موسكو و تل أبيب غيرُ معنيتين بتفاقم ِالأزمة ِالجاسوسية التي طـُرد من جرائِها الملحقُ العسكري ُالصهيوني فاديم ليديرمان من روسيا. فالتعاونُ بين الكيان ِالعبري و الحكومة ِالروسية ماض على قدم ٍو ساق
موسكو و تل أبيب غيرُ معنيتين بتفاقم ِالأزمة ِالجاسوسية التي طـُرد من جرائِها الملحقُ العسكري ُالصهيوني فاديم ليديرمان من روسيا. فالتعاونُ في شتى المجالاتِ بين الكيان ِالعبري و الحكومة ِالروسية ماض ٍعلى قدم ٍو ساق ، وإعتبار ُليديرمان شخصاً غيرَ مرغوبٍ فيه لن يؤثرَ على إطلاق ِالقمر ِالاصطناعي الصهيوني عاموس 4 بواسطة ِالصاروخ ِالفضائي الروسي، كما إن نظامَ إلغاء ِالتأشيراتِ بين الفدراليةِ الروسية و الكيان ِالصهيوني لم يطرأ عليه أي تعديل...
وقال الإعلامي الخبير في العلاقات العسكرية الروسية مع الغرب، ألكسي بيلكو إن "إسرائيل تقوم بنشاط جاسوسي في دول أخرى و روسيا ليست إستثناء عن هذه القاعدة و لا أبالغ إن إفترضت أن الملحق العسكري الإسرائيلي قد قام بجمع المعلومات و مارس أعمال لمصلحة الإستخبارات الإسرائيلية و لكن أعتقد أن الموضوع لن يشكل ضررا بالغا بالعلاقات الثنائية بين البلدين و سوف يتم التغاضي عن الحادث الذي لن يكون له تأثيرات على المدى البعيد."
الأجهزة الأمنية الروسية خففت من أهمية الحدث
ويجري التخفيفُ من أهمية الحدث من قبل ِالاجهزة ِالأمنيةِ الروسية التي كانت بعضُ مصادرِها قد أفادت أن توقيف َليدرمان قد تم في الثاني عشرَ من مايو أيار الحالي أثناء تلقيهِ معلوماتٍ سرية ًمن مواطن روسي إلتقى به في أحدِ مقاهي العاصمة موسكو. وردت تلك المصادرُ سببَ التوقيف إلى التجسس ِالصناعي فقط ولم يُكشَفْ عن تفاصيل.
وتربط اسرائيلَ وروسيا علاقاتٌ سياسية ٌوتكنولوجية يأملُ الجانبُ الصهيوني ان تتواصل ، خاصة ًانها تؤدي وظيفة َتقويض ِالامداداتِ العسكرية ِالروسية لدول ٍمعادية له مثل ِسوريا وايران.
المطلوب إبعاد الروس عن قضايا المنطقة
رئيس دار نشر بيبلوس كونسالتينغ في موسكو قال من جهته إن "الضابط أو الملحق العسكري المبعد عن موسكو هو جزء لا يتجزأ من شبكة الموساد، وشبكة الموسالد من المعلوم أنها لا تعمل بإستقلالية كاملة بل مرتبطة بالإستخبارات الاميركية، وهذا تدخل فاضح. وما يحدث في الشرق الاوسط، وما صدر عن الموقف الروسي مؤخراً من دعم لسوريا ورفض لأي تدخل خارجي في سوريا، مرتبط طبعا بمحاولات الاسرائيليين المستمرة. هم يحاولون إعاقة أي صفقات سلاح لدعم القدرات الدفاعية السورية أو القدرات الدفاعية الإيرانية، فهذا التدخل الفاضح أدى لإبعاد الروس عن الخارطة الشرق أوسطية، خصوصا بعد أن حصل هنالك خداع للروس من قبل الغرب، عندما وافق الروس على القرار 1973 بحجة الدفاع عن المدنيين في ليبيا، ورأينا أن الروس قد جرى إبعادهم و إذا إستمر الوضع كهذا سوف يتم إخراج الروس بشكل كامل من الشرق الاوسط."
التجسس على روسيا يستهدف الدعم السوري لحزب الله
وقد علق المعلق السياسي جيمس موريس من لوس أنجلس على قضية إبعاد الملحق العسكري الصهيوني (العقيد فاديم ليديرمان) قائلا أن الأزمة تأخذ أبعادا كانت بداياتها من تدخل "إسرائيل" في الملف الجورجي، ودعمها لجورجيا في حربها على أوسيتيا الجنوبية وما له علاقة بالنفوذ العسكري "الإسرائيلي" في جورجيا. وزير الحرب الجورجي السابق الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية كذلك وزير جورجي آخر يهودي، كلاهما تكلما بفخر أن القوات الجورجية التي تم تدريبها على أيدي "الإسرائيليين" تمكنت بنجاح من محو وحدة كاملة من الجيش الروسي عن وجه الأرض.
و أضاف المحلل السياسي جيمس موريس أن روسيا قد وقعت مع سوريا على إتفاقية إعادة القواعد البحرية الروسية إلى الموانئ السورية في طرطوس و اللاذقية، وقد ورد هذا الكلام في الصحافة "الإسرائيلية". و بحسب إعتقاد موريس فإن الدعم الروسي المقدم لسوريا يقلق "إسرائيل" وذلك بسبب الدعم السوري لنشاط حزب الله لذا ليس مستغربا أن يواصل الإسرائيليون أعمال التجسس على روسيا..
مصادرُ تل أبيب أنكرت تلقيَها أية َمعلوماتٍ سرية من العقيد ليدرمان، وادعت أنه كان مجردَ وسيط ٍفي العلاقاتِ بين القواتِ العسكرية ِالصهيونية وقطاع ِالتصنيع ِالعسكري الروسي، بالإضافة لمتابعةِ نشراتِ الكرملين الرسمية.
بالرغم من محاولات التخفيف من أهمية إبعاد الملحق العسكري لسفارة الكيان الصهيوني في موسكو إلا أن في تزامن الحدث مع الذكرى العشرين لإستئناف العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وتل أبيب رسالة لكيان العدو بعدم المس بالمصالح الإستراتيجية الروسية.