تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 13-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما التطورات الامنية الحدودية جنوباً وشمالاً وملف التمديد للمجلس النيابي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 13-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما التطورات الامنية الحدودية جنوباً وشمالاً وملف التمديد للمجلس النيابي، اما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية ومستجدات الازمة التركية.
السفير
البقاع في دائرة النار السورية
واشنطن تصفع الدولة .. و«الدستوري» يتخبّط
وكتبت صحيفة السفير تقول "لم يكن ينقص سوى أن تدخل واشنطن على خط أزمة المجلس الدستوري حتى تكتمل الفضيحة. بلغة تخلو من أي سمة من سمات القاموس الديبلوماسي وتعبّر عن تدخل فجّ في الشؤون الداخلية وتشكل صفعة للدولة ككل، اعتبرت السفارة الاميركية في لبنان «أن مقاطعة المجلس الدستوري تؤدي إلى تآكل إضافي في الديموقراطية وتعكس قلة احترام لمؤسسات لبنان ولحكم القانون». وبنبرة آمرة، رأت أن «على المجلس أن ينظر ويحكم بالطعون المقدّمة إليه من دون أي تدخل سياسي».
وقد جاء هذا الموقف الاميركي الفاضح ليقطع الشك باليقين حول ما تردد في الأيام الماضية عن ضغط مارسته الولايات المتحدة على بعض حلفائها للدفع في اتجاه قبول المجلس الدستوري الطعن في قانون التمديد لمجلس النواب، علما أن نصاب المجلس لم يكتمل أمس ايضا، للمرة الثانية على التوالي، فحضر 7 أعضاء وتغيّب العضوان الشيعيان محمد بسام مرتضى وأحمد تقي الدين، والعضو الدرزي سهيل عبد الصمد.
وفيما تقرر تحديد موعد جديد لاجتماع المجلس الدستوري، الثلاثاء المقبل، أي قبل يومين من انتهاء ولاية المجلس النيابي، توقعت مصادر مطلعة ان تسـتمر المقاطعــة التي تحــظى بدعم الرئيــس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ، ما يعني أن قانون التمديد سيصبح نافذا بدءا من 20 حزيران الحالي.
ولأن السفارة الاميركية كانت منشغلة بتتبع أخبار المجلس الدستوري وانتقاد الاعضاء الذين قرروا مقاطعة جلساته، فإن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي تولت التنديد بالهجوم الذي نفّذته مروحية سورية على بلدة عرسال، واصفة إياه بالاستفزاز «غير المقبول» الذي قد يدفع بلبنان الى الحرب. وقالت بساكي «إن الولايات المتحدة تدين كل الهجمات السورية على الأراضي اللبنانية خصوصا تلك التي تستهدف المدنيين، وتدعو كل الأطراف الى احترام استقرار وسيادة واستقلال لبنان». وكررت دعوة كل الاطراف الى احترام «سياسة النأي» بلبنان عن النزاع القائم في سوريا.
وفي موقف لافت للانتباه، رأى الرئيس ميشال سليمان أن القصف السوري المتكرر لعرسال يشكّل «خرقا لسيادة لبنان»، مؤكدا الحق في اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عنها بما في ذلك تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة.
وفي المقابل، أعلن الجيش السوري في بيان عن «استهداف مجموعة مسلّحة حاولت الفرار من الاراضي السورية الى عرسال فأصيب البعض وفرّ الآخرون الى منطقة عرسال، فتمت ملاحقتهم بالنيران»، مؤكدا حرصه على احترام سيادة لبنان وأراضيه وسلامة أهله.
وليلا، سقطت صواريخ من الجانب السوري على محيط بلدات سرعين والنبي شيت والخضر والناصرية في البقاع.
المجلس الدستوري
وبينما ظلت الساحة السياسية مشدودة الى أزمة المجلس الدستوري، قال رئيسه الدكتور عصام سليمان لـ«السفير» إنه يتعرض لحملة ظالمة، هدفها التغطية على قرار بعض أعضاء المجلس بالمقاطعة، تمهيدا لجعل قانون التمديد النيابي نافذا بشكل تلقائي، مشيرا الى أن المجلس دفع ثمن الانقسام السياسي الحاد في البلاد.
وأكد أنه من النوع الذي لا يتأثر بأي ضغوط، «وكل الذين يعرفوني يدركون ذلك جيدا». وأضاف: أنا لديّ مناعة، ولا اخضع الى ضغوط لا من رئيس الجمهورية ولا من العماد ميشال عون ولا من البطريرك الماروني ولا من البابا ولا من أميركا ولا من فرنسا، وبالنسبة إليّ قناعاتي ومصداقيتي وكرامتي أهم من أي أمر آخر، ولست مستعدا للتضحية بها كرمى لعيون شخص أو طائفة.
واعتبر سليمان أن ما حصل من مقاطعة لاجتماعات المجلس الدستوري يشكّل سابقة خطيرة جدا، منبّها الى أنه لا يجوز شل عمل المجلس بتعطيل النصاب، «وكان الأجدر بالمقاطعين أن يحضروا ويعبّروا عن آرائهم من الداخل، أما إذا كانوا قد تأثروا بمناخ سياسي معين، فهذا شأنهم... «من جهتي مش فارقة معي حدا».
وشدّد على أنه ليس مدينا بشيء لأي كان، «وعندما كان غيري يقف على باب غازي كنعان أو أصغر ضابط سوري، كنت أنا أحترم نفسي وأرفض الانبطاح للوصول الى منصب».
وأعرب عن عدم قناعته الشخصية بأن هناك ظروفاً استثنائية تستوجب تأجيل الانتخابات النيابية، معتبرا أن الاميركيين دخلوا على الخط، عبر بيان السفارة، لأغراض سياسية، بعدما أفسح البعض في المجال أمامهم، بفعل كيفية التعاطي مع المجلس الدستوري.
في هذه الأثناء، دقت الرئاسة الثانية جرس الإنذار، حيث نقل نواب «لقاء الأربعاء» عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري خشيته من « أن تكون الانتخابات التي يسعى إليها البعض طريقا للفتنة»، محذّرا من «محاولات السلطة التنفيذية وضع يدها على السلطة الاشتراعية».
وشرح بري للنواب الملابسات التي تحيط بعدم اكتمال نصاب جلسة المجلس الدستوري والمداخلات السياسية التي حصلت في ما يتعلق بعمل المجلس، حتى قبل صدور قانون التمديد وقبل ورود الطعن به. وقال إن موقف الأعضاء الثلاثة في المجلس، الذين تغيبوا عن الجلسة (أمس وأمس الأول)، ينطلق من الحرص والتزام القانون والدستور، درءاً لوقوع الفتنة. وذكر أن «المجلس الدستوري عقد ثلاث جلسات في محاولة لتصويب مسار عمله، إلا أنها أخفقت».
وأبلغ الوزير جبران باسيل «السفير» أن «الخلاف مع «حزب الله» حول التمديد ليس سرّا، ونحن نعتقد أن التهاءه عن الهمّ الداخلي يجعله يقع في خيارات داخلية خاطئة»، مشدّدا على أن خيار التمديد خاطئ بحق الحزب والبلد.
وحول العلاقة مع الرئيس نبيه بري، قال: نحن لسنا مختلفين معه على المدى البعيد. لكن حين ندخل في التفاصيل، اذا كانوا يعتقدون أنهم يهربون من مطبّات، سيكتشفون لاحقا أنهم وقعوا في مطبّات اكبر بكثير.
الى ذلك، بحث الرئيس سليمان مع الرئيس المكلّف تمام سلام، أمس، الاتصالات والمشاورات الجارية على صعيد تشكيل الحكومة، إضافة الى الاوضاع الراهنة ولا سيما تلك المتعلقة بالتمديد للمجلس النيابي والطعون المقدمة الى المجلس الدستوري في هذا الشأن.
انقسام أميركي حيال التسليح .. وتحذير روسي من فشل جنيف
كيري وهيغ: دعم المعارضة لتغيير التوازن في سوريا
أدت سيطرة القوات السورية على مدينة القصير وريفها والتقدم الذي تحرزه في حمص وحلب، إلى تزايد النقاشات بين الدول الغربية والعربية، من أجل تسريع عملية تسليح المعارضة السورية «لخلق توازن على الأرض» قبل عقد مؤتمر «جنيف 2»، وهو أمر حذّرت موسكو منه، معتبرة أن «التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها، حتى تسيطر على أية مناطق إضافية، يعني العمل على منع عقد المؤتمر».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره وليام هيغ في واشنطن، أن الولايات المتحدة تجري محادثات بشأن ما يمكن أن تفعله لمساعدة المعارضة السورية لكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال الوزير الاميركي «نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا من أجل مساعدة المعارضة كي تكون قادرة على إنقاذ سوريا». وأضاف إن «أميركا وبريطانيا تركزان على عمل كل ما يمكنهما لدعم المعارضة السورية في تغيير التوازن على الأرض»، لكنه تابع «الناس يتحدثون عن الخيارات الأخرى التي يمكن أن نلجأ إليها هنا، لكن لا شيء لدينا نعلنه في هذه اللحظة».
واعتبر كيري أنه «لا يوجد فائز في سوريا، سواء المعارضة أو النظام»، وأن «الخاسر هو الشعب السوري». وأكد «دعمه للحل السياسي الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف الأول وتنفيذه من خلال اجتماع جنيف 2 للوصول إلى قيادة سورية جديدة تمثل جميع السوريين».
من جهته، أعلن هيغ أن على بريطانيا أن تكون «مستعدة للقيام بالمزيد مع حلفائها لإنقاذ الأرواح في سوريا». وقال إن «بريطانيا تعتقد أن الوضع بات يفرض مقاربة قوية منسقة وحازمة من قبلنا ومن قبل حلفائنا»، مضيفا أنه ليس لديه عناصر جديدة حول إرسال أسلحة إلى المعارضين السوريين.
وأعلنت واشنطن تخفيفاً لعقوباتها التجارية ضد سوريا، لا يشمل إلا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أنه وبموجب هذه الإجراءات الجديدة فإنه سيكون بإمكان الصناعيين الأميركيين، حالة بحالة، الحصول على تراخيص لتصدير معدات تهدف إلى «تسهيل إعادة إعمار المناطق المحررة».
وكانت وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مستشاري الرئيس باراك أوباما للأمن القومي يتحفظون على تقديم أسلحة أميركية إلى المعارضة السورية. وتوقعوا ألا تتخذ الإدارة الأميركية أي قرار في الوقت الراهن من اجل تغيير الوضع على الأرض في سوريا.
وأعلن المسؤولون أنهم يعلمون أن على الولايات المتحدة القيام بأمر ما من اجل تغيير المسار الحالي للتطورات الميدانية، لكنهم لا يعرفون ماذا يجب عليهم القيام به. وأشاروا إلى وجود انقسام بين مستشاري أوباما، المتواجد في بوسطن ولم يكشف عما إذا كان سيشارك في الاجتماع عبر الفيديو، عما إذا كان يجب البدء بتقديم أسلحة إلى المعارضة السورية أو استخدام سلاح الجو الأميركي من اجل تدمير الطائرات السورية والسفن الحربية.
وأشار المسؤولون إلى أن بعض المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون والاستخبارات لا يزالون مترددين حيال تقديم أسلحة وذخيرة إلى المجموعات المسلحة التي يهيمن المتشددون عليها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا في ريو دي جانيرو، إن «موقف المعارضة السورية يتلخص في أنها لن تحضر المؤتمر (جنيف 2) إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض، لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار، فلن يعقد هذا المؤتمر أبدا». وأضاف «أعتقد أن التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها، حتى تسيطر على أية مناطق إضافية يعني العمل على منع عقد المؤتمر».
وأضاف «من الغريب أن نسمع ممثلين أميركيين يقولون إن الهدف الوحيد هو حضور وفد الحكومة إلى جنيف، ويكون من اختصاصاته تسليم السلطة للمعارضة. يقلقنا ذلك كثيرا، لأن ذلك يعمل في الواقع على إفشال فكرة المؤتمر التي طرحناها مع وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) خلال زيارته إلى موسكو» في 7 أيار الماضي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في مقابلة مع قناة «فرانس 2»، «يجب أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب. انه الهدف المقبل لحزب الله والإيرانيين»، مضيفا «يجب تحقيق إعادة توازن (بين القوات السورية والمسلحين) لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات (الرئيس) بشار الأسد، وخصوصا حزب الله والإيرانيين، تقدما هائلا بواسطة الأسلحة الروسية». وأضاف «في حال لم تحصل إعادة التوازن هذه على الأرض لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف، لأن المعارضة لن توافق على الحضور في حين ينبغي تحقيق حل سياسي».
كرّ وفرّ في اسطنبول وأردوغان يطرح فكرة الاستفتاء
لم يغيّر الاجتماع بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وممثلين عن المتظاهرين في ساحة تقسيم، أمس، المعطيات إذ أفضى إلى «أوامر» جديدة من قبل الحكومة بضرورة إخلاء الساحة في مقابل إمكانية إجراء استفتاء داخل مدينة اسطنبول حول تطوير ساحة تقسيم.
وأعلنت الحكومة التركية أمس أن رئيس الحكومة لا يستبعد إجراء استفتاء في اسطنبول حول تطوير ساحة تقسيم. وقال نائب رئيس الحكومة حسين جيليك في ختام اجتماع طويل بين اردوغان و«ممثلين» عن المتظاهرين «قد نطرح هذه المسألة على اقتراع شعبي. في الديموقراطية وحدها إرادة الشعب هي التي تؤخذ بالحسبان». كما طلب جيليك مرة جديدة من المتظاهرين الذين لا يزالون يعتصمون في حديقة جيزي بضرورة مغادرتها «في أسرع وقت ممكن».
وقال إنّ «حديقة جيزي يجب أن تخلى في أسرع وقت ممكن. لا يمكننا بالتأكيد الموافقة على استمرار هذه التظاهرات الى ما لا نهاية».
وتابع «يجب أن تعود الحياة الى طبيعتها في حديقة جيزي واعتقد أنه بعد بادرة حسن النية هذه (احتمال اجراء الاستفتاء) فإن الشبان سيقررون مغادرتها».
وفي مطلق الأحوال يبدو أنّ الأمور ستتجه إلى مزيد من التصعيد إذ قالت «جماعة التضامن مع تقسيم»، التي تضم جماعات المتظاهرين، إن الوفد الذي اجتمع مع أردوغان لا يمثلها وإن قيمة الاجتماع لا تعدو أن تكون رمزية.
وخيّم هدوء حذر، أمس، على ساحة تقسيم في اسطنبول بعد بداية نهار شهدت الكثير من العنف إثر محاولات قوات الأمن السيطرة على الأوضاع.
ففي الساعات الأولى لصباح أمس، وصل عناصر الشرطة مقنعين ومسلحين بالهراوات، فيما كان المتظاهرون غارقين في النوم تحت الخيم التي نصبوها في حديقة جيزي وساحة تقسيم، ليستفيقوا على قنابل الغاز المسيل للدموع التي أنذرتهم بأن الهجوم عليهم قد بدأ.
واجتاح عناصر الشرطة مركز أتاتورك الثقافي القديم وانتزعوا منه عشرات اللافتات والصور التي كانت ملصقة على واجهته. وعلى بعد عشرات الأمتار من أشجار حديقة جيزي، حيث بدأ كل شيء في 31 أيار الماضي بدا المتظاهرون في حالة إعياء وتملأ الدموع عيونهم.
وفي وسط الساحة حضر بعض المتظاهرين للاشتباك مع الشرطة. ومع رشق أول الزجاجات والحجارة انهالت عليهم القنابل المسيلة للدموع ليغطي دخانها سماء اسطنبول. ولكن وفي أقل من ساعتين استعادت الشرطة سيطرتها الكاملة على الساحة إلا أنها لم تسع إلى اجتياح حديقة جيزي المجاورة. وعند الظهر انتهت عملية استعادة الساحة.
وبعد عشر ساعات من إطلاق الهجوم بات رجال الشرطة أسياداً على ساحة تقسيم إلا أنهم انسحبوا فجأة إلى مكان قريب من مركز أتاتورك الثقافي. وهذا ما كان يتمناه المتظاهرون الذين عادوا بقوة إلى الساحة، ليجتاح عشرات آلاف منهم المكان أمام عشر شاحنات ومئات الشرطيين. وبذلك عادت تق?