اتخذت عملية نقل الجرحى السوريين من بلدة القصير السورية عقب معركتها الاخيرة وسقوطها على يد قوات النظام السوري ومقاتلي "حزب الله" الى مستشفيات البقاعين الاوسط والغربي
اتخذت عملية نقل الجرحى السوريين من بلدة القصير السورية عقب معركتها الاخيرة وسقوطها على يد قوات النظام السوري ومقاتلي "حزب الله" الى مستشفيات البقاعين الاوسط والغربي امس طابعاً لافتا لم يقتصر على البعد الانساني الصرف. ذلك أن الصليب الاحمر اللبناني بدا الجهة الوحيدة التي تمكنت من تجاوز ألغام انعكاسات الصراع السوري على لبنان فسمح لها الاطراف المعنيون بالشروع في نقل عشرات المقاتلين السوريين المعارضين الذين اصيبوا في معارك القصير بعدما جرى اخلاؤهم الى بلدة عرسال في البقاع الشمالي وبدأ الصليب الاحمر اللبناني عمليات نقلهم الى مستشفيات بقاعية خصوصا في البقاع الغربي. وجرت عمليات النقل على مراحل كان آخرها بعد ظهر امس بنقل دفعة جديدة من 14 جريحا.
وافاد مراسلا "النهار" في زحلة وبعلبك ان عدد الجرحى الذين نقلوا في اليومين الاخيرين بلغ 52 جريحا ويتوقع ان تستمر عمليات النقل لتشمل نحو 300 جريح من المقاتلين السوريين المعارضين وبعض المدنيين.
لكن "الهدنة" التي اتاحت نقل الجرحى السوريين لم تنسحب على الاوضاع الحدودية المتوترة اذ سجل مساء سقوط اكثر من 9 قذائف مصدرها الجانب السوري على مجرى النهر الكبير وطاولت قرى حكر جانين وقشلق والعرمة وجانين من دون تسجيل اصابات.
اما الوضع في طرابلس فيتجه نحو هدنة جديدة في ظل تشديد الجيش اجراءاته وانتشاره في مختلف ساحات المدينة واحيائها. ومن المنتظر ان يبدأ الجيش وقوى الامن الداخلي في السابعة صباح اليوم ازالة المتاريس في التبانة وبعل محسن بمواكبة الفاعليات الطرابلسية.
السفير السعودي
في غضون ذلك، أكد السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري في اتصال مع "النهار" ان السفارة "حثت المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان على التقيّد بمضمون ما صدر عن مجلس التعاون الخليجي حرصا على سلامتهم" وأضاف: "ان هذه الدعوة الصادرة عن السفارة الى مواطنيها تأتي في ظل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على سلامة مواطنيها أينما كانوا.
وشدد على "ان اللبنانيين يعلمون جيدا مدى حرص خادم الحرمين الشريفين على أمن لبنان وسلامته واستقراره". وعن تأثير ما صدر عن السفارة في اول موسم الاصطياف في لبنان قال : "اذا وجدت حكومة في لبنان وأكدت على لسان كبار المسؤولين تحملها المسؤولية عن سلامة الامن والاستقرار فان المواطنين هم خير من يقرر الموقف الواجب اتخاذه".
وأفادت معلومات ان السفير السعودي التقى قبل مدة رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قبل لقاء عسيري والوزير جبران باسيل الذي عقد اخيرا على ما اوردت "النهار" امس.
ورجحت معلومات ان تكون للامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله اطلالة اعلامية في الرابع عشر من الجاري لمناسبة "يوم الجريح" يتحدث فيها عن التطورات الاخيرة بعد معركة القصير والتطورات الداخلية السياسية والامنية.
ويواصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان تحركه الديبلوماسي مع ممثلي البعثات الديبلوماسية في لبنان لشرح موقف الدولة من موضوع الانعكاسات السورية على لبنان ورفض تورط اي فريق فيها وتجنب المضاعفات الدولية لهذا التورط. وهو التقى امس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي ووضعهم في صورة الموقف الرسمي من ملف اللجوء السوري الى لبنان والاقتراحات اللبنانية من اجل توفير مساعدة الدول القادرة في تقاسم اعباء هذا الملف.
وأفادت مصادر معنية ان الهدف الاساسي من هذه اللقاءات لا يقتصر على مسألة اللاجئين السوريين وانما تهدف ايضا الى احتواء الاصداء الخارجية بعد التطورات السورية الاخيرة في ظل اتجاه دول الى اتخاذ اجراءات معينة تطاول لبنان واللبنانيين. ومن المتوقع ان يلتقي سليمان غدا سفراء دول الاتحاد الاوروبي.
المجلس الدستوري
وسط هذه الاجواء رجحت مصادر مطلعة مواكبة لعمل المجلس الدستوري لـ"النهار" ان يقدم رئيس المجلس عصام سليمان مطالعته في الطعنين المقدمين امامه في قانون التمديد لمجلس النواب غدا الاثنين على ان يبتها المجلس الدستوري خلال يومين او ثلاثة على ابعد تقدير. فاذا ما اجتمع المجلس الدستوري بعد تلقيه مطالعة رئيسه معنى ذلك انه سيتخذ قرارا وإلا فان عدم انعقاده سيكون دليلاً على عدم اتفاق اعضائه مما يعطل امكان النظر في الطعنين. واشارت الى ان استفادة الدستوري من المهلة القصوى المعطاة له لبت الطعنين معناها انه هو جزء من المشكلة وليس مرجعا للحل.