23-11-2024 06:06 AM بتوقيت القدس المحتلة

حول التزام روسيا بالفيتو دعما لسورية في مجلس الأمن

حول التزام روسيا بالفيتو دعما لسورية في مجلس الأمن

تعمل الخارجية الفرنسية هذه الأيام كخلية نحل مع الدول الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن لتأمين النصاب اللازم للحصول على إدانة دمشق في مشروع قرار تم تحضيره حول الأوضاع التي تمر بها سورية اليوم.

كتب نضال حمادة :

تعمل الخارجية الفرنسية هذه الأيام كخلية نحل مع الدول الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن لتأمين النصاب اللازم للحصول على إدانة دمشق في مشروع قرار تم تحضيره حول الأوضاع التي تمر بها سورية اليوم.

ويشبه بعض الصحفيين هنا في باريس وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) بوكالة أنباء حصرية لأخبار المعارضة السورية على الفايسبوك وشبكة الإنترنت عموماً، حيث يعتمد الوزير الفرنسي على ما تصدره مواقع  هذه المعارضة والمعارضين في دعم موقفه مع وزراء خارجية الدول التي يتصل بها لإقناعها بتأييد مشروع القرار المعد فرنسيا وأوروبيا.

بعض الدول التي تحدث عنها (جوبيه)، والتي أشار إلى تقدم في  الحصول على تأييدها، طلبت من الوزير الفرنسي الحصول على موافقة روسية وصينية بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) أو بالغياب عند التصويت حتى تؤيد المشروع الأوروبي المزمع تقديمه.

وقد دخل الحراك الدبلوماسي القطري مباشرة على الخط عبر رسالة قطرية لروسيا تلمح فيها الدوحة إلى استعدادها للدخول في مشروع منظمة دولية لمصدري الغاز على غرار منظمة (أوبيك) للمنتجين والمصدرين للنفط. هذا الكلام نقله لموقع المنار مصدر صحافي فرنسي، مشيرا إلى أن قطر سوف تعرض على الجزائر التي يزورها أمير دولة قطر (حمد بن خليفة آل ثاني) موقفاً فرنسياً مطمئناً للجزائر التي ترى بعين الشك والريبة التدخل العسكري الفرنسي على حدودها، وهي التي لا تزال تعيش أزمة الاستعمار الفرنسي مع باريس وعدم الرغبة الفرنسية بالاعتذار عن تلك الحقبة.

كما أن نفس الموقف القطري من منظمة (أوبيك) وخصوصاً المتعلق بمنتجي الغاز، سوف يطرح على المسؤولين الجزائريين، وبحسب ما يقول المصدر الصحفي: "سوف  يطرح الزائر القطري على الجزائريين الفكرة طالبا منهم نقلها للروس." وتطرق للحديث عن عملية السلام والوعد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطينية أواخر الصيف المقبل، وطلب وسوف يطلب من (عبد العزيز بو تفليقة) المساعدة في ليبيا وفي الشرق الأوسط.

"في الموقف الروسي المتشدد لا يرى الفرنسيون تراجعا." هذا ما قال لموقع المنار النائب عن الحزب الاشتراكي الفرنسي (جيرار بابت) الذي يرأس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في البرلمان الفرنسي، كما انه يؤكد أن فكرة التدخل العسكري في سورية أمر ملغى كليا. ويشير (دانيال فيرنيه) مدير التحرير السابق في صحيفة لوموند والذي يدير موقع (سلات) المقرب من أوساط الأجهزة الفرنسية إلى أن "رئيس الحكومة الروسي (فلاديمير بوتين) لم يبلع لحد الآن خطأ الرئيس الروسي (ديميتري مدفيديف) بتمرير القرار الدولي الذي سمح بشن الحرب على ليبيا. ويضيف (فيرنيه) أن سورية بالنسبة لروسيا ليست ليبيا، فمعمر القذافي لا يعد حليفا حقيقيا لموسكو خصوصا وأن ابنه (سيف الإسلام) ينتهج  سياسة انفتاح على الغرب ، بينما تبقى سورية الحليف الأقوى والأقرب لموسكو، حيث تتواجد قاعدة بحرية روسية في ميناء اللاذقية السوري وهو الميناء الوحيد على البحر المتوسط الذي يتواجد فيه الأسطول الروسي، كما أن الصين تعتبر سورية حليفا موثوقا، وهي هددت صراحة بالفيتو،" ينتهي هنا كلام (فيرنيه).
ويبدو مما تقدم، ومن إصرار المسؤولين الفرنسيين على المضي بالضغط من باب مجلس الأمن على سورية رغم قناعتهم بوجود الفيتو الروسي، أن هذا التحرك يسعى لإيجاد ورقة ضغط ضد دمشق، على الأقل معنويا، فضلا عن إرسال إشارات التطمين إلى الأطراف العربية  المتحالفة حديثا مع فرنسا في قضايا المنطقة. هذا كله يتم بينما يتم العمل على ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بخط متواز استعداداً لاستخدامه في مجلس الأمن ضد مسؤولين سوريين وإيرانيين ومسؤولين من حزب الله، على أمل إحراج روسيا وتفادي الفيتو الروسي أو الصيني، بحجة خضوع المحكمة لوصاية مجلس الأمن تحت الفصل السابع.هذا كله يبقى في حقل الضغط السياسي، كون العمل العسكري له محاذيره التي يذكرها محللون عسكريون فرنسيون ومن الطاقم القيادي العسكري الفرنسي سوف نلقي عليها الضوء قريباً.