تتحدث مراجع في المعارضة السورية عن اجتماع عسكري عقد الأسبوع الماضي في العاصمة الأردنية عمان بين ضباط في المعارضة السورية وضباط أمريكيين
تتحدث مراجع في المعارضة السورية عن اجتماع عسكري عقد الأسبوع الماضي في العاصمة الأردنية عمان بين ضباط في المعارضة السورية وضباط أمريكيين للبحث في الوضع الميداني في سوريا، وكان وفد المعارضة المؤلف من ضباط منشقين وبعض القادة الميدانيين من الكتائب المسلحة حمل معه خطة عسكرية لإسقاط دمشق طالبا التزود بأسلحة نوعية منها صواريخ حرارية متطورة من الجيل الحديث، وصواريخ مضادة للطائرات حديثة ومتطورة وذخائر وأسلحة فضلا عن خرائط لبعض المواقع التي يريد المسلحون السوريون أن تقصفها طائرات حلف شمال الأطلسي.
الوفد العسكري الأمريكي طلب منهم نسيان هذه الخريطة والمطالب ووضع بين أيديهم خريطة مفصلة تحوي مواقع وبلدات ومدنا تنتشر فيها وتسيطر عليها جبهة النصرة قائلا لقيادات المسلحين المعارضين انه يجب العمل على التخلص من جبهة النصرة .
هذا الموقف الأمريكي ما زال غير مستقر وهو عرضة لضغوط فرنسية بريطانية كبيرة فضلا عن الضغوط السعودية لتغييره خصوصا ان السعوديين أبلغوا إدارة اوباما ان الرياض لا يمكن لها ان تتحمل انتصار حزب الله في سوريا، وهذا يعني ان الحوثيين الذين يتواجدون على ابوبها سوف يخوضون نفس التجربة في المستقبل، غير أن النقاش داخل إدارة اوباما حول ضرورة تسليح المعارضة السورية لم يصل لنتيجة بعد رغم الضجيج الإعلامي وهو يلزمه وقت ليصبح قيد التنفيذ الفعلي في حال صدر القرار.. نحن امام حلقة مفرغة من عدم الوضوح الاستراتيجي الأمريكي في سوريا.
الموقف الأوروبي في تباين بالرأي في قضية تسليح المعارضة السورية، فبينما تدعم فرنسا وبريطانية تسليح المعارضة بأسلحة نوعية خصوصا صواريخ حديثة مضادة للطائرات، فإن ألمانيا تعارض بشدة تسليح المعارضة السورية. وقد قالها صراحة وزير الخارجية الألماني (غيو فيسترفيله) أن بعض المعارضين السوريين لا يريد إسقاط دمشق فقط ولكنها ينوي التوجه الى القدس ولا يجب تسليح المعارضة السورية لأن لا شيء يضمن ان تقع الصواريخ الحديثة المضادة للطائرات في اليد الخطأ وهذا ما يشكل خطرا على إسرائيل وعلى الطيران المدني.
وتتخذ ألمانيا هذا الموقف في سوريا كما اتخذته من قبل في ليبيا بسبب شعورها ان فرنسا وبريطانيا تحاولان العودة الى الحقيبة الاستعمارية التي تلت الحرب العالمية الثانية واستخدام قوتهما العسكرية في مواجهة التفوق الاقتصادي الألماني وللحد من صعود النفوذ الألماني اوروبيا وعالميا.
في دعمها للمسلحين السوريين تتبع باريس ولندن خطة طويلة الأمد بدأت عبر تأمين السلاح للمعارضين من المخازن الليبية التي كانت في ترسانة معمر القذافي، ويقوم ضباط فرنسيون وبريطانيون بتدريب المسلحين السوريين في الأردن وفي القواعد البريطانية في الخليج ، كما ان هناك غرفة عمليات غربية في تركيا لإدارة العمليات في سورية تشارك فيها كل من فرنسا وبريطانيا، وتقوم فرنسا تحديدا بتزويد المسلحين بأجهزة اتصال ورصد متطورة متصلة بالأقمار الصناعية وهذه الأجهزة من ميزاتها تحديد مواقع انتشار الجيش السوري وحواجزه ما يجنب المسلحين سلوك طرقات يكون الجيش السوري متواجدا فيها.
لحد الآن بقيت الوعود الفرنسية البريطانية في كل ما يتعلق بالصواريخ المضادة للطائرات كلاما على ألسنة المسؤولين البريطانيين والفرنسيين ، وهذا ما يثير حنق جماعة الإئتلاف السوري المعارض الذين يتداولون بالهمس الكلام عن الكذب البريطاني الفرنسي في هذا المجال، وقد ظهر هذا للعلن في الشريط الذي انتشر على شبكة (يوتيوب) والذي أهان فيه السفير الفرنسي في سوريا (إريك شوفاليه) المعارضين السورين في اجتماع اسطنبول وهددهم بقطع المساعدات العسكرية. وقد سمع عضو الإئتلاف (عبد الهادي سطيفو) يقول بعد ذهاب السفر الفرنسي (عم تهددني بوقف السلاح، ليش وينو سلاحك، السلاح اللي اعطيتني اياه خذه)..
الجزء الثالث والأخير: لماذا شتم السفير الفرنسي في دمشق وفد الإئتلاف المعارض ؟ القصة الكاملة..