ويكتب جونز: «الرهانات عالية جداً عقب الربيع العربي. «الجزيرة»، و«العربيّة»، وتلفزيونات عربية أخرى، استثمرت مبالغ هائلة في تغطية الأحداث، في سعيها لجذب حصّة من المشاهدين العرب
أي تلفزيون إخباري ناطق بالعربيّة، يحظى بأكبر نسب مشاهدة في الشرق الأوسط؟ سؤال طرحه الصحافي والمدوّن روي جونز، في تدوينة نشرها بالأمس، في صحيفة «وول ستريت جورنل»، بعنوان «شجار بين القنوات الإخباريّة العربيّة حول نسب المشاهدة». يستعرض جونز في تدوينته السجال الدائر منذ الأسبوع الماضي، بين «العربيّة» و«الجزيرة»، إثر نشر الأخيرة تقريراً مشكوك بمصداقيته، يظهر أنّها الأولى عربياً، تبعاً لاستطلاعات رأي أجرتها شركتا «إيبسوس» و«سيغما».
ويكتب جونز: «الرهانات عالية جداً عقب الربيع العربي. «الجزيرة»، و«العربيّة»، وتلفزيونات عربية أخرى، استثمرت مبالغ هائلة في تغطية الأحداث، في سعيها لجذب حصّة من المشاهدين الناطقين بالعربيّة الذين يزداد عددهم، والذين يبحثون عن الأخبار والتحليلات حول الأحداث السياسية المصيريّة التي تشهدها المنطقة».
يشرح الكاتب الخلاف الذي بدأ في أيار الماضي، حين أصدرت «الجزيرة» بياناً صحافياً قالت فيه إنّ «بحثاً مستقلاً أظهر أنّ عدد المشاهدين الذين يتابعون أخبارها، أكبر من عدد المشاهدين الذين يتابعون كلّ الفضائيات العربيّة الأخرى مجتمعةً». ونسبت «الجزيرة» البحث إلى شركتي «إيبسوس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، و«سيغما» التونسيّة.
ويعود تقرير جونز إلى المقال الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسيّة، استناداً إلى بيان «الجزيرة»، متبنيةً أرقامها. أثار تقرير الوكالة بلبلة في وسائل الإعلام والصحف العربيّة، لتقوم «إيبسوس» بنفي ما ورد فيه، معلنةً أنّها لم تتعاون مع «سيغما» لإجراء ذلك البحث، وأنّ دراستها شملت 11 بلداً عربياً فقط، في حين شمل إحصاء «سيغما» 10 بلدان أخرى. كما أورد جونز ردّ رئيس تحرير موقع «العربيّة» بالإنكليزيّة فيصل عبّاس، والذي كتب مقالاً أشار فيه إلى حزنه العميق للجوء «الجزيرة» إلى «ما يبدو أنّه استطلاع رأي غير موجود» لادعاء امتلاكها الشريحة الأكبر من المشاهدين».
من جهته، يرى الكاتب أنّه من الصعب بمكان أن يحسم في حقيقة نسب المشاهدة للفضائيات العربيّة، خصوصاً أنّها تطال كلّ منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، «ولا توجد شركات إحصاء قادرة على مراقبة عادات المشاهدين في كلّ تلك المنطقة». ويضيف: «المحللون والمسؤولون الإداريون في ميدان صناعة التلفزيون، يقولون إنّهم لا يثقون بشكل كامل بالإحصاءات، لأنّها لا تجري على قياس المشاهدة في الوقت الحقيقي، بل تعتمد على الاتصالات الهاتفية بالمشاهدين بعد الحدث».
ويرى المدوّن أنّ الإجابة عن انهيار تلك الثقة، موجودة عند شركات الإحصاء، والتي ترسي دورها ببطء في المنطقة. ويشرح في سياق بحثه عن الأرقام الدقيقة: «في الإمارات العربيّة المتحدة، هنالك شركة اسمها «تي فيو» بدأت تنتج إحصائيات منذ العالم الماضي، وأظهرت تقارباً في الأرقام بين «العربيّة» و«الجزيرة». وبحسب «تي فيو» فإنّ «العربيّة» تحقق 171 نقطة في الإمارات، في حين تحقق «الجزيرة» 169 نقطة». تلك الأرقام تشمل الإمارات فقط، وقد برزت في المنافسة هنا قناة «سكاي نيوز».
رابط التدوينة على موقع «وول ستريت جورنل»
http://on.wsj.com/10sObWg