصدقاء سوريا تبدأ فيما يخيم الشك على جنيف 2.
الاندبندنت البريطانية
• سوريا: قلق في القدس فيما تنسحب قوات حفظ السلام النمساوية من مرتفعات الجولان.
• إسرائيل تزعم إعادة استيلاء الجيش السوري على المعبر الحدودي.
ديلي تلغراف
• قوات حفظ السلام في حالة من الفوضى فيما ينسحب النمساويون من مرتفعات الجولان.
• المحافظون يطالبون بالتصويت على إرسال أسلحة إلى سوريا.
• الجيش السوري يستعيد السيطرة على معبر الجولان.
نيويورك تايمز
• إسرائيل تدرس خياراتها فيما تقترب المعارك السورية من الحدود.
• القوات السورية تطارد الثوار الذين فروا من بلدة القصير.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها