أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 18-06-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 18-06-2013
فاينانشيال تايمز: بوتين يواجه عزلة بسبب سوريا
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا لجورج باركير بعنوان "بوتين يواجه عزلة بسبب سوريا".وقال باركير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه إمكانية "عزلة" في قمة مجموعة الثماني، لأن القادة الأوروبين سيدفعون بقوة لمعرفة إن كانت موسكو مستعدة للمساعدة في عملية انتقال للسلطة بصورة سلمية من أيدي الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يترأس القمة صاغ - وفي خطوة دبلوماسية حادة - مسودة بيان يلزم دول مجموعة الثماني بالعمل على التحضير لانتقال السلطة في سوريا بطريقة سلمية إلى الحكومة الجديدة. وأردف باركير "يريد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما من روسيا البدء بالعمل مع مجموعات المعارضة السورية قبل البدء بمحادثات سلام جديدة في جنيف"، مضيفاً أن كاميرون ألمح لحلفائه أنه مستعد لتقديم مسودة هذا البيان أمام مجموعة السبع لنيل الموافقة عليه دون روسيا - إن كان بوتين غير مستعد لوضع ثقله والعمل على دعم عملية السلام، وذلك بحسب مصدر من دوانينغ ستريت". وأشار الكاتب إلى أن هذه الخطوة تأتي خلال لقاء قادة مجموعة الثماني في لوخ ايرن في شمالي أيرلندا لمناقشة الأزمة السورية، وهو الموضوع الذي نوقش مساء الاثنين خلال العشاء. وبحسب باركير فإن كاميرون يريد أن يوقع قادة مجموعة الثماني على بيان يشجب استخدام الأسلحة الكيمياوية في الصراع الدائر في سوريا، إضافة الى المطالبة بدخول المنظمات الإنسانية، والقضاء على المتشددين من الأطراف كافة. وأوصح الكاتب أن هذه النقاط الثلاث في البيان قد تكون مقبولة لبوتين، إلا أن المسؤولين البريطانيين يرون أن بوتين قد لا يقبل الإفصاح عن موافقته على حكومة انتقالية سورية.
التايمز البريطانية: أنقذوا سوريا
قالت صحيفة التايمز في افتتاحيتها تحت عنوان "أنقذوا سوريا"، أن طرفي الصراع في سوريا أيديهم ملطخة بالدماء، وهذا هو الوقت المناسب لمساعدة المعارضين المعتدلين للدفاع عن أنفسهم من "مذبحة الأسد". وأضافت الصحيفة أن سوريا مثقلة بالأسلحة وبدماء الأبرياء، كما أن الانقسام بين قوات المعارضة عميق ودراماتيكي. وهذا الانقسام يجعل من السهل المجادلة حول موضوع تسليح المعارضة، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعمدة لندن بوريس جونسون، في الأيام القليلة الماضية إن تسليح المعارضة السورية سيزيد من عمق المأساة الإنسانية في البلاد. ورأت الصحيفة أن الحقيقة تكمن في أن تأمين الأسلحة التي تمكن قادة المجموعات المعارضة المعتدلة من الدفاع عن أنفسهم وعن المدنيين يعد من أقل القرارات السيئة وقعاً والمتاحة للصراع الدائر في سوريا منذ عامين. وبحسب الصحيفة، فإن وليام هيغ وصف الصراع في سوريا بأنه "أسوأ كارثة إنسانية في عصرنا الحالي"، كما أنه كرر في أكثر من مرة أنه لم يتخذ قرار بشأن تسليح المعارضة في سوريا. وختمت الصحيفة بالقول "صحيح أن الوضع الميداني في سوريا معقد، إلا أنه من غير الصحيح القول إنه لا يمكن التمييز بين المعتدلين والمجرمين من مقاتلي المعارضة، فإن الجنرال سليم إدريس من الجيش السوري الحر - في الحقيقة - يعتبر محاوراً ذا مصداقية مع الغرب، وهو يطالب بتزويده بأسلحة مضادة للطائرات والدبابات ليستطيع إيقاف حمام الدم الذي يراق على أيدي "النظام السوري."
الغارديان البريطانية: إيران فرصة يجب اقتناصها
نشرت افتتاحية صحيفة الغارديان عن عواقب الانتخابات الإيرانية. قالت الصحيفة إن في "إيران فرصة يجب اقتناصها"، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالرئيس المنتخب حسن روحاني، بل بالطريقة التي وصل بها إلى الحكم أيضاً. وأضافت الافتتاحية "صوتت مدينة قم بأكملها لروحاني، وقم مدينة مليئة برجال الدين، وتصويت أهالي هذه المدينة ضد خمسة مرشحين محسوبين على النظام الإيراني القائم، متحدين إرادة مجلس صيانة الدستور، يمثل رسالة قوية تصب في مصلحته". وأشارت الصحيفة إلى أن فوز روحاني بالرئاسة الإيرانية، يؤكد على أن الإصلاحيين تعلموا من الدروس السابقة من الانتخابات المسروقة عام 2009. فالرئيسان الإيرانيان الإصلاحيان السابقان، محمد خاتمي، وعلي أكبر هاشمي رافسنجاني، دعما روحاني قبيل ساعات معدودة من الانتخابات. وهذا أمر يتطلب حنكة، إذ إن النظام الإيراني القائم لم تكن لديه أي فكرة عن هذا المرشح وما وراءه. وأوضحت الصحيفة أن "رفسنجاني وخاتمي لم يدعما أي مرشح إصلاحي آخر، إلا أنهما أقنعا محمد رضا عارف بالانسحاب من السباق الرئاسي، وبذلك يكون الإصلاحيون قد أثبتوا مقدرتهم على فن التعامل في السياسة الإيرانية". وأشادت الصحيفة بروحاني ومقدرته على التعامل مع الغرب لأنه يعرفه جيداً، فخلال فترة عمله مفاوضا، علقت إيران تخصيب اليورانيوم، وسمحت للمفتشين الدوليين بدخول البلاد. ورأت الصحيفة أن الرئيس الإيراني الجديد يمثل بوضوح فرصة للتوصل إلى حل لمشكلة إيران النووية، إلا أن على الولايات المتحدة أن تتعلم دروس مهمة من تجميد موضوع الأسلحة النووية.
CNN: استطلاع: 54% من الأمريكيين ضد قرار أوباما بتسليح الثوار
كشف استطلاع للرأي أجري خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن 54 في المائة من الأمريكيين يعارضون قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونيته ارسال اسلحة إلى الثوار والمعارضة السورية للمساعدة في قتالها ضد نظام بشار الأسد. وبين الاستطلاع أن ما نسبته 37 في المائة فقط من الأمريكيين البالغين أيدوا تسليح الثوار السوريين. وأوضح التقرير أن نسبة المعارضة لتسليح الثوار كانت أكبر بين الجمهوريين حيث بلغت نسبة التصويت بـ "لا" 63 في المائة، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة المعارضين لهذه الخطوة بين الديمقراطيين 42 في المائة. ويشار إلى أنه وباستطلاع سابق أجراه مركز دراسات "بيو،" قبل إعلان الإدارة الأمريكية عن ثبوت استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه، بلغت نسبة الرافضين لتسليح الثوار السوريين 70 في المائة، مقابل 20 في المائة فقط من المؤيدين.
الصحافة البريطانية: الأزمة السورية على هامش قمة الثماني
تناولت الصحافة البريطانية جانبا من لقاءات زعماء مجموعة الثماني المنعقدة في أيرلندا الشمالية، وأشارت إحداها إلى اللقاء الذي تم بين كاميرون وبوتين، وتناولت أخرى جانبا من لقاء أوباما وبوتين أيضا بشأن الأزمة السورية. فقد نشرت صحيفة ديلي تلغراف أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قام مساء أمس الاثنين بمحاولة أخيرة لاستنهاض روسيا لدعم مستقبل سوريا من دون الرئيس بشار الأسد. وأشارت إلى أن كاميرون انتظم في صف تأييد الست دول الأخرى في مجموعة الثماني من أجل خطة من خمس نقاط لدعم جولة ثانية من المحادثات بشأن سوريا في جنيف، وأثناء عشاء عمل حفز كاميرون رئيس روسيا فلاديمير بوتين للانضمام إلى بقية مجموعة الثماني أو مواجهة عزلة. ويأمل كاميرون أن تبرز المبادئ الخمسة في البيان الختامي لمجموعة الثماني عند انتهاء القمة اليوم مع أو من دون تأييد روسي. وكان قد أوضح مساء أمس أن السبعة أعضاء الآخرين قد يصدرون بيانهم الخاص بشأن سوريا منحيين فيه الرئيس بوتين رسميا عن المسرح الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الحرب الكلامية بشأن سوريا بين روسيا والغرب لأنه يصطف على جوانب مختلفة من الحرب الأهلية الدامية، فإن كاميرون يعتقد أن هناك أرضية مشتركة مع روسيا أكبر مما تراه العين. وتتلخص مبادئ كاميرون في الآتي:
- تشكيل حكومة انتقالية ذات سلطة تنفيذية في سوريا، وهو ما يعني من دون الأسد.
- إدانة استخدام الأسلحة الكيمياوية في أي مكان من العالم.
- حملة لتحسين الإغاثة الإنسانية للشعب السوري وحل مشكلات الدخول لوكالات الإغاثة التي تحاول الوصول إليهم.
- التعهد بمكافحة الجماعات المتطرفة أينما كان نشاطها.
- تعلم الدروس المستفادة من ليبيا بالتخطيط مقدما من أول يوم لسوريا الجديدة.
وعلى هامش قمة مجموعة الثماني أيضا أشارت صحيفة غارديان إلى أن آمال التوصل لاتفاق بين موسكو وواشنطن بشأن كيفية إنهاء الحرب في سوريا بدت أمس بعيدة كأي وقت مضى بعد اللقاء الثنائي البارد بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين الذي انتهى بحوار فاتر من المجاملات الدبلوماسية. وقال أوباما إن المحادثات، على هامش قمة مجموعة الثماني كانت "مفيدة للغاية"، لكن كلا الجانبين أقر بوجود اختلافات بشأن ما إذا كان ينبغي على الأسد أن يتنحى وإذا كان ينبغي تقديم أسلحة من الغرب لمجموعات الثوار. وقال بوتين "بالطبع آراؤنا لا تتطابق، لكننا جميعا لدينا النية لوقف العنف في سوريا ووقف تزايد الضحايا وحل الموقف سلميا بجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات في جنيف". وترى الصحيفة أن فشل روسيا في الاستجابة بطريقة إيجابية للدعاوى الأميركية باستخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا وردها العدائي على خطة أوباما لتقديم الدعم العسكري لمجموعات الثوار إنما يعني أن الزعيمين ما زالا منقسمين انقساما كبيرا. وأشارت إلى أنه كان من المأمول أن تكون هذه القمة فرصة لإعادة تشكيل العلاقات المتدهورة بين موسكو وواشنطن، لكن هوة الخلاف في الرأي وغضب روسيا من إفشاءات تجسس أميركا على قمم مجموعة العشرين في فترة سابقة تبعه لغة جسد باردة ملحوظة بين الزعيمين.
نيويورك تايمز: انتخاب روحاني فرصة لوقف البرنامج النووي الإيراني
رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال افتتاحي اليوم الثلاثاء أن انتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا لإيران يخلق فرصة واعدة للمضي قدما في إبرام اتفاق تفاوضي لوقف برنامج الأسلحة النووية والبدء في إصلاح ثلاثة عقود من العدائية والكراهية مع الولايات المتحدة. إلا أن الصحيفة تساءلت في مقالها الافتتاحي، عما إذا كان روحاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما لديهما المهارة السياسة والشجاعة لتحقيق هذا الأمر أم لا، وعما إذا كان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية أية الله علي خامنئى سيسمح بهذه الانفراجة. وأوضحت أن خامنئي سمح، مهما كان السبب، لروحاني لخوض الانتخابات يوم الجمعة الماضية وقبل النتائج على الرغم من أن روحاني يعتبر الأكثر اعتدالا من المرشحين الستة وتغلب عن المتشددين كما تعهد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إنهاء حالة الجمود مع الغرب حيال القضية النووية والعقوبات المفروضة فيما لاقى قبولا لدى الناخبين الذين ضاقوا ذرعا بتخفيض قيمة العملة والاقتصاد المتدهور وتقويض الحقوق والحريات. ونوهت الصحيفة بأنه من الآن وصاعدا، ينبغي على المسئولين الأمريكيين ونظرائهم في الدول الكبرى أن يستعدوا للمضي قدما في مقترح شامل يهدف إلى وقف الأنشطة الإيرانية المتعلقة بالأسلحة النووية ورفع العقوبات بصورة تدريجية وتناول القضايا الأخرى التي تمارس بها إيران دورا حيويا مثل حالة الصراع في أفغانستان وسوريا. وتابعت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتعين عليه أن يقنع قادة الكونجرس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه من الضروري التوصل إلى اتفاق صادق وموثوق به مع إيران. وخلصت افتتاحية الصحيفة إلى أن العقوبات تعد وسيلة لتسهيل عملية إبرام اتفاق كما أن أوباما فعل المزيد من أجل تصعيد الضغط على إيران لكن مع انتخاب روحاني، ينبغي على أوباما أن يستجيب بمزيد من التدخل الدبلوماسي الخلاق لأنها فرصة لا ينبغي لا هو أو روحاني أن يضيعها.
الاندبندنت البريطانية: تسليح أميركا للمعارضة يعمق الصراع في سوريا
توشك سوريا أن تلحق بأفغانستان والعراق وليبيا كهدف رئيس للتدخل العسكري الغربي. يبدو الأمر على هذا النحو بلا شك بعد اتخاذ الأميركيين قراراً في الأسبوع الماضي بإرسال أسلحة إلى المعارضة في حركة لن تسفر إلا عن تعميق الصراع. الهدف المزعوم لامدادات السلاح التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها هي "إمالة كفة الميزان” لصالح المعارضة وإجبار حكومة بشار الأسد على التفاوض من أجل التنحي عن السلطة. ولكن الأسد لا يزال محتفظاً بقبضته على جميع المدن والبلدات الكبرى في سوريا باستثناء واحدة، لذلك سيترتب على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أجل قلب الوضع العسكري على الأرض أن يتحولوا إلى قوّة مقاتلة أساسية في جانب المعارضة والاشتباك بحرب شاملة. مثل هذه الحرب ستكون شبيهة بما وقع في أفغانستان في 2001 عندما كان السلاح الأمضى في الهجوم المضاد على طالبان هو المساندة الجوية الإستراتيجية والتكتيكية الأميركية. أما قوات المليشيا المضادة لطالبان، التي يقودها أمراء الحرب الطاجيك والأزبك والهازارا من تحالف الشمال، فقد كانوا قليلي العدد (إلى حد أني كنت أبقى أصادف نفس الوحدات أثناء تحركي على الطريق بين كابول وقندهار) ودورهم الأساس هو العمل كقوة تنظيف من دون المشاركة في قتال حقيقي إلا فيما ندر.
وفي شمال العراق في 2003 كانت قوات البيشمركة الكردية تحذر أشد الحذر من التقدّم في أي موقع قبل أن تدك القاذفات الأميركية قطاعات الجيش العراقي التي تواجههم. وقد حدثني أحد القادة الكرد أن رجاله ما كانوا يتمكنون من التقدم بوصة واحدة إلا بإذن من الجانب الأميركي، إذ كان عليهم كما يقول التعاون بشكل تام مع الإسناد الجوي. وذات الشيء حدث في ليبيا في 2011 عندما بدا جلياً أن الثوار، رغم كل خطابهم الإعلامي المسرف في الحماسة، ما كانوا سيستطيعون الصمود أياماً قليلة بدون القوات الخاصة التابعة للناتو التي تعمل على الأرض والقوة الجويّة التي تعمل في السماء. ابتدأ التدخل الغربي في ليبيا بطبيعة الحال من خلال هدف إنساني معلن هو منع القذافي من الاستيلاء على مدينة بنغازي وذبح سكانها. ولكن الحقيقة هي أن قادة الناتو كانوا قد حزموا أمرهم على الإطاحة بالنظام. وكان الدور الرئيس لرجال المليشيا الليبيين على الطريق جنوبي بنغازي هو الظهور على التلفزة الأجنبية. وربما كان أحد أشد المناظر طرافة يومها هو مراقبة طواقم التصوير وهي تطلب من العاملين في وسائل الإعلام أن يقفوا جانباً لكي لا يرى المشاهدون أن الصحافيين يفوقون المقاتلين الليبيين عدداً على خط المواجهة الأمامي. الرسالة التي نخرج بها من هذه الحروب الثلاث هي أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين إذا ما تدخلوا في سوريا فإنهم سيكونون اللاعبين الأساسيين في حين تتولى المعارضة جوانب صغرى من القتال، أو أن يكونوا هناك من أجل إعطاء وجه سوري للتدخل الأجنبي. ولدينا منذ الآن دلائل على أن هذا الأمر آخذ بالحدوث، إذ يبدو أن العميد سالم إدريس، قائد أركان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، يفسح من وقته للمقابلات مع الصحفيين الأجانب أكثر مما يفسح لقيادة قطعاته. وليس معنى هذا الكلام أن تلك القطعات كثيفة العدد حيث يقرّ مساعدوه بشكل شخصي أنه لا يستطيع إصدار أوامره لأكثر من 10 بالمئة كحد أقصى من ألوية وكتائب المعارضة في سوريا.
ثمة انقطاع وتفكك يشيعان بين قوات المعارضة .. هذا هو واقعهم وهكذا يصوّرهم السياسيون الغربيون أمثال ديفيد كاميرون. ولكن فجأة في الأسبوع الماضي برز قلق دولي بشأن ما يمكن أن يحدث في مدينة حلب إذا ما شنت قوات الأسد هجوماً مضاداً عليها لطرد المعارضة من تلك الأجزاء التي يسيطرون عليها. هذا الخطاب الاعلامي يشبه تماماً ذلك الذي استخدمه الرئيس نيكولاس ساركوزي حينها وديفيد كاميرون بشأن الحاجة لحماية الناس في بنغازي من المجزرة في 2011. ولكن الشيء الذي يثير السخرية هو أن البريطانيين والفرنسيين فاتهم الانتباه إلى أن نفس رجال المليشيا في بنغازي، الذين كانوا يقدّمون لهم الدعم في السابق، قد قاموا قبل عشرة أيام بقتل 31 ليبياً تظاهروا للاحتجاج على الدور الذي تضطلع به المليشيات. يتحدث البريطانيون والفرنسيون وكأن الصراع في سوريا يدور بين قوى ثورية تحظى بدعم شعبي كاسح ونظام دكتاتوري مقيت. ولكن أبا أحمد، وهو من قادة المعارضة في لواء التوحيد الذي كان يشكل جزءاً من قوات الجيش السوري الحر في حلب، هو الذي تطوّع بإطلاع أحد المراسلين في وقت سابق من هذا العام على أن 70 بالمئة من أهالي حلب موالون للأسد. قال قائد المعارضة هذا نادباً: "إنهم لا يملكون عقلية ثورية بالمرّة.” ملقياً باللوم في ذلك على البطش الذي مارسه الجيش السوري الحر بحق الناس والفساد الذي أشاعه من وصفهم بـ "الطفيليون” الذين اندسوا بين صفوف المعارضين. ورغم كل الخدر الذي أصاب أعصاب السوريين تجاه أحداث الرعب والهلع، عاد هؤلاء فروعوا في الاسبوع الماضي لدى رؤيتهم صوراً بثت على موقع تويتر لرأس مشوّهة لصبي عمره 14 عاماً كان يبيع القهوة على رصيف الشارع في حلب. تعرض هذا الصبي لإطلاق النار مرتين في الوجه من قبل المعارضين بعد أن اتهموه بالإساءة في الكلام إلى النبي. وفي الاسبوع الماضي أيضاً ارتكب المعارضون مجزرة قتلوا فيها 60 شيعياً في إحدى القرى بمحافظة دير الزور في الجزء الشرقي من البلد.
السبب في ضخامة الحملة الاعلامية التي تبرر التدخل العسكري الغربي في سوريا هو علم الزعماء الذين يدعون إليه بأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن هذا التدخل لن يلقى تأييداً شعبياً في بلدانهم. لذلك ادعى البيت الأبيض أنه لم يقرر تسليح المعارضة إلا بعد اقتناعه أخيراً بأن نظام الأسد قد تجاوز خطاً أحمر حين استخدم الأسلحة الكيمياوية ومن بينها غاز السارين. إلا أن أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الستراتيجية في واشنطن، ورغم حججه المؤيدة للتدخل الأميركي الشامل في سوريا، يقول ان اكتشاف استخدام سوريا للأسلحة الكيمياوية قد لا يعدو كونه خدعة سياسية. إذ يبدو من الأرجح أن الإدارة كانت تمتلك كل تلك الأدلة منذ أسابيع إن لم نقل أشهرا، على حد قول كوردسمان. والأمر برمته يطرح سؤالاً ملحاً حول دواعي الأسد لاستخدام كميات صغيرة من غاز السارين رغم علمه بأنها ستتخذ مبرراً للتدخل العسكري الغربي في حين أن قواته لا تشكو شحة في المدفعية أو سائر أنواع السلاح لو كان يريد قتل الناس. كذلك ثمة أمر آخر مثير للاهتمام يتعلق بحكاية غاز السارين هذه، ففي أواخر شهر أيار الماضي أعلنت سلطات الأمن التركية أنها ألقت القبض في تركيا على متشددين من ثوار جبهة النصرة السورية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة، وأنها وجدت بحوزة هؤلاء المتشدّدين اسطوانة زنة 2 كيلو غرام معبأة بالسارين. هذا بالطبع دليل ملموس على حيازة الغاز السام أكثر قوّة من جميع الأدلة المزعومة ضد قوات الأسد، بيد أن أيا من الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا لم تبدِ اكتراثاً بهذا الأمر.
في اجتماع مجموعة الثماني في "إنسكايلين” قد ينجلي الأمر أكثر فنعلم إلى أي مدى تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها التمييز بين الدعاية الاعلامية والواقع في ما يتعلق بسوريا. إذ هل يعقل أن تتخيل بريطانيا وفرنسا حقاً أن مزيجاً من المخادعة والتهديد إلى جانب شيء من إمدادات الأسلحة الخفيفة سيكون قادراً على حسم الموقف على أرض المعركة؟ من خلال حجج يسوقها، يدعو كوردسمان إلى فرض منطقة لحظر الطيران يجري تحويلها بسرعة إلى "منطقة حظر فعلي للتحرك”. هذا هو السبيل الأكثر فعالية الذي يمكن أن يتيح للمعارضة دحر الأسد إذا ما كانوا يمتلكون المقدرة. بكلمة أخرى أن لا شيء يمكن أن ينجح ضد الأسد سوى حرب شاملة يشنها الغرب، وأي شيء عدا هذا سيكون أشبه بالحمل الكاذب. ربما كان كوردسمان مصيباً في تقييمه للجانب العسكري ولكنه مخطئ بالتأكيد، كما رأينا في أفغانستان والعراق وليبيا، إذ يتصور أن هذا سوف ينهي الصراع. من الأجدى بكثير لزعماء مجموعة الثماني أن يحاولوا إجبار جميع الأطراف في سوريا على الذهاب إلى جنيف والاتفاق هناك على وقف لإطلاق النار مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة إلى سوريا لمراقبته، وبعد ذلك يمكن بذل المساعي للتحاور من أجل الوصول إلى حلول بعيدة الأجل.
معهد واشنطن: تغيير النظام في قطر
ما هي الدولة التي ترمي بجُل ثقلها في سوريا ومصر؟ إنها ليست الولايات المتحدة (عدد سكانها: 316 مليون نسمة)، أو إيران أو المملكة العربية السعودية أو حتى روسيا. إنها دولة قطر الصغيرة في الخليج الفارسي (عدد سكانها: مليوني نسمة). ففي سوريا تُغدق قطر المال والسلاح على جماعات الميليشيات المناهضة للأسد وتتنافس مع السعودية على لقب الراعية الرئيسية للمعارضة. كما أنها أكبر ممول حتى الآن لحكومة الرئيس المصري محمد مرسي، حيث وفرت أكثر من 5 مليارات دولار في شكل قروض -- من دون شروط للقيام بإصلاحات كتلك التي طالب بها "صندوق النقد الدولي". فلماذا انخرطت قطر إلى هذا الحد في مصر وسوريا؟ إنه سؤال جيد. والإجابة عليه ترجع بالتأكيد في جزء منها إلى أنه في ظل غياب الولايات المتحدة، تتصور قطر وجود فراغ -- ومن ثم فرصة جديدة لتعزيز مكانتها الدولية. لقد كانت سياسة قطر تقوم على نزوات -- أو بشكل أكثر تأدباً، على رؤية -- الأمير حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية. وقد تمخض عن السيطرة الشخصية للزعيمين حسماً يفتقر إليه حلفاؤهم من الدول الأكبر حجماً. في زيارة قمت بها إلى العاصمة القطرية الدوحة أثناء التدخل الدولي في ليبيا في آذار 2011، ضحك أحد أصدقائي القطريين عندما أراني رسماً كاريكاتورياً نُشر في صحيفة "الإندبندنت" اللندنية، يُصور طائرة مقاتلة في داخلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي وهما يتناحران من أجل السيطرة عليها، بينما يغفو الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المقعد الخلفي ("يسيطر على الأوضاع من الخلف"). ويركب أمير قطر أنف الطائرة، رافعاً إصبعه لمعرفة الطريقة التي كانت تهب فيها الريح. وكان الوصف المكتوب على الكاريكاتير، والذي لا يمكن الإفلات من التورط بعواقبه في الولايات المتحدة هو "طائرة التناحر النفاثة." لكن الآن، يخضع الفريق الذي أشرف على نمو قطر وتحولها إلى قوة إقليمية إلى عملية تغيير. فقد ذكر دبلوماسيون عرب وغربيون قبل أيام أن الأمير حمد، 61 عاماً، سوف يستبدل قريباً رئيس الوزراء بنجله ولي العهد تميم البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، ثم سيتخلى نفسه عن سلطته لصالح تميم. وقد أثارت الأخبار حالة من الدهشة في عواصم العالم الكبرى وبين جيران قطر -- فتنصيب قائد مبتدئ في وقت تسود فيه التوترات والتقلبات الكبيرة يبدو أمراً محفوفاً بالكثير من المخاطر.
فلماذا الآن؟ إن إحدى الأسباب هي أن صحة الأمير حمد أخذت منحنى نحو الأسوأ. ويُقال إن لديه كُلى واحدة فقط تقوم بوظيفتها -- رغم أنه من غير المعروف ما إن كانت تلك الكلى تخصه أم أنه حصل عليها من خلال عملية لزرع الكلى في عام 1997. وإذا قارن المرء صورة فوتوغرافية للأمير التقطت مع الرئيس أوباما في مدينة نيويورك عام 2009 وصورة أخرى التقطت في المكتب البيضاوي في شهر نيسان هذا العام، يتضح أنه فقد الكثير من وزنه. ويُنكر صديق قطري أن هناك مشكلة صحية، مدعياً بدلاً من ذلك أن تلك عملية منظمة جيداً لنقل السلطة تم الإعداد لها على مدار سنوات عديدة لكي يتسلمها تميم. ونادراً ما تسير عمليات الانتقال بسلاسة في قطر. فقد استولى الأمير حمد بنفسه على السلطة من والده في عام 1995 بينما كان الأخير في منتجع صحي في سويسرا. وفي الواقع، من الصعب التعرف على عملية تغيير للسلطة خالية من الاضطرابات خلال المائة عام الأخيرة. فعلى مدار تلك السنوات حدثت ثماني عمليات انتقال كهذه تقريباً -- يعتمد العدد الدقيق على تعريفك لعملية "الانتقال" -- لكن جميعها قائم على موضوع التخلي القسري عن السلطة. وكان نتيجة تلك التغييرات قيام تاريخ من العداوات بين الأسر داخل عشيرة آل ثاني، التي تصل أعدادها إلى عدة آلاف على الأقل. إن قطر ليست دولة ديمقراطية -- فعائلة آل ثاني هي الدائرة السياسية الفعلية الوحيدة في البلاد. بيد تعرضت وحدة العشائر والقبائل للضغط منذ خلع الأمير حمد لوالده -- كما أن ارتقاء الوالد إلى السلطة عام 1972 أدى إلى إزعاج بعض فروع العائلة حيث اُعتبر أنه اختطف المنصب من أحد منافسيه بسبب براعته المتفوقة في المناورة. ويقال إن أفراد العائلة يحملون ضغائن ولديهم ذكريات بعيدة. وسوف يجد تميم نفسه مرغماً على الإبحار في هذا المستنقع بينما يقوم العديد من السياسيين المخضرمين بمراقبة أداء الأمير الشاب عن كثب. إن تميم هو النجل الرابع للأمير حمد والثاني الذي يحمل لقب ولي العهد. وقد أخبرني سفير سابق في الدوحة عن أبناء الأمير الإثنين الأكبر سناً بأن "أحدهم يرتاد الحفلات كثيراً، وآخر يصلي كثيراً". وعندما سألت السفير نفسه ما الذي حدث لجاسم الأخ الأكبر لتميم، أي الإبن الأكبر الثالث الذي خسر لقب ولي العهد عام 2003، أجاب: "آه، إنه يستمع إلى مستشاريه الفلسطينيين كثيراً". ويبدو أن تميم تمكن من تجنب جميع تلك العثرات ليصبح وريث العرش المطلق. وقد تلقى تدريبه في "أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا" ويُعرف عنه الجد والاجتهاد. لكن يبدو أن ميزته الكبرى هي أنه المفضل لدى الشيخة موزة، الزوجة الثانية والأكثر تأثيراً للأمير حمد.
ولم يتضح بعد النتيجة الفعلية لهذا التغيير السياسي للحرس. هل سيمكث الأمير حمد في الدوحة، الأمر الذي يقوض من سلطة تميم من الناحية الفعلية؟ لقد كان والد الأمير يعيش سنوات في المنفى، إلى أن خبت جذوة استيائه من الإطاحة به من الحكم. وقد عاد الوالد المُسن الآن إلى قطر، دون أن يمثل أية أهمية سياسية على ما يبدو. لكن ماذا عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني؟ في احتفال أقامه "معهد بروكينغز" في نيسان، قُدمت للشيخ حمد لوحة تذكارية ضخمة، وانهال عليه كبار مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية بالمديح واعتبروه شخصية لا يمكن الاستغناء عنه أساساً. ربما يكون كذلك -- إلا أنه لم تظهر بعد أسماء حول من سيشغل منصب رئيس الوزراء بدلاً منه. وسوف يبقى الشيخ حمد مسؤولاً عن محفظة "جهاز قطر للاستثمار" البالغة نحو 200 مليار دولار، لكنه قد يقرر كذلك الإقامة في لندن، حيث يوجد برج "شارد"، الذي هو أعلى وأحدث مبنى في العاصمة البريطانية، وتملكه قطر. وما إن تكتمل عملية انتقال السلطة، سيكون تميم مسؤولاً عن توجيه تدخل قطر في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب الحفاظ على نفوذ قطر عبر العالم العربي. وفي ظل الإيرادات التي تحصل عليها بلاده كثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، فلن ينقصه المال. كما يستطيع شراء المشورة والمساعدة، وهو ما تفننت فيه قطر في الماضي: وعلى كل حال، فإن حوالي 1.7 مليون شخص من المقيمين في شبه الجزيرة، أي الأغلبية الشاسعة من السكان، ليسوا من المواطنين وإنما عمالة مستأجرة. لكن هناك بعض الأسئلة: هل سيواصل كونه الداعم المالي الأكبر لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر؟ هل سيستمر في دعم المقاتلين الجهاديين الذين هم على الأرجح الأكثر تطرفاً في سوريا، لكنهم الأكثر فاعلية؟ وهل ستسعى إيران، التي تقع على بعد 100 ميل إلى الشمال والتي تشاركها قطر في حقل الغاز الطبيعي الأكبر في العالم، إلى الانتقام عن الخسائر المتكبدة في سوريا عن طريق تحدي هذا السياسي المبتدئ؟ وماذا عن الدولة السنية العربية المنافسة لقطر، المملكة العربية السعودية، حيث اعتاد ولي العهد الراحل سلطان أن يشير إلى الأمير حمد بازدراء على أنه "فارسي" نظراً لسلالة آل ثاني التي كان يسود اعتقاد بأنها سلالة غير نقية؟ وبالنسبة للأمير تميم بن حمد آل ثاني الذي سيظهر على الساحة قريباً، فإن المشاكسات داخل عائلته قد تمثل تحدياً باعثاً على الإحباط مثلها مثل الاضطرابات الدائرة في الشرق الأوسط. لقد كانت قطر على مدار سنوات تسعى لدور أكبر من حجمها وتلاكم من هو أقوى منها. والآن ربما حان الوقت ليحاول أحدهم رد تلك اللكمات.
عناوين الصحف
سي بي سي الأميركية
• استطلاع للرأي: معظم الأمريكيين يعارضون تسليح الثوار السوريين.
الغارديان البريطانية
• الرئيس الإيراني المنتخب يعد بعلاقات أفضل مع الغرب.
• كاميرون: الوقت ينفد أمام اتفاق السلام السوري.
الاندبندنت البريطانية
• السعودية ترسل صواريخ مضادة للطائرات لتسليح الثوار المناهضين للأسد في سوريا.
واشنطن بوست
• الولايات المتحدة وإيران تخففان من لهجتهما، لكن التغير قد يأتي بطيئا.
• أوباما وبوتين يفشلان في تسوية خلافاتهما بشأن سوريا.
ديلي تلغراف
• شيمون بيريز يقول أن السلام سيتحقق في حياته.
نيويورك تايمز
• الرئيس الإيراني المنتخب يريد تخفيف التوترات مع الولايات المتحدة لكنه لا يرى محادثات مباشرة.
• سوريا وروسيا تحذران الغرب من تسليح الثوار.
• انفجار شاحنة كبيرة يقتل 60 جنديا سوريا.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها