فرنسا لا تريد حلا للأزمة السورية كونها تشعر بتهميشها في حال حصل اتفاق بين روسيا وأمريكا حول الحرب في سوريا، وهذا الرفض الفرنسي وضع كل العراقيل والعقبات أمام أي حل في سوريا
فرنسا لا تريد حلا للأزمة السورية كونها تشعر بتهميشها في حال حصل اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول الحرب في سوريا، وهذا الرفض الفرنسي او "يباس" الرأس الفرنسي كما وصفه موقع "آغورا" وضع كل العراقيل والعقبات أمام أي حل في سوريا، وبحث عن كل الحجج التي تجبر الإدارة الأميركية على مراجعة سياستها التي تريد عدم إغضاب الروس كثيرا في سوريا.
الموقف الفرنسي المتصلب وجد ضالته في السعودية مع قطبي التصلب والعداء لسوريا متمثلا بوزير الخارجية سعود الفيصل وزوج أخته بندر بن سلطان بن عبد العزيز الذين زارا العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي في زيارة خصصت لبحث كيفية العمل المشترك بين الطرفين السعودي والفرنسي لمحاربة حزب الله وإيران في سوريا، كما ذكر مرجع سوري معارض لموقع المنار.
ويبدو ان الحاجة الفرنسية للمال ولبيع معدات عسكرية للخارج بعد الركود الذي تشهده مبيعات السلاح الفرنسي التقى مع حاجة السعودية لسند اوروبي قوي من اجل الاستمرار في سياسة الحرب في سوريا، ولا بأس أن تدفع مملكة النفط بعضا من الأموال لفرنسا لقاء خدمات تقدمها الأخيرة في الحرب على سوريا وعلى إيران وحزب الله في سوريا، وهذا التلاقي في المصالح جعل زيارة المسؤولين السعوديين لباريس حافلة بنقاط الاتفاق وخطط العمل التي سوف يتعاون الفرنسي والسعودي فيها على الاراضي السورية وفي أوروبا والخليج والعالم.
وتذكر مصادر فرنسية مطلعة لموقع المنار نقاط الاتفاق السعودي الفرنسي كما يلي:
- توقف فرنسا اعتراضها على وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية.
- تتعاون باريس والرياض على تبادل المعلومات حول الجاليات الشيعية في أوروبا وفي الخليج خصوصا تلك التي لديها ميول وتأييد لحزب الله.
- تستمر فرنسا بسياسة التصلب والهجوم ضد البرنامج النووي الإيراني وضد المصالح الإيرانية في أوروبا والغرب.
- تقدم فرنسا أسلحة متطورة وأجهزة اتصال حديثة للمعارضة السورية وتدفع السعودية ثمنها.
- تعيد فرنسا تعاونها الأمني مع السعودية في اليمن والذي كان مثمرا إبان حرب صعدة عام 2009.
- تقوم السعودية بشراء بضائع وسلع ومعدات فرنسية بقية ثلاثة مليارات دولار.
ويبدو أنَّ السعودية التي كانت تعول على تحالف تركي سعودي في مواجهة ايران تعيد حساباتها بعد صعود المد الإخواني في المنطقة بقيادة تركية واضحة، فضلا عن انتقال عدوى التظاهرات الى تركيا التي تستمر للأسبوع الثالث على التوالي ، وهذا ما يثير مخاوف السعودية من انتقال العدوى اليها، لذلك وجَّه المسؤولون السعوديون وجههم يم فرنسا التي تتفق مع السعودية أيضا في الرغبة بإزاحة القطري من الواجهة، خصوصا أن باريس غاضبة من الدوحة بسبب صفقة دبابات كانت باريس تأمل من الدوحة ان تختار "دبابة لوكليرك" الفرنسية ، وقد اختار القطريون دبابة بريطانية، ما أثار غضب باريس التي سهلت لقطر استثمارات كبيرة في فرنسا وبعضها رمزي ومعنوي مثل نادي "باريس سان جيرمان" لكرة القدم او محلات "ميغاستور" على جادة الشانزيليزيه.
ويقول معارض سوري ان الفرنسيين سوف يزودون المسلحين بأسلحة مضادة للدبابات واجهزة اتصال حديثة وصور أقمار صناعية لمواقع الجيش السوري في مناطق الاشتباك، بينما ستزود الولايات المتحدة المسلحين السوريين عبر مخازن أسلحة امريكية موجودة في الأردن وتشمل هذه المعدات "صواريخ حرارية مضادة للدروع، عربات نقل مصفحة، اجهزة اتصال مشفرة وموصولة عبر الاقمار الصناعية، مدافع هاون، ذخائر متنوعة"، فضلا عن عشرات الصواريخ التي سوف تستخدم في قصف مناطق لبنانية تتعرض للقصف حاليا من قبل المسلحين السوريين، وهذا ما جعل مصدر سوري معارض يتوقع صيفا سوريا ساخنا في ميدان المعركة...
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه