تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 14-6-2013 الحديث في الشأن اللبناني وخطاب الرئيس الحريري الاخير، أما دولياً فتناولت الصحف تطورات الازمة السورية والانتخابات الرئاسية الايرانية المرتقبة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 14-6-2013 الحديث في الشأن اللبناني وخطاب الرئيس الحريري الاخير، أما دولياً فتناولت الصحف تطورات الازمة السورية والانتخابات الرئاسية الايرانية المرتقبة اليوم.
السفير
«صواريخ سليمان» تهدّد بإرباك البعثات الديبلوماسية
حتى لا يؤدي خطاب الحريري .. إلى الفتنة
وكتبت صحيفة السفير تقول "هي الأسئلة التي تندفع تلقائياً على وقع «إعلان الحرب» من الرئيس سعد الحريري على «حزب الله»، والذي جاء بمثابة ترجمة لبنانية لمضمون الحملة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي ضد الحزب قبل أيام، على خلفية نتائج معركة القصير.
ولأنّ بيان الحريري جاء تحت عنوان «كلمة إلى اللبنانيين»، فإن توقيته المفاجئ ومضمونه الناري تماهى مباشرة مع حسابات دول الخليج من دون أن يحتسب الإرتدادات اللبنانية التي قد تحمل في طياتها مخاطر كبرى على السلم الأهلي.
وفي انتظار رصد إمكان احتواء هذا التوتير السياسي، أضاف البيان مزيداً من عناصر الخوف على الواقع الداخلي، خصوصاً أنه جاء في غمرة القلق من الاعتداءات الصاروخية التي تتعرض لها المناطق اللبنانية الآمنة في البقاع، وفي ذروة الوقائع المتسارعة على الحدود اللبنانية السورية وتداعياتها الامنية والسياسية التي ارتفع معها سقف التوتر الى حد مسارعة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في خطوة غير مسبوقة، الى الدفع نحو تقديم شكوى ضد سوريا الى مجلس الامن الدولي والجامعة العربية.
ألقى الحريري حجرا ثقيلا في قلب المشهد السياسي، تجلى في رسالة وجهها الى اللبنانيين، ضد «حزب الله»، واستتباعاً ضد شريحة لبنانية وازنة.
وإذا كان زعيم «المستقبل» قد استبق ـ ربماً عمداً ـ توجيه رسالته قبل ساعات من الاطلالة المرتقبة للامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر اليوم لمناسبة «يوم الجريح المقاوم»، فإنه ربما كان يريد الدفع باتجاه وضع «حزب الله» في موقف دفاعي يعطّل فيه استثمار نتائج معركة القصير في سوريا في الداخل.
كسرها الحريري مع «حزب الله»، وبدا وكأنه أحرق كل المراكب معه، وان الرسالة الحريرية جاءت بمثابة مضبطة اتهام كاملة ضد «حزب الله» تلقي عليه مسؤولية كل الموبقات، وصولا الى تهديد المصير الوطني بسلوك مسار مجنون، والهيمنة على الدولة وتفريغها والتحكم بقيادتها والامساك بزمام أمرها بغطاء إيراني.
وعدا نبرتها النارية، فإن اللافت للانتباه فيها، انها صادرة عن شخصية لها رمزيتها ومؤثرة في موقعها السياسي والنيابي على رأس اكبر كتلة برلمانية، وفي مجتمعها وفي علاقاتها في الداخل والخارج، ما قد يجعل من مضبطة الاتهام التي ساقها ضد «حزب الله» مستندا يركن اليه عندما تدعو الحاجة وضرورات الهجوم على الحزب.
واللافت للانتباه في تلك الرسالة ايضا، انها مكتوبة بقلم محترف، ومرسلة من الخارج إلى الداخل، لتلاقي الهجوم العنيف على «حزب الله» من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، والحملة المتصاعدة عليه اميركيا واوروبيا ومن قبل بعض الدول العربية والفتاوى التي تطلق ضده في أكثر من عاصمة عربية.
ولعل السؤال البديهي الذي تستولده الرسالة الحريرية يتمحور حول وظيفتها في هذه اللحظة، مع الأخذ في عين الاعتبار أن المشهد الذي رسمته يزيد من سوداوية اليوميات اللبنانية.
وفي سياق البحث عن جواب لماهية الوظيفة التي تحققها رسالة الحريري، تبرز أسئلة باحثة عن حقائق:
هل تعبّر حملة الحريري عن ضيق خليجي كبير من دور «حزب الله» في تعديل موازين القوى الميداني في سوريا؟ أم أنها تعبير غاضب عن خسارة رهان عسكري وسياسي في سوريا من بوابة القصير؟ أم أنها تشكّل ترجمة للقلق الخليجي من الانكفاء الأميركي عن المنطقة لصالح روسيا وإيران، وبالتالي تحاول «النقر على الطاولة» لعدم استبعاد السعودية عن مشروع تسوية يلوح في الأفق بمعزل عنها؟
لماذا حسم الحريري كل نقاش حول طبيعة المواجهة الدائرة في سوريا ووضعها في سياق مواجهة مذهبية بين السنّة والشيعة في كل المنطقة، وبالتالي الدفع نحو تعميق الشرخ الداخلي؟
ما هي الغاية من تصوير خطر «حزب الله» على لبنان والعالم العربي، ومعه إيران والنظام في سوريا، أكبر من الخطر الإسرائيلي في هذه المرحلة؟
ثم، إذا كان «حزب الله» يورّط لبنان في الأزمة السورية، وربما يستحضر تداعياتها إلى لبنان، ألا يشكّل بيان سعد الحريري توريطاً للبنان في المواجهة الكبرى في كل المنطقة، وبالتالي يستحضر أزمات العراق وسوريا والصراع الخليجي ـ الإيراني ومشروع الفتنة الشاملة بين السنة والشيعة إلى لبنان؟
أكثر من ذلك، إذا كانت مشاركة «حزب الله» في حرب سوريا قد فتحت نقاشاً داخل البيئة الشيعية حول هذه المشاركة تأييداً أو اعتراضاً، ألا يفتح إعلان الحريري إدخال لبنان في المواجهة الإقليمية نقاشاً واسعاً داخل الواقع السنّي القلق من حصول مواجهة سنية ـ شيعية، وإن كانت لدى القسم الأكبر منه مواقف واضحة من «حزب الله» وتدخله في سوريا؟.
هل يمتلك الحريري معطيات بنى عليها قناعات بحصول تغيير في موازين القوى اللبنانية حتى تجرّأ على تحدّي حزب الله؟
هل يخوض الحريري مغامرة محسوبة هذه المرة؟ أم أن ثمة من دفعه نحو هذه المغامرة لاستثمارها في مواجهة ممتدة من الخليج إلى العراق وسوريا ولبنان؟
هل يراهن الحريري مجدداً على الحالة السلفية التي كان قد نفض يده منها وتبرّأ من دماء شبابها، لتخوض عنه حرباً مفتوحة ضد الشيعة؟ وهل يلوّح بتأمين الغطاء للحالات الأصولية التي بدأ تأثيرها يكبر في الواقع السني؟
ثم، هل تسير الحالات الأصولية خلف الحريري مجدداً، بعد أن كانت قد خرجت من تحت عباءته محبطة بتخليه عنها عند أول مفترق طرق من أجل تسوية سياسية تحفظ له مكانته في السلطة؟
هل يحاول الحريري رفع سقفه السياسي إلى أبعد مدى لدفع «حزب الله» إلى التفاوض معه حول عناوين المرحلة المقبلة من الحكومة الى قانون الانتخاب وانتهاء باستحقاق رئاسة الجمهورية؟
ماذا لو تغيّرت المعطيات سريعاً نحو تسوية في سوريا والمنطقة؟ وكيف سيعمل الحريري على لملمة تداعيات كلامه آنذاك داخليا وعلى مستوى واقع لبنان الاقليمي؟ ومن يتحمّل مسؤولية نتائج النبرة العالية في كلامه والتي قد لا تبقى في سياق مواجهة سياسية بحتة؟
وأخيراً، وليس آخراً، هل سيؤدي كلام الحريري إلى إعادة التوتير الأمني في طرابلس وصيدا، وربما في بيروت والبقاع الغربي؟
المعلم: سوريا حريصة على لبنان
من جهة ثانية، تفاعل ملف القصف الصاروخي عبر الحدود اللبنانية السورية، وفيما طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير الخارجية عدنان منصور تقديم شكوى ضد سوريا الى مجلس الامن الدولي والجامعة العربية، على خلفية قصف بلدة عرسال، تلقى وزير الخارجية مذكرة من نظيره السوري وليد المعلم اكد فيها حرص سوريا على امن لبنان.
وقام بنقل المذكرة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وتضمنت عرضا لواقع الحال السائد على الحدود اللبنانية السورية «وما تقوم به المجموعات التكفيرية المتعددة الجنسيات التي تستخدم لبنان منصة للعدوان على سوريا».
وفيما فضل وزير الخارجية عدم التعليق على المذكرة كما على الطلب الرئاسي، علمت «السفير» أن هناك ارادة رئاسية بتوجيه رسالة ـ شكوى مباشرة الى مجلس الأمن الدولي عن طريق بعثة لبنان في نيويورك، وذلك ردا على رفض وزير الخارجية الالتزام بمضمون الطلب الذي وجهه اليه سليمان.
وأبدت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع خشيتها من أن تكون هكذا خطوة «مقدمة لاحداث شرخ كبير في الجسم الديبلوماسي اللبناني في الخارج، بعدما كان طعن رئيس الجمهورية بقانون التمديد وضغطه على المجلس الدستوري، سببا في تعطيل مؤسسة المجلس الدستوري».
وسألت المصادر نفسها «ماذا يمنع اذا بادر سليمان الى اتخاذ هكذا خطوة، من صدور تعليمات مناقضة من مرجعيات لبنانية أخرى، لينكشف لبنان خارجيا ويتعطل دور بعثاته الديبلوماسية في الخارج»؟
الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2013
المرشحون الإيرانيون الستة: ماذا قالوا قبل الصمت الانتخابي؟
مصطفى اللباد
يشي آخر أقوال المرشحين الستة، قبل فترة الصمت الانتخابي الممتدة من أمس وحتى اليوم، بما يعتقده كل مرشح من أولوية لقضايا بعينها، ولما يريد تثبيته في أذهان الناخبين قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
أراد المرشح المحافظ المعتدل محمد باقر قاليباف في رسالته الانتخابية الأخيرة إلى الإيرانيين، التفريق بين شخصه وبين سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي يعتبره كثيرون في إيران سبباً من أسباب الضائقة الاقتصادية الراهنة على الرغم من الوعود البراقة التي أطلقها.
وكان نجاد الذي عارض مقام المرشد بوضوح في السنوات الثلاث الماضية قد دأب في الخروج على الإيرانيين بالشكوى من قلة صلاحيات رئيس الجمهورية بموجب الدستور، وبالتالي حاول إيجاد العذر لأداء إدارته الضعيف في الملفات الاقتصادية والسياسية. ويعني ذلك بالمحصلة أن قاليباف لا يراهن على كتلة نجاد الناخبة، التي يراها كثيرون محسومة لمصلحة المرشح الراديكالي سعيد جليلي.
المعنى الآخر المضمر في الرسالة الأخيرة، أن قاليباف لن يتورط في حال انتخابه رئيساً للجمهورية في التصادم مع مقام المرشد. وتقول رسالة قاليباف:
«من فضلكم سجلوا ما أقول الآن، وبعد أن أصبح رئيساً لن يسمع الناس مني مقولة انهم لا يدعونني أعمل. لا حق لي في القول إن الدستور لا يمنحني فرصة العمل. لن أقف فقط عند تلك الفقرات التي تعجبني من الدستور، لن أقف عند تلك الفقرات من الدستور التي تبرز مطالب الحكومة أمام الناس، ولكني سأقف مطولاً عند الفقرات التي تتحدث عن حق الأمة».
من ناحيته، يركز سعيد جليلي على صلابته التفاوضية في الملف النووي، وهو سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني منذ العام 2007، والمسؤول عن مفاوضات إيران مع الدول الست الكبرى.
يركز جليلي في رسالته الأخيرة قبل الصمت الانتخابي على حق إيران في امتلاك المعارف النووية، وعلى صلابته التفاوضية في الدفاع عن هذا الحق، بالإضافة إلى تمسكه بدور إيران الإقليمي. ربما يكون جليلي الوحيد من بين المرشحين الذي يخاطب اعتزاز الإيرانيين القومي عبر تثمين دوره الإقليمي الكبير، وهو هنا يدافع عن الانتقادات التي طالته في المناظرات التلفزيونية من المرشح المحافظ المعتدل علي أكبر ولايتي ومن المرشح الوسطي حسن روحاني.
وتقول رسالة جليلي: «الملاحظات الواضحة لمراكز الأبحاث الأميركية والمسؤولين الأميركيين، تقر بأن إيران قوة إقليمية لا يمكن حل أي مشاكل إقليمية بدون حضورها. لقد خلقت الجمهورية الإسلامية القدرات التي تمكنها من تحدي القوى الكبرى. إيران تجلس أمام قوى ست كبرى لتتفاوض، وفي نهاية هذه القوى هي التي تتراجع عن مواقفها».
في المقابل، استعرض علي أكبر ولايتي في رسالته الأخيرة قبل الصمت الانتخابي، العلاقات الدولية، التي تعد من أبرز تخصصاته، وهو وزير الخارجية الإيراني لمدة 16 عاماً متصلة (1981-1997). رسالة ولايتي الأخيرة تبرز بوضوح أيضاً استهدافه لجليلي والأداء الذي قام به خلال السنوات الست الماضية، وتكرر ما سبق وقاله في المناظرة التلفزيونية للنيل من جليلي. ويقول ولايتي في رسالته: «إذا أرادت الإدارة المقبلة أن تتفاعل مع العالم بدلاً من تحديه، فإن قسماً مهماً من مشاكل البلد الداخلية سيجد طريقه إلى الحل. لا يوجد أي بلد يستطيع عزل نفسه عن العالم، بما في ذلك أميركا التي لا تستطيع مواصلة نموها من دون التفاعل مع العالم».
ويركز المرشح الوسطي حسن روحاني على إدارة العلاقات الدولية، مثله في ذلك مثل ولايتي، ومستهدفاً مثله أيضاً سلوك جليلي التفاوضي. اللافت أن رسالة روحاني الأخيرة قبل الصمت الانتخابي تبدو موجهة إلى العالم الخارجي قبل أي شيء آخر، وإلى المهتمين بالسياسة الخارجية الإيرانية، قبل أن تتوجه بالضرورة إلى الناخب الإيراني.
ويقول روحاني في رسالته الأخيرة: «للأسف، فإن البلاد لا تؤدي أداء جيداً في العلاقات الخارجية، وأي إدارة قادمة عليها أن تركز على إعادة علاقاتنا الخارجية. كخطوة أولى علينا إزالة سوء الفهم وتقليل التوتر مع القوى الكبرى وبعض القوى الإقليمية. ستكون الأولوية الأولى لإدارتي في العلاقات الخارجية صيانة وحماية المصالح الوطنية، عبر بناء الثقة وتخفيف التوتر مع العالم الخارجي».
أما المرشح المستقل محسن رضائي، والذي شهدت حملته الانتخابية تسارعاً واضحاً في اليومين الأخيرين بشكل يرشحه كثيرون للحلول في مركز متقدم عن المركز الخامس المتوقع له قبل أسبوع من الآن، فاهتم بالإضاءة على الربط بين العقوبات الدولية والبرنامج النووي والعلاقات الدولية. ويقول في رسالته الانتخابية الأخيرة قبل الصمت الانتخابي: «لقد فرض الأميركيون عقوبات اقتصادية علينا، ولكننا حصلنا على الوقت الذي احتجنا اليه. وبالرغم من ذلك علينا تغيير هذا التوجه، وكنتيجة لذلك سآخذ المفاوضات مع الدول الست الكبرى مأخذ الجد، وسأشكل فريقاً تفاوضياً من المتخصصين والديبلوماسيين الإيرانيين لهذه المهمة، وبمشيئة الله سنحل مشكلة الملف النووي بهذه الطريقة».
سيظهر الإيرانيون اليوم أي رسالة انتخابية من المرشحين رسخت في أذهانهم، وهم يدلون بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
وباما يغيّر معادلته السورية: النظام استخدم الكيميائي مرات عدة
بدا، أمس، أن الإدارة الأميركية تتجه نحو انعطاف كبير في مقاربتها للوضع في سوريا، بما يتجاوز التفاهمات الأميركية ــ الروسية الأخيرة بشأن مؤتمر «جنيف 2»، وذلك في ظل تبدّل الظروف الميدانية لصالح النظام، بعد استعادته السيطرة على القصير، وتقدّمه على محور حمص، واستعداده لخوض معركة حلب. وفي إعلان، هو الأول من نوعه، ذكر البيت الأبيض، أمس، أن وكالة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق صغير ضد مسلحي المعارضة في سوريا.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس في بيان إنه «بعد مراجعة دقيقة وجدت أجهزة استخباراتنا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية، منها غاز الأعصاب سارين، على نطاق صغير ضد المعارضة مرات عدة في العام الماضي».
وأضاف البيان أن «ما بين مئة و150 شخصاً قتلوا جراء استخدام الأسلحة الكيميائي?