أبرز ما جاء في الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم الاثنين 17/6/2013
تصدر الخبر الايراني صدارة عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت، فيما كان للاحداث الامنية اللبنانية والسورية نصيب كبير من المتابعة والرصد على امتداد صفحات الصحف اللبنانية بعد أحداث البقاع وتفجيرات دمشق.
السفير
إيران بعد فوز روحاني: تجديد لا انقلاب
طهران ــ مصطفى اللباد
استقبل العالم فوز المرشح الوسطي حسن روحاني بكثير من الارتياح، وتوالت ردود الأفعال الدولية العاكسة له.
فقد مثل انتخابه من الجولة الأولى مفاجأة كبيرة، ومردها ليس فوزه بحد ذاته، فقد كان ضمن مقدمة السباق طيلة الفترة الانتخابية وتصدره حتى مع انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف لمصلحته، وإنما لفوزه من الجولة الأولى ومن دون جولة إعادة بدت مرجحة بشدة.
وتدل نتيجة الانتخابات الإيرانية على حقيقة أن التوقعات والتقديرات الغربية والدولية لم تكن يوماً صائبة أو قريبة من الدقة في الحالة الإيرانية، والدليل على ذلك ترويج مراكز أبحاث ووسائل إعلام أميركية كبرى قبل بدء السباق الانتخابي، لفكرة مفادها أن المرشح الراديكالي سعيد جليلي هو ممثل المرشد، وأن النظام سيهندس العملية الانتخابية للوصول إلى فوزه، وهو ما لم يحدث.
ثم عادت بعض وسائل الإعلام الغربية والآراء إلى تقدير أن فوز روحاني يمثل «انقلاباً» على جمهورية إيران الإسلامية وأسسها. ويتغاضى هذا التقدير عن حقيقة الأمر أن نتيجة هذه الانتخابات تظهر تعددية المجتمع الإيراني. فالأصوات المحسوبة على المحافظين تبلغ النصف أيضاً.
ويتجاهل ذلك التقدير أيضاً أن روحاني هو ممثل المرشد السيد علي خامنئي في مجلس الأمن القومي الإيراني، وهو في الوقت ذاته عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية التابع له.
كما لا تخفى دلالة أن روحاني أجيز من قبل «مجلس صيانة الدستور» للترشح في حين منع آخرون، ما يؤكد عدم دقة التقدير مرة أخرى.
وإذ أظهرت الانتخابات الرئاسية أن هناك حراكاً سياسياً حقيقياً يجري في إيران، وما نتيجة هذه الانتخابات إلا أحد مظاهر هذا الحراك، إلا أنها ليست مسببة له على أية حال.
أسباب الفوز
فاز روحاني في الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة، من الجولة الأولى أمام خمسة مرشحين آخرين يملك كل منهم ارتباطاً مؤسساتياً وحضوراً سياسياً في جمهورية إيران الإسلامية. ولعبت ستة عوامل دورها في الوصول إلى هذه النتيجة، بحيث تداخلت في ما بينها لتساهم في صنع «المفاجأة».
يتمثل أول هذه الأسباب في التموضع الانتخابي المؤاتي، الذي ظهر عليه روحاني بعد انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف لمصلحته. إذ أصبح روحاني ممثلاً لكتلة فضفاضة مكونة من الإصلاحيين والوسطيين، في مقابل خمسة مرشحين ينتمون بشكل أو آخر إلى الكتلة المحافظة بتنويعاتها المختلفة.
وساهم الدعم المعلن من طرف الرئيسين السابقين محمد خاتمي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني، الممنوع من خوض السباق، إلى خلق حالة استقطابية على محور وسطي - إصلاحي في مقابل محور محافظ.
يظهر ثاني الأسباب في احتدام التنافس الانتخابي بين المرشحين الخمسة، وبالأخص بين المرشحين الأصغر سناً، أي محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي، ما ساهم إلى حد كبير في تفتيت كتلة الأصوات المحافظة.
أما ثالث الأسباب، فكان تمديد ساعات الاقتراع مرات عدة بغرض رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، والتي اعتبرها النظام الإسلامي استفتاءً على شعبيته.
كان التمديد فرصة لمؤيدي الإصلاح الممتنعين تقليدياً عن المشاركة، لينخرطوا بقوة في التصويت لروحاني. ومن الملاحظات المتكررة في الانتخابات الإيرانية، أنه كلما زادت نسبة المشاركة، زادت فرص الإصلاحيين، الذين لا يملكون ربما ثقلاً مؤسساتياً، ولكنهم يحتفظون في المقابل بحضور شعبي واسع.
ويبلغ هذا التقدير ذروة قدرته التفسيرية بملاحظة أن التيار الإصلاحي في إيران لم يخسر منذ العام 1997 أي حسم انتخابي تتوافر فيه شروط الحيادية والشفافية، وفوز روحاني ليس استثناءً من هذه القاعدة.
صحيح أن روحاني وسطي وليس إصلاحياً، ولكن منذ انسحاب عارف لمصلحته قبل أيام قليلة من بدء السباق، فقد كان التقدير لفرص روحاني يتلخص في أنه يضمن لنفسه مكاناً في جولة الإعادة أو يتقدم السباق كما فعل، بعدما ارتدى العباءتين الوسطية والإصلاحية.
يدور العامل الرابع حول الملف الاقتصادي، حيث ساهم الأداء الاقتصادي المتردي لحكومة الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، في تعميم انطباع لدى إيرانيين كثر بأن كامل التيار الذي يمثله نجاد غير قادر على حل الأزمة الاقتصادية. بمعنى آخر، مثلت فترة الولاية الأخيرة لنجاد خصماً من رصيد المرشحين المحسوبين على المحافظين، وبالأخص سعيد جليلي، وإضافة إلى رصيد روحاني.
وفي النهاية كان العامل الخامس متلخصاً في الشعارات الموفقة لحملة روحاني الانتخابية، وشعارها «التعقل والأمل»، والتي أفلحت في مخاطبة أوسع الشرائح الإيرانية.
أما العامل السادس فتمثل في عدم قدرة أي من قاليباف وجليلي في مخاطبة الشرائح العمرية الأصغر سناً، وبالتالي خلق استقطاب انتخابي على قاعدة التنافس بين الأجيال، يستقطب أصوات الشباب التي تمثله كتلة معتبرة من أصوات الإيرانيين وتتراوح بين 35 و45 في المئة من الكتلة الناخبة.
روحاني والسياسة الخارجية
من يعتقد أن الرئيس الإيراني لا يمكنه فعل شيء، وأن كل شيء بيد المرشد، عليه أن يقارن بين فترتي رئاسة محمد خاتمي، وفترتي رئاسة نجاد ليتعرف عندها على الفارق، سياسياً واقتصادياً وثقافياً ومجتمعياً.
صحيح أن موقع الرئيس في إيران لا يمكنه من امتلاك الكلمة العليا، على غرار الجمهوريات الرئاسية، إلا أن بصمته تظل واضحة على السياسة والاقتصاد.
وكان روحاني وعد في حملته الانتخابية بتغيير في أسلوب إدارة الملفات الخارجية، وهو وعدٌ يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
سيجري روحاني تغييرات تضمن مصالح إيران، وفي الوقت نفسه تجعلها أقل تصادمية وبما يخفف من الضغوط الإقليمية والدولية عليها.
ويلاحظ المتابع وجود متتالية سببية بين إيران والغرب، مفادها أن تخفيف التوتر بين الجانبين، سيؤدي مباشرة إلى التخفيف من آثار العقوبات الاقتصادية.
تحتاج إيران إلى رفع العقوبات النفطية عنها، باعتبار أن النفط يشكل وحده نصف الموازنة الإيرانية، مثلما تتطلع إلى تدفق استثمارات خارجية في قطاعها النفطي، بغرض تحسين فرص النمو الاقتصادي، وتوفير فرص التوظيف للشباب الإيراني.
وفي هذا السياق، يبدو واضحاً أن الحوار مع الغرب والولايات المتحدة تحديداً، له فائدة من المنظور الإيراني، سيحاول روحاني المحنك اقتناصها.
ولكن حواراً كهذا ليس سهلاً على أية حال، كونه يفتح الباب أمام أخطار تقديم «تنازلات» في الملف النووي، سيعمل روحاني بمهاراته التفاوضية التي أثبتها خلال ترؤسه لمجلس الأمن القومي الإيراني في الفترة بين العامين 2003 و2005 على تجنبها.
بمعنى آخر، سيحاول روحاني القـيام بتعديل في أسلوب الأداء الخارجي، يعدل من اللهجة والخطاب، لكنه لا يحيـــد عن أهـــداف إيران الوطنــــية منه.
وإذ أعلن روحاني أيضاً رغبته في الانفتاح على قوى إقليمية لتخفيف التوتر الإقليمي، فسيعني ذلك وجهاً إيرانــــياً مقبـــولاً أكثر في الغرب والمنطقة، ولا يغيب هنا الترحيــب الســـعودي والخلـــيجي بفــــوزه الانتخــابي.
يملك روحاني وجهاً يبتسم ويحاور، ولكنه لا يتنازل مع ذلك عن الأهداف. وتبدو إسرائيل خاسرة من فوز روحاني، لجهة قدرته على تغيير صورة إيران في المجتمع الدولي، تلك التي رسمها نجاد، والتي تناسب إسرائيل تماماً.
تقود إيران محوراً إقليمياً له امتداداته في المنطقة، ويقول التحليل الموضوعي لسلوك روحاني الإقليمي المفترض، أنه ليس في وارد التخلي عن تحالفاته، لأنها تمثل خط الدفاع الأول عن طهران، وإن كان سيحاول تخفيف الاحتقان الإقليمي.
الشواهد على ذلك ليست بعيدة، ففي فترة رفسنجاني رممت إيران علاقتها العربية عموماً والخليجية خصوصاً، وفي عصر خاتمي المنفتح على جواره الخليجي والعربي تقدمت علاقات إيران العربية بوضوح، في الوقت الذي تعزز فيه محورها في المنطقة باطراد. وهو ما استمر في فترة خاتمي المبتسم الداعي إلى حوار الحضارات؛ وهي الفترة التي قطعت إيران فيها خطوات كبيرة على مضمار امتلاك المعارف التقنية.
أربعون يوماً ونيف تفصل الرئيس الإيراني المنتخب عن تولي مهامه رسمياً، قبل أن يقسم على القرآن والدستور لينصب رسمياً رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية في مطلع شهر آب المقبل.
وحتى ذلك الحين، ستستمر التكهنات عن إيران الجديدة - القديمة، وسيتواصل بازار التكهنات حول سياستها الخارجية المرتقبة، وستكون «السفير» مواكبة للتطورات في هذا الملف أولاً بأول.
أمن فالت في دولة معطلة
«كمين الجرود» يهزّ أمن البقاع
أطلّت الفتنة أمس، بوجهها البشع من جرود رأس بعلبك ـ القاع، مستفيدة من التنوع المذهبي في المنطقة للعبث بأمنها وبنسيج العلاقات بين ابنائها، على إيقاع الانقسام الداخلي الحاد في شأن الازمة السورية. جريمة مروعة ذهب ضحيتها أربعة مواطنين، هزّت البقاع ولبنان، ووضعت السلم الأهلي الهش أمام اختبار صعب من جديد.
وإذا كان يُسجل للعقلاء في الاطراف السياسية، وعلى مستوى العائلات والعشائر في الهرمل وعرسال على حد سواء، تحركهم الفوري لاحتواء ردود الفعل وضبط الانفعالات، إلا أن جمر الفتنة لا يكفيه بعض الرماد الذي قد يغطيه لكنه لا يُخمده، وبالتالي فإن الاولوية يجب أن تكون لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية الفاعلين بشكل سريع، وصولا الى إقفال الباب المفتوح امام اجتهادات وتفسيرات شتى ربما تتسرب عبرها سموم الفتنة.
وفي حين أعقب ارتكاب الجريمة توتر شديد في بعض مناطق بعلبك ـ الهرمل، حيث قطع العديد من الطرقات وسجل انتشار مسلح في بلدات عدة، أوضحت قيادة الجيش في بيان أن وحداتها سيرّت دوريات راجلة ومؤللة وأقامت حواجز في مختلف أرجاء المنطقة، «ولا تزال تقوم بمهماتها لإخلاء كافة المظاهر المسلحة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها». وأهابت بجميع المواطنين والعائلات البقاعية كافة، «التعالي على الجراح وضبط النفس والتحلي بالصبر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد»، مؤكدة أنها «لن تسمح لأي كان باستغلال الحادث الأليم بغية ضرب الوحدة الوطنية وتقويض ركائز العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد».
وقال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» إن الأهم في هذه اللحظة العصيبة هو عدم الاستعجال في اصدار الاحكام، لأن هناك من يسعى الى الإيقاع بين السنة والشيعة، وأي تسرّع في توجيه الاتهام قد يؤدي الى الوقوع في فخ الفتنة.
ولفت الانتباه الى محاولة سابقة جرت لإحداث فتنة من خلال قتل العسكريين الثلاثة في عرسال، لكن الجيش تمكن من معرفة الفاعلين وإجهاض المخطط، وبالامس تكررت المحاولة ذاتها من خلال تكرار جريمة القتل في جرود رأس بعلبك بالطريقة ذاتها. وأكد ان الاجهزة الامنية جادة في كشف ملابسات الجريمة، والتحقيق يسير على الطريق السليمة، آملا في «أن نتمكن خلال فترة قصيرة في معرفة الفاعلين، وحتى ذلك الحين المطلوب ضبط النفس وتجنب ردود الفعل الانفعالية».
الدولة المعطلة
وما يزيد من هشاشة الوضع الأمني حالة الاهتراء والتآكل التي تصيب مراكز القرار في الدولة، بفعل «أسيد» الانتظار الذي أصاب عملية تأليف الحكومة وقانون التمديد لمجلس النواب العالق في عنق زجاجة المجلس الدستوري الذي تعطل بدوره تحت تأثير الانقسام بين أعضائه في شأن كيفية مقاربة الطعن في قانون التمديد لمجلس النواب.
وعشية الجلسة الافتراضية للمجلس الدستوري غدا، والتي لن يكتمل نصابها على الارجح، قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إنه سيبادر بعد تجاوز الطعن في قانون التمديد الى دعوة اللجنة النيابية الفرعية الى معاودة اجتماعاتها، لاستئناف محاولات التوافق على قانون الانتخاب.
وأكد بري أنه لن يتخلى بسهولة عن الرئيس تمام سلام، موضحا أنه سيبذل كل جهده لمساعدته على تذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة، معتبرا انه لا خيار أفضل من تمام سلام لهذه المرحلة، ومتسائلا: ما البديل الذي يمكن أن يحظى مجددا بتوافق 124 صوتا؟
ولفت بري الانتباه الى أنه ليس أمرا بسيطا أن يقول سلام إنه يدعم خيار المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، في زمن أصبح فيه هذا الموقف مكلفا جدا. وأشار الى ان إنجاح مهمة سلام ضروري للاستقرار الداخلي ولتخفيف الاحتقان المذهبي.
في المقابل، أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في أن يتمكن المجلس الدستوري من اتخاذ القرار المناسب في شأن الطعن الذي تقدم به. وأشار الى «أن هناك فريقاً يريد ان يعزل رئيس الجمهورية، ولكن لا أحد يستطيع أن يعزل الرئيس». وأضاف: يستطيعون شتم الرئيس على كل منبر، ولكن لا يستطيعون تغيير مواقفه السيادية والوطنية في السياسة الخارجية والداخلية ولا ثنيه عن التمسك بالإستراتيجية الدفاعية.
ومع انسداد الافق الداخلي، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، صرخة ضد فريقي «8 و14 آذار»، خلال احتفال أقيم لمناسبة تدشين بازيليك السيدة العذراء في حريصا، بحضور الرئيس سليمان والرئيس المكلف سلام.
وقال الراعي إن تكريس لبنان لمريم هو التزام بالمصالحة الوطنية التي تبدأ بين السياسيين، ولاسيما بين الفريقين المتنازعين وهما «8 و14 آذار»، اللذين شوّها وجه لبنان وميثاق العيش معا في هذا النزاع المتمادي. وأضاف: بنزاعهما المتمادي عطّلا الانتخابات النيابية في موعدها، ويعطلان اليوم تأليف حكومة جديدة قادرة. كما أكد أنهما بنزاعهما المتمادي يفكّكان المؤسسات الدستورية والقضائية، وهما تورطا بالحرب المؤلمة والمؤسفة في سوريا ويورطان لبنان وشعبه في تداعيات هذه الحرب ونتائجها.
الاخبار
انتصار روحاني: تغيير داخـلي يحفظ الدور والقوة
روحاني: هذا انتصار الاعتدال على التطرف
كان مفاجئاً إعلان رجل الدين اليميني المدعوم من الإصلاحيين، حسن روحاني، رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد مخاض عسير سهّله توزع أصوات الناخبين الإيرانيين على 3 مرشحين مبدئيين في المشهد السياسي الإيراني
ما إن أعلن وزير الداخلية الإيراني، مصطفى محمد نجار، فوز حسن روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنسبة فاقت الخمسين في المئة، حتى بدأ الناس احتفالاتهم في شوارع طهران وفي مدن رئيسية أخرى، بينما كان المرشد الأعلى علي خامنئي أول المهنئين، معتبراً «التصويت لأي من المرشحين تصويت للجمهورية الإسلامية وتصويت على الثقة بالنظام».
وفي أول رسالة بعد فوزه، أشاد الرئيس الإيراني الجديد، بـ«دور أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي» الرئيسين السابقين، المعتدل والإصلاحي، اللذين أيداه في حملته الانتخابية. وقال، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن «هذا الانتصار هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم... على التطرف»، مطالباً «من يتغنون بالديموقراطية والتفاهم والحوار الحر (الدول الغربية) بأن يتحدثوا باحترام الى الشعب الإيراني ويعترفوا بحقوق الجمهورية الإسلامية، حتى يتلقوا رداً ملائماً»، في إشارة الى المفاوضات النووية المتعثرة مع الدول الكبرى. وأعرب عن «امتنانه للمرشد الأعلى» خامنئي، معتبراً أنه «ابنه الأصغر».
وأكد روحاني أن «الوجود القوي» للشعب «سيجلب الهدوء والاستقرار والأمل في المجال الاقتصادي». وأعاد التلفزيون الحكومي بث كلمته أمس، ونقل قوله «أظهر الشعب الإيراني باحتفالاته الليلة الماضية أن لديه أملاً تجاه المستقبل، وإن شاء الله سيكون النصر للأخلاق والاعتدال في هذا البلد».
لكنه قال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن مشكلات البلاد «لن يتم حلها بين عشية وضحاها، ويحتاج ذلك الى التدريج وإلى التشاور مع خبراء».
وكان المرشد الأعلى أول المهنئين لروحاني، معتبراً على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «التصويت لأي من المرشحين تصويت للجمهورية الإسلامية وتصويت على الثقة بالنظام».
وفي بيان أصدره بهذه المناسبة، أثنى خامنئي على إقبال ملايين الشعب على صناديق الاقتراع، إذ وصلت كثافة المقترعين الى 72 في المئة من نحو 50 مليون شخص لهم حق التصويت.
ولفت خامنئي الى أن الرئيس المنتخب رئيس لكل الشعب، داعياً الجميع الى مد يد العون له من أجل بلوغ الأهداف الوطنية الكبرى التي تعهد بها الرئيس روحاني قبل فوزه.
بدوره، رأى رئيس مجلس خبراء القيادة، محمد رضا مهدوي كني، أن الانتخاب يعدّ انتصاراً آخر لنظام الجمهورية الإسلامية، وبعث بـ«رسالة تهنئة الى حجة الإسلام حسن روحاني بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية»، حسبما ذكرت وكالة «مهر».
كذلك، قدم رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، التهنئة لرئيس الجمهورية المنتخب، في مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي يرأسه روحاني حيث عقدا اجتماعاً. وقال رئيس البرلمان إنه بحث مع الرئيس المنتخب أوضاع البلاد ومشكلتي التضخم والبطالة، مضيفاً إنه تم في هذا الاجتماع أيضاً إجراء مشاورات بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
في هذا الوقت، أصدر المرشحون الخمسة الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة: محمد باقر قاليباف، محسن رضائي، سعيد جليلي، محمد غرضي وعلي أكبر ولايتي، بيانات هنأوا فيها روحاني بمناسبة فوزه.
وقدم رضائي التهاني «بتسطير الملحمة السياسية»، مبدياً احترامه للقرار الذي اتخذه الشعب، بينما اعتبر ولايتي في برقيته أن مشاركة الشعب الإيراني الملحمية في الانتخابات «جسدت الانسجام الوطني وعززت الأمن القومي في هذه البرهة الحساسة، وبثت اليأس لدي أعداء الشعب».
من جانبه، تمنى غرضي لروحاني «التوفيق في تلبية مطالب الشعب الإيراني، أي تنمية الأجواء الاقتصادية والسياسية في البلاد».
کذلك بعث كل من غلام علي حداد عادل ومحمد رضا عارف، اللذين انسحبا من المنافسات الانتخابية، برقيتين منفصلتين قدّما فيهما التهنئة لروحاني.
بدوره، أصدر الحرس الثوري بياناً أكد فيه «استعداده للتعاون مع الحكومة المقبلة برئاسة روحاني في إطار الواجبات والمسؤوليات القانونية المسندة إليها».
في هذا الوقت، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، أن «مكانة إيران على الصعيدين الإقليمي والدولي تعززت من خلال المشاركة الشعبية الرائعة في انتخابات رئاسة الجمهورية».
وسيتولى روحاني الرئاسة في آب، وهي أعلى منصب منتخب في البلاد.
وكان أقرب منافسي روحاني رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف الذي تفوق عليه روحاني بفارق كبير بعدما حصل على 17 في المئة فقط من الأصوات. وشارك نحو 36,7 مليون ناخب من أصل 50,5 مليون ناخب في الانتخابات الرئاسية، أي بنسبة مشاركة بلغت 72,7 في المئة، مقابل 85 في المئة تم تسجيلها في انتخابات عام 2009، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية.
وفاز روحاني بالانتخابات من الدورة الأولى بحصوله على 18,6 مليون صوت (50,68 في المئة). وحل قاليباف في المرتبة الثانية مع 6,07 ملايين صوت (16,55في المئة)، كما جاء جليلي ثالثاً مع 4,16 ملايين صوت (11,3%).
وأخيراً، حل رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، في المرتبة الرابعة مع 3,88 ملايين صوت (10,5 في المئة). وهذه المشاركة هي الثالثة لرضائي في الانتخابات الرئاسية بعد عامي 2005 و2009. ولم يتخطّ المرشحان الباقيان عتبة الـ 10 في المئة، فنال ولايتي وزير الخارجية السابق 2,68 مليون صوت (7,3 في المئة)، فيما حصل غرضي، المعتدل الذي أقرّ بنفسه أنه فوجئ بقبول ترشحه للانتخابات الرئاسية، على 446 ألف صوت (1,2في المئة). وتم تسجيل 1,25 مليون ورقة تصويت لاغية أو بيضاء.
وفور إعلان فوز روحاني السبت، نزل آلاف الإيرانيين الى شوارع طهران للاحتفال بفوزه ورحيل سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي تولى الرئاسة على مدى ثماني سنوات لولايتين متتاليتين، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي ومطالبين بالمزيد من الحريات.
المستقبل
الأسعد يحمّل نصر الله مسؤولية "إعدام هاشم السلمان" ويدعو إلى تظاهرة جديدة أمام السفارة الإيرانية
جريمة البقاع: محاولة جديدة لإشعال الفتنة بين عرسال وجوارها
خطت محاولات نظام بشار الأسد وأدواته خطوة إضافية أمس باتجاه محاولة تفجير الفتنة في البقاع الشمالي وخصوصاً في منطقة عرسال وجوارها، من خلال ارتكاب جريمة قتل في حق أربعة شبّان، اثنان منهم من آل جعفر وثالث من آل أمهز ورابع تركي مولود من أم لبنانية من آل سيف الدين، ثم إشاعة معلومات تحمّل أهل عرسال المسؤولية.
الحادثة التي سبّبت توتراً كبيراً في المنطقة ختمت أسبوعاً حافلاً بملفاته السياسية وغير السياسية وخصوصاً لجهة الكباش القائم حول نظر المجلس الدستوري في الطعن المقدم إليه بالتمديد للمجلس النيابي والذي يفترض أن يعقد غداً الثلاثاء جلسة حاسمة في هذا الشأن.
وفي موازاة ذلك، كانت للمستشار العام لحزب "الانتماء اللبناني" أحمد كامل الأسعد إطلالة في ذكرى مرور أسبوع على جريمة اغتيال المستشار الطلابي في الحزب هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية في بيروت حيث حمّل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله المسؤولية عنها وأعلن عن تظاهرة جديدة في المكان نفسه يوم الأحد المقبل.
البقاع...
وكانت مصادر أمنية رسمية أفادت أنه فور العثور عند الرابعة بعد الظهر على جثث القتلى الأربعة على الطريق الجردية الواقعة في وادي رافق بين جرود القاع ورأس بعلبك، نفذ مئات المسلحين انتشاراً واسعاً في بلدة اللبوة حيث الطريق الوحيدة المؤدية الى عرسال وفتشوا السيارات بحثاً عن مواطنين من البلدة. كما سجّلت حالات انتشار مسلّح في أكثر من منطقة قريبة، قبل أن يستقدم الجيش تعزيزات عملت على حفظ الهدوء.
واستنكر أهالي وفعاليات وبلدية عرسال في بيان "الاعتداء الذي يرمي الى الإيقاع بين أهالي عرسال وأهالي المنطقة الكرام والى إشعال نار الفتنة المذهبية "التي ننكرها ونبغضها", وأكدوا أنهم "براء من الفاعلين أياً كانت هوياتهم (...) ولن نتوانى عن تقديم ما يصل إلينا من معلومات تؤدي الى كشف الفاعلين".
كما أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن "لا ذنب لأهالي البلدة ولا نعرف شيئاً عن تفاصيل ما حصل".
وأشارت مصادر أمنية لـ"المستقبل" الى أن الأجهزة الرسمية "اشتغلت على تهدئة الوضع منذ اللحظات الأولى وأثببت للعائلات المصابة أن هوية القتلة سورية وليست لبنانية من أهل عرسال", وأن ذلك ساهم في تخفيف حدّة التوتر وسحب المسلحين من الشوارع.
كما أهابت قيادة الجيش بجميع المواطنين والعائلات البقاعية كافة التعالي على الجراح وضبط النفس والتحلي بالصبر, وأكدت "أنها لن تسمح لأي كان باستغلال الحادث الأليم بغية ضرب الوحدة الوطنية وتقويض ركائز العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد", وحضّ المسؤولين المعنيين على الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية والعمل على إخلاء المظاهر المسلّحة ورأب الصدع بكل الوسائل الممكنة".
وكانت مناخات التوتر وصلت إلى البقاع الأوسط بعد الإعلان عن خطف الفتى مهنّد محيي الدين (16 عاماً) حيث عمد أهالي مسقط رأسه في تعلبايا الى إقفال الطريق أمام حركة السير قبل أن يعيدوا فتحها بعد تبلّغهم نبأ إطلاق ابنهم من قبل الجهة التي خطفته.
والفتى مهنّد خطف عند حاجز في بلدة اللبوة بعد إعلان نبأ مقتل الأشخاص الأربعة في وادي رافق.
الأسعد
إلى ذلك، كان لافتاً في كلام رئيس حزب "الانتماء اللبناني"الذي حمّل فيه السيد نصر الله مسؤولة "إعدام هاشم السلمان"، وتحميله أيضاً الدولة اللبنانية "بجميع مؤسساتها الأمنية التي كانت موجودة" المسؤولية و"كأنها كانت متواطئة في الجريمة وظهر هذا التواطؤ جلياً بعد صدور بيان الجيش عن الجريمة النكراء والذي ألّف رواية لا أساس لها، فقط من أجل تبرئة حزب الله علماً أن عناصر الجيش كانت موجودة في مسرح الجريمة".
ودعا الجميع الى المشاركة في التظاهرة يوم الأحد المقبل أمام السفارة الإيرانية وقال: "لن نقبل باغتيال الرأي الآخر بعد اليوم ولبنان سيبقى بلد التنوع والحريات".
النهار
جريمة وفلتان وغارة في يوم الانتخابات المرجأة
فتنة عشائرية - مذهبية تهدّد البقاع الشمالي
حديث عن احتمال اعلان المنطقة البقاعية عسكرية
الراعي يشن أعنف حملاته على فريقي 8 و 14 آذار
لم يكن المكمن الذي نصبه مجهولون في المنطقة الجردية بين بلدتي القاع وعرسال البقاعيتين أمس والذي أودى بأربع ضحايا سوى مؤشر للعبث الأمني المستمر والمحاولات المتواصلة لاشعال منطقة البقاع الشمالي بفتنة، علماً أن كل عوامل الاحتقانات العشائرية والمذهبية في المنطقة باتت تثير مخاوف من السقوط في هذا المحظور.
ولعل الأسوأ في توقيت هذا الحادث وما استتبعه من انتشار مسلح واسع أنه تزامن مع موعد 16 حزيران اي اليوم الذي كان محدداً أصلاً لاجراء الانتخابات النيابية قبل صدور قانون التمديد لمجلس النواب سنة وخمسة أشهر. وعلى رغم الانطباعات السائدة عن ارتباط التوترات الدامية التي يشهدها البقاع الشمالي بالأزمة السورية كعنصر تفجير عشائري – مذهبي مزدوج، لم يغب عامل التوظيف لهذا الواقع الخطير عن الأزمة الداخلية عشية بت مصير الطعن في التمديد النيابي وكذلك تحريك المحاولات الهادفة الى احياء البحث في تشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر سياسية بارزة ومعنية بالتطورات البقاعية لـ"النهار" ان شبهة وجود أصابع تحرك الفتنة في هذه المنطقة بدت ماثلة بقوة في وقائع المكمن الذي نصب لأربعة أشخاص يعملون في تهريب المازوت في وادي رافق الذي يعد معبراً غير شرعي بين لبنان وسوريا وحيث كمنت لهم مجموعة مسلحة وقتلتهم من مسافة قريبة جداً وهم اثنان من آل جعفر وثالث من آل أمهز ورابع تركي الجنسية من والدة لبنانية. وأفادت أن الوضع اكتسب درجة عالية من الخطورة اعقب الانتشار المسلح الذي حصل في المنطقة والذي بدا منذراً باشتعال شرارة الفتنة بين مناطق بعلبك الهرمل من جهة وعرسال من جهة أخرى على رغم إصدار أهالي عرسال بياناً استنكروا فيه الجريمة الرباعية معلنين تبرؤهم من الفاعلين أياً تكن هوياتهم. لكن الوضع على الأرض شهد انتشاراً عشائرياً مسلحاً بلغ حتى مدينتي بعلبك والهرمل وتخلله قطع طرق واقامة حواجز مسلحة عمل عناصرها على التدقيق في هويات المارة. وأدى الأمر الى استنفار عسكري واسع عملت معه وحدات الجيش على احتواء هذا الانتشار وسيرت دوريات وأقامت حواجز في أنحاء المنطقة واستمرت في تدابيرها ليلاً لازالة المظاهر المسلحة وفتح الطرق.
ودعت قيادة الجيش في بيان أصدرته عن الحادث المواطنين "الى ضبط النفس والتحلي بالصبر"، مؤكدة انها "لن تسمح لأي كان باستغلال الحادث الأليم بغية ضرب الوحدة الوطنية وتقويض ركائز العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد".
ولم تقتصر محاولات التوتير على البقاع الشمالي، بل تمددت الى البقاع الأوسط حيث تسبب خطف مهند محيي الدين (16 سنة) من بلدة تعلبايا بضع ساعات بعد ظهر أمس بقطع عدد من أهالي البلدة الطريق الرئيسية ولكن سرعان ما فتحت الطريق بعد عودته سالماً.
وعلمت "النهار" مساء أمس أن الواقع الخطير الناشئ في البقاع الشمالي دفع أحد المسؤولين الكبار الى اثارة احتمال اعلان حال الطوارئ في هذه المنطقة تجنباً لانزلاقها الى متاهات أشد خطورة. وفهم أن الحديث عن امكان اعلان حال الطوارئ يستند الى سوابق كانت المنطقة اعتبرت فيها منطقة عسكرية بقرار من مجلس الوزراء كان يجري تجديده كل ستة أشهر ويتولى الجيش بموجبه تولي مهمات الأمن. وتبين نتيجة المشاورات الأولية ان هذا الاجراء يقضي عقد جلسة لمجلس الوزراء ولا يحول واقع حكومة تصريف الأعمال دون عقدها نظراً الى الظروف الأمنية الخطيرة التي تشهدها منطقة البقاع الشمالي.
غارة جديدة
واتخذ الواقع المتفجر في هذه المنطقة بعداً اضافياً من الخطورة حين شن سلاح الجو السوري قرابة التاسعة والنصف ليلاً غارة جديدة على جرود بلدة عرسال المتاخمة للأراضي اللبنانية. وجاءت الغارة الجديدة بعد أيام من غارة مماثلة على احياء داخل عرسال وبعد قرار اتخذه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتقديم شكوى الى الامم المتحدة والجامعة العربية ضد الاعتداءات السورية على المناطق اللبنانية. ومعلوم ان وزارة الخارجية امتنعت عن تقديم الشكوى وتولت دوائر الرئاسة الاولى الاتصالات اللازمة مع البعثة اللبنانية في نيويورك لابلاغ الامم المتحدة الاعتداءات السورية.
وشغل الوضع البقاعي المسؤولين، فاطلع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من قائد الجيش العماد جان قهوجي على التدابير التي اتخذها الجيش ودعا ميقاتي ابناء البقاع الشمالي "الى التحلي بالهدوء وضبط النفس ومنع أي محاولة لاستدراج المنطقة الى فتنة طائفية يعمل البعض على افتعالها".
كذلك تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري الوضع في البقاع واجرى سلسلة اتصالات شدد فيها على "ازالة المظاهر المسلحة ومنع عمليات الخطف والخطف المضاد وتوقيف المواطنين على أساس مذاهبهم لان هذا الامر مرفوض". واكد ضرورة اعطاء الجيش الدور والصلاحيات المطلوبة لوقف هذه الحوادث والجرائم ومنع تفاعلها بين المواطنين البقاعيين.
المراوحة
اما على الصعيد السياسي، فيبدو الاسبوع الطالع محفوفاً بغموض واسع حيال الاختبار الاخير الذي يواجهه المجلس الدستوري لبت الطعن في قانون التمديد الذي بات مرجحاً ان يمر ويعد نافذا في ظل تعذر انعقاد المجلس الدستوري غدا. ولم تتوافر أي معطيات ايجابية عن امكان توفير النصاب القانوني لانعقاد المجلس. كما ان أجواء الازمة المتصاعدة بين الرئيس سليمان وقوى 8 آذار بمن فيها رئيس مجلس النواب بدت الى تفاقم بعد كلام رئيس الجمهورية في جبيل مساء السبت. وردت امس جهات في 8 آذار على كلامه في موضوع التمديد لمجلس النواب بقولها "كيف كان رئيس الجمهورية يتصور اجراء الانتخابات في مثل هذا اليوم في البقاع على سبيل المثال؟" واضافت: "نحن لسنا عشاق تمديد انما الاوضاع الامنية الفالتة على الارض استدعت سلوك مجلس النواب بمختلف كتله طريق التمديد".
حملة الراعي
وفي الاطار السياسي، استرعت انتباه الاوساط السياسية الحملة اللاذعة التي شنها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على فريقي 8 و14 آذار في القداس الحاشد الذي اقيم في مناسبة اعادة تكريس بازيليك سيدة لبنان في حريصا في حضور الرئيس سليمان. وقد ساوى الراعي بين "الفريقين المتنازعين المعروفين بـ8 و14 آذار اللذين اتهمهما بانهما "بنزاعهما المتمادي شوها وجه لبنان وميثاق العيش معا وعطلا الانتخابات ويعطلان تأليف حكومة جديدة... واطاحا حياد لبنان واعلان بعبدا وتورطا في الحرب المؤسفة المؤلمة في سوريا".
اللواء
مقتل 4 أشخاص في جرود رأس بعلبك يوتّر البقاع بشكل خطير
الجيش و«حزب الله» يمنعان التعدي.. وعرسال تستنكر الجريمة
بعلبك – «اللواء»:
يبدو أن هناك يد آثمة مصرة على إيقاع الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة في البقاع الشمالي، وذلك من خلال القتل المشبوه والقتل المشبوه المضاد بين أبناء بلدة عرسال وبين أبناء العشائر من الطائفة الشيعية، يقابل ذلك إصرار من العقلاء على عدم الوقوع في هذا الفخ رغم مرارة الجراح وآلامها.
تفاصيل الجريمة
{ عثر قرابة الرابعة من بعد ظهر أمس على أربعة جثث لمواطنين لبنانيين هم: علي جعفر، محمد جعفر (من الهرمل)، شريف أمهز (من بلدة نبحا) ويسكن في اللبوة، والمواطن من أصل تركي علي توفيق اوغلو والدته لبنانية من آل سيف الدين، يعمل في ميكانيكي سيارات، ويسكن في النبي عثمان القريبة من اللبوة.
واشارت المصادر الى توجه أمهز واوغلو لتصليح إحدى الآليات التي تعود لآل جعفر، والتي تعطلت في وادي رافق بين جردي عرسال ورأس بعلبك شرقي لبنان، ففاجأهم مسلحون أمطروهم بالرصاص، مما أدى الى مقتلهم على الفور، وفر مطلقو النار إلى جهة مجهولة.
وعلى الأثر توتر الوضع في المنطقة بشدة، وعاشت حالة من الغليان لم تعرفه في السابق، وسط قطع للطرقات، وخاصة في اللبوة.
وبدأ الجيش عمليات انتشار واسعة على الطريق الدولية في البقاع الشمالي، منعاً لتفاقم الأوضاع إلى الأسوأ.
ميقاتي
وتابع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي تطورات الأوضاع الأمنية في منطقة عرسال والبقاع الشمالي عبر سلسلة من الاتصالات مع قائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية.
واطلع الرئيس ميقاتي من قائد الجيش على التدابير التي اتخذت لتوقيف المتسببين بالحوادث وأعمال القتل التي حصلت، ومنع المظاهر المخلة بالأمن، وخصوصاً منع قطع الطرق والتعدي على المواطنين .
ودعا الرئيس ميقاتي «أبناء عرسال والمناطق المجاورة الى التحلي بالهدوء وضبط النفس، ومنع اي محاولات لاستدراج المنطقة الى فتنة طائفية يعمل البعض على افتعالها».
وإذ تقدم بالتعازي من ذوي الضحايا الذين سقطوا اليوم دعا الجميع الى ضبط النفس وانتظار نتائج التحقيقات.
وأعطت قيادة الجيش أوامر صارمة للعسكريين، وسيرت الدوريات المؤللة على طول الطريق بمحيط اللبوة وتل الأبيض، وأمرت بمنع الظهور المسلح لأي فريق في المنطقة وعدم السماح بإقامة الحواجز أو التعدي على المواطنين وتنفيذها على الأراضي ولو بالقوة.
بيان قيادة الجيش
وأصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بياناً حول الجريمة وتداعياتها جاء فيه: «لدى انتشار معلومات حول مقتل أربعة مواطنين والعثور على جثامينهم في محلة مراح رافي في جرود رأس بعلبك ـ القاع. حصل توتر في بعض مناطق بعلبك والهرمل تخلله انتشار مظاهر مسلحة في عدد من بلدات هذه المناطق وطرقاتها. وعلى أثر ذلك قامت وحدات الجيش بتسيير دوريات راجلة ومؤللة وإقامة حواجز في مختلف أرجاء المنطقة، ولا تزال تقوم بمهماتها لإخلاء كافة المظاهر المسلحة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها».
أضاف بيان الجيش: «إن قيادة الجيش إذ تهيب بجميع المواطنين والعائلات البقاعية كافة، التعالي على الجراح وضبط النفس والتحلي بالصبر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، تؤكد بأنها لن تسمح لأي كان باستغلال الحادث الأليم بغية ضرب الوحدة الوطنية وتقويض ركائز العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد. وهي تحث المسؤولين المعنيين على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والعمل على إخلاء المظاهر المسلحة ورأب الصدع بكافة الوسائل الممكنة».
وأشارت القيادة إلى أنها «باشرت التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وهي لن تدخر جهداً في سبيل توقيف الجناة وإحالتهم على القضاء المختص».
أهالي عرسال
و صدر بيان عن أهالي وفاعليات ومخاتير وبلدية عرسال جاء فيه: «تلقينا اليوم (أمس) بمزيد من الأسى نبأ مقتل أربعة من أبناء عشائر وأهالي منطقتنا الكرام في منطقة وادي رافق الواقعة ضمن نطاق أراضي بلدة رأس بعلبك، ونظرا لتوالي الحوادث المؤلمة في الفترة الأخيرة، فإننا نستنكر اشد الاستنكار الاعتداء على المدنيين أياً كانت هوياتهم، وخاصة عشائر وأهالي منطقتنا».
واعتبر أهالي عرسال في بيانهم: «أن هذا الاعتداء يرمي الى الإيقاع بين أهالي عرسال وأهالي المنطقة الكرام كما يرمي الى اشتعال نار الفتنة المذهبية التي ننكرها ونبغضها، لذلك فإننا بهد شجبنا واستنكارنا للمجزرة الحاصلة، ندعو القوى الأمنية للعمل بالسرعة القصوى على كشف هوية الفاعلين وسوقهم الى العدالة، ونعلن أننا براء من الفاعلين أياً كانت هوياتهم».
وتوجه البيان الى «أهالي الشهداء بأحر التعازي، سائلين الله ان يلهمهم الصبر والسلوان».
وختم البيان:» من جهتنا لن نتوانى عن تقديم ما يصل إلينا من معلومات تؤدي الى كشف الفاعلين».
ونعى «اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني» المغدور شريف يوسف أمهز الذي «كان مثالا للأخلاق والالتزام والتفاني، وناضل في صفوف الاتحاد منذ سنوات، وهو ابن العائلة المناضلة التي لم تبخل يوما في الغالي والرخيص من اجل حرية لبنان ووحدته ودفاعا عنه ضد العدو الصهيوني».
واتهم يوسف أمهز والد شريف أمهز، ابن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري بقتل الشباب الأربعة في جرود القاع.
وقال أمهز في حديث تلفزيوني ان «المنطقة التي قتل فيها ابني لا يوجد فيها «الجيش السوري الحر» إنما أهالي عرسال وبعض المسلحين وبشكل خاص ابن رئيس البلدية وابن الشيخ «بو طائية» وابن «علي بو عجينة»، مشدداً على «أن ما يقوله ليس اتهاماً، إنما معلومات مؤكدة».
واستنكر النائب غازي زعيتر الحادثة وأكد أنه «مهما كانت هذه الجرائم بشعة، فلن ننجر الى الفتنة لان هذه مؤامرة علينا».
من جهته، قال رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز: «نحن لا نتهم أهالي عرسال»، مضيفاً «هناك بيئة حاضنة في عرسال تتسبب بهذا التوتر»، ودعا إلى طرد عناصر «جبهة النصرة» من عرسال كي لا يضطر أهالي اللبوة إلى طردهم».
أما الشيخ محمد يزبك فقال بعد تقديم واجب العزاء وفد «حزب الله» لآل أمهز: «إن استنكار أهالي عرسال ليس كافياً وعليهم تسليم الفاعلين».
وطالب شيخ من آل جعفر أهالي عرسال بـ»سحب الغطاء عن المقاتلين السوريين فيها والعودة الى أرض الوطن».
واتتشر مسلحون من عائلة أمهز في شوارع البقاع الشمالي، وقاموا بالتعرض للمواطنين المارين على الطريق، وعلم أن عناصر من «حزب الله» قامت بمنع التعدي على المارة، خصوصاً من أهالي عرسال أو من طائفي معين، ولاحقاً اعتذرت عائلة أمهز من المواطنين الذين تضرروا من إقفال الطرقات احتجاجاً
ونعى «اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني» المغدور شريف يوسف أمهز الذي «كان مثالا للأخلاق والالتزام والتفاني، وناضل في صفوف الاتحاد منذ سنوات، وهو ابن العائلة المناضلة التي لم تبخل يوما في الغالي والرخيص من اجل حرية لبنان ووحدته ودفاعا عنه ضد العدو الصهيوني».
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها