تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 11-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما مستجدات ملف الانتخابات النيابية، أما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 11-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما مستجدات ملف الانتخابات النيابية، أما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.
السفير
بري وجنبلاط لا يستبعدان تطيير النصاب
صوت في «الدستوري» يشطب التمديد .. أو الانتخابات!
وكتبت صحيفة السفير تقول "دخل لبنان في حالة انتظارات شاملة. البلد رهن مسارات الأزمة السورية. مسار تأليف الحكومة ينتظر بت الطعون بالتمديد. المجلس النيابي ينتظر قرار المجلس الدستوري. انتخابات أم تمديد. الحكومة أولا أم الانتخابات أولا. جولة طرابلس الأمنية الأخيرة انتهت ربطا بانتهاء معركة القصير أم بحسم موضوع قبول الطعن بالتمديد لمجلس النواب. تصحيح الامتحانات الرسمية أولا أم تصحيح سلسلة الرتب والرواتب أولا؟
على وقع الأمن المتنقل، وآخر محطاته، عبوة فُجّرت، صباح أمس، في سهل البقاع، على طريق بيروت ـ دمشق، ارتفع منسوب التوقعات بقبول المجلس الدستوري مراجعتي الطعن بقانون تمديد ولاية المجلس النيابي سبعة عشر شهرا المقدمتين من رئيس الجمهورية ميشال سليمان و«تكتل الاصلاح والتغيير»، الا اذا تعذر توفير النصاب القانوني للمجلس.
وفيما ذهبت بعض التوقعات الى حد القول إن صدور القرار بات وشيكا جدا (اليوم أو غدا)، بدا ان هذا المناخ قد طغى على القوى السياسية التي بدأت تخوض في سيناريوهات ما بعد قرار المجلس الدستوري، وما يمكن ان يقوم به المجلس النيابي في الايام القليلة المتبقية من عمر ولايته التي تنتهي بعد تسعة ايام، اذا ما اتيح له ان يقوم بشيء، وتحديدا حول تحديد سقف التمديد التقني القصير الامد لمجلس النواب، الذي يتأرجح بين ثلاثة او اربعة او ستة اشهر كحد اقصى.
تلك المهمة تصبح سهلة اذا ما صدقت التوقعات وصدر قرار المجلس الدستوري سريعا، خاصة ان الامر يصبح معقدا جدا كلما تأخر الصدور، وليس ما يضمن عدم دخول البلد في المحظور الخطير إن انتهت ولاية المجلس النيابي في 20 حزيران قبل أن يصدر المجلس الدستوري قراره، والخشية آنئذ ان يصبح البلد مهددا بشبح الفراغ، وتتحكم به سجالات ومزايدات سياسية ونقاشات قانونية ودستورية حول شرعية المجلس النيابي الحالي بعد 20 حزيران اذا قرر مؤيدو التمديد التقيد بقانون التمديد واعتباره ساري المفعول اعتبارا من 21 حزيران 2013 ولغاية 20 تشرين الثاني 2014.
وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، لم يكن في الامكان، حتى مساء أمس، توقع تصاعد الدخان الابيض من مدخنة المجلس الدستوري كمؤشر على توافق ما على قرار يحظى بتأييد سبعة اعضاء في المجلس من أصل عشرة.
وقالت المصادر إن المجلس عقد جلسات متتالية في الايام القليلة الماضية آخرها يوم امس، ولكن من دون ان يصل الى «صيغة قرار» متوافق عليه. وردت المصادر السبب الى «ان المسألة بالغة الحساسية، وليست من النوع العادي».
وجزمت بأن الأعضاء الخمسة المسيحيين كونوا قناعة مطابقة لقناعة بكركي والرابية وبعبدا بشأن التمديد (تردد أن عضو المجلس القاضي أنطوان خير سيعود الى بيروت اليوم). وأشارت الى أن كل الضغط السياسي من جميع الأطراف هدفه تأمين صوت دستوري واحد لمصلحة قبول الطعن أو العكس.
وقالت المصادر لـ«السفير» إن جلسة المجلس الدستوري تحتاج الى حضور ثمانية أعضاء حتى يكتمل نصابها القانوني، وبالتالي، ثمة مداولات بين العضوين الشيعيين (القاضيين محمد مرتضى وأحمد تقي الدين) والعضو الدرزي (القاضي سهيل عبد الصمد)، حول احتمال الغياب عن الجلسة الأخيرة، الأمر الذي من شأنه أن يطيح نصابها القانوني، وبالتالي يتعذر على المجلس اتخاذ القرار، الأمر الذي يجعل التمديد ساري المفعول بعد العشرين من حزيران الحالي.
واشارت المصادر الى أن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط اللذين سيتواصلان في الساعات المقبلة يؤيدان هذا الاتجاه ولو أنهما لم يقررا وجهة حاسمة. وقالت ان الرجلين «ما كانا أقدما على دعم مثل هذا الخيار، لولا أنهما استشعرا حجم الضغط السياسي، وخاصة الرئاسي على المجلس الدستوري من أجل قبول الطعن، في مخالفة واضحة للدستور ولمبدأ الفصل بين السلطات».
وفيما يترقب بري ما سيصدر عن المجلس الدستوري لكي يُبنى على الشيء مقتضاه، اكد لـ«السفير» انه لا يزال عند قناعته بان الظرف الراهن لا يسمح بإجراء انتخابات نزيهة تتيح لجميع المرشحين والناخبين تكافؤ الفرص، في ظل تفاوت الحالة الامنية بين المناطق.
ولفت بري الانتباه الى ان حركة «أمل» و«حزب الله» في أتم الجهوزية للانتخابات النيابية إذا ما أبطل المجلس الدستوري قانون التمديد، «بل يمكن القول إننا بالمعنى الحزبي الضيق من أصحاب المصلحة في إجرائها، لان لوائحنا فائزة منذ الآن».
وقال بري: «إن الأمن المتذبذب في لبنان بات يقاس كل يوم بيومه، ولا أحد يستطيع ان يضمن ماذا سيحصل غدا، فهل هذا مناخ صحي للعملية الانتخابية؟».
رعد في بعبدا اليوم
من جهة ثانية، وفي تطور سياسي لافت للانتباه، يزور القصر الجمهوري اليوم رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في لقاء هو الأول بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادة «حزب الله»، بعد سلسلة الانتقادات التي وجهها سليمان إلى الحزب في الآونة الأخيرة ربطا بالأحداث الســورية.
وفيما قالت مصادر رئاسية لـ«السفير» إن رئيس الجمهورية سيؤكد امام النائب رعد على أهمية الالتزام بسياسة النأي بالنفس و«اعلان بعبدا» وضرورة انسحاب «حزب الله» من الأحداث السورية، علم ان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله سيتناول التطورات الاخيرة من القصير الى الداخل اللبناني في اطلالته المقررة مساء الجمعة المقبل في مناسبة «يوم الجريح» المقاوم.
وعلم ان قيادات «قوى 14 آذار» عقدت مساء أمس، اجتماعا في «بيت الوسط»، خصص للتشاور في المذكرة التي سترفعها الى رئيس الجمهورية على خلفية انخراط «حزب الله» في المعارك الجارية على الأراضي السورية. وتخللت الاجتماع مداولات تتعلق بموضوع الطعن بقانون التمديد والخيارات المحتملة.
الطريق الأميركي إلى «جنيف»: السلاح لدعم المعارضة السورية
يبدو أن معركة القصير انعكست على موقف الإدارة الأميركية التي أعلنت امس، أن الوضع الميداني في سوريا يقلقها، مؤكدة أنه ينبغي عليها مساعدة المعارضة المسلحة على الاحتفاظ بمواقعها، ولهذا فإنها تبحث موضوع تقديم أسلحة إلى المعارضة.
والى جانب احتمال أن تساهم الخطوة الاميركية في تأجيج حدة المعارك بين السوريين، فإن الكشف عن الاجتماعات في البيت الأبيض لدرس موضوع تسليح المعارضين السوريين، يتناقض ايضا مع إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين أميركيين آخرين دعمهم لعقد مؤتمر «جنيف 2» والتوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية، وقد يزيد من تعنت «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وتمسكه بشروطه للمشاركة في المؤتمر، وأبرزها قضية تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية لوكالة «اسوشييتد برس» إن مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع ووكالة الاستخبارات الأميركية ووكالات أخرى بدأوا اجتماعات مكثفة في البيت الأبيض أمس لبحث موضوع تسليح المعارضين السوريين وتقديم خيارات أخرى للرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأوضحوا أن المسؤولين سيقدمون خيارات لأوباما وكبار مستشاري مجلس الأمن القومي الذين سيلتقون غدا الأربعاء لبحث الموضوع السوري.
وأشار المسؤولون إلى أن إدارة أوباما، وبسبب التقدم السريع للقوات السورية على الأرض، وخصوصا في القصير وريفها، قد تقرر هذا الأسبوع تقديم «مساعدات قاتلة» إلى المعارضين السوريين. كما انه سيتم بحث قضية فرض حظر جوي، بالرغم من أنهم استبعدوا اتخاذ قرار حول هذا الأمر. وقالوا إن أوباما يميل أكثر لإرسال أسلحة إلى «وحدات متمردة معتدلة».
وقال مصدر في الإدارة الأميركية إن وزير الخارجية جون كيري أرجأ رحلته إلى المنطقة للمشاركة في الاجتماعات.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان، لمراسلة «السفير» في واشنطن رنا الفيل، إن أوباما طلب من «فريقه للأمن القومي، الذي يضم كيري، بحث كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق أهدافنا لمساعدة المعارضة السورية وتسريع الانتقال السياسي في سوريا ما بعد (الرئيس بشار) الأسد». وأضافت «لقد حضرنا مجموعة خيارات للرئيس، والاجتماعات الداخلية للبحث في الوضع في سوريا عادية».
وتابعت «لقد تعهدنا بتقديم 250 مليون دولار كمساعدات غير قاتلة للمعارضة المدنية والمجلس العسكري الأعلى. ونحن أيضا أكبر ممول للمساعدات الإنسانية لأولئك المتأثرين بالعنف في سوريا، عبر تقديم 509 ملايين دولار حتى اليوم. نواصل العمل مع المعارضة السورية والشركاء الدوليين من أجل تطبيق بيان جنيف بنجاح. إن الولايات المتحدة ستواصل النظر في طرق تقوية قدرات المعارضة السورية، بالرغم من انه ليس هناك أي إعلان جديد الآن».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي «الأوضاع على الأرض تدهورت. هذا بصراحة مبعث قلق»، مشيرة إلى «مشاركة حزب الله وإيران في الحرب». وأعلنت أن «الإدارة الأميركية تعتقد أنه ينبغي لها مساعدة المعارضة السورية على الاحتفاظ بمواقعها».
وذكرت «اسوشييتد برس» أن القوات السورية تستعد لشن عملية كبيرة في مدينة حمص، موضحة أن هذا الأمر سيؤدي إلى قطع الإمدادات للمسلحين، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدة من الجيش قضت على عدد من الإرهابيين وأحكمت سيطرتها على كتل سكنية كان الإرهابيون يتخذونها مركز تجمع لهم في الشارع الرئيسي بحي وادي السايح باتجاه محور مركز مدينة حمص».
وتشهد محافظة حلب تصعيداً في العمليات العسكرية، لا سيما في محيط مطار منغ العسكري. وذكرت (سانا) أن «وحدات من الجيش تصدت لمجموعات إرهابية حاولت الاعتداء على مطار منغ العسكري»، فيما قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «سيطر مسلحون على مبنى الرادار في مطار منغ العسكري في محافظة حلب».
وكان القتال قد احتدم، أمس ا?