28-11-2024 05:50 AM بتوقيت القدس المحتلة

محاكاة تحرير الجليل الاعلى .. !

محاكاة تحرير الجليل الاعلى .. !

وثمة من يذهب الى ابعد من ذلك ليسجل بان مسرح القصير وريفها ربما كان بمثابة محاكاة لمناورات لطالما تمناها واشتهاها رجال الله تحضيرا لحرب تحرير الجليل الاعلى من دنس الاحتلال الصهيوني

لحظة دخول الجيش السوري مدينة القصير محررا اياها من المرتزقة"ان تقع القصير في قبضة الجيش العربي السوري حدث لا شك مهم لان من كان مسيطرا عليها قبل تهافت قواته وتصدعها كان يقول عنها انها معركة الحق والباطل . وقد كتب وقيل الكثير عن اهمية موقع القصير الجيوسياسي والاستراتيجي في الجغرافيا السورية كما في مشهد معادلة ما قبل جنيف 2 التي سيكون لمصير هذه البقعة الجغرافية اثر كبير على بلورة شكلها ومضمونها من دون شك او ترديد سلبا او ايجابا.

الكاتب محمد صادق الحسيني/ موقع العالم - جريدة القدس العربي

وهنا ثمة من يقول ان الغرب الذي كان يجادل فيما اذا كانت ايران يحق لها ان تحضر هذا المؤتمر ام لا صار اليوم ملزما بان يحسب فيما اذا كان عليه ان يوجه الدعوة الى حزب الله او ينسى شيئا اسمه جنيف؟ ..كل ذلك يدخل في حساب السياسة والسياسيين ، لكن ثمة على ما يبدو ما هو اخطر بنظر مراقبين عسكريين في قرار دخول حرب السيطرة على القصير من جانب قيادة المقاومة .


المراقبون المتتبعون لتطور الحركة القتالية التي جرت في مساحات القصير الريفية وشوارعها يرون فيها تحولا ابعد بكثير من مجرد معنى جغرافية القصير وموقعها او حتى اهمية استعادتها لمحور المقاومة الى ما قد يتبلور قريبا باسم ‘العقيدة القتالية الجديدة’ للمقاومة. ‘يضيف هؤلاء: حتى الان عرفت المقاومة بقتالها ‘الدفاعي’ القاضي بطرد العدو المهاجم وانزال اشد واقسى الضربات به ومنعه من التقدم وتاليا جعله يفشل في تحقيق اهدافه الهجومية.


ساحة القصير تعود إلى الحرية والشرعية الوطنيةما حصل من تطورات على الساحة السورية من دخول مرتزقة اجانب من مختلف الجنسيات العالمية والعمل على ارض عربية تحت اشراف قوى استخبارية دولية ودخول العدو الصهيوني على خط الاسناد والدعم اللوجستيكي لهذه الجماعات دفع بحزب الله حسب المراقبين المتتبعين ان يتخذ قرارا ‘نوعيا’ هو الاول من نوعه منذ انطلاقة المقاومة .


قرار لا يكتفي بدفع الاذى المتأتي من العدو وهو التكتيك المعروف في اطار عقيدته ‘الدفاعية’ المعروفة والمجربة ‘ بل هذه المرة الاقدام على خطوة شجاعة وجسورة الا وهي خوض حرب شوارع تطهيرية و’تحريرية’ تجعل من رجال الله في موقع جديد اقرب ما يكون الى موقع حرب التحرير الشعبية. وهنا يتساءل محللون استراتيجيون ان كان حزب الله قد قصد فيما قصد من خلال خوضه لحرب شوارع القصير وريفها في مرحلة التحضير لما سبق لامينه العام ان وصفها بمرحلة التحرير؟..


بمعنى اخر هل اخذ حزب الله وربما معه سائر قوى محور المقاومة قرار خوض معارك القصير وفي خلفيته قرار التحضير للدخول في مرحلة تحرير اصبع الجليل في حال اندلعت حرب اقليمية اتخذ قرارها في تل ابيب او في احدى عواصم محور المقاوم او منزلق اليها؟ ..


ثمة من يقول بان كل موجبات دخول حزب الله على خط الحرب المعلنة على سوريا سواء الدفاع عن المقدسات الدينية او المواطنين اللبنانيين المقيمين على الارض السورية في القصير وريفها او حتى الدفاع عن ‘ظهر المقاومة’ كما سماه الامين العام والذي تعرض للخطر المباشر والفاضح قد لا تكون كافية لتجعل الحزب ينخرط في ‘حرب عصابات’ دامت اسابيع خاض خلالها حرب شوارع تحريرية ضروس من شارع لشارع ومن بيت لبيت ومن خندق لخندق اذا لم يكن في ذهنه شيء من محاكاة مرحلة حرب التحرير التي سبق لسيد المقاومة ان اتى على ذكرها ولطالما قال عنها انها يمكن ان تنطلق في لحظة بقرار ذاتي او قرار مفروض من جانب العدو.


مدينة صفد في الجولان المحتلان حديث فتح جبهة الجولان وامكان تحولها الى جبهة تشبه جبهة جنوب الليطاني اللبنانية من جهة ودخول العدو الصهيوني باسلحته و’مرتزقته’ وما بات يعرف ‘بجداره الطيب’ ومحاولة اعادة انتاج سعد حداد وانطوان لحد سوريين واحتمال تدحرج او انزلاق تحولات الحرب على سورية الى حرب اقليمية مفتوحة على كافة الاحتمالات كلها عوامل تقوي من احتمال ان تكون قيادة المقاومة قد اخذت قرارا ما للدخول في وقت ما على خط حرب ‘تحرير الجليل الاعلى’ اذا ما شعرت ان ‘سندها وظهرها’ اي الدولة السورية يمكن ان يتعرض لخطر الاسقاط او التمزيق والتقسيم او العدوان الدولي المباشر لاخراجه من المسرح.


سؤال لم يعد في عالم الخيال والنظرية كما ظل يتردد حتى الان.
‘اذ ان ما بعد حرب شوارع القصير التي يحكى ان حزب الله ورجال النخبة في الجيش السوري قد خاضوها جنبا الى جنب في معركة الايام الثمانية عشر الحاسمة ربما قربت كثيرا بلورة جبهة الجنوب السوري المقاوم على شاكلة الجنوب اللبناني المقاوم بوجه جدار اسرائيل ‘الطيب’.


وثمة من يذهب الى ابعد من ذلك ليسجل بان مسرح القصير وريفها ربما كان بمثابة محاكاة لمناورات لطالما تمناها واشتهاها رجال الله تحضيرا لحرب تحرير الجليل الاعلى من دنس الاحتلال الصهيوني في لحظة تاريخية صار يعتبرها الكثير من المجاهدين اقرب اليهم من اي وقت مضى.’