لماذا شتم السفير الفرنسي في دمشق وفد الائتلاف السوري المعارض؟ القصة الكاملة..
لماذا شتم السفير الفرنسي في دمشق وفد الائتلاف السوري المعارض؟ القصة الكاملة..
منذ بداية الأزمة في سوريا شكلت فرنسا رأس حربة في العملية الهادفة لإسقاط النظام في دمشق، وقامت باريس باحتضان المعارضات السورية المنضوية تحت جناح الغرب وفرضت برهان غليون اول رئيس للمجلس الوطني من حاملي الجنسية الفرنسية، هذا العمل الفرنسي المتلاعب بشخصيات المعارضة السورية لم يتوقف، وهو يعتمد سياسة إيصال شخصيات محسوبة على فرنسا الى رئاسة المجلس كما حصل سابقا او الى رئاسة الائتلاف كما يحصل منذ شهرين حيث تسعى باريس لوصول ميشال كيلو الذي تعتمده كرجُلها في الوقت الحالي، رغم ان أسهم برهان غليون عادت للارتفاع في اروقة الخارجية الفرنسية. وهنا تصطدم باريس بعقبة الولايات المتحدة وجون كيري شخصيا حيث يريد أن يستلم رئيس أركان الجيش الحر سليم إدريس رئاسة الائتلاف في تطبيق كامل لسياسة العسكرة، حيث تفيد معلومات موقع المنار من أكثر من مصدر في الائتلاف السوري المعارض أن واشنطن تريد في المرحلة المقبلة تغيير تركيبة الائتلاف ليصبح في غالبيته النسبية من العسكر، وقد طرح في أروقة الخارجية الأمريكية موضوع حل الائتلاف وتشكيل هيئة جديدة كما حصل في موضوع المجلس الوطني لكن تم تغيير الفكرة والاحتفاظ بالائتلاف كونه حائز على اعتراف دولي وخاصة من مجموعة "أصدقاء سوريا".
في عملية السعي الفرنسي لإيصال ميشال كيلو لرئاسة الإئتلاف وإعطائه كتلة وازنة توازي كتلة جماعة الأخوان المسلمين، طلبت فرنسا من الهيئات والشخصيات المنضوية تحت جناح هذا الائتلاف ضم 22 عضوا قدمهم ميشال كيلوا بحيث يصبح عدد أعضاء الائتلاف بعد ضم هؤلاء 85 عضوا بعدما كان 63 عضوا وبهذا يصبح لميشال كيلو 29 عضوا من أصل 84 كون 7 أعضاء في الإئتلاف كانوا من المحسوبين عليه وبهذا العدد أي 29 على 85 تصبح لدى كيلو كتلة مهمة توازي كتلة جماعة الإخوان المسلمين في الائتلاف. وقد هددت فرنسا بوقف عملية الدعم العسكري في حال تم رفض الطلب، غير أن حسابات جماعة الإخوان والحسابات القطرية التركية أفشلت المسعى الفرنسي حيث جرت عملية انتخاب أتت بثمانية من أصل 22 كانت تريد فرنسا تعيينهم ما أثار غضب السفير الفرنسي في سوريا الذي تم تصويره وهو يشتم جماعة الإئتلاف في بهو الفندق في اسطنبول قائلا لهم "الا تشعرون بالعار اتفقنا على 22 وتأتون بثمانية فقط"، كما سمع يصيح بهم مكيلا لهم الوعيد بوقف المساعدات العسكرية وشوهد في الفيلم عضو الائتلاف عبد الأحد صطيفو يقول "السلاح اللي اعطيتني اياه خذه".
بعد هذا الغضب الفرنسي تم تمديد فترة الاجتماعات في اسطنبول، ومن ثم تم التوصل الى حل قضى بضم 51 عضوا جديدا ما اوصل عدد أعضاء الائتلاف الى 114 وتم تعيين 13 لميشال كيلو الذي أصبح يحظى بكتلة من عشرين عضواً اطلق عليها القائمة الديمقراطية. بينما أدخلت جماعة الإخوان المسلمين أكثر من عشرين عضوا جديدا تحت مسميات شخصيات وطنية والحراك الثوري ومجالس المحافظات ما زاد من حصتها في الإئتلاف وزاد من قبضتها عليه فضلا عن سيطرتها على المجلس الوطني المعارض.
في نفس السياق، يقول مصدر سوري معارض ان فرنسا تشعر أن أي اتفاق روسي امريكي حول سوريا سوف يضعها في دائرة التهميش لذلك تسعى لمنع عقد مؤتمر جنيف 2. وقد أبلغ وزير الخارجية الفرنسي نظيره الأمريكي أن العطلة الصيفية في اوروبا تمنع عقد مؤتمر جنيف 2. كما أبلغت السعودية من جهتها الجانب الأمريكي انه لا يمكن عقد مؤتمر جنيف قبل أيلول المقبل وذلك بسبب حلول شهر رمضان بين شهري تموز وآب المقبلين.
من جهتها، تقول مصادر فرنسية أن الرئيس الأمريكي يتعرض لضغوط كبيرة من جانب المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ومن جانب "إسرائيل" وفرنسا وتركيا والسعودية لحمله على شن حرب ضد سوريا وعلى تسليح المعارضة السورية، وقد دخل الرئيس المصري على هذا الخط، وهذه الضغوط ادت الى فشل التوصل لاتفاق بين أوباما وبوتين خلال قمة الثمانية التي انتهت أعمالها البارحة الاثنين في إيرلندا الشمالية.
وكان الرئيس الفرنسي الذي التقى نظيره الروسي لمدة ساعة على هامش القمة، قال "نحن نعرف أننا على خلاف مع بوتين على عدة أمور ، التسليح، الأسلحة الكيماوية، العلاقة مع النظام السوري، مضيفا أنه لا يمكن تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف 2".
كيف تتعامل أوروبا مع المعارضة السورية 3/1
كيف تتعامل أوروبا مع المعارضة السورية 3/2